الفصل: 87:88

18.9K 344 4
                                    

الحلقة 87 '' زواج لن يستمر ''
رحلت الشمس ليأتينا اللقمر من مسكنه والليل من مهجره ...
كان يشعر بأنه مدمر بالفعل ولا يعرف بماذا يشعر زوجته هجرته واخته خطفت مصدري الأمان في حياته اختفوا فجأة وجد نفسه يسير باتجاه منزل خال سمر ليدلف من البوابة الكبيرة ليجدها تقف بجانب الأشجار  بمنامتها المريحة ظل يتاملها يتمني لو أنها تحتضتنه الآن وتخبره بأن كل شئ علي ما يرام ذهب باتجاهها لتراه لم تتحرك من مكانها حتي لا تظن أنها خائفة منه لمحة نظرة الاحتياج في عينيه لتجده يضمها فجأة ولكنها وكأنها عانقتها الكهرباء ظلت تركل وتدفع وتضرب بينما هو يتوجع ويتألم ولكنه متشبث بها يداه تأبي الترك
هدأت عندما سمعت صوت شهقاته الرجولية ونفضة جسده اثر بكاءه بضعف وانهيار نظرت له بطرف عينيه متعجبة عاقدة حاجبيها بقلق وضعت يدها علي ظهره ابتعد ينظر لها بأعين متورمة لا يستطيع فتحهما قائلا بضعف : انا هعملك اللي انتي عاوزاه بس خليكي معايا الفترة دي بس والله هريحك ومش هاجي جنبك ولا هكلمك نص كلمة انا محتاجلك اوي مش هعرف اعد من غيركوا انتوا الاتنين
بسرعتها البديهية علمت انه يتحدث عن نور لتقول بتساؤل : هي نور سافرت الصعيد تاني ..
اماء نافيا  : نور اتخطفت ومش عارفين نوصل لحاجة من الصبح !!
لم تستعب اي شئ مما قيل لترد ببلاهة
-نور ميين  !!  نور بتاعتنا .. ؟!
إماء بكل أسف لترد نافية : مستحيل مستحيل طبعا انت مجنون لا اتخطفت اي لاء .. انت بتعمل كدا عشان ارجعلك صح قولي انه مقلب وانا هرجع عادي انت بتهزر اكيد لاء نور لا لا ..
حاوط ذراعيها : اهدي والله كل الدنيا مقلوبة عليها ومش هنسكت غير لما ترجع
اجهشت في بكاء مرير تتشبث به بقوة !!
ابعدها عنه قائلا بترجي: خليكي معايا يا سمر خليكي
أبعدت يده عن وجهها واولته ظهرها وسارت بلا حياة لا ترمش حتي هي فقط تسير حتي غابت عن انظاره
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان في المطبخ يقطع بعض الفاكهة ولكن باله شارد بخطف نور حتى فلتت السكين وجرح إصبعه
الذي لم ينتبه له من الاساس كانت شهد تلاحظ شروده طوال اليوم فتجنبت الحديث إليه
دخلت المطبخ لترى ماذا يفعل وكيف صار حاله لتجد إصبعه ينذف وهو لازال شارد فاق علي صوتها الملهوف الناطق باسمه : آسر .. انت سرحان في اي لدرجة انك مش حاسس بصباعك اللي عمال ينزف دا
نظر لاصبعه ليجده ينزف بالفعل لتضمد إياه بالقطن ومن ثم تلصق لاصق طبي ابتسم لها بخفوت ك علامة شكر حاوطتت وجهه بحنانها المعهود
-مالك يا حبيبي !!
ذاب في كلماتها صوتها رائحتها الشهية امالت قلبه قليلا اشتاق لها لحضنها ونعيمها لشفتيها وشهدها
عينيها التي تشبه الفضاء الخاص به ،،
أغمض عينيه يصارع ذلك الألم الذي يتجول في رأسه لطمت علي وجهه بحنان قائلة بلهفة
-مالك ي آسر فيك اي !!
قالت بصوت يبدو عليه الألم : دماغي .. دماغي هتنفجر من الصداع مش قادر !!
أمسك برأسه بقوة وهو يحاول التحمل ليردد بخفوت
- مش قادر يا شهد همووووت !!
قالها وهو يسقط بركبتيه عن الأريكة أرضا وهو يمسك برأسه شهقت شهد بخوف ولا تعرف كيف تتصرف في ذلك الوضع ضمت رأسه بقوة وهي تحاول ان تحتويه وتهدئه ولكن ذلك الألم لم يكن بالهين ابدا جعله يتحرك ويتلوي كالدبيح! !
- ششش اهدي اهدي بالله عليك اهدي ،،
أغمض عينيه وهو يحاول الهدوء
مسحت دمعاتها الساخنة وهي تحاول الثبات من أجله اسندته قائلة بأمل : تعالي ارتاح ع السرير وانا هجيبلك حاجة تأكلها وتاخد مسكن وتنام وهتبقي كويس والله
كانت تقول ذلك حتي وصلوا للفراش جلس وهو لازال يمسك برأسه ليقول بصوت اجش
-جيبيلي ماية  !!
-مايية. .. حاضر
هرولت بسرعة وجلبت له الماء ليرتشفه بهدوء وهو ينظر لل لا شئ عاقص حاجبيه بانزعاج من ذلك الألم
بينما هي أحضرت الطعام بسرعة ووضعته أمامه ليقول ببرود وفتور : مش عاوز
-مينفعش لازم تاكل عشان تاخد اي مسكن مش هينفع مسكن من غير أكل اكننا بنشف في البحر بالظبط !!
نظر لها بحدة قائلا : هو انتي مبتفهميش قولتلك مش عاوز !!
ليحتد صوتها ويرتفع قليلا : لاء مبفهمش ولازم تاكل
ولاول مرة صوتها يعلو هكذا لنهض هابا
قائلا بتحذير  : صوتك ميعلاش تاني ووسعي اما اطلع عشان انا مش في وعيي وممكن ازعلك مني !
أغلقت الباب بالمفتاح بعند وعصبية والقته خلف الدولاب قائلة بتحدي : اعمل ما بداالك .. وبالنسبة لصوتي انت عندي خط أحمر لو حسيت انك موجوع وانت في ايدك العلاج ومش راضي مش بس صوتي إللي هيعلي أسوأ ما فيا هيطلع !!
أقسم رافعا سبابته بتحذير أكبر وهو يقترب منها لتبتعد
-اقسم بالله أقسم بالله يا شهد إذا ما اتكتمتي وقعدتي في جنب علي بال ما اجيب الزفت المفتاح أقسم بالله انا.....اااه
وضع يده علي رأسه الذي زاد المه بسبب انفاعله
اقتربت منه بلهفة تتفحصه : سلامتك ... بالله عليك يا آسر تاكل وتبطل عند عشان الصداع دا
دفعها بقوة قائلا : اخرسي... مش عاوز منك حاجة انتي السبب أصلا  !!
جلس علي الفراش بينما هي تعلم جيدا ان كل هذا الكلام لا يتقصد بها ولا كلمة كل هذا ليخفي تغيره عندما تقترب وتأثيرها عليه الذي شعرت به منه ابتسمت دون ان يري لتضع امامه الطعام قائلة بتأثر مصطنع
-حاضر انا اسفة ممكن تأكل !!
ظل ينظر لها بغل لفترة من الزمن ليخلع تيشرته بغضب دبت الرهبة في اوصالها والرعشة في جسدها لرؤيته كذلك بدأ بتناول الطعام بهدوء يعلم انه لن ينتهي من زنها المتواصل ظلت تتابعه وهو يأكل بينما هي ظلت تحاول ان تحضر المفتاح بطرق غبية طفولية ضيق عينيه سائلا اياها : انتي بتهببي اي !!
-بجيب المفتاح مش راضي ييجي !!
قام وقف خلفه لتقف هي الاخري من الارض بالكاد رأسها تصل لكتفه! !
اقترب منها جدا قائلا بهمس وترها
-وانتي عاوزة المفتاح لي !! انتي مش عملالي فيها عبده موتة ومش عارف اي !!
ابتلعت ريقها بقلق لتقول بتوتر : وانت هتعمل اي !!
اقترب أكثر حتي التصق بها للغاية صدرها الذي يعلو ويهبط ويتلامس مع أجزاء من صدره اقترب من شفتيها هامسا : هعمل زي ما قولتيلي انتي .. هعمل ما بدالي يا شهدي !!
أعينها الواسعة محدقة بعينيه التي تستشعر منهم الامان لم تجد بهما سوا الحنان والاحتواء الذي جعلها تنطق دون وعي : ما بدالك يا آسري !!
اطبق علي شفتيها بشفتيه بمتنهي الحنان ليبتعد بسرعة عاقدا حاجبيه وهو يوبخ نفسه داخله علي ذلك التسرع ولكن ماذا يفعل ذلك القلب اللعين !!
أمسك بكفها مبتعدا عنها جاذبا اياها خلفه بقوة تأوهت بألم ولكنها تحاملت علي نفسها تعلم ان كل ذلك عقاب ولن يدوم طويلا ستنهار قواه أمامها ذات مرة لا مفر .. نام علي الفراش آمرا اياها : دلكيلي دماغي !!
أحضرت الدواء وهي تسنده واعطته الدواء تعجب لهدوئها وعدم تذمرها منه لتقول بهدوء
- عشان دماغك تهدي وتعرف تنام شوية
رجعت للخلف قليلا لتجذبه من ذراعه وضمت رأسها بيدها لصدرها خصلاته الناعمة الغير مرتبة غمست انفها بها لتستنشق علي قدر المستطاع وظلت تحرك يدها برأسه وتتلو عليه الآيات القرآنية
كان بأنها تحرك بلسم في رأسه يرطبها تعجب لتلك الراحة غاضب عليها نائم بحضنها صارخا بها ضامة إياه وكأنه ولدها تعجب لذلك الأمر حتي بعد ان أمرها قامت وكأنها هي التي ترغب ذلك قبله
غفي بسلام بينما هي ظلت جالسة طوال الليل تقبل رأسه وتعتذر له وتعترف له كم تحبه ،،،
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
دخل بعد ان دق الباب وسمحت له بالدخول ليسالها بعملية : عاملة اي النهاردة !!
-ولا حاجة مخطوفة اهو... ردت بكل سخرية
احضر سليم كرسي وجلس أمامها
- انتي لو فضلتي كدا للشهرين مش هتلاقي نفسك حاولي تتأقلمي !!
حاولت الهدوء قائلة : انت حاسس ب اللي انت بتقوله عاوزني اقعد شهرين معرفش حاجة عن جوزي ولا جوزي يعرف عني حاجة وقاعدة في مكان غريب ومعرفش فيه حد! !  انت عاوز مني اي ترضي حد يعمل كدا في مراتك  !!
نظر لها بعمق قائلا : هتعرفي كل تفصيلة عن جوزك وهتكلميه بس لما يعدي اول شهر قولتلك انا مش عاوزك اءذيكي كل اللي انا عاوزه منك وجودك هنا لأني بعمل علاج لمرضك النادر دا
-يعني .. انت جايبني عشان تنقذني !!
قال بصوت هادئ متحدي : لا جايبك عشان انتقم ،
-تنتقم!!. .. قالتها بتعجب وحيرة
-اخدتي اكتر من وقتك ! كلي كويس انتي حامل لو مش عشانك عشان جنينك !!
تركها هكذا بكل بساطة لتدخل سارة قائلة بود
-اتفضلي معايا اوضة الكشف !!
ظلت تفكر مليا في كلام سليم واتخذت قرارها بأن تهدأ من أجل طفلها وتنفذ كل ما يطلبون طالما لصالحها ذهبت معها وهي تحاوط بطنها بيدها لغرفة كبيرة نسبيا بها أجهزة حديثة واريكة متوسطة وشازلونج بسيط سألتها سارة ببساطة
-مش عاوزة تشوفي البيبي  !!
اماءت نور بالايجاب لتتمدد وتبدأ سارة بفحصها بمهارة لتري نور طفلها وتستمع لنبضه ساﻻتها سارة بود : انتي عرفتي هو ولد ولا بنت !
قالت نور بسرعة : لالا متقوليش
ضحكت سارة برقة : حاضر حاضر ...
اختفت بسمتها وسألتها : احساس حلو يا مدام نور ؟!
نظرت لها نور وقالت بنبرة حنونة بالفطرة
-حاجة حلوة بس مفيش احلي من كدا تكوني شايلة جواكي حتي منك ومن نصك التاني كدا ثمرة حبكم طفل هيبقي إنسان كدا يسندك يسعدك
لاحظت نور اعين سارة الدامعة لتجلس علي الفور وربتت علي كفها قائلة : مالك بس '!! انا اندمجت اوي ولا اي !!
اماءت سارة بالنفي وهي تبتسم لتقول
-لا والله بالعكس  .. قوليلي من اكتر حد واحشك دلوقتي !!
قالت نور بتلقائية : جوزي واخويا وأصحابي !! قوليلي انتي بما انكوا ولاد ناس اهو وبيت كويس ماشاء خاطفني تعملوا بيا اي !!
-كل اللي عاوزاكي تعرفيه ان سليم عمره ما هيئذيكي دا ميقدرش يقتل صرصار ف متخافيش
قالت نور وهي كادت تجن : م هي دي إم المشكلة انكوا مش هتئذوني ولا محتاجين فلوس مثلا تطلبوا فدية لي بقا كل داا  !! تعرفي انا أيامي معدودة وكنت عاوزة أقضي الأيام دي كلها مع جوزي لحظة بلحظة مش يوم ب يوم !!
-صدقيني انا سليم مش معرفني اي حاجة عند الموضوع غير انك حالة نادرة ولازم يكتشف العلاج
اماءت نور وهي يتخللها بعض الشك ولكنها احبت سارة كثيرا وارتاحت لها !
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان جالسا في منتصف الفراش يشتم خصلاتها المقصوصةوملابسها من حوله وهاتفها الذي يحمل صورهم ظل يشاهدها وهناك الم يقطع نياط قلبه يومان ولا يعرف عنها اي شئ لم يسمع صوتها لم تتعارك معه لم تتطلب منه أشياء مجنونة يومان ولم يلتقطا الصور سويا يومان بعيدا عن احضانه يومان وكانوا أشد من حلكة السماء بدون القمر يومان وما اطولهما وما اشدهما وما اسوأهما !!! ضم خصلاتها وملابسها وهي يتنهد بألم وكم تقطع تلك التنهيدة نياط روحه الممزقة بالفعل !!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مر أسبوع علي ابطالنا وقد علم الجميع بغياب نور واختفائها حتي وهدان وليلي قد علموا بالامر الجميع الآن بمنزل نور يحاولون مواساة ادهم رغم كثرتهم إلا وأنه وحده .. وحده جدا أصبح شاحب اللون وذقنه غير متساوية يشبه المدمنين بسبب قلة نومه وكثرة تفكيره وبحثه. ..
بينما فرح كانت جالسة لا حول لها ولا قوة لم تنطق بحرف وهذا أثار الخوف في قلب معتز ..
بينما عمرو وعمر وخالد تاثروا جميعا بما حدث وأخذوا يبحثون دون كلل او ملل ولكن لا فائدة
بينما الفتيات حزنن أكثر وأكثر وأصبح هم كلا منهن حملان  !!
********************************************
فاق من النوم بعد ان حاول جاهدا ان ينام فاق علي صوت دقات الباب فتح بأعين ناعسة شعر غير مرتب بصدر عاري ليجدها امامه وقف مذهولا لا يصدق أنها هي بالفعل ظن أنها لن تعود بعد كل هذا الوقت ظل ينتظرها كثيرا بينما سمر أخذت تطالعه وتطالع هيئته كم اشتاقت له ولتلك الهيئة هيئة الصباح اشتاقت ل ان تقبلها شفتاه تقبلها بعمق اشتاقت لحضنه الدافئ الممتلئ بالأمان ..
فاقت من شرودها قائلة بتساؤل
- هفضل واقفة كدا كتير !!
ابتعد لتدخل ليحضر حقيبتها قائلا : انا اسف انا بس
قاطعته بعد ان وضعت حقيبة يدها : نايم للعصر
برر لنفسه : لالا انا عشان مش بنام بقالي فترة ف غفيت شوية !!
