الفصل: 89

19.7K 435 19
                                    

الحلقة 89 من ''زواج لن يستمر''
تجلس في الشرفة تراقب المارة وصخب الشارع والسيارات شاردة في حالها... وحالتها التي تسوء يوم بعد يوم اشتاقت له كثيرا اشتاقت لمزاحه اشتاقت لصوته لحضنه لدفئه ولكن انتي من طلبتي هذا البعد المؤقت تتذكر عندما طلبت منه
-عمر  ممكن أروح اقعد مع ماما زينب يومين لو سمحت انا برتاح هناك جدا وانا مودي مش مظبط وعاوزة اقعد هناك يومين ،،
تنهد بأسف قائلا بحسرة : وهتعرفي تعدي من غيري يومين !!
ابتسمت بحسرة قائلة بمرارة : في الحالتين انا قاعدة من غيرك !!
وأخيرا وافق بعد الحاح طويل منها ووصلة عتاب من كليهما قرر ان يتركها تهدئ اعصابها قليلا ..
......عودة للوقت الحالي ......
فاقت من شرودها علي يد حنونة تربت علي كتفها تعلم مصدرها التفتت لها راسمة ابتسامة علي شفتيها لتقول السيدة زينب بحنان كعادتها 
-سرحانة في اي يا حبيبتي في اللي ما يتسمي واللي مزعلك !!
لامتها مرددة برقة : لا يا ماما متقوليش عليه كدا دا حبيبي !!
جذبتها لاحضانها بحنان امومي قائلة
-عارفة يا اسما لما دخلتي عليا وشوفت في عينيكي الحزن والدموع دي جالي احساس انه انتي بنتي مش مرات ابني ولما قعدنا وحكينا سمعتك علي انك بنتي وجوزك دا واحد غريب عني وكأنه مش ابني كدا .. ضحكت بخفة قائلة : هههه عليه يسمعني كدا كان اتقمص واخد علي خاطره مني !!
صمت قليلا واكملت : عارفة انا بقولك كدا ليه !! عشان اقولك ان عمر بيموت فيكي مش بيحبك وبس ومش بقول كدا عشان هو ابني عمر عاشقك يا اسما
تنهدت اسما قائلة بحنان : وانا كمان مقدرش أعيش من غيره ولا لحظة بس كان لازم افصل عشان الدنيا متبوظش اكتر من كدا !! 
-انا معاكى بس متتعوديش علي الانسحاب يا اسما لازم تواجهي وتصبري للآخر !!
اخرجهم من حديثهم النسائي دقات الباب لتقول اسما : خليكيي ي ماما انا هفتح !!
نهضت زينب قائلة برفض : للءا انا هقوم اشوف مين واعملنا حاجة ناكلها، ،
قالتها وهي تنسحب من الغرفة لتفتح وتجده عمر
احتضنها باشتياق قائلا : وحشتيني جدا يا امي !
ضمته لصدرها بحنان وقالت بخبث
- انا بردو اللي وحشتك  ؟!
نظر لها بمعني '' ماذا تريدين من النهاية ''
لتقول والدته : متزغرليش كدا يا ولا مراتك جوا في اوضتك ،،
عفويا انطلق نظره لباب غرفته المغلق وصار يحسد كل شئ سريره وارضية غرفته التي تتمتع بخطواتها الناعمة وسائده اني تستنشق رائحتها كل ليلة
فاق من شروده علي صوت والدته
-اي ي عمر هتفضل متنح في الأوضة كدا كتير ..
اماء لها بخفوت وأخذ يقترب من الغرفة بخطوت ملهوفة لضمها  ... لا بل سحقها بأحضانه ،،
فتح الباب بهدوء ليجدها تقف أمام الشرفة بينما اسما دبت الرعشة في جسدها تلمحه يقف خلفها علي بعد انشات منها علمت انه عندما ملأت رائحته المكان بأكمله لتلتفت له بخفوت وابتسمت ابتسامتها الصافية ملامحها الطفولية هدأت قليلا بعد ان كانت منزعجة وباهتة اغلق باب الغرفة بينما هي سارت بخطوات سريعة لتقع اسيرة أحضانه ضمها لصدره بقوة وهو يحاوطها بذراعيه  بينما هي حاوطت عنقه وهي تضع رأسها في عنقه لم تعد تشعر بقدماها تلمس الأرض لتلثم أذنه بقبلة أطاحت بثباته شدد أكثر من احتضانها يود إدخالها بين ضلوعه علها لا تبتعد عنه هكذا مرة اخري جاءت لتبتعد ليشدد علي تطويقها قائلا بهسيس خطير : خليكي في حضني
سار بها حتي اسندها علي الحائط لتشعر ببرودة الحائط علها تهدئ سخونة جسدها التي نقلها بجسده لها ابتعد برأسه ينظر بعينيها لتبدأ حرب الأعين ظلوا هكذا صامتين بضع دقائق ولكنها قاطعت ذلك الصمت ملبية رغبتها الجياشة في تقبيل شفتيه التي تتوقت شوقا لها حاوطت وجهه بيدها وهي تقترب ببطئ طابعة قبلة سطحية طويلة علي شفتيه .. جاءت لتبتعد ولكنه رفع يدا بتلقائية وهو يبعد خصلاتها عن وجهها ويثبت رأسها ليبقلها هو علي طريقة ليضع شفتيها بين شفتيه يأكلها بلهفة بنهم وجوع شديد
صار صدرها يعلو ويهبط بقوة أنفاسها الغير منتظمة ابتعد أخيرا عندما شعر بخلو رئتيها من الهواء وتوجهت شفتاه الي عنقها الأبيض حركاتها المستجيبة اثارته واطاحت بكيانه شدد علي خصلاتها برغبة تملكت كل مشاعره وجوارحه تجرأت يداه لترفع التيشرت وتتلمس جسدها باشتياق ملمس جسدها الناعم لتهمس بأرق من الرقة وهي تكاد تأخذ أنفاسها
- عمر ... كفاية ... عمر ...
همس بأذنها وهو يكاد يتماسك : بطلي تقولي اسمي بالطريقة دي وانا في الحالة دي !!
ابتعد قليلا قائلا لها بصرامة مفاجئة
-انا طالع برا معاكي 5 دقائق ي اسما وتبقي ورايا لو زادوا ثانية .. اقترب منها مرة اخري قائلا بخبث
-هتحصل حاجة مش هتعجبك !!
تركها بالفعل وغادر بينما هي ابتسمت بخجل وهي تكاد تتماسك تشعر وكأنها ذائبة كالمثلجات !!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
دقات مذعورة علي باب شقتهم انتفضت عنان ليتعجب خالد من هذه الطريقة توجهت عنان لغرفة الطفلة لتجدها نائمة لتقابل خالد في الصالة الذي كان يعمل في المكتب لتقول بتعجب : شوف مين اللي بيخبط يا خالد .. استر يا رب !! 
توجه خالد للباب بينما ارتدت عنان عباءتها ووضعت الحجاب باهمال علي خصلاتها ليجد  جواد لونه شاحب ويلهث بقوة قائلا بسرعة : خالد .. فين عنان .. خليها تكلمني بسرعة
كان سيرد ولكن مجيئها الملهوف علي صوته وشكلها المضطرب من أجله اثار غيرته وقفت وسطهم ناظرة لجواد بأعين متفحصة : مالك يا جواد فيك حاجة
ليرد بسرعة وهو يمسك معصمها : لالا انا كويس بس تعالي معايا في شقة ادهم مازن فاقد للوعي ومش عارفين نفوقه .. 
صدمت قائلة : حاضر حاضر هجيب جهاز الضغط وجاية 
ليتدخل خالد بدهشة : هو اللي حصل ل مازن ي جواد فجأة كان موجود في الشركة عادي يعني
استند عليه جواد وهو يحاول ترتيب حديثه كيف وماذا يحكي له اذ وكل شئ ينزل كالصواعق !!!
مسح وجهه قائلا : النهاردة جالنا طرد ب. ...
قاطعه صوت عنان : انا جيت !! يلا هتيجي يا خالد
ليومئ بالإيجاب لترد بسرعة : ومايان؟ !!
-هي لسة نايمة اهي بعدين مش هنطول
اماءت له وجاءت لتنزل ليسحبها قائلا بحدة
-ظبطي الزفت اللي على راسك دا! !
وبالفعل اعدلت حجابها ونزلت خلفه لتجد المنزل كله يقف علي ساق المنزل مزدحم والجميع يبكي وكأن هنا احدي المياتم ..
وجدته مسطح ارضا فقامت بعملها حتي بدأ يستعيد وعيه شيئا فشئ بينما خالد كان يشتعل من الغيرة
رغم انه يعلم هذا عملها ... هدأ الجو قليلا وقصوا كل شئ لخالد لم يهتز له رمش ظل يفكر بهدوء وسكون ليقول بثبات وثقة لا يعلم من أين اتي بهم بالرغم من هزته الداخلية : يا جماعة قبل ما تنهاروا كدا اعقلها وتوكل دلوقتي مين قالكوا ان دا دم نور حتى ولو دا فعلا لبس المخطوفة بيه تمام انا معاكوا وحتى لو دا فعلا لبسها اللي هي اتخطفت بيه تمام احنا لو حلللنا الدم طبعا مش نور بس هي اللي بالفصيلة دي ثالثا بقا ودا الاهم قالها وهو يتفحص ملابس نور
نور مخطوفة بقالها اد اي ... تقريبا شهر واسبوع اهو معقول نور لبسها من يوميها متقطعش ولا اتخدش حتي لو مقتولة بالرصاص فين اخرام الرصاص لو بسكينة فين القطع حتي خلينا نفرض أنها ميتة مدبوحة. .. قام بفرد كنزتها قائلا : الدم هيغرق البلوزة للآخر مش هيبقي دواير بالشكل دا
قرب الكنزة من أنفه ليشتم قطعة نظيفة بدون دم
ليقول : اهو نضافة ريحة توفير بيغسلوا ب Oxi يا جماعة اللبس دا اتغسل وبعدين اتحط عليه الدم
طبعا مهما كانت الخطة محبوكة اكيد في ثغرات 
كان ادهم جالسا يستمع له بكل حواسه لم يكن ادهم فقط بل كان الجميع يستمعوا كيف لم ينتبهوا تعلق الجميع بتلك القشاية لحياة نور وتماسك مازن قليلا وأخذ يرتب الأمور برأسه ليجد ان خالد معه حق لما لا لما نتوقع السئ! !
عاد الجميع لمنزله بينما ادهم قال بصوت اجش
-أمي انا داخل اوضتي مش عاوز اشوف حد
-والوكل  ي ولدي يا ادهم اسمعني طيب !!
غادر مسرعا دون السماع لها داخلا غرفته لتقابل أنفه رائحتها التي لم تترك غيرها له ،،
فتح دولابها وهو يحمل ذلك الصندوق بيده أمسك بثوبها قائلا بصوت خشن غاضب يسحبك للجحيم
-انتي انك طولتي اوي في الغياب ..  عارفة انك كسرتي ظهري وقطمتيلي وسطي بغيابك داااا
انا عارف انك عايشة وعارف انك حاسة بيا  وحياة كل ذرة عشق عشقتهالك يا نور ما هرحم اللي اخدك مني وحرمني منك بالشكل دااا  !!!  ورب الكون دا كللله ماااا ههسكككتتتت
احتد صوته قليلا  وزمجر بقوة : انتيي عااايشةةةة انتي مش لازززم تكووني خايفة انتي مش هتموووتي غير في حضننييي ساااامعةةةة  مش هتموتي غير في حضني !!
..............
وعلي الجانب الآخر كانت نور تشاهده بألم حتي تمكنت من رؤية ملابسها المغرقة بالدماء
لتتسرب خطة سليم الي رأسها رويدا رويدا أخذت تبكي وهي تقسم له : والله ما هموت غير في حضنك
يا حبيبي اهدي اهدي يا روحي كفاية يا ادهم صوتك راح صوتك راح يا حبيبي ودموعك نشفت
وقلبك معدش قادر يناهد أرحم نفسك يا حبيبي يا ريتك سامعني يا ريتني ما ظهرت في حياتك وسببت ليك الوجع دا كله يا ريتني !!
وجدته ينكمش علي نفسه كاالجنين وهو يجمع كل اشيائها ملابسها هاتفها خصلاتها وسادتها عطرها وذهب في ثبات طويل لتغني له وهي تبكي بصوتها المرتعش وهي تمسد علي شاشة الكمبيوتر
لتغلقه وهي تمسح دموعها بعنف وهي تتوعد لهذا السليم هي لن تسمح بأي شئ يجرح حبيها
أمسكت ب الﻻب ووقفت خلف الباب تنتظر عودته ودخوله عندها كالعادة وبالفعل دقائق لم تتعب ولم تكل هي عقدت علي معاقبته علي ما فعله لا تعد تري سوي الانتقام حيث غلفت أعينها القسوة وحددتها خيوط حمراء من الجحيم  ..
وبالفعل فتح الباب بعد ان دقه ودخل ليجد الﻻب يسقط بعنف علي رأسه ليصرخ متاوها وهو يحاول ان يتماسك قليلا شعر بالدوار ليتلقي الصفعة الأخرى علي ظهره ليصرخ لها : بتعملللييي اي يا مجننوونة
القت الﻻب من يدها عندما وجدته لم يعد به شيئا سليم أمسكت بالمزهرية والقتها به صارخة بهياج
-ازااي تتجرأ وتعمل في جوزي كدا اززاي يا حقير انا هاكلك بسناني
أخذت تجول في الغرفة كالثور الهائج تبحث عن اي شئ تضربه به لتجده يقيضها لتبدأ بالصراخ
-اببعععددد عننننييي اببعد يا حيوااان يا قذر عااوز اي من جوووزي يا حقير يا ملعون بتعمل فيه كدااا لييههه أبعد سيبني أشرب من دمك انا هموووتك والله همووتك
كان يقيض ذراعيها وهو يتحكم بها بسهولة لقصرها ولكنها مفرطة الحركة حاول ان يهدئ من روعها ولكن لا فائدة ليصرخ بهاا قائلا : اثببتييي بقاااااا ياااا بت انتي اخرسييييي بقااااااا
وبالفعل صمتت أمام صوته الذي كان يشبه الرعد دفعها للفراش  لتتأوه بحذر وهي تضع يدها علي بطنها تحمي جنينها ليصرخ بها قائلا بصوت يسحبك للجحيم ،، 
-عاوزة تعرفي انتي هنا ليه و بعمل دا كله لييه
عشان احرق قلبه عشان ادمره عشان انتقم منه بقالي 4 سنين بخطط ومراقبوا وانتي اما دخلتي حياته سهلتي الموضوع اكتر انا هدبحه وهو لسة عايش
لما يشوفك بتموتي قدام عينيه ويعرف انه هو السبب .. بجد متحمس جدا أشوفه وهو بينهار
نظرت له عاقدة حاجبيها قائلة بدهشة
-اي الحقد والسواد اللي جواك داا ولي لي عاوزة تعمل كدا فيه لييه! !
نطق بصوت خرج منه الحياة
- عشان اخد مني أخويا .. اخد مني زيااد قتله بدم بارد وهو لسة في ال 20 من عمره أخويا طالع علي رجليه وجايلي جسمه مرشق ب 26 رصاصة !!
ف عشان كدا انا مش هقتلك أصل كدا هيتوجع وبس وانا عاوزه يموت من الوجع ف عشان انتي هنا عشان اللاقي علاجك واسيبك وارجع اظهر تاني وانا معايا الترياق واقوله بكل جبروت انا أقدر إنقاذها بس مش هنقذها بسببك... تخايلي بقا هيتوجع لموتك وهيتوجع انه سبب من أسباب موتك وكفاية الوجع اللي هو عايش فيه الوقتي والحيرة من انك عايشة ولا ميتة ووجع انك بعيدة اظن كدا هيموت من القهرة. ..
تنهدت والآن ظهر كل شئ أمام عينيها وأصبح اللعب علي المكشوف ظلت ساكنة هادئة لتبتسم ابتسامة باردة وقالت بكل ثقة وإيمان : الله غاالب !!
لا يعرف لما سارت رعشة داخله هذه الكلمة هيجت مشاعره ضميره لا يعرف !!
رفعت كم ملابسها قائلة بهدوء وهي تنظر للفراغ
-2سم دم! !!
اغتاظ من هدوئها كثيرا ليزمجر قائلا
-انتي مسمعتيش انا قولت اي !!!
ابتسمت باستفزاز : لا سمعت ... مش هتقدر تعمل حاجة يا سليم عارف لي .. عشان الحياة الموت الداء والدواء بس في ايد ربناا سمعت بس ربنا كمان سامع وعالم بالنوايا وهو اللي شاهد علي موت أخوك اللي انت مشوفتش اصلا مين اللي قتله سمعت يا سليم وعارفة ان جوزي أرجل من اي راجل في الدنيا ارجل منك حتي عشان الرجالة متخطفش حريم وتاخد تارها منهم انت جبااان يا سليم إنما انا جوزي راجل ومش جبان حقاني الناس كلها بتحبه دا فهد الداخلية الداخلية كلها بتحبه من اول اللي بيحطله قهوة علي مكتبه لحد وزير الداخلية ادهم اللي مش بيخلي حتي البواب يطلع شنطه لشقته ويستعيبها عشان اكبر منه .. مستحيل يقتل نفس متعمد او بغير ذنب انا كدا ارتاحت وبقولك انا مش خايفة  عشان مرات الفهد يحرم عليها الخوف وبقولك أعلي ما في خيلك اركبه يا بخت اللي بات مظلوم ولا بات في يوم ظالم
الله غالب يا دكتور .... يلا اتفضل عشان عاوزة انام
ما كل هذا الإيمان هذا الكلام دمره فعليا دمر طموحاته كان يريد إثارة الشك داخلها تجاهه ولكن هي تؤمن به وتثق به كل الثقة لم ألمح قط الخوف في أعينها وبالفعل تركها وهو يجر ازايل هزيمته خلفه  !!!
~~::~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان يجلس علي الأريكة بضع رأسه بين راحتي يديه يفكر بحديث خالد بتمعن بينما سمر ابدلت ملابسها بمنامة مريحة شورت اسود به بعض الفلاشات الملونة وتوب بيج واحرفه من عند االصدر مصنوعة من الدانتيل الاسود وقامت بعكص خصلاتها علي هيئة كعكة مبعثرة ووضعت عطر هادئ اتت بمسكن وذهبت له جلست علي الأريكة بجانبه ولكن رائحتها الشهية داعبت أنفه وأثارت اشتياقه الدفين ..
رفع رأسه ويتفحصها بعينيه بل يأكلها تلك السلسة الرقيقة التي تزين عنقها كم يحسدها لاحظت نظراته المتفحصة لتتحمحم متجاهلة نظراته قائلة بهدوء
-مازن خد الحباية دي عشان الصداع يروح !!
اخذها منها لتحضر له الماء بينما هو ظل يراقبها بعيني النسر كم اشتاق لها همسها دفء أنفاسها ضحكتها العابثة عندما يشاكسها
بينما سمر وقفت في المطبخ تمسح وجهها وهي تنظر ليدها التي ترتعش من فرط توترها لأكثر من شهر لم يقترب منها ولكن تشعر بأنه لم يمسسها من قبل .. شهقت مفزوعة عندما وجدته يمسك بيدها المرتعشة من الخلف لتضع يدها الاخري علي مقدمة صدرها قائلة بصوت مرتجف : حرام عليك ي مازن
طبع قبلة أعلى كتفها والفتها له قائلا بصوت رجولي
-انا اللي حرام عليا بردو .. !
تهدجت أنفاسها وأصبحت تصارع الريح قالت بهمس
-مازن .. أبعد ش وية. ...
حاوط خصرها بتملك قائلا بصوت اجش
-كفاية بعد بقا ي سمر ... كفاية حرمان منك بقا
قالت وهي تحاول الثبات. .
-انت أنت اللي حرمت نفسك مني !!
تنهد بقوة عندما عادت تلك الذكرى الأليمة لعقله قائلا
--صدقيني كان غصب عني اللي انا عرفته اليوم دا كان أكبر من اني اسيطر علي نفسي
سألته بهدوء : هو اي دا ي مازن !!
رتب خصلاتها خلف اذنها واماء بالإيجاب قائلا
-هتعرفي في الوقت المناسب
أبعدت يده قائلة بحدة طفيفة : تمام .. تصبح علي خير !!
امسك بكفها عندما حاولت الابتعاد وقربها منه عنوة قائلا : سمر متنرفزينيش !! وترجعي تزعلي !!
ظلت تتحرك بقوة بينما هو حاصرها بين احضانه
-اوعي يا مازن مش هتلمسني غير لما اسامحك مش هتلمسني غصب عني !!
قبلها في عنقها قبلة خدرتها وشلت حركتها قليلا وهمس بهسيس خطير اذابها
-منا عارف انك سامحتيني وعارف انك عاوزاني اكتر منا عاوزك !!
لتهمس وهو مسلوبة الإرادة : لاء
ليقول بثقة : قاوميني طيب !!
حرك شفتيه علي وجهها بأكمله ليخدرها لاثما زاوية ثغرها لتنتفض ومن بعدها احتل شفتيها بكل ذرة اشتياق داخله بدأ بتمهل ومن بعدها فقد السيطرة علي نفسه شعرت وكأنه بهذه القبلة بث بداخلها الحياة مرة رفعت يديها تلقائيا تحاوط وجهه تطالب بالمزيد ولكنه ابعدها قائلا بصوت هامس
-انا بقول كفاية كدا عشان مكنش اخدت منك حاجة غصب عنك !!
أمسكت بكفه قائلة بدون وعي
-انت بتعمل فيا اي ،،
صمت أمام صوتها المبحوح لتكمل : انا مش عارفة ابقي قوية قدامك ابدا مش قادرة أحرم نفسي من لمستك اكتر من كدا بس .. بس انت وجعتني. . وجعتني اوي .. وجعي دا مش مخليني اديك الامان مرة تانية فاهمني!
حاوط وجهها قائلا بحنان : انسى انسى ي سمر انسي ونعوض كل حاجة راحت
قالت بغصة شديدة ومرارة أشد
-انسى ... انسي ابني يا مازن !! كل حاجة ممكن تتعوض إلا ابني!
-سمر ربنا يا حبيبتي مش مقدرله انه يعيش كان ممكن تتعرضي لاي حاجة وينزل وإن شاء الله ربنا هيعوضنا خير ،، انتي فاكرة نفسك انتي بس اللي اتوجعتي انا كمان اتوجعت أضعاف اضعافك لاني متهم في قتل ابني في نظرك
قالت وهي تكاد تسيطر علي شهقاتها قالت بصوت ملكوم ومكتوم : انا بقيت بخاف منك يا مازن هخاف اجيب منك بيبي تاني وبعد ما يكبر في بطني وابقي مستنياه تيجي انت في لحظة غضب تضيع كل حاجة ...
قالت بنبرة واثقة : مستحييل مستحيل دا يحصل !!
سألته باستنكار : لي ما هو حصل قبل كدا
-بس مكنتش اعرف صح !! اقسملك اني لو كنت اعرف سمر انا مكنتش رجعت البيت اصلا خوفا عليكي مني انا بموت عليكي من الهوا تفتكري ممكن اءذيكي بعدين لما زقيتك كنت اقصد ابعدك مش اوقعك ،،
بالكاد تمسك دموعها حتي باتت تتنفس بصعوبة حاوط وجهها بحب قائلا بدفء : انتي كاتمة العياط جواكي بقاله أسبوع عيطي عيطي يا سمر خرجي كل اللي جواكي دا عشان ترتاحي
وبالفعل بدأت دموعها تنزل ببطي دموعها المتحجرة
ليقبل رأسها قائلا : انا اسف انا اسف يا حبيبي
ضمها لصدره ليخرج صوت بكائها المكتوب ليتحول لانين يمزق أوتار القلوب ضمها بقوة قائلا : كمان عيطي عيطي كمان !!
توالت شهقاتها وهي تبكي بقهر وحرقة قائلة بصوت متقطع : اااااااااااه ياااااااررب يااااااررب هوووون ياااااارب هوووون علينااااا
أخذت تصرخ بتلك الكلمة بينما هو ضاممها لصدره وهي تصرخ وتبكي وتخرج كل ما حبسته بصدرها
اجهشت في بكاء مرير مرة اخري حتي بدأت تخور قواها شيئا فشئ فحملها مازن ليجدها دخلت في ثبات طويل وضعها على الفراش برفق بينما شهقاتها لم تتوقف حتي وهي نائمة مسح دمعاتها من علي اجدافها المبللة وجفونها المتورمة !!
وضع رأسه بجانب رأسها وأمسك بكفها وراح في النوم بجانبها !!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
اتي الصباح من جديد
خرج ادهم من غرفته ليجد الكرسي التي وضعته نور  أمامه الشرفة أحدهم ازاله ليزمجر بحدة
-اممييي ... اممييي
جات جليلة علي الفور قلقة : اي يا ولدي في حاجة
-مين اللي حرك الكرسي بتاع نور من هنا !!
-معرفاش اختك ليالي ممكن !!
-محدش يحرك اي حااجة نور حطاها هي مبتحبش حاجة مكانها يتغير وهي اللي حاطة الكرسي قدام الشباك لأنها بتقرأ هناا
قالها بصرامة قاتلة لتومي له والدتها بالإيجاب بينما هو وضع الكرسي مكانه ونزل علي عمله ونظراته تشبه الجحيم !!
...............
-هتوديني بقا عند ماما جليلة! !قالتها ليلي بتساؤل
-يا حبيبتي انتي مش كنتي لسة هناك امبارح معايا
رد عليها وهدان وهو يرتدي حذاءه
لتقول بتمرد  : وفيها اي يعني لما اكون جمبها في الظروف دي !!
وقف بعد ان انتهي قائلا بهدوء كعادته وكأنه يساير ابنته : يا عمري مفيهاش اي حاجة بس كل الموضوع لز المسافة طويلة مش هلحق واديكي وارجع أروح الشغل وبعدين عندي شغل كتير مش هيبقي فيا دماغ اجي اخدك ونرجع تاني هنا !! فهمتي ،،
اماءت بالإيجاب وهي تبتسم قائلة : ماشي متتأخر
قبل رأسها قائلا بخبث : وانا أقدر دانا بعد الساعات وحياتك !! عشان ارجعلك يا جميل يا ملبن انت !
ضحكت بصخب ضحكة مائعة غير مقصودة
ليصفق علي يديها قائلا بمرح : ادييييننييي ادييي !!
صفعته علي كتفه قائلة :بطل بقا الامر الاجرام دا !!يلا علي شغلك  خد بالك نفسك !!
ليقول بمزاح كعادته : هشيلها علي رجلي حاضر
دفعته للخارج وأغلقت الباب هي لن تنتهي منه لتسمعه يقول : ماااشي مااشي بكرا تندم اععسسل
.......................
-ممكن تبطلي عياط.بقا ي ريم عشان خاطر اخوكي انا جبتك عشان الدكتور بيقول ممكن تتفاعل معاكي بما انك صاحبتها وبتحبك لأنها سمعانا 
مسحت ريم دموعها وهي تنظر لعمرو ليقبل رأسها
-خلاص ي حبيبي بقا اهدي كدا وروقي 
اماءت له بالموافقة قائلة : ممكن توديني عند شهد بعد ما اقعد ما ريم شوية
احتضنها قائلا : هوديكي في اي مكان عاوزاه بس تبطلي عياط وتبقي احسن !!
اماءت له بابتسامة صافية ليقول بمرح
-يا خراشي كل دا عشان رايحة لشهد دانا ابيتك هناك بقا !!
لتقول بفرح ولهفة : مااشي! موافقة !
قال بنبرة درامية : يخربيتتك هو انا بعذبك يا بت في اي !!
ضحكت ريم أخيرا ليكمل قائلا
-ايوا بقاا اخيرا ... طب تنامي عند شهد وانا انام في حضن مين وأنتي مأوايا!
لتسمك وجنتاه قائلة : يا حيااتي انت  !!
وحان وقت دخولها ل فرح لتدخل لها وهي تحاول ان تبدو بخير كي لا تؤثر عليها بالسلب
................
وهكذا ابطالنا يعيشون حياتهم ويحاولون ان يتكيفوا مع الوضع لم ينسوا نور بالطبع ولكنهم يمارسون حياتهم مع انتظارها ...
بطلتنا كانت جالسة في منتصف الفراش وهي تتذكر بعد الذكريات لهما وتبتسم اخرجها من شرودها صوت سارة الاسف قائلا : عاملة اي النهاردة !!
اعتدلت نور ونظرت لها قائلة بجدية : انتي زعلانة مني ولا إي  !!
اماءت سارة قائلة بنفي  : لالا طبعا انا مش جايلي عين اكلمك من اللي سليم عمله واللي ناوي يعمله
عقدت نور حاجبيها متسائلة : هو قالك !!
جلست بجانبها قائلة : لاءا  انا سمعتكوا امبارح
اماءت نور بصمت وبعدها قالت متذكرة
-صحيح روحتي شوفتي مامتك !!
-اه وجيت تونا معايا ولله واتحججت بيها لسليم ونمت معاها عشان مكنتش طيقاه!
عقدت نور حاجبيها مبتسمة : مين تونا دي !!
-دي فاتن اختي الصغيرة 2ث اصلها مبتحبش اسمها فبقولها تونا وكلنا بقينا نقولها كدا بقا !!
ابتسمت نور وتحمست شعرت وبأنها مشاكسة
-طب ناديلها تقعد معانا تسلينا
-بلااااش هتصدعك !!
اعتدلت نور وهي تعدل خصلاتها التي طالت عن ذي قبل قليلا : يلا بقا !! عشان خاطري عاوزة اشوفها
- انتي اللي جبتيه لنفسك هااه ..
وقفت وفتحت الباب لتجد فاتن أمامها بملامحها الحادة قائلة : انتي فين يا اللي تنشكي في حواجبك قاعدة بدور عليكي انتي جيباني عشان تقعديني لوحدي يا كلب.......
قاطعتها سارة بوضع يدها علي ثغرها قائلة لها
-افصلي افصليي يخربييت اممك! !
ادخلتها سارة وأغلقت الباب عقدت فاتن حاجبيها قائلة : اخص عليا الف خصاية مش تقولي ان في ضيوف !!
نور كانت تضحك علي طريقتها لتجد فاتن فجأة تقترب منها وهي تضع اصبعها علي وجه نور وتنظر لاختها قائلة : بت يا سارة دي حقيقية !! والمصحف كنت لسة بفكر عملوا عروسة باربي حامل امتة !!
انخرطت نور في دوامة ضحك طويلة معها سارة جلست سارة بجانب نور وهي تنظر لاختها المندهشة أمام نور لتقول لها نور :اي يا بت خلاص !!
جلست فاتن بحذر بجانبها وأخذت تردد
-بسم الله ماشاء الله... بسم الله ماشاء الله
بت يا سارة طلعيني من هنا والنبي حساها تشيز كيك وممكن آكلها !!
لتمنعها نور وهي تحاول كبت ضحكاتها
-تعالي هنا سلمي عليا حتى ..
لتقول فاتن بانفعال درامي : اسلم عليكي اي دانا أخاف اوسخك أقسم بالله !!
ضحكت نور مرة اخري ومعها سارة لتقول نور
-كفاية كدا الله يخليكي قلبي والله معتش قادرة
اقتربت فاتن من سارة قائلة : بت يا سكسوكة جايبة البت دي من اي محل فكهاني !!
صفعتها سارة علي كتفها معنفة اياها بلطف
-عيب كدا بقا أكبر منك مينفعش
-أكبر مني اي دانا بالنسبالها متجوزة ومتطلقة خمنشليون مرة !!
-يا بت اتكلمي جد مرة واحدة بقا !! اسمعي دي نور
لترد وهي تمصمص: اسم علي مسمي فعلا
نظرت لها بحدة مكملة : وهي صاحبتي جاية من سفر وانا قولت هتعد معايا بدل ما تنزل في فندق
لتكمل فاتن بدراما : وطبعا عملاكي العيانة بقا وكل شوية تكشف عليكي بقا وبتشتغلك مش كدا
ضحكت نور قائلة: حاجة زي كدا بس اهو كشف ببلاش مريحاني ماديا وحركيا والله
لتقول فاتن : يخربيت غمزاتك يا شيخة
ضحكت نور لترد فاتن : بتعظيني يعني !!
وهكذا دخلوا في نوبات ضحك ومرروا الأيام علي نور حتى مر أسبوع ..........
:~~~~~~~~~~~~:~~~~~::::::::::~~~~~~
-سارة ... سارة انا بكلمك يعني تردي عليا !!
نظرت له بحدة قائلة : وانا مبكلمكش ي سليم !!
ضمها له من كتفها  : زعلانة مني لي بس !!
قالت بطفولة : عشان قولتلي انك هتخلي نور تكلم جوزها ومن يوميها وانت معدتش قولت تاني ولا فكرتني !!
اخرج هاتف صغير قائلا لها : طب خدي خليها تكلمه وعرفيها انه ب بوقت 30ث بس هيعدوا التليفون هيقفل لوحده !!
أخذت الهاتف بلهفة وقفزت من احضانه صارخة وهي تجري : بحبببككك يا سليم ي راااووويييي !!!
مسح سليم وجهه بقلة حيلة من تلك الطفلة همس قائلا بابتسامة : مجنونة !!!
..........
-وبعدين يعني هتفضلي تبتسمي زي الهبلة  كدا
انجزي في اي !!
اقتربت سارة منها قائلة  : النهاردة ودلوقتي واللحظة دي هتسمعي صوت جوزك وهو كمان هيعرف انك عايشة !!
عقدت نور حاجبيها وهي تنظر لهاا بتعجب
بينما سارة اخرجت لها الهاتف قائلة : مسموحلك ب 30ث من سليم !!
- انتي بتتكلمي جد  !! قالتها وهي تعتدل بلهفة
-يلا يلا  خدي كلميه وخدي بالك 30ث والفون هيفصل المكالمة لوحده !!
اماءت نور بامتنان محتضنة اياها بحب وامسكت بالهاتف بينما تركتها سارة لتستطيع التحدث ضربت نور الأرقام التي تحفظها عن ظهر قلب ومع كل ضغطة علي زر يخفق قلبها بشدة وكأنها تعزف سيمفونية علي أوتار قلبها ضغطت زر الاتصال ليبدأ قلبها بالخفقان بقوة ثواني وصوته سيملأ اذنها الآن ثواني فقط وسيطربها ثوان فقط وستدب بها الحياة من جديد ..
كان ادهم في غرفته الرياضية يلعب الرياضة ليرن هاتفه ولكنه لم يعايره اي انتباه عندما وجده رقم غريب ولكن فكر في ان يكون شئ متعلق بزوجته ليجيب بعد ان كادت نور تفقد الامل وتنهي الاتصال
كانت نور تحبس أنفاسها وكأنها في سباق وصلها صوته الرخيم  : آالوو......
زفرت أنفاسها في دفعة واحدة بتنهيدة حارة شقت سكون  المكان ...
تلقائيا خفق قلبه تعجب لذلك واضعا يده علي قلبه قائلا بهمس بدون وعي وهو يغمض عينيه : نور !
ابتسمت وسيل من الدموع كان ينزل على وجنتيها لترد بصوت متحشرج : حياتها !!
فتح عينيه بصدمة ونظر  للهاتف ليجيب هذه المرة بلهفة : نو. ..نور ...نور انتي معايا صح .. انتي دي صح اتكلمي  اتكلمي ...
انهمرت دموعه وأخذ يمسح كالأطفال قائلا بسرعة
-انا انا كنت متأكد انك عائشة والله انا كنت مستني المكالمة دي وربي انا كنت عارف انتي فين انتي كويسة اتكلمي  ... اتكلمي يا نور !!
ردت قائلة بنبرة حنونة : انا بحبك .. ومش هموت غير في حضنك ودا وعد مني ليك .. مش معايا غير ثواني عاوزة اقولك اني كويسة ومتقلقش وابننا كويس وهو واخد باله مني انا راجعة قريب جدا يا ادهم خد بالك من نفسك عاوزاك قوي لانك انت مصدر قوتي ... نظرت بالهاتف لتجد باقي 10 ثواني
لتظل تقول : بحبك بحبك بحبك بحبك بحبك بحبك
حتي انتهي الوقت لتجلس أرضا وهي تردد هذه الكلمة ولكن بدموع وانهيار بينما ادهم لم يصدق حقا حدثها صوتها وحنان دفء نبرتها وفجأة سجد من فرحته وظل يشكر ربه :الحمد والشكر ليك يا رب انت كنت متأكد أنها عايشة انا كنت مستني المكالمة دي اصلاا  !! ليمنح ادهم امل جديد للعيش بعد ان فقد الامل بكل شئ !!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
هتوحشووني جد اا ... وهفتقدكوا جدااا
باقي منها 3 حلقات
عاوزة كومكس كتتتييرررر
استنوني بقن الجمعة الجاية
#Nour
الحلقة 89 الجزء 2 ''زواج لن يستمر''
آااه وألف آااه علي حالك يا فرح كم مزقتي قلوبنا علي ما انتي فيه الآن .. كم مزقتي قلب ذلك العاشق الذي لا يطول النوم جفنه .. جلس معتز امامها كعادته بوجه زابل واعين ماتت فيها الحياة !!
تنهد بصوت مسموع تنهد بألم قائلا بصوت شبه مسموع : مش ناوية تصحي بقا انا تعبت مش تعبت من اني استناكي! ! لاء انا لو عليا احط عمر علي عمري واستناكي ضعفهم مرتين بس انا تعبت من خوفي عليكي من خوفي انك مترجعيش.. ارجعي يا فرح قاومي وفوقي عشاني عشان انا مش عارف اكل ولا أشرب مش عارف انام مش عارف اشتغل مش عارف اعمل اي حاجة من غيرك حتي نفسي بقي تقيل ارجعيلي عشان انا تعبت من ان أكون لوحدي !
كانت فرح استقبل كلامه حيث كانت تجلس في مكان شبه مغيم وامامها نور في زجاجة ولا تستطيع إخراجها وكانت جالسة بجانب تلك الزجاجة ونور بداخلها ومعتز يأتي علي اول الطريق يناديها ويتحدث معها وسمر وريم وهي تحاول ان تصرخ بأن نور هنا تعالوا لنخرجها تلك المرة ظلت تصرخ بقوة علي معتز خ
كي يسمع ... رأي معتز تشنجات جسدها وحركة قدميها وذراعيها المفرطة وانينها المكتوم انتفض واقفا قائلا بلهفة : فرح .. فرح انتي سامعاني .. فرح ... يا دكتووور  ... يا دكتووور
خشي معتز عليها من ان يصيبها مكروه تشنجت عضلات وجهها وكأنها تحارب
جاء الدكتور وفريق من الممرضات وتم إخراج معتز للخارج دونا عنه وتم وضع إبرة مهدأة ل فرح في المحلول المعلق ظلت تقاوم لدقائق حتي خارت قواها .. خرج الدكتور مقابلا نظرات معتز المتلهفة
ليقول بجدية : معتز .. اتفضل معايا علي المكتب عاوزك في موضوع !!!
..........
جلس معتز وهو قمة توتره ولهفته ليتحمحم الدكتور بجدية قائلا : معتز .. انت كنت قولتلي ان مدام فرح اتعرضت لمشكلة كبير في صغرها وهي أنها فقدت والدها ووالدتها في يوم واحد وبحالة مفاجئة
بص من غير كلام دكاترة ولا الفاظ علمية يؤسفني اقولك ان الأزمة اللي اتعرضتلها زوجتك وهي صغيرة عملت عندها مشكلة وأزمة نفسية وللأسف متعالجتش منها وهي صغيرة والمشكلة بالظبط ان عقلها الباطن صنعلها عالم... عالم جديد بعيد عن الواقع دا عالم محدش يقدر يدخله غيرها كانت لما تتعرض لأي مشكلة كانت بتهرب للعالم دا ومحدش بيبقي عارف بتروحله بالسرحان او وبالنوم او بالاغماء أحيانا .. العالم دا هي مرتبطة بيه جدا .. انت قولتلي أنها متكلمتش خالص قبل الإغماء دا صح !!
اماء معتز بالإيجاب قائلا : اه وكانت نادرا لما كانت تستجيبلي في اي حاجة !!
أكمل الدكتور بنفس العملية : اهي الفترة دي بقا كان عقلها الباطن بيكرهها في الواقع بتاعنا دا وكان بيقولها علي سبيل المثال يعني الحياة دي وحشة دي اخدت أهلك منك دي سعادتك علي المحك وكانت هتاخد جوزك منك .. أيام ما كنت بتخدم في المعسكر تقريبا علي حسب ما قولتلي
اماء معتز بتعجب قائلا : ايوا بس ده من زمان ..
-عقلها الباطن بيخزن اي حاجة وحشة بتحصلها وتفضل تتراكم جواها عشان مع اي انهيار تهرب للعالم بتاعها بدون تردد ..
تنهد معتز بقوة وهو يمسح وجهه قائلا
-يعني اي يا دكتور والعمل !!
-شوف يا معتز اي فرد مننا عشان يستجيب لازم لازم يكون في استثارة للعقل  واللي استنتجته من حالة مدام فرح أنها سمعانا وبتتاثر ب اللي بنقوله وكمان عندها ف عشان احنا هنستغل كل دا في أنها تحب الواقع من تاني وترجعله !!
يعني مثلا هيبقي عندنا مثيرات أساسية ومثيرات شرطية ونشوف إبداء استجابتها علي المثيرين!!
قولي يا معتز مفيش خبر عن صاحبتها دي المختفية !!
رد معتز  وهو ينهض : لاء يا دكتور طب انا هستأذن واروح اطمن عليها ..
أشار الدكتور بيده قائلا : اتفضل...اتفضل !!
ذهب معتز ليراها فوجدها نائمة  امسك بهاتفه وهاتف صديق  عمره ......
-اي ي صاحبي عامل اي !!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
-معلش يا عمر جيبلي الشاحن من عندك .. !!
لعن عمر الهواتف والتكنولوجيا ومن اخترعها بسبب جلوسها أمام الهاتف تتابع أحد مسلسلاتها التركية وترغب بتجديد شاحن هاتفها لتكمل المسيرة !!
يغار حتي من الوقت التي تقضيه بدونه ..
رد بصوت عالي كي تسمع بعد ان اخفي الشاحن
-هو فين يا حبيبتي مش لاقيه هنا !!
قامت بتأفف وضجر : افففف كالعادة مفيش معرفش هو فين !! مش لاقيه متعرفش تعمل حاجة ابداا
كانت تبرطم حتي وصلت الغرفة لتبحث عنه بينما هو جلس علي الكرسي يراها وهي تبحث بثقة علي أنها ستجده لتقول متعجبة : راح فين انا كنت حطاه هنا  !
رد باستنكار : بجد !! دوري هنا او هنا دوري كويس
-ولله يا عمر كنت حطاه في الفيشة اللي جنب السرير دي انا متأكدة !!
وقف أمام الباب بعد ان اغلقه لتقول له بتعجب
-واقف علي الباب كدا لي وسع اما أشوفه برا الشاحن بيمشي يعني ولا اي حاجة تهبل! !
نظر لها من أعلاها لاسفلها ليجدا ترتدي منامة تفتنها وترسمها بدقة بالون الوردي الفاتح الهادئ وشورت قصير وحمالات رفيعة
طرقعت بأصابعها أمام وجهه : هييه . .. بتبص علي اي وسع كدا !!
حاوط خصرها وجذبها له جاعلها تتخطي المسافة التي كانت
لتنظر له بأعين تشبه أعين القطة قائلا ببراءة
-عاوز اي !!
مسد علي وجنتها بهدوء قائلا : عاوزك تفكك من موضوع الشاحن دا خالص وتركزي معايا شوية !!
نظرت له بتفحص أكبر ليقول : بتبصيلي كدا لي !!
حركت يدها الموضوعة علي صدره : مركزة معاك ،،
قاطع حديثه لها هاتفه الذي رن ليري من المتصل
-الو... ايوا ... انا بخير الحمد لله .... اي .....
استغلت اسما فرصة انشغاله بالهاتف لتتسلل من بين احضانه تبحث عن الشاحن
-انت بتتكلم جد يعني كلمتك كدهو وسمعت صوتها وهي كويسة يا ادهم.... الحمد لله .. الحمد لله ان شاء الله ترجع بالسلامة ... ماشي يا حبيب مع السلامة مع السلامة !!
تنهد عمر براحة وجاء ليخبر اسما عن الخبر ولكنه وجد نفسه وحيدا بالغرفة وجدها تبحث عن الشاحن
حاوط خصرها من ظهرها وهمس لها بهمس اذابها
-وحشتيني !! عاوز آكلك دلوقتي !!
التفتت له وهي شبه مغيبة تلك اللمسة ذلك الصوت والهمس تشعر بكل شئ وكأنه لأول مرة ...
ابتسم عمر بانتصار يعرف كيف يسحبها لعالمه وقتما يشاء ويجعلها تريد ما يريد أيضا وقتما يشاء
ظلت تعبث بتشيرته حتي نزعته عنه وتقترب بشفتيها طابعة قبلة مثيرة علي صدره
جعلته يغمض عينيه علي اثرها يستشعر دفء شفتيها ولكنها تحولت لعدة قبلات صعودا لعنقه بعد ان وقفت علي قدميه علي أطراف أصابعها جن جنونه وسيطرت الرغبة علي كل خواطره ك اشتعال النار بالهشيم لم يعد يقاوم أكثر لم يتركها تكمل جنون عشقها عليه لم يستطع كبح جماح شفتيه مررها علي انشات وجهها ولنقل كل ما يظهر منها
أبعد تلك الحمالة الرقيقة وهو يلتهم كتفها انتقالا لعنقها يأكلها بشراهة بينما هي تأوهت برقة عندما شعر باسنانه وشفتيها تلتهماها ببطئ
جن جنونه عندما سمع انينها المستجاب يتردد باذنه
ليضمها أكثر بتملك هامسا بهسيس خطير
-ارحميني....
قالها وهو يحملها بين ذراعيه وكأنه يحمل احدي زهرات البستان وشفتيه لا تكف عن عناق شفتيها ذاهبين لعالملهم الوردي الخاص بهم ''ويسيبونا احنا علي باب العالم 😂 ''
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت بالغرفة تصفف خصلاتها بعد ان ابدلت ملابسها بمنامة مريحة كنزة باللون اللروز الغامق  تظهر ترقوتيها وبنطال اسود وممتلئ بالنقط البيضاء وضعت عطرها الهادئ واسدلت خصلاتها علي ظهرها وذهبت متهجة للصالة عندما سمت صوت الجرس لتجد مازن سبقها وفتح لتسمع صوت احمد
-ازيك يا مازن .. انا كنت جاي أسلم علي سمر قبل ما أسافر ..
توجهت سمر للباب قائلة وهي ترحب به
-تعالي يا أحمد وبالفعل دخل أحمد ليحتضنها حضن اخوي ربتت هي علي ظهره بينما مازن كان يعتصر كفيه بقوة جلس أحمد في غرفة الجلوس بينما سمر ذهبت لتحضر له شئ بعد اصرار منها ذهب خلفها مازن وامسك بكوب زجاجي والقاها عمدا في الأرض بغضب عارم لتنتفض صارخة ليقول
-اسف .. وقع غصب عني !!
جلس أرضا لينظف الزجاج جلست في مقابله واقامته قائلة بود : هتعور نفسك .. انا هنضفه .. ودي العصير انت لاحمد، ،
ذهب مازن بالمشروب ودقائق وكانت هي خلفه وأخذت تتحدث مع أحمد كم يليق ذلك اللون عليها يتناسب معها كليا خصلاتها المتمردة المفرودة علي ظهرها ذلك السلسال الفضي الذي يزين عنقها ضحكتها صوتها إشارة يدها تفاعلها مع ذلك اللعين الاخرق الغبي الكائن اللزج المتعفن  ..
-انت واطي اوي كدا لي يالا يعني انت متجليش إلا وانت مسافر ،،
-اعمل اي بس والله يا بسكوتة فجأة لقيت الأجازة خلصت وقولت اجي اشوفك !!
قالت بحزن : انت خلاص هتسافر يعني !
-ايوا يا بت الشنطة برا اهي يلا لازم اكون في المطار دلوقتي !!
نهض واقفا لتقف هي الاخري ليضمها لصدره لتزيد علي ظهره مقبلا رأسها قائلا : خدي بالك من نفسك ي بسكوتة وكلميني علي طول !
اماءت بالإيجاب قائلة : وانا كلمني لما توصل !!
مد يده ل مازن الذي كان علي وشك الانفجار ظل ينظر إليه قليلا وبعد مد ذراعه بتكاسل واماء بصمت ليقول أحمد ببلاهة: اتشرفت بمعرفتك ... يلا اشوفكوا علي خير ..
جلس مازن مرة اخري علي الاريكة وهو يفرك كلا كفيه بينما سمر ذهبت خلف أحمد ليقول بدراما
-بسرعة يا سمر عشان انا حاسس انه هيقلب تنين مجنح وهياكلني !!
ضحكت سمر بقوة وصفعته علي كتفه قائلة
-غوور يلااا معتش تيجي عندنا تاني !!
ودعها أحمد .. بينما مازن لا يفعل شئ الا انه يتماسك
شردت سمر بحال مازن هو يحاول الثبات من أجلها هي متيقنة من انه كسر الكوب قصدا ك نوع من التنفيس عن غضبه لم تجده في غرفة الجلوس كما تركته دخلت الغرفة لتجده يقف أمام خزانته لتسأله وهي تقترب منه بحذر : مازن بتعمل اي !!
التفت لها بملامح لا تعرف تمييزها اهو غاضب .. ثائر .. إم هادئ !!
-ولا حاجة كنت بحط تيشرت في الدولاب !!
اماءت بابتسامة قائلة : وانا هروح اعمل طبق فاكهة ناكله ونتفرج علي التليفزيون شوية ..
اعترض رحيلها بوضع يده علي بطنها لتلتفت له فتصبح علي خصرها لتقول بصوت هادئ
-مازن انت بتعمل اي ؟!
تنهد بهدوء قائلا وهو يغرق في قهوة عينيها
-بغير !!
علمت مقصده تمام لتقول وهي تصيب الهدف بمهارة
-بتغير من أحمد .. دا أخويا !!

زواج لن يستمر بقلم نور سمير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن