~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان يمشط لها خصلاتها بحنو بالغ لتضحك قائلة
-وبعدين يعني هتفضل تدلع فيا كدا كتير
قال وهو يركز في اللذي يفعله
-يا ستي انا عاوز كدا واحد وبيدلع مراته اش خشخشك انتي بقا ،،
لتقول بنزق وهي تلعب بأصابعها : اه إذا كان كدا اوك
انهي ما يفعل لينهض ولكنها امسكت بذراعه فجلس أمامها عاقدا حاجبيه لتمسك بكفه مقبلة باطنه وهي تنظر له بامتنان : شكرا لأنك جنبي ومعايا شكرا لأنك في حياتي شكرا عشان مسبتنيش كانوا دايما بيقولولي عوض ربنا جميل ومفيش زيه .. بس انا مكنتش اعرف ان عوضه حلو كدا .. انت عوض ربنا ليا ي معتز
وضعت يدها علي وجهه ليغمض عينيه لا يصدق انه بعد كل هذا الصبر هي معه الآن فتح عينيه غير مصدقا شفتيها التي طبعت قبلة حارة علي زاوية فمه داعبت أنفه بانفها ناظرة بعينيه هامسة
-وحشتني اوي .. كل حاجة فيك وحشتني ي معتز
دبت الحرارة في جسده بأكمله حرارة الشوق والرغبة الدفينة حاوط خصرها وهو يحاول لملمة شتات نفسه قائلا بحروف خرجت منه علي مضض
- مينفعش .. انتي تعبانة لسة وانا...
قاطعته باحتضانها له هامسة بشوق يحرقها
-خففني بقربك مني طيب ،،
وبعد ذلك الهمس الذي الهبه ويداها الصغيرة التي عرفت طريقا لجسده ودفءه اعتنق شفتيها في قبلة طويلة يلبي رغبتها ورغبته ليتفاجأ بأنها تتجاوب معه وتبادله ولأول مرة ليميل بها فأصبح يعتليها وهو ينزع تلك الكنزة عنه لتقبله بلهفة وشوق وهو قد عرف الطريق لعنقها وأخيرا لتسطر ليلة جميلة في كتاب حياتهم ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
- يعني اي الكلام دا اتأكدي تاني لو سمحتي
شعر وكأنه في دوامة لا تنتهي فعليا لا تنتهي لقد تعب هلك من كم الاختبارات الذي يضعه الله بها ولكن هو هلك ف ماذا تفعل هي !!
قالت الدكتورة بأسف : والله يا نور زي ما بقولك مفيش حركة ولا حتي في نبض انتي سامعة حاجة
ادمعت عيني نور وهي تضع يدها علي بطنها
-لا لا ي دكتور متقوليش كدا .. هو امبارح متحركش وانتي قولتي عادي هو احيانا مبيتحركش كدا في الشهور الأخيرة ولا أتحرك النهاردة فقولت لازم اجي اكيد اكيد في حاجة غلط !!
كانت تتحدث بانهيار وتتوالي شهقاتها بعنف لينزل ادهم في مستواها يضمها : اهدي ي نور قدر الله وما شاء فعل !!
قالت الدكتورة بعملية وهي تحاول ان تقاوم دموعها
-نور انتي لازم تيجي بكرا عشان تولدي الجنين دا لأنه ميت في بطنك وكدا هيحصلك تسمم
نظرت لها نور بأعين حمراء نظرات متألمة حزينة
اسندها ادهم لتنظر له مرددة بلا وعي
-انا عاوزة ابني. .. انا مقصرتش في حقه ... انا مش هنزله ان شالله يموتني
ظل ينظر لها بنظرات يفيض منها الالم والعجز
نظرت له وهي أعصابها ترتخي قائلة
-انا انا تعبت .. تعبت يا رب والله تعبت
حملها ادهم بين ذراعيه بينما هي في عالم آخر لا تشعر بأي شئ وضعها بالسيارة وهو اعينه لم تفارق الطريق كان المه أكبر من ان يجد اي كلام يواسيها ويصبرها يصبرها علي اي شئ !!! في البداية موت أهلها ومن بعد طمع عائلتها والرغبة بالتخلص منها وزواجها منه عنوة حتي ابسط الأشياء كفستانها الأبيض لم تحصل عليه ومن بعد مرضها وخطفها والان طفلها علي اي شئ سيصبرها علي اي شئ !
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
-لا يا ميمي كدا غلط ... تؤ كخ
مدت الطفلة يدها بما تحتويه من علي الأرض لتمتعض عنان قائلة : انا مش عارفة انتي بتجيبي الحاجات دي منين بس انا رايحة جاية بكنس فيها
لم تعايرها انتباه وحبت مهرولة لأبيها القادم من الخارج نظرت لها بغيظ متمتمة : الطيور علي أشكالها تقع والله !!
نظرت لخالد بتجاهل فعلم أنها مازالت غاضبة منه
قبل طفلته بشوق مرحبا بها بينما هي دخلت المطبخ ليدخل خلفها قائلا بسماجة : عنان ممكن تجيبيلي ماية! !
نظرت له بغل ليبرر : مش هعرف اجيب بس وانا شايلها
ابتسمت له ببرود وهي تضع له الماء في الكوب وتضعه بعنف علي الرخام وتركته وذهبت امسك بالكوب وهو يرتشف الماء مقاوما الضحك
ذهبت لتشاهد التليفزيون ليجلس بجانبها بعد ان وضع طفلته التي غفت علي ذراعه في فراشها
لتساله بلهفة : مايان فين !!
-نامت ... كانت عاوزة تنام اصلا
ابتعدت عنه قليلا وهي تغير القنوات بملل ليتزحزح خلفها لتنظر له بشرز لينظر لها بمعني : ماذا فعلت
لتعيد انظارها للتلفاز وهي تقاوم الضحك
استند برأسه علي كتفها لتبعده قائلة بجفاء مصطنع
-عاوزة تنام قوم نام ع السرير
ليقول : متبقيش رخمة بقا انا عاوز انام علي كتفك
لتتذمر وهي تنفخ خديها كالأطفال
ليمسك بكفها من وسط غضبها ويقبلها معتذرا
-انا آسف يا نونتي !!
نظرت له وقلبت نظرها عنه لينزل برأسه علي صدرها ينظر يأعينها يحاول ان يستعطفها ولكنه صرخت بنفي
- لاء لاء لاء يا خالد مش كل مرة متحاولش كل مرة انت بتبقي غلطان بتيجي تنام نفس النوم وتبصلي نفس البصة وانا زي الهطلة بسامحك مش معقول خالص والله سيبني زعلانة منك ساعتين علي بعض
ضحك بمزاح قائلا بدراما : يا بنتي متقدريش سحري وجاذبيتي دا أولا ثانيا انتي المرة دي طولتي في خصامك هو انا يعني اول مرة اغير عليكي واشخط فيكي .. صالحيني بقا !!
نظرت له بغضب قائلة بنبرة سوقية بعض الشئ
-لا حدق والله قال سحرك وجاذبيتك قال معلش .. قوم بقا وخف عن دماغي عشان مش رايقالك
ضحك برجولية سحرتها قائلا : اموت فيك ي سوقي يا بيئة جااتك البلا وانا بعشقك ،،
مصمصت مصدرة صوتا متحسرا من فمها... ليقوم فجأة وهو يمسك برأسه متأوها بقوة لتنفزع ناهضة بسرعة تنظر له بلهفة وهي تزيل يده عن رأسه
- خالد .. خالد مالك بصلي .. فيك ايه خالد
ازال يده ينظر لها ليبتسم لها بشر وهو يجذبها فوقه لتدرك أنها خدعة منه لتصفه بقوة علي صدره بكافة كفيها صارخة به : انت بتستهبل اووعي سيبني
أحاط خصرها بقوة وكأنها قيود حديدية بينما هي حاولت تحرير نفسها بتحريك جسدها
ضحك بشر وانتصار ليجعلها تستشيط غضبا
-اووووفف رخخخمم
سقط بها ارضا متعمدا ليكون فوقها لكي يتحكم بحركتها المفرطة قائلا لها وهو يكبل ساقيها بساقيه
-يا بت اتهدددي بقا يخربييت شوورتك
لتقول بحدة : لاءااا انت استغليتني .. استغليت خوفي عليك !!
قبل وجنتها برقة وحنو : اعمل اي انتي مش راضية تصالحيني! !
لتقول بصوت متحشرج وقد ظهرت الدموع بأعينها لا تعلم لم تذكرت ذلك الحلم السئ
-اولع بجاز واتهبب بهباب. .. بس متفولش علي نفسك انا كنت هموت عليك بجد !!
-خلاص حبيبي دي دقيقة
لتصرخ قائلة : ولا زفت ثانية !!
داعب أنفها بأنفه هامسا : للدرجة دي ،،
أنفاسه الهادئة تسكن روحها القلقة لم تجيبه علي سؤاله بل جعلت شفتيها هي من تحكي له بلغتها الخاصة علي شفتيه الذي اسقبلها بصدر رحب وشفتين راغبتين مشتاقتين كعادتهما
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
- يا رب يا رب انا عمري م اعترضت علي حكمتك ولا بعترض ولا هعترض... بس انا تعبت اوي انا تعبانة اوي يا رب انا عارفة ان اكيد لعظمتك حكمة .. انا طلبت بس اقعد معاه شهر .. مش تجيبوا معايا خالص يفضل معايا ونسيب ادهم لمين ،، يا رب ارزقني الصبر ارزقني الصبر يا رب راضية والله راضية الحمد لله .. الحمد لله
قالتها من وسط بكاءها لم تعد تشعر بعينيها من كثرة البكاء بينما ادهم واقفا علي باب غرفة الصلاة التي طلبت المكوث بها محترما رغبتها في عدم الدخول
بينما هي استندت علي الحائط الزجاجي حتي غفت وهي تردد ذكر الله .. القي ادهم عليها قبل ان يضع ذلك الغطاء الخفيف وذهب يجلس بالخارج وهو يعتصر رأسه بحزن واسي حقيقي جلست بجانبه والدته تواسيه هامسة بحزن شديد
- اصبر يا ولدي اصبر .. ان الله مع الصابرين
-الشيلة تجلت يا اما تجلت جوي !!
ظلت تواسيه وتهدئه حتي لم يعد يعلم كم مرة من الوقت ليبدأ يغفو ولكنه انتفض ناهضا أثر صوت صراخ نور باسمه ... ذهب لها لتقول له بلهفة وفرحة
-اتحرك ابني اتحرك والله اتحرك !!
نظر لها بشك... هل هذا من تأثير صدمتها إم ماذا
أمسكت بكفه ووضعته علي بطنها لم يجد اي حركة
عاد يفقد الامل من جديد لترتشف بعض الماء البارد
ليتحرك بالفعل نظر لها وهو يضحك غير مصدق
- دي دي معجزة ... يعني عايش انا مش مصدق !!
مسحت دمعاتها وهي تضع يدها علي بطنها ليتحرك تحت يدها وكأنه يطمئنها... صدح صوت رنين هاتفه في المكان ليجدها الدكتورة ليجيب بلهفة
ولكن كانت لهفة الدكتورة أكبر قائلة
-أستاذ ادهم متخليش مدام نور تاخد من الدوا بتاع التسمم دا احنا شاكين ان فيه خطأ في الجهاز لو سمحت عاوزين نعيد الفحوصات تاني لا...
قاطعها صوت ادهم الغاضب : اي الاستهتار اللي انتو فيه داا. .. هو شغل عيال ولا اي يعني تحرقوا قلبنا وفي الآخر ممكن يكون خطأ في الجهاز !!!
شعرت الدكتورة بالحرج الشديد لترد بهدوء
- كلنا معرضين للوقوع في الخطأ انا بعتذر مرة تانية
أغلق ادهم الخط عندما انهت حديثها ليرد علي تساؤلات نور الصامتة بضمة اغاثتها من كل الحزن
لتتنهد قائلة : انا كنت حاسة اني هيجراالي حاجة ي ادهم !!
قبل شفتيها ووجنتها قبلات بسيطة مطمئنة قائلا : انا كنت خايف عليكي اوي يحصلك حاجة يا نوري !!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت تجلس أمام التلفاز ولكنها شاردة واضعة يدها علي بطنها قائلة بحزن ودموعها تفارق عينيها
-انت عارف انا بحبك اد اي عارف اني لما عرفت اني حامل فرحت ازاي وكنت بتنطط من الفرحة وكنت ناوية افرح باباك... بس خوفت خوفت لما افتكرت انا مين واتربيت ازاي خوفت لاكون لسة معرفتش كل حاجة ولسة فيه حاجات عمر هيعلمهاني لسة فيه حاجات كتير في الدين معرفهاش خوفت تسألني ومعرفش أرد عليك .. خوفت اربيك زي ما انا اتربيت خوفت مكونش جمبك زي ما هي مكانتش جمبي خوفت اءذيك يا حبيبي والله عشان كدا اول حاجة فكرت فيها انه مش وقته انك لازم متبقاش موجود بس انا كنت غلطانة أكبر غلط في حياتي وفهمته لما قعدت مع نور فهمتني ان ربنا ليه من كل حاجة بتحصلنا حكمة وانه مش بيشيل حد فوق طاقته وهو أراد انك تكون موجود وهو هيكون جمبي وانا بربيك فهمتني ان طول ما هو حسبي ووكيلي مقلقش.. كان نفسي باباك كان يكون متفاهم اكتر من كدا كنت اتمني يسمعني ويفهمني يا ريته هنا عشان انا معدش عندي طاقة اشرح تاني والله
لا يدري كم من الوقت وهو يقف هكذا متسمرا أمام كلماتها التي تعنطه في مقتل مسح وجهه بعد ان خيم الهدوء في المكان ليقترب متنهدا
-السلام عليك
لترد السلام بابتسامة واسعة وأخيرا جاء بعد غياب طال يومين وهي تراه قليلا قائلة بفرحة خفية
ان أنت جيت امتة ..
رد بهدوء قائلا وهو ينظر باعينها : من شوية ! هتلاقيكي مسمعتيش من صوت التليفزيون
اماءت بهدوء وهي تبتلع غصة مريرة هامسة باختناق : وهتمشي تاني! !
- انتي عاوزة اي يا اسما امشي!
جلست بجانبه علي الأريكة وهي تضع يدها علي فخذه تستعطفه : لا طبعا انا بس عاوزاك تسمعني مرة وبعدين اللي يريحك اعمله! !
صدمها برده قائلا بصلابة : وانا مش عاوز اسمع !!
سحبت يدها وهي تقاوم البكاء واستعدت لتنهض ليمسك بكفها وهو يحاوط خصرها مقتربا منها قائلا
-انا عاوز أحبك وبس
التقط شفتيها بخفة لتستسلم لقبلاته كم اشتاقت له وللمساته الخاصة ابتعد هامسا بندم
- انا آسف آسف اوي .. انتي أرق وأجمل واحدة في العالم انتي احلى من انك تحبيني يا اسما والله
ضمته بقوتها الضئيلة ليتنهد براحة وكأنها اعادت له الحياة مرة اخري أغمض عينيه : انا آسف اني كل مرة بتسرع زي الغبي ومبسمعكيش انا آسف بجد حقك عليا يا اسما حقك عليا يا بنت الناس.
ضمته أكثر وهي تصعد علي ساقه لتشعره بقربها
ليضمها بحنان واشتياق تنهدت أكثر من مرة وهو يضع رأسه علي قلبها التي هدأت دقاته بكلماته البسيطة أبعدت رأسه قائلة
-هقوم اعملك حاجة تاكلها
تمسك بها كالطفل قائلا : خديني في حضنك بس
-زمانك ماكلتش يا عمر
تمسك بها أكثر هامسا : عشان خاطري من عاوز غير حضنك وبس!
تمددت علي الأريكة لينام باحضانها وهو يدفن وجهه أعلي صدرها يستنشق عبق رائحتها الذي اشتاقه ليتنهد أكثر من مرة بينما هي تقبله في رأسه وهي تربت علي خصلاته بحنان وتمسد علي ظهره بحنان اكبر حتي انتظمت أنفاسه وهي عادت اليها الروح مرة اخري أغمضت عينيها بسلام والابتسامة تشق وجهها المرهق
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
نزلت سارة من علي الشازلونج قائلة بخيبة امل
-ها مفيش جديد ي غادة
خلعت غادة نظارتها الطبية وجلست بارهاق قائلة
- انتي بتعملي كل اللي بقولك عليه ي سارة
أقسمت سارة بصدق : أقسم بالله كل حاجة و الله
تنهدت الدكتورة بيأس علمته سارة قائلة بحزن
- الظاهر ان مفيش أمل خالص ي سارة ...
اخفضت سارة رأسها بحزن لتسمعها تكمل
-بس فيه حمل! !
توقف الزمن عند تلك الكلمة لتحملق بها بصدمة قائلة
- انتي انتي قولتي اي
ضحكت صديقة عمرها : انتي حامل يا مجنونة
نهضت سارة كالملسوعة وهي تضع يدها علي بطنها قائلة بصراخ فرح : انا حامل .. انا حامل بجد يعني يعني هيبقي جوابا نونو انا ... انا يعني بطني هتكبر وتبقي قدامي .. انا انا مش مصدقة الحمد لله ي ربي الحمد لله تسابقت دموعها لتحتضنها صديقتها
--ألف مبروك ي حبيبتي ربنا يكملك علي خير حدث الذي لم تتوقعه ابدا ..... بعد فترة
وصل سليم المنزل يبحث عنها بأعينه قلقا عليها
ليجدها بغرفتها اقترب منها : مالك سارة صوتك قلقني...
أمسكت بكفه ووضعته على بطنها وهي تنظر بأعينه متحمسة لرؤية تلك النظرة هامسة : انا حامل ي سليم !!
خفق قلبه انتفض جسده وبت به القشعريرة هامسا
- انتي اي ؟!
-انا حامل في ابنك
صار قلبه يدق كالطبول احتفالا بذلك الخبر بينما الابتسامة اخذت تظهر على وجهه رويدا رويدا ثم أصبح يضحك بفرح وسعادة لم تراها من قبل ضمها له بقوة وهو يضحك : مبروك ي حبيبتي انا مصدق عملنااها ي سكسوكة
ضحكت بفرح وهي تحتضنه ليبتعد عنها بسرعة قائلا
--اعدي بسرعة مينفعش تقفي ولا تبذلي اي مجهود خالص اقعدي
اجلسها برفق وجلس أرضا ليكون في مقابل بطنها يحدثها : انا بابا يالااا سامعني غلبتنا ي ابن الجزمة
لترد بمزاح عابثة: الله وانا مالي يا لمبي !!
ساعدها لتتمدد وهو يامرها بعدم الحركة يبدو أنها ستعاني من طفلان طفل صغير بالداخل وطفل كبير بالخارج. ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مر أسبوع آخر ولكنه كان اصعب أسبوع مر عليها في حملها وأخيرا تحدد يوم الولادة
دخلت عليه لتجده يقف في الشرفة ويضع يديه خلف ظهره تعمل بما يفكر .. بماذا يشعر الآن !!
احتضنته باحتواء لينكمش جسده تلقائيا وهو يغمض عينيه يقاوم دموعه قائلا بحشرجة
-ضميني يا نور ضميني عشان هتكون آخر ضمة آخر شوية دفا... احضنيني بطول الألف سنة عشان هتمشي وتسيبيني .. هتجيبلنا روح وهتاخدي معاكي روح تانية !! هتاخدي روحي
انهمرت دموعها قائلة بصوت مختنق
- كفاية يا ادهم هون علي نفسك يا حبيبي .. بعدين انت بتفول عليا يعني هو انا اول ولا آخر واحدة هتولد!
التفت لها ناظرا بأعينها قائلا
-متكدبيش عليا .. الدكتورة قالت نسبة ضعيفة لنجاتك! !
قالت بثقة وامل : الدكتورة مش ربنا .. مفيش حاجة بعيدة ربنا يا ' قلبي لعل وعسى تحصل معجزة
انا طلبت من ربنا يخليني معاه أسبوع بس أشوفه
لم يعد يتحمل حقا لم يعد اولاها ظهره مرة اخري وهو يقبض علي كفيه بقوة يقاوم تلك النغزات التي تنهش في قلبه نظر للسماء قائلا : فراقك هيهزمني انا خايف .. خايف اووي !!
وقفت أمامه وضمته لتنساب دموعه علي عنقه يشدد من عناقها يشبع من رائحتها لا يصدق انه لن يكمل معها بقية عمره الأمر ليس بالممكن حتي بالنسبة له
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جاء اليوم الموعود الجميع قلق عليها عدا ادهم الذي كان يقف وكأنه بلا روح وجهه شاحب شحوب الموتى لا يبتسم ولا يتحدث لا يمتلك اي طاقة لفعل اي شئ ودعت الجميع فعلا لآخر مرة بينما سمر اصرت علي الذهاب معها لتقول ل فرح
-خلاص بقا ي فيرو كلها طول النهار وهرجعلك بالنونو ونور اعمليلها فرخة كدا حلوة عشان البت داخلة علي ولادة ... ضحكت فرح لتبتسم نور بينما لم تستطع ليالي كتم شهقاتها لتبكي بحرقة وهي تغادر المكان بسرعة تعجبت سمر وفرح من رد فعلها المبالغ فيه لتمسك فرح كف نور قائلة
-هستناكي متتأخريش علينا !!
اماءت نور بالإيجاب وهي تحتضنها حتي لا تري دموعها ..
صعدت سمر السيارة لتنظر ل مازن الذي يكتفي بالصمت منذ يومين لا يتحدث ولا يأكل ولا يخرج نهائيا حاولت سمر معه بشتي الطرق ولكنه كان يكتفي بالابتسام والنظر إليها يطمئنها
صعدت نور مع ادهم الذي كان يقود بصمت وشحوبه يوازي شحوب الموتى !!
وصلوا أخيرا للمستشفي دخلت نور وارتدت الزي الخاص بالعمليات وخرجت مرة اخري متجهة ل مازن المبتعد عنهم ليلفت وجهه عنها لتقول بصوت مختنق
- للدرجة دي .. بصلي طيب .. بصلي يا مازن لتكون آخر مرة
التفت لها وهو وجهه بالأرض ودموعه تتسابق على وجهه لترفع وجهه بيدها قائلة : هتوحشني اوي والله انا عارفة انك عارف كل حاجة مخبي عليا انا عاوزاك تاخد بالك من نفسك ومن مراتك وتاخد بالك من ابني قوله .. قوله انه كان عنده ام بتحب اخوها اوي ومتقدرش تشوف دموعه دي احكيله عننا
احتضنها بقوة وهو يشهق كالطفل الصغير
-متمشيش يا نور متمشيش.... حرام عليكي عاوزة تقطمي دهري .. انا بكرهك اوي بكرهك
بكت بقوة هكذا عندما يتعلق بشئ ويغادره ينكر ذلك الحب ... لاحظت سمر تلك المشاعر الفياضة وشعرت ان هناك خطب ما في الأمر آثار بها القلق
توجهت نور لادهم الذي كان لا يرفع نظره عن الأرض
لتقول : انت كمان مش عاوز تبصلي !!
ليرد بصوت جامد : انا لو عيني جت في عينك مش هسيبك تدخلي... هنهار سيبيني متلصم
أمسكت بكفه قائلة بصوت مختنق
-عاوزة اقولك انك احسن وأفضل واحن واطيب وانقي واطهر وارجل راجل في الدنيا
عاوزة اقولك انك كنت ونعم السند ونعم الوطن ونعم الامان .. ادهم متوقفش حياتك عندي عيش حياتك كمل من بعدي بس أختار صح .. فكر ابني دايما بيا يا ادهم وضعت يدها علي قلبه مكملة
-متبكيش يا ادهم انا دايما هناا ولو لفيت الدنيا دي كلها مش هتلاقي حد يحبك ادي
تنهدت تنهيدة طويلة مستعدة للدخول ليجذبها لاحضانها بسرعة البرق يحتضنها بقوة تشعر بدموعه علي كتفها ليقول بصوت متحشرج بشهقات متتالية
-انتي ... انتي ساكناني وملياني ومفيش مكان لغيرك
همست توعده : أوعدك اني هحارب واقاوم عشانك مراتك قوية ومش هتستسلم !!
ابتعدت تنظر في اعينه بقوة لا يدرك ما هذه المرأة الحديدية هي علي حافة الموت ومازالت تعطيه املا تبث في روحه التفاؤل ،،
- يلا ي مدام كل حاجة جهزت اتفضلي معايا
أصر ادهم علي الدخول معها ليرتدي نفس ثيابها ويدخل معها ممسكا بكفها حقنت بابرة البنج لتبتسم له ابتسامة واسعة جميلة لتظهر غمازاتيها ظلت تنظر له قائلة بشئ من الوعي : عاوزة آخر حاجة اشوفها قبل ما اغمض عيني انت. .. ادهم ... ادهم متمشيش خليك هنا انا انا عاوزة اموت اموت في حضنك
انحني علي شفتيها يقبلها وهو لا يصدق أنها النهاية أنها آخر قبلة وهي بوعيها أغمضت عيناها باستمتاع
وسعادة تغمرها من كل جانب ،،،
لبي ادهم رغبتها بعد اصرار وعناد شديد رفعوا الشاعر علي جذعها العلوي بينما هو ظل يتأمل وجهها وهو يمسك بيدها يقبلها ليقول يلا وعي وترجي شديد : متوجعوهاش الله يخليكوا! !
نظر له الأطباء في حزن واسي فهم يعلمون حالتها هي تحتاج معجزة !! وعادوا لعملهم مرة اخري
سمع ادهم صوت صرخات طفله تملأ المكان ليخفق قلبه باضطراب ليهنئه الدكتور قائلا
-مبروك ما جالك بنت زي القمر
حملها ادهم بيد مرتعشتين هامسا بدهشة
-بنت !!! ضحك وكأنها تسمعه مكملا : شوفتي مش قولتلك بنت ... توجه بالطفلة ووضعها بأحضانها تعجب الجميع منه هي بعالم آخر لا تشعر به
ولكنه كان متيقن أنها سعيدة بقربها زادت ضربات قلبها ليردد الدكتور : سبحان الله دي فعلا حاسة ببنتها !!
أخذت الممرضة الطفلة منه لتلبسها وتطمئن من بالخارج عنها .. بينما في الداخل انخفضت ضربات قلب نور وقل معدل التنفس أخذوا يضمضون جرحها بسرعة كي ينفذوا ما يمكن إنقاذه أمسك بكفها بقوة هامسا
-اصمدي عافري .. انتي وعدتيني يلا ي نور ارجعي اشوف فرحتك ببنتنا بس !! يلا
اغلقوا جرحها وابعدوا ادهم عنها حالتها تسوء شئ ف شئ ذلك الورم الخبيث يسيطر عليها يأكل فيها
استند ادهم علي الحائط وهو يري حالة الهرج والمرج كي ينقذوها ولكن كانت إرادة الله حيث صفر الجهاز معلنا توقف دقات قلبها وانتهاء رحلتها بالحياة ليشهق ادهم بعنف وكأن روحه هو من تخرج الآن يشعر وكأن العالم كله توقف من حوله لم يعد يسمع شئ بينما يري صرخات سمر من خلف الباب الزجاجي وهي تصفع الباب بعنف ومازن الذي يصفع الحائط بانهيار حتي نزفت.....ولكن لكي شئ خاتمة
فانتظروها .....
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
#Nour
الخاتمة ''زواج لن يستمر ''
وبعد مرور خمسة أعوام كاملة .. في فصل الشتاء المنعش والجو البارد الممتع قاد ادهم سيارته والساعة تدق السابعة صباحا متوجها لبيت شقيقته ليالي بعد ان أخبرها بذهابه لها .... وصل وأخيرا
صعد بهيبته ورشاقته المعهودة بعد اكتملت لحيته واصحبت تضيف علي جماله أضعاف الجمال وتزيده وقارا ووسامة ... فتحت له ليالي قائلة بابتسامة
-ايوا كدا شطور... عارف لو كنت رنيت الجرس
ابتسم بهدوءه المعتاد قائلا بصوت منخفض
-لاء منا حفظت خلاص
ضحكت ليالي قائلة بهمس : والله يا ادهم البنات لسة نايمين من ساعتين بس
حك لحيته قائلا : م انا مكنتش موافق أنها تبات دي كفاية ان عندك عفريتين بس انتي اللي اصريتي
-والله ي ادهم لما لقيت البنات عاوزينها اوي كدا وهي عاوزة تعد مرضيتش اكسر بخاطرهم بعدين يعني هي حياة اي واسيل ورتيل اي يعني كلهم بناتي والمعزة واحدة والله
قبل رأس أخته متفهما : عارف والله المهم قومي لفيها كدا وهاتيها عشان متاخرش ع الشغل
اعترضت ممتعضة : انا مش فاهمة والله هتقومها في الساقعة دي عشان اي م تخليها وعدي خدها بعد الشغل... الغربة اكلتك يعني !!
رد بإيجاز : والله ي ليالي امك هي اللي عاوزاه ومحلفاني من امبارح انتي عارفة هي متعلقة بيها اد اي !!
ابتسمت بحب : اه طبعا عارفة يلا هقوم أجيبها
جاءت لتنهض ولكنها سبقتها جاءت من الغرفة البعيدة بشعرها الطويل الاسود التي أخذته من والدتها وعيناها التي تشبه السماء الصافية التي كانت تلعب بهما اثر النوم لتقول لها ليالي
-اي يا حبيبتي اللي صحكاي
قالت الطفلة بصوت ناعس : فين ادهم !!
تعجبت ليالي قائلة لها بابتسامة : وانتي عرفتي منين بقا انه هنا !
نظرت لها طفلة قائلة : مث عارفة بس انا عرفتي لوحدي حاجة قالتليني ان بابا هنا .. هو هنا صح
حملتها عمتها وهي تطبع قبلة صغيرة علي وجنتها
-اه هنا ي ست البنات تعالي نغسل بقا وشنا عشان نطلعله ...
نهض باهتمام قائلا : اهلا أهلا أهلا بحبيبة بابا
احتوته الطفلة بذراعيها الصغيرة قائلة ببراءة
-وحثتني اوي اوي اوي
قبلها ادهم بنهم وهو يستنشق رائحتها التي تشعره بالسلام والأمان : امممم انتي سيبتيني نايم لوحدي امبارح في البرد دا وكنت قاعد لوحدي كدهو مش لاقي حد العب معاه ولا احكي معاه
قالت بدلع وهي تضحك : اعمل اي بث ي بابي ريتا وايثو كانوا واحثيني اووي بث هما واحثوني عشان انا مش شوفتهم يوم ويوم ويوم ويوم ويومات كتير بث انت مث ثوفتك غير يوم واحد ووحثتني اكتر بكتير اوووي
احتضنها بحب قائلا : قلبي والله .. بلاش لماضة بقا ع الصبح عشان مش هنقضيها بوس من الصبح
وضعت يدها علي فمها قائلة: عيب ي ادهم
ضحكت ليالي قائلة : سبحان الله فولة واتقسمت نصين !!
ابتسم ادهم بحنو واشتياق قائلا : يلا احنا ماشين بقا ابقي تعالي بقا شوية كدهو
-حاضر والله ان شاء الله ،،
رحل ادهم مع حوريته الصغيرة التي ظلت تحكي له طوال الطريق عما فعلته ف تلك الليلة
توقف ادهم إمام المقابر قائلا ل حياة
-توتة هتفضل هنا علي ما بابا يعمل حاجة ويجي
-انت رايح فين ي بابتي
-مش هتأخر 5 دقايق وجاي
اقنعها بالفعل بعد ان أغلق عليها السيارة بإحكام غاب فيما يعادل ال 5 دقائق بالفعل ليعود ليجد نائمة بالخلف ليضع عليه ذلك الشال الكبير ويقود بهدوء حتي منزله ،،،
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
-ميمي يلا ي بسبوسة اصحي
كان هذا صوت عنان الذي شق سكون النهار البار وهي تزيل الستار ليدلف الضوء من الزجاج تمللت الصغيرة في فراشها وهي تحرك بؤبؤي عينيها استعداد للاستيقاظ لتفتح لؤلؤتيها وهي عاقدة حاجبيها بانزعاج قائلة بنعاس : مش قادرة .. مش عاوزة اروح !!
تنهدت عنان وكأنها ملت من تلك الأسطوانة اليومية
-حبيبي مينفعش نغيب عن المدرسة عشان البنات الشاطرين مش بيغيبوا وبيجيبوا الfull markes
قبلتها عنان بحنان اموي صادق لتحتضنها مايان قائلة باستعطاف : بس النهارة البيرث داي بتاع انتيمتي ولازم اكون معاها
تحدثت عنان بنبرة هادئة مقنعة وهي تلعب بخصلاتها : بس بيرث داي حياة بالليل صح بعدين النهاردة الخميس يعني Half day صح !!
نظرت لها مايان بنفس نظرة أبيها لتومئ عنان بلا
-متبصليش بصة ابوكي دي هتروحي يعني هتروحي
ويلا بقا عشان تلحقي تلبسي
نهضت عنان لتنهض بعدها وهي تنفخ خديها بطفولة
لتنظر لصورة والدتها الموضوع علي الكوميدون
قائلة بحب وبراءة : صباح الخير ي ماما .. وحشتيني اوي بصي انا بسمع الكلام اهو وهقوم ألبس واروح المدرسة انتي كمان يلا اصحي
نظرت الفراغ متسائلة ببراءة : هم اللي في الجنة بيصحوا !!
................
بعد نصف ساعة ...
فتحت عنان الباب وهي تقبل طفلتها بتجد اسما تخرج هي الاخري وبيدها التوأم ولديها الأول سعيد والاخر عابس لتنحني عليهم مقبلة كلاهما قائلة
-صباح الخير ي ولاد !!
-صباح الخير ي طنط ... رد سليم بابتسامة واسعة
نظرت ل رحيم بلوم : وانت ي رحيم مش هترد علي طنط عنان !!
اماء رحيم بالنفي قائلا علي صوت يوشك عليه البكاء
-ايوا عشان رحيم مش مبسوط خالص رحيم مش عاوز يروح ال class
انحنت عنان أمامه قائلة بحنانها وتفهم متقن
-اوكاي لو مش عاوز تروح متروحش بس سليم ومايان رايحين ومش هتلاقي حد تلعب معاه وكمان النهار نص يوم بس وهترجعوا بقا عشان تنفخوا البلالين وتجهزوا الشمع ونشتري الهدايا عشان حياة ف برااحتكك بقا
كانت الابتسامة تشق وجه رحيم بل تصل لاذنيه
- اوك ي طنط انا موافق يلا ي ثليم يلا ي مايا
وبالفعل جاءت الدادة لتأخذهم للباص لتضحك اسما قائلة بمرح : اموت واعرف اتعامل زيك كداا
ضحكت عنان قائلة : انا اللي هموت واعرف اشمعنا سليم مش مدايق زي رحيم
ردت اسما بطريقة درامية : حضرتك عشان اصلا الopen day بتاع سليم النهاردة هو اكتر يوم بيستناه في الأسبوع اليوم دا !!
ضحكت عنان قائلة : ههههه اتاري الواد كدا يبرد بانشكاح كدا سهونة زي امه
وكالعادة أخذوا يتحدثوا ''الخمس كلمات' كما يقولون
اعدت عنان الفطور وذهبت لتوقظه
جلست بجانبه برفق هي تربت علي خصلاته بهدوء هي تعلم انه يعشق ان توقظه بهدوء ينزعج كثيرا من الصوت العالي أثناء استيقاظه
همست بصوت هادئ : خالد ... خالد ....حبيبي
حرك جفنيه قائلا بنعاس : امممم
طبعت قبلة علي جبينه قائلة : صباح الخير !!
فتح جفنيه بتكاسل مقبلا كف يدها قائلا بصوت رخيم : صباح العنان كله
ضحكت بحب قائلة بحماس وهي تنهض : يلا يلا قوم ع الفطار عشان تاخد دشك كدا وتنطلق
قال بتساؤل وهو ينهض : الجو برد أوي النهاردة
-اه فعلا برد شوية
-بقولك ... سفيان عامل اي دلوقتي ؟!
قالت بحسرة وحزن طفيف : والله ي خالد حرارته نزلت الساعة 5 الصبح وقام نايم ي عمري مش قادر مش عارفة ماله كدا الواد دا
دلف يطمئن علي ابنه جزء منها ومنه واجمل ما أهداه القدر جلس علي الفراش وقبل رأسه ويده برفق وحنان ابوي بالغ هامسا : ألف سلامة عليك ي حبيب ابوك، ،
خرج ل عنان التي كانت تحضر ملابسه وحمامه
محتضنا اياها من الخلف مستندا بذقنه علي كتفها
-عارف انك بتتعبي معانا اوي وخاصة يمكن انا اكتر حد تاعبك... بس انا بحبك مبحبش حد يعملي حاجتي غيرك ولا حتي انا !!
طبعت قبلة بسيطة علي وجنته قائلة بمرحها المعتاد
التي لم تفقده بعد : ومين قالك اني هسمح اصلا ان حد غيري يحضرلك حاجتك ،،
-بس انتي بتتعبي اوي ي عنان من مايان ل سفيان للبيت ليا! ! متعديش لحظة ،،
-حبيبي دي مملكتي ودول ولادي وانت ملكي واميري
أخذ قبلة حارة من شفتيه الذي ظل يرتوي منها طوال الخمس سنوات ولكنه يقبلها بنهم الأول مرة
حكت رأسها بخجل كما اعتادت : طب اطلع انا عشان تاخد دشك
قال بخبث ولؤم : طب م تخليكي طيب !!
صفعته بخفة : بطل سفالة ومتطولش عشان متبردش وتتعب
نظر لنفسه بالمرآة ذقنه المكتملة التي تضيف هيبة ووقارا وحدة بعض الشئ !!
ولا زالت تأمره وتنهيه وكأنه في الرابع من عمره
ولكن الأمر يروق له كثيرا هو يعترف بذلك ،،
~~~~~~~~'''''~~~~~~~~~~''''''~~~~
بالبطبع سيفيق من كمية قبلاتها المشاكسة علي جميع أنحاء وجهه ليستسيقظ مبتسما قائلا
-اي الرررخامة دي عاوزة منك اي بس !!
تمثلت اسما الحزن : عاا انا رخمة .. خاثم، ،
نظر بعينيها مشاكسا اياها : علي فكرة انتي اللي مبوظة كلام رحيم يا اما هو هد عليكي ... هم فين صحيح !!
-راحوا الحضانة .. وطبعا أستاذ رحيم نانانا فضل يعيط ويزن ومث عاوز اروح وبتاع قولتله وحياة امك م انت قاعد فيها !!
ضحك عمر بخفة لتظهر غمازاتيه التي تعشقهم
شردت به لم تشعر غير وأنها أسفله وهو يعتليها
نظرت له بدهشة قائلة : عمر ...عمر بتعمل اي ... انت عندك شغل يلا هتتأخر
ولكنه لم يعايرها اي إهتمام قائلا بلؤم
-ولو ... مش عمر اللي يقوم من غير ما ياخد جرعته منك .. مش كفاية مش باخدها يوم الجمعة
ضحكت برقة علي ذلك الطفل الكبير لتحده يطبع قبلات متفرقة علي وجهها ببطء وهدوء حتي استكانت كليا أغمضت عينيها تستشعر ذلك التناغم الذي يحدثه بشفتيه علي قلبه وهي معدتها التي باتت تشعر بفراشات تطير حولها ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استيقظت لتحضر الفطور كانت تتحرك بهدوء وهي تضع يدها علي بطنها المنتفخة
لتجد من يلعب بمنماتها من الأسفل
-أهلا أهلا صباح الورد والهنا علي عيون حبيبي انا يا ناس
انحنت ليلي لتقبل وجنتي ابنتها التي كانت تفرك عينيها بانزعاج حتي فاقت قليلا
-يلا روحي صحي بابا وصحي جابر عشان يأكلوا هم
كانت الطفلة تنظر لها وكأنها تستوعب ما تقول حتي تنفذ جرت من أمامها بحماس تلك الطفلة ذات الثلاثة أعوام ونصف تشبثت بالملاءة حتي تستطيع تنفيذ تلك المهمة حتي نجحت اقتربت من والدها وضعت يدها علي وجهه قائلا : با. ..باابا ..با صحي با همم
شعر وهدان بكفها الصغير علي وجهه ليبتسم بنعاس
فتح جفنيه لتصفق له الطفلة بحماس احتضنها مقبلا اياها قبلات قوية حتي باتت تصرخ بانزعاج لتضربه وكأنها تعاقبه ليشهق بقوة قائلا : انتي بتضربي بابا. . بتضربي بابا ... بابا وعلان
لوي وهدان فمه ليجدها تربت عليه بحنان مقبلة إياه ببراءة ليقبلها بحب قائلا بتعجب : انتي لابسة اي في رجلك فار !!
اماءت ب لا قائلة بطريقة مضحكة
-نووب ''ارنوب''
-لاء دا فاار
- ننننوووو تا نوب
-نووو والله م انتي نافعة قومي قومي
نزلت من علي الفراش وجرت بحماس مرة اخري وكأنها تسابقه وقفت امام غرفة جابر تدق علي الباب
-جاب صحي جاب هممم
فتح لها جابر ذالك الطفل الذي بلغ من العمر 11 عام
حملها بحنو وهو يطبع قبلة علي وجهها قائلا
-صحيت اهو ي قردة
اماءت بالنفي : نننووو
-ههههه خلاص خلاص طب انتي اسمك اي !!
-بيبة
-حبيبة ''' ...... بيبة .... لا لا حبيبة. ..بيييببةة
-مفيش فايدة منك .. فين بابا ؟!
-مام
-في الحمام ..فين ماما؟ !
-هم هم
-في المطبخ امممم فين جابر !!
كانت ستجاوب ولكن نظرت له ضاحكة ببلاهة
انزلها ذاهبا لامه قائلا بصوت عالي : ااححللي صباح علي احلى ماما !!
صرخت ليلي في بادئ الأمر ناظرة إليه معاتبة اياه ليأتيهم وهدان بسرعة ولهفة : اي في اي .. ايه اللي حصل ؟!
-الأستاذ خضني. ... قالتها بضجر
عاتبه وهدان : لي كدا بس يا جابر كنت سيبهالي اخضها النهاردة !!
ضحك كلا منهم عداها التي كانت تستشيط غضبا
قائلة بتهديد : هتصحوا في يوم متلاقونيش ...
لم تكمل الكلمة حيث كان ولدها يصرخ بها وفي نفس الوقت هدان يصرخ : مامااا.....ليليي
نظرت لكلاهما لتجدهم يحملون نفس نظرة الغضب وكأنه بالفعل ولده : اقصد اقول مش متلاقونيش بعمل فطار.... لو كان صبر القاتل
كلاهما يعلم أنها لم تكن تقصد ذلك ولكن تتجنب غضبهم لأنها تعلم ما مداه حتي ذلك الصغير التي تجري الدماء الحرة الشرقية بأوردته !!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان هو يحضر الفطور تلك المرة ليجد من يحتضنه من الخلف قائلة : حبيبي روح البس انت وانا هكمل الفطار !!
-لالا انا قولت انا اللي هعمله النهاردة .. اقعدي انتي ارتاحي انتي نايمة متأخر
-اعمل اي بس بنتك دي مجرمة! !
-هي بنتي لوحدي م هي بنتك بعدين هي جيباها من برة م انتي الإجرام كله
ضيقت عينيه ناظرة له : لا والله ماشي ماشي انا مش هتكلم اصلا
لتجده يقترب طابعا قبلة علي وجنتها مصدرة صوت مضحك : ولا أقدر علي زعلك ي ملبن ي حلو انت
ضحكت سمر بصخب قائلة : يحرقك ي مازن
-يحرقني.... قومي ي بت شوفي بنتك قومي
لتجدها تأتيهم لتمتم : يا ريتنا كنا افتكرنا مليون جنيه .... فتحت ذراعيها بترحيب : اهلا أهلا يا حزنك ي سمر ي اللي ما هو علي حد نايمة 5 صاحية 8 الله أكبر بخري وخمسي
ضحك مازن بشدة عندما وجدها تتجه له بدلا منها
ليحملها لتصرخ سمر بغضب مصطنع
-لاااءاااا انا اللي بسهر بيكي مش هو ي بنت الجزمة يا قليلة الأصل بببت
ضحك مازن وهو يمسد علي رأسها بحنان
-قلب بابي ي ناس وعمر بابي ي ناس ... من حبيب بابي .... ردت بنعاس : تولي
-مين قلب بابي
-تولي
-مين عمر بابي
-تولي
مين منكد علي بابي
-مامي
التفتت سمر لهم قائلة وهي تحاول التماسك من الضحك : نننعم مامي. .. انت بتعلم البنت ايه ي مازن ... ضحك مازن بقوة قائلا : استني هفهمك
صرخت بمرح : بس لا تفهمني ولا افهمك ي عم مازن وانتي ي ست توليب قسما عظما لو قولتي العبي معايا ي مامي احكيلي حدوتة يا مامي هعلقك في البلكونة فانوس رمضان سامعة !!
كل هذا ومازن يضع يده علي فمه يكتم ضحكاته
بينما الطفلة كانت تنظر لها وهي تتحدث وبعدها دفنت وجهها في عنق ابيها لتقول سمر
-انا هروح أكمل الفطااار مااااااشييييييي
ضحك مازن بقوة ككل يبدأون يوم بحكاية مختلفة حتي بات لا يشبع منهن ابداا يدعو الله ان يديم الله تلك النعمة والا تزول ابدا ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جلست علي الرخام وهي تضع يدها ساق علي اخري قائلا : افهم من كدا لسة زعلان مني !!
كان يرتشف قهوته بهدوء ورزانة كعادته نظر لها بنظرة معاتبة وأكمل تناول قهوته اتنتزعت منه القهوة لتجلس علي ساقيه طابعة قبلة علي وجنته
- والله يا حبيبي غصب عني طب اعمل اي يعني
قال بطريقة مقموصة كالأطفال : متعمليش حاجة انا كنت عارف انك هتحبي ولادك اكتر مني !
حاوطت وجهه بلهفة : اوعي تقول كدا تاني .. انا مش هيجيني اعز واغلي منك مهما جاني يا حبيبي .. دانت ساكن النبض والقلب والروح
حاوط خصرها جاذبا اياها تقترب منه أكثر ناظرا بعينيها هامسا : وأي كمان !!
ابتسمت بخجل واضح وهي تميل تداعب انفه الباردة قليلا بأنفها الصغير هامسة : مش محتاج كلام
التهم شفتاها بمهارة وخفة يذيبها أكثر وأكثر
ليبتعد آخيرا هامسا : انا محتاج كدا
وقف بها نزلت ولكنه مازال يحاوط خصرها ودفن وجهه في عنقها يستنشق عبيرها في نفس طويل
كي يكمل به يومه ابتعد علي مضض يقبل كفيها
-يعني مش زعلان مني
حك زقنه وكأنه يفكر قائلا بغمزة : هنشوف النهاردة بالليل !!
ضحكت بخجل وهي تضع رأسها أرضا
ليقول بمزاح : انتي محسساني أننا عايشين طول الخمس سنين دول أخوات !!
ضحكت برقة هذه المرة ليقول بنفاذ صبر
- تجهزي علي 4 كدا وتجهزي عدي وليان تمام
امات بالإيجاب : حاضر
قبل رأسها بحب وهو يأخذ جاكته مرتديا اياه بخف وهو يطمئن علي هاتفه وجزدانه وسلاحه لتوصله للباب مودعة
إياه وهي تدعو الله ان يحفظه لها من كل شر ...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
-ليا والله حرام عليكي اللي بتعميله فيا دا يعني أختك الصغيرة اخدت الدوا من غير ما تغلبني معاها كدا !
شعر معتز باصباعه تلعب بأنفه فتح عينيه قائلا
-انا هموت واعرف انتي عاوزة اي من مناخيري يا بنتي كل واحد فينا ليه مناخيره ..
-دااءا
حملها برفق وهو يقبلها بحنو لتستكين في أحضانها لم يعتاد علي هذا الهدوء منها ولكن التعب انهكها
-يا قلب بابا انتي والله الف سلامة عليكي ي عمري
سمع صوت فرح تناديها: تيا... تيا انتي فين ي حبيبتي ،
دلفت الغرفة بهدوء لتجد معتز قد استيقظ
قبلت جبهته قائلة بحنو : صباح الخير ي حبيبي
قبل يدها قائلا بحب : صباح الورد ي روحي ... اومال ليا فين ؟! كانت بتعيط لي !!
مسحت وجهها وهي تشعر بقليل من الارهاق
-والله يا معتز ليا متعبة اوي مش عارفة اتعامل معاها حساسة جدا جدا ومش عارفة ايه اللي يرضيها اغصبها علي حاجة تعيط اقولها براحتك تعيط طب انتي عاوزة اي متردش مش عارفة خايفة تطلع شخصيتها ضعيفة كدا
-لالا ان شاء الله شخصيتها مش ضعيفة ولا حاجة هي بس حساسة شوية وعاوزة صبر
اماءت بالإيجاب وهي تمسد علي خصلات الاخري قائلة : مع ان الفرق بينهم 3 سنين إلا شوية بس بحسهم توأم بيتعبوا مع بعض
-ايوا فعلا ... قام بوضع طفلته علي الفراش فاتحا ذراعيه لطفلته الثالثة قائلا : تعالي
لتلقي بنفسها في احضانه واضعة رأسها علي صدره ذلك القلب الذي يضخ بدقات عشقها نبض حبها
تشبثت به أكثر بينما هو طبع قبلة علي رأسها يعلم ان فتياته يرهقونها كثيرا إلا تستحق عناق مثل هذا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت تغط في نوم عميق أسفل هذا الفراش الدافئ تحتضن طفلها النائم .. تمدد بجوارها يحاوطها بحنان وهو يطبع قبلة أسفل اذنها لتتملل بنعاس ليهمس بأذنها برفق لتبتسم ابتسامة لتلتفت له وهي مازالت مغمضة أعينها لتحاوط رأسه بحنان ليدفن رأسه في عنقها وملابسها لتضحك بصوت ليتعجب قائلا بابتسامة : في اي يا بت ،،،!!
- هههههه مناخيرك ساقعة
ضحك قائلا : الجو تلج النهاردة وانتي سيبتيني وجيتي نمتي هنا .. صحيح اي اللي جابك هنا انتي مش كنتي نايمة معايا انتي وتميم !!
-تميم صحي بالليل وفضل يعيط وخوفت يصحيك
فقولت اطلع بيه بره ونمنا هنا
كانت تتحدث بهمس حتي لا يستيقظ صغيرها
تتحدث بطريقة بضحكة طفولية بينما هو يتفرس ملامحها وهو يرتب خصلاتها ويقبلها علي وجنتها وقرب ثغرها هامسا بحب : صباح الخير
نظرت له بهيام هامسة بعشق .. لا تصدق ان هناك من يعشقها بتلك الطريقة : صباح النور
أمسك بكفها قائلا : يلا يلا قومي عشان تفطري
سحبها من الفراش بتمهل وهدوء لتتأكد من ان طفلها دافئ لتخرج معه وهي تتمطع بنعاس فاحتضنها بسبب حركاتها تلك هي التي تجبره علي احتضانها
آخذا قبلة سريعة من شفتيها وكفيها ساحبا اياها لغرفة المعيشة
- استني ي عمرو مش هنحضر الفطار
-تعالي بس كدا هقولك
لتجده قام بكل التحضيرات من أجلها فطور رومانسي وضعت يدها علي فاهها قائلة
-اي دااا انا كنت فاكرة الكلام دا في الروايات بس
اقترب منها قائلا : اي اتنين بيحبوا بعض يقدروا يصنعوا حياة احلي م الروايات ألف مرة ولا اي
نظرت بعينيه وهممت بايجاب ليقبلها بثغرها مرة اخري قائلا : انا كدا هشبع قبل ما افطر !!
قالت وهي تحاول الحفاظ على تنفسها
-لالا يلا عشان نفطر
التفت لتناديه وبمجرد ما ان نظر لها باغتته بقبلة رومانسية عاشقة دافعة إياه بعدها وهي تمسح وجهها بسرعة وكأنها لم تفعل شي هاربة منه قائلة
-ااا. .. هغسل وشي و .. وجاية
ليضحك علي تعلثمها...وكادت تسقط عدة مرات بسبب عجلتها وعدم توازنها
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
دلف بطفلته النائمة واضعة اياها علي فراشها ودثرها بغطائها وهو ينظر لها نظرة طويلة تحمل الكثير من المعاني خرج من عندها و اغلق الباب بهدوء
لتأتي والدته : فين حياة ي ولدي
-نايمة في اوضتها يا امي
-ماشي يا حبيبي انت كمان ادخل ارتاحلك شوية
اماء لها بالإيجاب وبينما هو ذاهب للغرفة وجدها تقف تنظر من الشرفة وهي تحاوط جسدها بالشال خصلاتها التي طالت عن ذي قبل تتدلي علي شعرها حاوطها برفق مقبلا وجنتها بعشق لا ينتهي
-واقفة كدا لي ي حبيبي جسمك هيوجعك م الهوا دا
نظرت له بمحيطها الهادئ : فاكر اليوم دا ي ادهم من 5سنين .. انا لسة فكراه لحظة لحظة مع إني مكنتش في وعيي بس لما حكيته انا حاسة اني كنت عايشاه معاكوا .. النهاردة بنحتفل بعيد ميلاد حياة وعيد عمري الجديد ...
اماء لها وهو ينظر بشرود هو الآخر
- فاكر .. فاكر يا نور وكأنه لسة امبارح...
فلااااااااااششش بااااااااكككك،،،،،،
تهاوي ارضا وهو ينظر للمنهاربن من خلف هذا الزجاج ولكنه وجد فجأة من يدفع الباب بقوة ومعه حقيبة صغيرة يرتدي نفس ملابسهم ويضع ذلك الذي علي وجهه فلا يظهر إلا عينيه
ادهم وكأنه مشلول فقط الذي يتحرك عيناه التي تذرف الدموع لم يشعر إلا وبعض الرجال يسندونه ويخرجونه للخارج حتي انه لم يقدر للمقاومة
يفكر
بكلامها .. هل بالفعل هل هذه المعجزة ام ماذا .. من هذا وماذا يفعل .. هل هو قشتها للنجاة من وسط هذا المحيط الهائج
نظر سليم لنور التي بدأ يشحب لونها هو يضغط علي قلبها بقوة : لاء مش هتموتي مش بعد ما اديتيني حياتي .. اخد منك حياتك بسهولة كدا يلا قاومي يلا قومي .... جهزوا جهاز الصدمات بسرعة
أمسك بحقنة الأدرينالين وقام بشق ثيابها ودبها بكل قوته في صدرها ليصل السائل للقلب ليسمك بالجهاز ويبدأ بتلك الجلسات التي تنفض جسدها بالاكمل وهو ينظر لتلك الشاشة ليري النبض يعود من جديد ولكنه ضعيف أنفاسها الضئيلة لا تبشر بالخير ابدا
قام بوضع ذلك الترياق في السيروم حتي يترسب لعروقها مجدية نفع مؤكد ولكن هل ستقاوم للنهاية
ظل قرب الساعتين بالداخل عندها...
خرج ليقترب منه الجميع بلهفة ليقول بعملية لا أعلم ان كانت مطمئنة ام لا ..
- شوفوا انا عملت اللي عليا .. الباقي علي ربنا وعليها لو ربنا رايد أنها تعيش هيكتبلها عمر جديد ولو هي عاوزة تعيش هتقاوم للاخر ادعولها. ..
وفي تلك اللحظة تذكر ادهم كلماتها قبل ان تدخل
-خليك متأكد اني هقاوم بكل ذرة فيا هقاوم الآخر عشان ارجع تاني ..
معني ذلك أنها كانت تتوقع وصوله في اي لحظة ولكن لحظة من أين اتي بعلاجها من هذااا
فاق من شروده علي يد مازن وهي تربت علي كتفه ليهرول خلف ذلك المجهول ،! هل له علاقة بخطفها ؟! إم هو من خطفها؟ !
وجده يدخل الغرفة ليدلف خلفه سائلا سؤال وواحد
-انت مين ؟! وجبت علاجها منين ؟! وتعرفها منين ؟! وعرفت مرضها ازاي !!
ابتسم سليم وهو يلويه ظهره ليلتفت له وهو يخلع ذلك الذي كان علي وجهه قائلا
-قولي ي ادهم باشا مبتشبهشي عليا .. مشوفتش ملامحي في اي حد قبل كدا ؟!
نظر ادهم له لا .. لا يعرفه ،،
جلس سليم بأريحية قائلا بقليل من الاستهزاء
-تمام تمام هسهل الموضوع .. عدي عليك واحد كدا اسمه زياد الراوي ولا بالنسبالكوا كلب وراح !!
عادت ذاكرت ادهم سنوات للخلف هامسا باسمه
- زياد الراوي !! ايوا ايوا دي كانت قضية كبيرة اوي و....
-وانت قتلته وهو معملش حاجة
مسح ادهم وجهه لا يملك اي طاقة للتبرير
-ثواني انا مقتلتش حد ....
لم يدعه يكمل قام بشراسة وهياج قائلا
-26 رصاصة 26 وتقولي مقتلتوش .. مكانش فيه حتة سليمة وتقولي مقتلتوش كان جاي متصفي وتقولي مقتلتوش انت اللي قتلته وكمان كنت هتبقي السبب في قتل مراتك النهاردة ايوا
نظر له ادهم فبدأ الكلام يأخذ مجري آخر نواقيس الخطر بدأت تضرب عقل ادهم بقوة ليكمل سليم بكل برود : ايوا انا اللي خطفتها.. وحرمتك منها الشهرين دول عارف لي مأذيتهاش مش حبا فيك لاء ولا ضميري صحي وقولت ملهاش ذنب لاء خالص انا كنت عارف انك بتموت بالبطئ وانا اللي لقيت الترياق لمرضها عارف لي عشان بس افضيه في الذبالة وهي تموت وانت تكون ميت مع وقف التنفيذ بس هي قالتلي كلمة عمري م هنساها.. الحياة والموت في ايد ربنا مش في أيدي انا .. سارة مراتي مكانتش بتخلف بس لما مراتك دخلت حياتنا غيرت كل حاجة غيرتني او بمعني اصح انقذتتي .. لحقتني وانا كنت علي حافة الموت بردو .. مراتي حملت
وانا أعتقد ان دا بسببها بعد ربنا طبعا
كان يستمع لكل كلمة بحرص شديد لا يعلم لما هو هادئ ليردف قائلا : زي م انت دكتور وبتفهم انا كمان ظابط وبفهم زي م انت قسمت يمين المهنة انا كمان قسمته والقسم علي رقابتي انا لسة عند كلامي انا فعلا مقتلتوش لما حاصرناهم في البيت انا خليت كل القوات تنزل السلاح ومحدش يقربله وفضلت أفهمه واقوله انه لو اعترف علي اعمامه اللي خلوه يبقي شريك معاهم هيطلع منها وانا هضمنله دا بس هو كان غبي رفع عليا السلاح وساعتها قولت محدش يضرب نار خالص وفضلت أفهمه ان قدامه مستقبل وانه لسة وكلنا بنغلط لأنه كان فعلا صغير ومكنتش اقدر اسيبه يتعك العكة دي مع انه مذنب كبير كان بيخطف بنات .. ويقبض تمنهم وبلاوي كتير بس انا قولت طايش.. طلع غبي للمرة التانية وضرب عليا نار وجت في كتفي واتصابت كله عارفة ان ادهم جابر الدمنهوري مبيلبسش واقي لاني مبخافش الموت ... القوات ساعتها هم اللي ضربوا نار حاولت امنع بس هي أوامر اول م القائد بيتصاب الهدف يموت كان لازم تفكر بالعقل مفيش مسدس يشيل 26 طلقة وانا كان لصالحي انه يعيش ميموتش لو كنت فكرت شوية كنت جيت اتكلمت معايا بس انت الانتقام ملا قلبك. .
كمية من الصدمات الهائلة تقع على مسامعه.. معني انه كان يخطط ويفكر ليدمر الشخص الخطأ !! ولكن !
قطع ادهم حبل تفكيره بجملة أزاحت عن كتفيه الكثير : وله في ذلك حكم نور دايما بتقول كدا .. مفيش حاجة اسمها صدفة كل حاجة متدبرلها ومكتوبة حرف حرف يمكن ربنا اللي عمل كدا عشان تكون انت منقذها الوقتي .. اطلب اي حاجة اعملهالك مقابل انقاذك لمراتي وكمان عشان زياد لو انت مش مصدقني؟ !
تنهد سليم براحة لم تحتاجه من قبل قائلا بنبرة هادئة : سيبn شغل الشرطة ي ادهم .. الشرطة عاوزة ناس ملهمش نقطة ضعف وانت نقط ضعفك كترت دا غير انك ناجح والناجح دايما العين عليه ،، سيبه احسن ما تندم بعدين ،، نظر له ادهم بعمق وكأنه لم يقل شئ قائلا
- نور هتعيش ي دكتور !!
تنهد محركا يده بلا علم
- مقاومتها في ال24 ساعة اللي جايين هي اللي هتحدد !!
مرت ال 24 ساعة علي خير سمر تحمل الطفلة لا تتركها ومازن وادهم نزلوا المسجد وقد علم الجميع والجميع يدعو لها .. وقد استجاب الله لهم جميعا واعادها الحياة مرة اخري ولكنها لم تخرج من المستشفي مباشرة بل ظلت ما يقارب ال شهرين في جلسات ومتابعات من تحت إشراف ورعاية سليم الخاصة كانت في مشفاه الخاص وكأنه أقسم علي انه لن يمل حتي يراها تقف علي قدميها من جديد كانت تري ابنتها من الزجاج ترفض دخولها بالرغم من أنها تود لمسها واحتضانها ولكن الإشعاع ضار بها تساقط شعرها فأزال ادهم خصلاته هو الآخر ليشاركها بالقليل حتى !! لا يمل من الجلوس معها بالرغم من ان تلك الإشعاعات كانت تؤلم جسده فكم هي تعاني كان يضمها بعد كل جلسة لا يمل من اضحاكها وقراءة الكتب لها .. وصديقاتها يذهبون لها ويمررون عليها الوقت بالضحك والحديث
حتى بدأت تستعيد عافيتها وصحتها من جديد تحت تشجيع من الجميع ودعواتهم حتي عادت من جديد نور القوية الراضية المبتسمة الداعمة وقد اكتسبت صديق جديد الا وهو سليم بدأ يسرد لها كل شئ عن حياته من البداية لكي يمرر عليها الوقت كانت تري سارة من خلف الزجاج كانت نور تخشي علي جنينها فتامرها بالبقاء بالخارج كما انضمت سارة لصديقاتها وتعرفت عليهم وقد احبوها كثيرا
وتخلي ادهم عن عمل الشرطة واسس شركة جديدة صغيرة حتي بدأت تكبر تدريجيا حتي أصبحت علي ما هو عليه في الوقت الحالي
فاق ادهم من شروده علي صوت صراخها المتألم
بينما هي فاقت من شرودها علي ارتطام رأس طفلتها بجرحها الجديد الذي لم يلتئم بعد
عاتبها ادهم بحدة : كدا ينفع يا حياة مش انتي عارفة ان ماما تعبانة ،،
ضغطت نور علي يده وهي تتأوه بألم
- متزعقلهاش يا ادهم.... متخافيش ي حبيبتي انا كويسة !!
ادمعت عيني الطفلة : اسفة ي ماما انا فكرتك عشان صحيتي م النوم بقيتي كويثة! !
ابتسمت نور بألم : حصل خير ي روح ماما
بينما ادهم كان يتألم لألمها قائلا بحيرة
- طب اعملك اي .. اشيلك.. اقعدك. .. اعملك اي ؟!
ضحكت نور متألمة :ااااهههه متضحكنيش بس ... اه .. سيبني بس واقفة شوية ... ادهم حياة دخلت ل زياد بص عليها بس متحسسهاش ب كدا فاهم اعمل نفسك بتجيب حاجة ،،
فعل كما طلبت لتأتيها جليلة : اي اللي حوصل ي حبيبتي ،،
-حياة يا ماما خبطت فيا... معلش يا ماما قعديني
حركت نور ساقيها بثقل شديد حتي وصلت للاريكة حتي جلست وهي تتألم : اااه يا رب هون يا رب هوون يا رب !!
-ايوا يا حبيبتي جولي ي رب .. هروح اعملك حاجة دافية تشربيها ،،
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
حل المساء سريعا واجتمع الجميع في منزل نور كانوا يحتفلون بميلاد حياة وسبوع طفلها الجديد زياد
كان الفرح يعم المكان بينما اتت سارة ب نور وانجبت مرة اخري زياد ..
كان ادهم يراقب الجو من البعيد لو لم تظهر نور في حياته لكان وحيدا حتي الآن لم يكن سيعرف اي طعم للسعادة لن يعرف ما هي العائلة ولا الحب ولا الأصدقاء ... وأخيرا اجتمع الجميع كلا منهم بعالمه الصغير ولكنهم يلتقون بعالمهم الكبير عالم الصداقة والحب والألفة والدفء
كانت ليلة مطيرة لنتركهم وأخيرا ونعلم أننا سنشتاق إليهم حد الجنون .. لنتمني لهم حياة سعيدة هنيئة
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تمت بحمد الله 💙👀
أشكركم علي حسن المتابعة واعتذر عن تقصيري
احبكم في الله ❤👀
#Nouro