سحبت حقيبتها لغرفته المجاورة قائلة بجدية
-مش هنام في أوضة واحدة .. انا هنا عشان خاطر صاحبتي وبس عشان أقف جنبك واسندك عشان صاحبتي بردو وبس عشان انت بالنسبة ليا أخو صاحبتي وبس !!
ابتسم لها ببردو وكأنه لم يتأثر بحديثها ودخل غرفته غالقا الباب في وجهها !! ويرد لها الصاع صاعين
لتصدم وتشل حركتها وتظل واقفة بازبهلال دون حراك! !
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
-هنفضل كدا كتير يعني ولا اي !!
كان يحصرها بين الثلاجة والحائط وجسده لتقول وهي تحاول دفعه : خالد لو سمحت! ! سيبني
أمسك كفيها يقيضها وهو يقترب منها هامسا بإصرار
-لا مش سايبك منا متهبب سايبك بقالي أسبوع ويومين وانتي قلبك دا جاحد وكبريائك دا عاوز يتكسر ودماغك دي عاوزة تنفجر عارفة انا ممكن معبركيش عادي جدا بس مش هنوصل لحل هنفضل كدا لحد امته انا مش فاهم !!
نظرت بعينيه بإصرار قائلة
-خالد انا عمري عارضتك في حاجة لاء عنان مفيش شغل حاضر مفيش خروج مع حد غير معايا حاضر عنان مش هتروحي لمامتك لوحدك حاضر عنان مش هتروحي بيت مامتك غير وانا معاكي حاضر متنزليش متروحيش متجيش وانا حاضر حاضر حاضر مش عشان مفيش شخصية لاء عشان مش عاوزة ازعلك ولا عاوزة ادايقك بس لحد امتة انا قولي هتفضل تقولي علي كل حاجة لاء من غير ما نتناقش زي بقيت البني آدمين .. لم نبقي نعد كدا نتكلم ومترفضش من غير أسباب هبقي اطلع من الاوضة ونتعامل عادي !!
شعر خالد بكم الضغط الذي يلقيه عليها دون ان ينتبه  حاوط وجهها قائلا بحنان : انا انا اسف ماخدتش بالي
قالت برزانة : وانا مش بشتكي !!
تنهد بقلة حيلة قائلا : عاوزة اي وانا اعملهولك! !
نظرت في اعينه قائلة بثقة رغم أنها تعرف رده لا
-عاوزة بنتك اللي هي دمك ولحمك ومن صلبك اللي هي شرفك وعرضك تيجي وتتربي هنا وسطينا عاوزاه تتسجل باسمك واسم امها خلي البنت تاخد حقها وامها ترتاح في قبرها يا خالد مش عاوزة اكتر ولا اقل  !!
حرك رأسه بالنفي بقلة حيلة ليقول بشئ من الغضب والغيرة : حاضر ماشي ي عنان بس وأقسم بالله أقسم بالله يا عنان يا بنت راضي لو حسيت انك مقصرة في ولو بشبر واحد او وقتك كللله ميبقاش ليا أقسم بالله لا يبقى فيه كلام تاني! !
احتضنته بسرعة متفاجئة كليا وهي تحاول كبت ضحكاتها
-لا والله متقلقش خالص والله !!
-انا أقسمت بالله يا عناان
تشبثت به أكثر وهي تستعد لاستقبال صغيرتها الجديدة التي تعلقت بها للوهلة الأولى
ضمها خالد لاحضانه متاوها باشتياق هامسا بعتاب
-وحشتيني يا بنت الجزمة !!
لكمته في ظهره قائلة بتحذير : امي يالا! !
-اعمل اي خرجتيني عن شعوري
ابتعدت تقبل كل انش في وجهه ببطء شديد
-وانت كمان وحشتني بس لو فضلت هنا كمان لحظات هنموت متكهربين من إم التلاجة دي !!!
أغمض عينيه مستمتها بملمس شفتيها الناعمة الرقيقة حاوط خصرها جاذبا اياها بقوة له حاملا اياها هامسا لها بلهفة وشوق جارف
-اليوم كله بتاعي .. قبل زاوية فمها مكملا : من دلوقتي .... قبل الزاوية الاخري مكملا : لحد ما اشبع منك !! حاوطت رأسه وهي تسمع له ابجدية الحب التي علمها اياها مسبقا لتصبح امهر منه بالسباحة في بحر العشاق بينما هو يكون أكثر من محب للغرق في بحور نعيمها الذي ليس له حدود ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت تجلس وتشاهد التلفاز مع ابنها حتي غفي في أحضانها ظلت تربت على خصلاته بحنان امومي وتقبل رأسه من الحين لآخر وهي تنتظر وهدان ليعود من عمله هو الآخر وبالفعل
سمعت صوت المفتاح يدور بالباب ولكنها لم تستطع الوقوف بسبب جابر الصغير تعجب وهدان لم يسمع اي صوت إلا صوت التلفاز كان يعتاد علي صوت صراخهم فرحين بعودته وهم يجرون عليه بهجوم
ذهب باتجاه الصوت ليجدها تحاول القيام ولكنه أشار لها بمعني استريحي اقترب منها سارقا قبلة من شفتيه كما اعتادت منه في الفترة الأخيرة ولكنها تشعر دائمآ بأن تطول تلك القبلة بطول الالف عام
ربت علي خصلات جابر بحنان وقبل رأسه بحنان ابوي وكأنه والده حمله قائلا بهدوء : معلش حبيبي حضريلي الاكل لاني ميت جوع! !
قامت على الفور قائلة بعتاب : اني مش عارفة ايه اللي اخرك أكده !!
قالتها وهي تتجه للمطبخ بينما هو وضع جابر في فراشه المخصص له وقام باحكام الغطاء عليه حتي لا يبرد من المكيف وذهب ليستحم ..
أحضرت ليلي الطعام لشخصين قال وهدان بتساؤل مندهش : انتي لسة ماكلتيش! !
قالت بنفس واصرار : ويجيلي نفس ازاي من غيرك معرفش اكل  '!!
قال برفض  : لالا الكلام دا مينفعش انا اتأخرت النهاردة واحيانا بتأخر اكتر هتفضلي متاكليش 
-الاكل هيبرد كل الأول كدا بعدين نبجي نشوف الموضوع دا !!
هز رأسه بقلة حيلة ليبدأ في تناول طعامه لتبدأ معه ليقص لها تفاصيل يومه كما اعتادت وهي سعيدة بذلك لتقول ببعض الحزن : وادهم عامل اي دلوقتي
-هيعمل اي يا ليلي بس .. والله حاله يصعب ع الكافر كله بيدور والله عملنا كذا إعلان ومكافأة وبلغنا وملهاش اثر وكأن الأرض اتشقت وبلعتها ..
-انا خايفة اوي يا وهدان ليكون حصلها حاجة
قال بنبرة حزينة : كلنا شاكين في كدا بس محدش يقدر يقول كدا لادهم! !
نفت ليلي ما قالته : لاه ان شاء الله هي كويسة وهترجع بالسلامة ،،
امن خلفها وهدان ليقوم لتبدأ باسطوانتها المعهودة
-ديه اكل واحد واقع من الجوع .. ديه اكل راجل شقيان طول النهار والله انت حرام عليك نفسك انا باكل ادك 3 مرات !!
وجدها تقف بالمطبخ وتحدث حالها ليحاوطها من الخلف قائلا : انا ربنا خلقني بمعدة صغننة هتختلفي بقا هتعترضي! ! بعدين انا زايد 2 كيلو ي قادرة حرام عليكي اتقي الله !!
قالت بعتاب : فين ده .. وأهم حاجة حضري الاكل بسرعة عشان واقع جوع ..
دفن وجهه بعنقها يعلم أنها تغار منها : بطلي تألثي عليا يا كلبة. .
ضحكت بقوة : وهدان خلاص. .. جابر نايم ... هيصحي! !
توقف عن مداعبتها وهو يقبل وجنتها بحب قائلا
-هعمل شوية حاجات في المكتب علي ما تخلصي
- ماشي ..
مرت نصف ساعة ابدلت ملابسها بقميص نوم اسود اللون فاتن للغاية يكشف عن فخذيها الناعمتين يبرز مفاتنها بدقة ونصف ظهرها مكشوف تركت العنان لخصلاتها السوداء وضعت عطرها الذي يثير جنونه
انتهي ذاهبا للغرفة هي تعلق احدي الأشياء بالخزانة أدهش من جمالها هيئتها سال لعابه ليبتلع ريقه ولكن الي متي ستظل السيطرة علي نفسك اغلق الباب
اقترب منه بغنج ومدت يدها أغلقت الباب بالمفتاح وقد التصقت به قائلة وهي تغمز له
-دواعي أمنية !!
جاءت لتمشي ولكنه جذبها بسرعة لاصقا ظهرها بصدره العريض وهي تشعر بأنفه وهي تتجول بخصلاتها مستمتعة لتشعر بشفتاه تلثمها بكتفها برقة اذابت كل حواجز التوتر والخوف والتردد داخلها
التفتت له تحسست لحيته الخفيفة بيدها قائلة بنعومة : انا عاوزة املي العالم دا كله عيال منك شبهك وياخدوا كل تفصيلة فيك !
ابتسم لها هامسا لها بحب : بحبك ¤♡
قالت بجراءة خجلة : طب يلا نبدأ بأول عيل !!
كلماتها أثارته جدا ليلتقط شفتاها في قبلة عميقة يأكل شفتاها بنهم بينما هي حاوطت رأسه بحب ليحملها وشفتاه تأبي ترك شفتيها لتبدأ اول ليلة بينهم ليلة مولعة بنار العشق والشوق
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مينفعش منك كدا يا سارة والله ... قالتها نور بعتاب
نظرت لها سارة بأعين مندهشة : مينفعش مني انا لي انا عملت .. هو اللي عاوز يتخانق !!
تنهدت نور وهي تضع يدها علي بطنها المنتفخة قليلا : مهما حصل بينكم مينفعش تهدديه بجودك او انك هتمشي مينفعش .. مهما عمل هو راجل صوته يعلي انتي لاء هو ممكن يغضب ويسيب البيت انتي لاء !!
بكت سارة بحرقة قائلة : يعني شيفاه اتمسك بيا اوي ... دا ... دا قالي في دااهية .. بعدين انا كمان لسة طاقتي يا نور  ،
ابتسمت نور ابتسامة خفيفة لتقول لها سارة بتعجب
-بتضحكي علي اي !!
-بشوف فيكي نفسي القديمة لما كنت اتخانق مع ادهم كنت بعمل زيك كدا وازعق واتنطط واحبس نفسي واحرمه مني واتحرم منه وفي الآخر مبنوصلش لحل بصي ي سارة الرجالة دي اطفال عامليه زي الطفل سايسيه طاوعيه ولما يغضب احضنيه لكن اوعي تحسسيه ب كدا او تحسسيه ب انه طفل  انك بتاخديه علي اد عقله لاء يعني انا وادهم لما كنا بنتخانق هو يفضل يزعق يزعق وانا واقفة قصاده مبقولش غير حاضر انا غلطانة حقك عليا واحيانا مبتكلمش لما يخلص اروح حضناه واقوله وحشتنياو اهديه ف بيهدا خالص ونعد نتكلم بهدوء واحيانا بلاقيها ضغوط في الشغل شد مع أصحابه كدا يعني بعدين سليم ميقدرش يستغني عنك ي سارة انا شوفت الحب في عنيه ناحيتك ولما قولتيله انك هتمشي شوفت الخوف والتوتر بس عشان يداري قالك في داهية  ...
تنهدت سارة بتعب  : انا تعبت ي نور تعبت ل تعبه انا نفسي اعرف ماله فيه اي هو مبيتكلمش معايا خالص مبيحكيش اي حاجة بحسه في عالم تاني عارفة هو لو كان كدا من الأول مكنتش هزعل واقول هو شخصية انطوائية مع نفسه وخلاص انما هو مرح جدا واجتماعي جدا ومكانش بيبطل ضحك من بعد موت زياد وهو بقا كدا !!
قالت نور بتساؤل  : زياد مين دا !!
تنهدت سارة بثقل : اخو سليم .. كان بيحبه اوي كان عنده 20سنة
قالت نور بتأثر  : يا روحي ربنا يرحمه ويغفرله
لتكمل سارة : واحيانا أقول يمكن موضوع الخلفة دا واني مش عارفة اجيب بييي دا بردو مخليه عامل كدا بس انتي عارفة والله انا قولتله كتير يتجوز وانا راضية ومش هبقي زعلانة بس يرجع زي الأول
قطع حديثهم طرقات الباب دخل سليم الذي كان يقف ويستمع لحديثهن كان يمر بالصدفة ولكن حديث نور جذبه للوقوف  ..
جلس علي ركبتيه أمام زوجته التي كانت تجلس علي الفراش قائلا بمصداقية
-مش ذنبي ان قلبي راح معاكي ومجاش. . مش ذنبي اني معرفش أفكر حتي في اني المس واحدة غيرك مش ذنبي اني مش عاوز اطفال غير منك انتي !!
ادمعت عيناها قائلة بحزن : وانا مش ذنبي اني مش عارفة اديك اللي انتي عاوزه !! انا أرض بور  ي سليم
وقف واحتضنها : ششش متقوليش كدا .. متقوليش كدا .... اهدي اهدي
بكت بانهيار في احضانه ادمعت عيني نور تذكرت ادهم عندما كان يحتويها بنفس الطريقة
مسحت دموعها قائلة بصرامة زائفة
- يوووه اي النكد داا. .. انا مش عاوزة أبني نكدي .. اطلعوا عيطوا برا
ابتسمت سارة وخرجت من أحضان سليم واحتضنت نور متمتمة : شكرا ي نونو .. انا حبيتك اوي
دفعتها نور قائلة متألمة : طب وحياة ابوكي اجلي جرعة الحب دي بعدين عشان انا ظهري خلاص معدتش قادرة هموت وافرده
تدخل سليم بجدية كعادته : تعالي ي سارة وسيبيها ترتاح ..
ذهبت سارة معه بينما نور خلعت حجابها وأخيرا فردت ظهرها للتأوه بطريقة مضحكة
-ااه وي وي وي يا دهرك ي نور يا بنت أحمد
شعرت بركلات قوية في بطنها وكأن هناك مباراة بالداخل وضعت يدها علي بطنها قائلة بسعادة
-اي اي بالراحة علي مامي ي مجرم  هتبقي شقي ي بابي انا عارفة
تجمعت الدموع بأعينها قائلة باشتياق
- وحشتني اوي اوي ي ادهم ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
- يا فرح بقالك يومين لا بتاكلي ولا بتتكلمي ولا بشوفك اصلا زي الناس دايما نايمة
ظلت تنظر له كالاموات كالجسد ال بلا روح ولا تتفوه بحرف الدموع تتجمع بأعينها وتورمها ولكن لا تنزل اقترب منها يهزها بهدوء : يا فرح ردي عليا مترعبينيش عليكي كدا حرام عليكي فرح ردي
فقط تنظر له ب لا مبالاة ولا تجيب
حاوط وجهها قائلا : طب بصي تعالي خدي شاور وتفوقي كدا وتاكلي ونتكلم زي الناس .. تعالي
أغمضت عينيها وسقطت من بين ذراعيه متستلمة لتلك الغيبوبة التي كانت تندايها اختفت نور من حياتها وكأن اختفي من تجعلها تعيش من الاساس استسلمت وعلى الدنيا كل السلام ..
صدم معتز ليحملها بسرعة وهو يردد باسمها صارخا
-فرررح اصحي .. فررح قووومي !!
وضعها علي الفراش ليجد هاتفها يرن فوجدها سمر ليرد بلهفة لعلها تعلم ما الذي يحدث معها
-الو الو سمر فرح فرح اغمي عليها ومتفوقش انا مش عارف اعمل اي !! الو  سامعاني
تسمرت سمر وكأن صعقتها الكهرباء قالت بتعلثم ملعقة وهي تدور بالغرفة
-طب طط  طب بص انت  انت  لازم تصحيها لازم تفوق قبل ربع بالله عليك .. ات اتصرف  ي معتز اقرصها جامد رش في مناخيرها برفيوم اعمل اي حاجة انا جاية جاية حالا  ..
أغلقت معه ووضعت عليها العباءة والحجاب وذهب لغرفة مازن وهي تدق الباب بعنف ليفتح لها وهو في قمة ولكن تفاجأ من منظرها الباكي وشكلها الغير منظم ليسألها بتوجس: في اي ي سمر
أمسكت يده بيدها المرتعشة : بالله عليك تعالي وصلني لبيت فرح بسرعة ي مازن
-حاضر حاضر اهدي بس هجيب مفتاح العربية وجاي  اهو  ..
نزلت سمر وهي تكاد تقع عدة مرات ولكنها تتمسك بالحائط. ...
وهي تشعر بأنها محاوطة بالكوارث من كل اتجاه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان جالسا شاردا في ابنة عمه بحث عنها في كل مكان فعل كل ما بوسعه ويمكن أكثر ولكن لم يتوصل لاي شئ ..
دخلت ريم بأحضانه تفاجأ من دخولها الغير متوقع
وأخذت تقول بأمل
-ان شاء الله هي كويسة وطفلها كويس وهترجع بالسلامة بإذن الله نور طول عمرها قريبة من ربنا وهي في رعايته ان شاء الله
تنهد بثقل قائلا بتمني : يا رب ي ريم يا رب
قبلت ما طالت شفتيها وكانت أسفل تفاحة آدم بقليل الخاصة به ليضمها لاحضانها وهو يعتدل لكي يصبح هو في أحضانها يستمع لنبضات قلبها التي تنبض في أجله فقط !! 
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
-اسما اطلعي برا بالله عليكي عاوز اقعد لوحدي
قالت أسما بنفاذ صبر  وانهيار
-حرام عليك بقا أنا. ..                       #Nour
الحلقة 88 من ''زواج لن يستمر''
قالت أسما بانهيار : حرام عليك بقا أنا تعبت تعبت من الوحدة دي تعبت من كل م اجيلك سيبيني لوحدي عارفة انك تعبان ومتدايق وشايل الحمل وكلنا شايلين الحمل نور غالية علينا كلنا..وإن شاء الله هترجع الناس لما بتقع في مشاكل بتتعاون وبيكونوا مع بعض وانت سايبني لوحدي وسايب نفسك لوحدك مفيش حاجة هتتحل كدا .. انت عارف ان انا بكره اني احس اني لوحدي وانتي حسستني ب دا وعارف ان انا طول عمري لوحدي ودلوقتي كمان وهفضل باقي عمري لوحدي .. تعبت والله تعبت
احتضنت وجهها بكفيها واخذت تبكي بشهقات متتالية كالاطفال بكائها يزلزله من الداخل هو لم يتقصد ذلك لم يتقصد ان يؤلمها كل هذا الألم هو فقط يشعر انه بأسوأ حالاته هو ببساطة يخشى عليها منه وهو بتلك الحالة ولكن هذه ليس حجة !!
التفت لكي يأخذها بأحضانه ويصلح ما يحاول إصلاحه ولكن .. تفاجأ بخلو المكان
دب المكتب بيده ليتشقق الزجاج كما يتشقق قبله الآن من الندم ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
صباح يوم جديد ومشرق ،،
-ليالي معلش اقفليلي كم القميص دا ..
خرجت من شرودها علي صوت جواد لتغلق زر الكم كما طلب بنمتهي الهدوء جلس أمامها قائلا بتأنيب
- وبعدين مش قولنا نقوي كدا ونثبت عشان ادهم
نظرت له قائلة : مش قادرة ي جواد مش قادرة
خايفة يحصلها حاجة انا طلعت بحبها اوي وخليفة علي أخويا اوي ي جواد
احتضنها ليبث فيها الاطمئنان
-ان شاء الله خير متقلقيش انا مش هسيبه وهفضل اطمن فيه .. بس انتي متزعليش نفسك ..
مسحت دمعاتها واماءت بالإيجاب
نهض واقفا قائلا بمرح : يلا بقا بوسة بوسة بسرعة
خطف قبلة سريعة من شفتيها قبل ان يغادر لتبتسم بحب وتدعو ان يمر كل شئ علي خير وان يبقيه معها مدي العمر ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
-انا مش عارفة أشكرك ازاي ي بنتي !!
التقطت عنان الطفلة بحرص قائلة بحب
-مفيش داعي يا طنط والله انا مبسوطة جدا بيها بعدين متقلقيش خالد قلبه طيب وهيحبها بسرعة دي مهما كان بنته وانا هشيلها جوا عنيا مفيش داعي للقلق خالص ..
-عارفة يا بنتي ربنا يحميكي .. طيب بصي مفاتيح البيت اهي هلم حاجتي بس والملك حاجتها وهمشي علي طول ،،
أمسكت عنان بيدها قبل ان تسير من أمامها متسائلة بتعجب : هتمشي تروحي فين ي طنط
-- اي مكان ي بنتي بلاد الله واسعة
صممت عنان قائلة بإصرار : لا ي طنط لاء تروحي فين دانا ما صدقت بيت ماما اتفتح تاني وبقي فيه حس ..
-لا ي بنتي مينفعش. .
-هو اي اللي مينفعش يا طنط .. انتي عاوزة تزعليني ورحمة حنان بنتك م انتي ماشية من هنا عشان خاطري ي طنط خليكي هنا
تنهدت بقلة حيلة قائلا : ازاي بس ي عنان ي بنتي لاء انا مش هبقي مرتاحة اللي كنت قاعدة عشانها وخايفة عليها انتي هتاخديها اهو اقعد عشان مين!
قالت عنان بحزن : عشاني مش انتي بتقولي بفكرك بحنان وانتي كمان بتفكريني ب ماما  
تنهدت مرة اخري قائلة بتفكير
-خلاص يبقي هدور علي شغل واديكي ايجار البيت انا هبقي مرتاحة كدا اكتر
تنهدت عنان براحة قائلة : خلاص وانا موافقة اعمل اي  .. دماغك صعبة .. وشغلك عندي .. ام فريدة جارتنا كانت عاوزة حد يساعدها في شغل تريكو ولو مبتعرفيش هتعلمك شغل وانتي قاعدة في البيت ماشي !!
تنهدت براحة قائلة بشكر : والله يا بنتي ما عارفة اقولك اي !! ربنا يحفظك لشبابك ..
ابتسمت  عنان متذكرة لتسألها مستفسرة
-إلا صحيح يا طنط البيبي دي اسمها اي .. !!
ابتسمت بود قائلة : اسمها ''مايان''
انبهرت عنان باسم : واااو مايان حلو اووي
-حنان بنتي كانت عاوزاه نفس نطق اسمها مايان حنان كدا يعني
ضحكت عنان قائلة بحماس : وعلي وزن رسمي انا كمان .. مايان وعنان ..
قبلت عنان الطفلة النائمة علي ذراعها وهي تمسد علي خصلاتها لتتحدث معها
-عارفة انا حبيتك أد اي .. حبيتك وكانك بنتي انا من رحمي انا هنروح دلوقتي بيتنا وهنشتري حاجات كتيرة ل ميمي الله حلو ميمي صح .. هنجيب لعبة وهم ولبس وفساتين وكل حاجة حاجة !!
أحضرت جدة مايان الأشياء في حقيبة لتأخذها عنان وهي في انتظار خالد ... ليصل بعد ربع ساعة
استيقظت مايان ظلت تنظر لعنان بأعينها الواسعة وتبتسم ابتسامة طفولية جميلة لتغمض عيناها مرة اخري ضمتها عنان بحنان قائلة : يا خراشي هاكلها ي ناس !!
ليقول خالد بسخرية : اركبي ي آكلة الأطفال !!
لتخرج لسانها بعند وهي تركب السيارة ليقول بحسرة : طفلة هتربي طفلة ازاي يا ربي !!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استيقظت شهد بعد ان حاولت جاهدة النوم منذ ما علمت خبر خطف نور لا تنام إلا القليل لا يراودها النوم وإن غفت تراودها الكوابيس 
استيقظ آسر هو الآخر ليجدها مفتحة الأعين تنظر لسقف الغرفة لينهض واضعا رأسه علي أسفل صدرها  محاوطا خصرها قائلا بنعاس : مالك ي روحي
مسدت علي خصلاته بحنان قائلة بحزن
-خايفة !!
نهض مسرعا حتي أصبح فوقها وجهه يقابل وجهها هامسا بحنان : يحرم عليكي الخوف طول م انتي في حضني ،،
ادمعت عيناها قائلة ببحة وترجي
-نور هترجع ي آسر !!
استند بجبينه علي جبينها متنهدا بأسف وهو يحاول بث الأمل فيها
-ان شاء الله هترجع انا متأكد
أغمضت عيناها وهي تحاول السيطرة علي دموعها
متمتمة  : ان  شاء الله 
غير الموضوع مازحا : طب اي بقا احنا مش هنفطر
حاوطت وجهه قائلة : يلا نقوم نعمل فطار
قال بخبث : لا انا عاوز فطار من دا  ... وأخذ يقبل كل انش بوجهها لتقول بمكر : لا مش هنفطر فطار  من دا هنفطر زي بقيت البني آدمين
قبل اذنها باستمتاع وهو يكاد يأكلها
-لالا مبحبش افطر زي حد انا .. طب بزمتك حد يفكر فول وطعمية ويسيب العسل والمربي يا مربي 
قالها وهو يقبل عنقها وهو يكاد يلتهمها حاولت شهد الا تندمج مع لمساته وقبلاته ولكن كيف تنكر ذلك الشعور عندما تشعر بشفتيه تفتح وتغلق علي جسدها الناعم كيف !!  لانت نبرتها وتحولت لنبرة مبحوحة أكثر نعومة يكاد يسمعها  همست برقة
-كفاية يا آسر ...
ابتعد عن عنقها بعد ان ترك عليه علامات صك ملكيته وحبه  اغمض عينيه وهو يمرر أنفه علي وجهها خصلاتها وهو يطبع قبلات متفرقة علي جبينها قبل اذنها هامسا بحرارة
-مشتاقلك اوي !!
وهي أيضا تشعر بأنها تريده لا ترغب بابتعاده عنها تري هذا الاشتياق أيضا وفجأة وجدت نفسها تنطق بلا وعي : وانا كمان مشتقالك اوي !!
وكأنها أشعلت فتيل الرغبة والاشتياق والحب بعد ان كان شرارا لينقض انقضاضا ساحقا علي شفتيها ويداه تعبث في ملابسها حتي تمكن من إزالتها بكل سهولة ليسلبها اياها ككل مرة يسلب بها روحها وقلبها في كل رحلة يأخذها معه بها !!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت تتوسد ذراعه بينما هو يضمها بحنان بالغ ويمرر أصابعه بخصلاتها الناعمة مستمتعا بذلك الوضع كثيرا نظر بالساعة إذ وهي الثامنة صباحا حان ميعاد عمله ولكن يأبي الخروج من أحضانها يأبي الابتعاد عن رحيق رائحتها ولكن ما باليد حيلة
حاول سحب ذراعه من تحت رأسها بهدوء حتي لا تستيقظ ولكنها شعرت به واستيقظت بالفعل لتبتسم ابتسامة واسعة خلابة سرقت قلبه لوهلة
استند علي ذراعه ينظر لها بينما هي أخذت تمسح علي عينيها بنعاس وفجأة حاوطت عنقه بذراعيها ليميل عليها بجذعه العلوي ويضمها مبتسما
ظلوا هكذا للقليل من الوقت لينظر لها قائلا بلؤم
-لا مش هينفع كدا هروح الشغل ازاي طيب !!
ابتسمت مرة اخري لتغلق عينيها ولكنها ادعت الجدية قائلة : لالا يلا ع الشغل احنا هنتدلع ولا اي
مسد علي خصلاتها قائلا : مبسوطة يا ستي بقيتي بتتكلمي مصري احسن مني اهو !!
قالت بتلقائية : بجد  !!
- جد الجد  !!
قالت بدلال قاتل وهي تحرك ابهامها علي صدره بعبث : طب مفيش مكافأة كدا ولا كدا يعني حاجة تدعمني  !!
ذاب في دلالها رقتها لمستها التي جعلته تلقائيا يعانق شفتيها في قبلة طويلة تشبثت بخصلاته وكأنها أرادت الموت مختنقة في حبه !!
بعد قليل يجلس علي الطاولة ويمزح مع جابر كعادته
لتعنفهم ليلي بصرامتها : خلاص بجا كفاية لعب اكده وكل واحد يفطر 
نظر وهدان ل جابر واشار له بعلامة الذبح ليضحك بطفولة لتزمجر ليلي بتحذير : وهداااان !!
-امرك يا فندم ..
شرعوا في تناول الفطور بينما رن هاتف وهدان
لتقول ليلي بسرعة : خليك هقوم اجيبوا...
اتت بالهاتف ليجيب بعملية : ايوا يا نانسي .. تمام .. لالا انا مسافة السكة استقبليهم في اوضة الاجتماعات انا جاي تسلمي يا نانسي يلا سلام
كانت ليلي تشتعل اشتعالا ولكنه كانت تخرج ما بها في الطعام دون ولا كلمة ..
ليرن هاتفه مرة اخري ليرد بفرحة ولهفة
-حبيبة قلبي ... وحشتيني جدا يا ست الكل .. اخبارك وأخبار صحتك .. 
- كيفك يا ولدي انا منيحة .. انتو عاملين اي وجابر وليلي  كلوا بخير ..
ليرد وهدان بسرور : ايوا يا ماما جليلة كلنا بخير
-معلش يا ولدي كنت عاوزة منك طلب اكده هتجل عليك أصل جواد مش فاضي وعنده شغل !!
كنت عاوزاك يا ولدي بس تيجي تاخدني لولدي عاوزة اكون وياه في الظروف داي !!
ليرد وهدان بأسف : طبعا يا ست الكل طبعا هاجي اخدك بعدين اي تتقلي دي هتزعليني اهاا .. هاجي واخدك بعيوني وحتى لو جواد فاضي انا اولي بيكي بعدين انا عاوزك جامدة أكده ادهم محتاجك والله ان شاء الله راجعة !! بإذن الله نور راجعة
-ربنا يخليك يا ولدي أمين يا رب ..
انتبهت ليلي لذلك الحديث وحثت جابر علي الصمت لينهي وهدان المكالمة ويحكيها لها لتتذكر أمر نانسي لتعقد حاجبيها بانزعاج مرة اخري نهض وهدان ولملم اشياؤه قائلا بصوت مرتفع : انا ماشي !! 
خرجت قائلة بغضب وحدة : امشي! !
ودخلت مرة اخري تدب الأرض بقدميها ليعقد حاجبيه متعجبا : مالها الهبلة دي !!
دلف لها للمطبخ قائلا لها : مالك يا روحي !!
نظرت له بحنق منفجرة : مالي مالي يعني مالي هاه مالي بشد في شعري ولا اي ولا...
قاطع حديثها باقترابه منها بقوة ملتصقا بها ليبقي فقط سنتي واحد بين شفتيها لتخترق الأنفاس
لتقول بتوتر وتعلثم لم تعهده : ج ج جابرر ..
لم يبالي وشدد من حصاره لخصرها قائلا بصرامة حنونة : مالك !!
أغمضت عينيها باستسلام قائلة له بغيرة
-كنت بتكلم مين !!
علم أنها تسأل على نانسي ولكنه كبت ابتسامته قائلا لها ببلاهة  هامسا : نانسي مين !
لتقول بغيرة وحدة : انا مش عيلة ولا هبلة وقسما بالله لو شوفت واحدة بتبصلك بس كدا أقسم بالله لاكون مقطعاها حتت ورامية كل حتة في بلد عش..
قاطع كلماتها بشفتيه التي اعتقلت شفتيها ومنعتها من الكلام يقبلها بعمق شديد وكأنه يثبت لها ليس له شان بأخري فقط هو لها  !!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت جالسة تضع رأسها بيت راحتي كفيها لا تدري ماذا تفعل مشتتة كليا شردت بكل من حولها صديقتها التي لا تعلم عنها شئ والاخري الممددة علي الفراش التي لا حول لها ولا قوة اخرجها من شرودها صوت المعتز الفاقد للامل 
-قومي ي سمر روحي ارتاحي وانا هفضل معاها هنا
-لا ي معتز أخاف تفوق في اي لحظة !!
تنهد معتز بيأس قائلا : يا سمر دي غيبوبة دماغية يعني فرح رافضة الواقع ومش راضية تقوم قدامها شهر او شهرين او يمكن اكتر !!
لتقول بأمل  : ويمكن اقل .. ان شاء الله تقوم !!
-انا مش عارف اي كمية المصايب انتي وبعدين نور وبعدين فرح !! في اي
طمأنته سمر  : متقولش كدا ي معتز المؤمن مبتلي ان شاء الله خير متقلقش والبت القردة دي هتقوم قريب
ابتسم معتز بامتنان : انا مش عارف اقولك ي سمر والله شايلة الحمل دا كله لوحدك ومفارقتيش فرح لحظة كفاية مشاكلك مع مازن ومع ذلك بتطمني اللي حواليكي !!
اماءت له بصمت وشرود ليكمل معتز بصراحة
-سمر مازن بيحبك بيحبك جدا وانا متأكد من شاف يومين من غيرك محدش يعلم بيهم إلا ربنا
انتبهت لحديثه ناظرة إليه قائلة بتصميم
-اللي مازن عمله انا مستحيل اسامحه عليه يا معتز دا قتلي ابني  كان زماني دلوقتي في الخامس او في السادس كمان !! 
تعجب معتز طريقة تفكيرها ليقول بتصحيح
-أولا ابنكم مش ابنك لوحدك ثانيا مقتلوش مكانش يعرف انك حامل اصلا لو كان عارف مكانش دا كله حصل ثالثا انتي كدا بتعارضي إرادة ربنا لو ملهوش انه كان يفضل في بطنك لحد دلوقتي مكانش هيفضل سواء كان بسبب مازن او من غير .. ثم انتي حاولتي تتكلمي معاه بعد حاولتي تعرفي في اي او اي اللي كان مدايقه ادوا لنفسكوا فرصة تانية يا سمر وهاتوا بدل الطفل عشرة راجعي نفسك يا سمر الغلطة لحظة والندم عمر !!
حديث معتز نبهها لنقطة ما أنها بالفعل لم تحاول ان تتحدث معه حول ما حدث لم تحاول السماع حتي !! لم تعطيه الفرصة .. أخرجها من شرودها دخول مازن الذي إستمع للحوار ظل ينظر لكليهما قليلا وقال وهو يحاول الثبات : يلا ي سمر عشان ترتاحي شوية وابقي اجيبك تاني ...
جاءت لتعترض ولكن قاطعها معتز : معلش ي سمر روحي ارتاحي وانا هفضل معاها هنا يلا يلا قومي
وبالفعل استجابت له مما أثارت دهشة مازن وغيرته تزايدت مشت أمامه وهو تلاها بخطوات
وقف أمامها أمام السيارة قائلا بدهشة وسخرية
-يعني لما انا اقولك قومي متقوميش ولما معتز يقولك قومي .. تقومي !!! دا  معناه اي ان شاء الله
قالت بكل استهانة : عادي مش معناه حاجة كل ما في الأمر حسيت انه عاوز يعد معاها علي انفراد فقولت اسيبهم سوا مش اكتر !!
التفتت لباب السيارة لتفتحه ولكنه أمسك ذراعها بقوة يلفتها له قائلا بحدة : انا لسسة مخلصتش كلاامي عشان تركبي ..  شدد علي ذراعها قائلا وهو يضغط علي أسنانه بعصبية : سمر انا راجل وراجل اووي وعمري ما استحمل عفراية علي رجولتي إذا كنت بمشيلك انك تعلي صوتك عليا في البيت او غيره ف دا بعمله بمزاجي بهزار يعني عشان بينا وبين بعض عشان ببقي واخدك صاحبتي انما انك تكسري كلمتي قدام حد وتمشيني علي مزااجك دا عند امك ساامعة .. انا مرضيتش اعلق فوق احتراما ليكي قدام معتز بعدين يقولك سمر بتااع كنتوا بتلعبوا استغماية سوا في الشارع ولا اي بعدين انا زي الزفت بتشتكيني لا والله عال يا ست سمر يا بنت الأصول
تألمت سمر من قبضته قليلا فحاولت تهدئته 
-طب ممكن نروح نتكلم في البيت زي الخلق احنا في الشارع يا مازن ..
مسح وجهه بعصبية وقوة زافرا بقوة كل هذا الكلام وفي النهاية ''احنا في الشارع يا مازن '
فتح باب السيارة ودفعها بعنف داخله تأوهت كثيرا واعتدلت في جلستها لييصفع الباب بقوة افزعتها بالرغم أنها كانت علي علم بأنه سيفعل ذلك ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت تحبو في المكان بينما عنان كانت تحبو خلفها لحبو مايان بسرعة حتي لا تستطيع عنان الإمساك بها لتضحك الطفلة بقوة لتحملها عنان وترفعها بالهواء لتزداد ضحكات مايان احتضنتها عنان بحب لتتمسك بها الطفلة بطفولة لتقول لها عنان بحنان
-يلا قولى ... بابا ... بببباببباا
لتردد الطفلة : ب.ببببا ... باا. ..باا
ضحكت عنان بقوة قائلة : كل دا بابا طب قولي يلا عنان. . عناان. .
ظلت الطفلة تنظر لها ولفمها لتلتقط الحروف لتقول بعدها : ناااه .. ناااه 
احتضنتها عنان بفرح قائلة : قلب عنان وعيون عنان وروح عنان
لتردد الطفلة بعفوية : ناه ناه. ..نناه
ضحكت عنان بصخب قائلة لها : ي شقية انتي بصي بقا ي كوكي اقعدي العبي هنا بالألعاب كدا اممم ونفتح التليفزيون كمان اهو عشان عنان تعمل الهم ل بابا ..
كانت تتحدث وهي تضع الطفلة أرضا وتضع أمامها العا
العابها وتفتح لها التلفاز تندمج الطفلة مع قناة ،،طيور الجنة،،ك باقي الأطفال
ذهبت عنان لتقوم بتجهيز الطعام بينما كانت تذهب لرؤيتها بين كل حين واخر
وصل خالد المنزل ودلف للداخل ليجد طفلته الجميلة تجلس ارضا وتهتز بعشوائية ''ترقص'' علي إحدى الأغنيات ليبتسم بحنان دون وعي منه لم تشعر عنان بوجوده بينما راقب خالد جو الصالة تقريبا في المطبخ اقترب من الطفلة ليجدها تتمسك به وتقف تريد ان يحملها وبالفعل حملها برفق وظل ينظر لتفاصيلها الصغير البريئة ليجدها تمد يدها وتداعب لحيته قائلة بطفولة : بب..باباببا..
ضمها له برفق شديد مهما فعل غريزة الطفولة داخله اقوى منه وضعت الطفلة رأسها كتفه بينما هو ظل يشتم رائحتها التي أصبح يدمنها كما أدمن رائحة عنان انتبه لما يفعله ليضعها أرضا كما كانت لتعترض الطفلة صارخة بينما هو هرول بسرعة من أمامها قائلا : عناني. .. انتي في ي حبيبي انا جيت !!
ردت وهو تقطع الخضار : انا هناا تعال
ذهب لها في المطبخ محتضنا اياها باشتياق وهو يغمس وجهه في خصلاتها متنهدا : اعمل اي في ريحتكوا اللي هتجنني دي !!
انتبهت عنان لصيغة الجمع التي يتحدث لتلتفت له عاقدة حاجبيها قائلة بنبرة المخبرين
-ريحتكوا !! مين دول ي خالد
تنحنح وقال بتبرير غير متقن : اقصد شعرة وشعرة وشعرة يبقوا شعرات خصلات شعرك يعني هتجنني
ضيقت حاجبيها غير مقتنعة بكلامه ولكنه لم يعطي فرصة لها لتفكر بعد ان اكتسح شفتيها بشفتيه المجنونتين الراغبتين في أكلها بنهم تفاجأت من تلك القبلة المفاجأة ولكنها تجاوبت معه مما جعله يتلهف أكثر لتقبيلها اكثر وأعمق وأخيرا استطاعت دفعه
هامسة وهي تلهث : يخربي يخربيتك. .. هموت
ضحك بخفة قائلة بصوت مرتخي : وحشتيني ..!
دفعته أكثر قائلة بجدية : لالا مش هينفع خالص بص لسة عاوزة اكمل الاكل وانشر وناكل ونغسل الاطباق
جذبها من خصرها يقبل وجهها وعنقها وكأنها لم تتحدث منذ قليل لتحاول أبعاده ولكن قد زاد الامر خطورة لتجد يده تدلف من أسفل التيشرت لينتفض جسدها وهي تحاول منع ذلك ولكنها كالعادة مسلوبة الإرادة يسلب عقلها ككل مرة لتسمع همسه الحار باذنها
-البيجامة دي جنان عليكي وهتبقي احلي من غيرها
صفعته علي صدره ليضحك بقوة علي لونها الذي شحب من دعابته قائلة : انت سااافل
-عاااررف بمووت في السفاالة
ظلت تتحرك بقوة وتحاول دفعه قائلة بتوتر
-مايان بتبص علينا يبني اووعيي
-قال يعني فاهمة حاجة وكدا .. 
كانت الطفلة تراقبهما بأعين شبه ناعسة وفمها يأخذ وضع ال O
وأخيرا ابتعد عنها خالد لتحمل عنان الطفلة بينما ذهب خالد للغرفة ليبدل ثيابه بينما لاحظت عنان رائحة خالد المعلقة بثياب الطفلة لتدرك الآن عن من كان يتحدث خالد عندما قال ''ريحتكوا''
استندت الطفلة برأسها علي كتف عنان وتغمض عينيها عدة مرات حتي تذهب في ثبات عميق وضعتها عنان برفق علي الفراش وقبلت رأسها بحنان وهي ترتب خصلاتها ..
خرجت عندها لتطفئ النار علي الطعام وتري ماذا يفعل هذا المجنون حتي لا يغضب تقسم ان عقله أصغر من عقل طفلته ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كالعادة يري عمله يأخذ منها الدماء ويري مؤشراتها الحيوية لتقول له بتساؤل : فاكر يا دكتور انت وعدتني انك هتخليني اشوف ادهم .. فين دا !!
ليرد باقتضاب : هنخلص وهتلاقيه في اوضتك ،،
لتقول بسخرية : والمفروض اني طفلة بقا وهصدقك!
اقترب منها قائلا بهدوء مخيف : أنا لو مش اد اللي بقوله... مش هقوله! !
اماءت له فقط لكي يبتعد شعرت بتوتر رهيب عندما اقترب هكذا !! وبالفعل انتهوا من الفحوصات لتردد بسخرية : والله الواحد حاسس انه فار تجارب ليرمقها سليم بنظرات باردة لتهمس داخل : سقعان! !
ذهبت غرفتها لتجدها خاوية لتنظر لسليم بنظرات ساخرة منه حاوطت بطنها المنتفخة وجلست علي الفراش لتجد أحدهم يدخل لها كمبيوتر محمول ''لاب توب'' ليفتحه سليم وتطل صورة ادهم منه وهو في غرفته حاليا شهقت نور مصدومة وسعيدة في آن واحد لتقول بصدمة : ان  انت عملت كدا ازاي
ليرد بجمود : ملكيش فيه .. انتي ليكي اني عملتلك اللي انتي عاوزاه !!
تركها وغادر بينما نور أمسكت ب الﻻب وهي تتمعن بالنظر فيه لتجده يمسك بفرشاة شعرها
......علي الجانب الآخر ......
كان يمسك بفرشاتها بيد وباليد الاخري خصلاته وأخذ يمشطهم بحنان قائلا : مش ناوية ترجعي بقا وحشتيني حتي الايام الباقيالك مش عاوزة تبقيها معايا .. وحشتيني اوي يا نور .. ارجعي وهسيبك ترسمي علي وشي زي ما انتي عاوزة ارجعي وهخليكي تلعبي في شعري .. ارجعي وانا هلعب معاكي زي ما كنتي بتطلبي مني
ارجعي عشان انا مش عايش من غيرك انا ميت مع وقف التنفيذ يا نور !! ياااا رب انا صابر للاخر يااا رب
.................
كانت دموع نور تنهمر على تلك الكلمات صوته الذي بدا عليه الضعف حاوطت وجهها وأخذت تبكي بعنف حتي راحت في ثبات عميق وهي تحتضن الﻻب
~~~~~~~~~~~~~~~~~~:~~~::~~:~~~
مر اسبوعين من بعد ذلك اليوم الجميع علم بثبات فرح الذي طال كثيرا والتي لا ترغب بالاستيقاظ منه ولا ترغب بذلك الواقع لذا لا تستجيب على استثارات لعقلها حزنت ريم حزنا شديدا لما حدث لصديقتها بينما الأمور لم تتغير عند أحد من الأبطال االا شهد التي علمت بحملها مؤخرا ومازن وسمر زاد الأمر تعقيدا بينهم أصبح يظهر لها ان وجودها من عدمه لا يؤثر به ولا يفرق معه طالما لا تحترمه ولا تقدره ك رجل و ك زوجها
اليوم عيد ميلاد نور ذكري أليمة علي قلوبهم جميعا بسبب ذلك الغياب الذي طال عن حده جلست نور تراقب شاشة الﻻب لتجده يجري مكالمة هاتفية
-ايوا ... متلغيش حاجة سيب كل حاجة زي ما هيا
انا مش جاي بس خلي الوقت يعدي كدا وكل حاجة مترتبة ..
مسدت علي الشاشة بحنان قائلة بحب
-كل سنة وانت طيب يا حبيبي
نعم عيد مولده بعدها بيوم واحد فقط ..
في مساء ذلك اليوم دق باب ادهم ليجده البواب يعطي له صندوق كبير نسبيا ..
-مين اللي جاب دا ..
-معرفش ي بيه انا لقيته ع الكنبة تحت ..
عقد ادهم حاجبيه تري من .. هل يتعلق بشئ يخص نور !! امسكه بلهفة ودخل ليجد أعين والدته وأخته وجواد ووهدان وليلي ومازن وسمر تراقبانه
-اي دا ي ادهم ..
-معرفش ي مازن لسة هشوف اهو ..
فك ادهم الشريط وقلبه ينتفض رعبا ليجد ملابسها التي خطفت بها وعليها دماء كثيرة عقد حاجبيه وهو يخرج ثيابها دماء لم تبرد بعد !!
شهقت كلا من ليالي وليلي بينما سمر خارت قواها وجلست أرضا أمسك ادهم الورقة ويداه لا تكاد تحملها ليجد ...
-سنة حلوة يا جميل .. سنة حلوة يا جميل .. كل سنة وانت طيب ي حضرة الظابط يا رب يكون خطنا عجبك والهدية تكون عجبت حضرتك .. عارف زمانك بتقول دلوقتي طب حتى جيبولي جثة مراتي ادفنها بس انا بقولك دا بعينك  .. اتحرمت من نفسها في الدنيا وكمان اتحرمت من جثتها انك حتي تدفنها اجمد كدا وامسك نفسك يلا ينعاد عليك بالمصايب والأحزان يا رب ..
ظل ادهم يحدق بالفراغ وهوو لا يصدق ما يقرأ شل حرفيا أمسك مازن بالورقة وأخذ يقرأ ليهمس غير مصدقا : مستحيل هي لسة عايشة انا متأكد
متصدقش الكلام دا ي ادهم متصدقش
اختي لسة عايشة اختي لسسةةة عااايييشةةةة انتو ساامععييسين نووووورررر عايشة  نووور عايشة! !
دخل مازن في حالة هياج حاولوا السيطرة عليه ولكن لا فائدة و......
~~~~~~~~~~~~~~~~~~:::~:~~~~~~~
#Nour

زواج لن يستمر بقلم نور سمير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن