بارت ١٤

1.5K 33 0
                                    

توسعت عيناه وبدأ يضحك بدون وعي ثم قال: تذكرت الليله الماضيه عندما كنا في غرفتنا وانتي عقدتي حاجباك وقلت بغضب وبدأ يقلد صوتها : لن نبقى هنا سنصعد سويا إلى الغرفه الأخرى... نظرت له بدون فهم وقلت له : اللعنه انت.. كم زجاجة شربت؟ عقلك لم يعد يعمل ابدا غالبا.. 
ياغيز لا تتعبني هيا ارفع ذراعيك.. بعد جهد طويل البسته الكنزه هممت لاذهب ولكنه كان اسرع مني سحبني وقربني اكثر حتى دفن راسه في عنقي ظننته انه سيقبلني لانه لم يكن في وعيه ربما تخيلني فتاة أخرى ولكن ما صدمني كان يخبئ وجهه في عنقي ويقول : نامي بجانبي.. اروي لي حكايه قبل مجيء ابي يا أمي..  خانتني دموعي لتنزل على عنقه رؤيته أمامي بهذا المنظر لم اعتد عليها فهو كان دائما عصبي وجامد لم اتخيل يوما انني ساراه هكذا..
ربتت على ظهره وقلت : حسنا.. لننام على السرير اذا هيا..كان متشبتا بها ظنا انها امه بها خاف ان تتركه كما تركته وهربت بقيت هازان مستيقطه الى ان غفى ونام ونامت هي الأخرى..
....
في اليوم التالي استيقظ ياغيز على ألم في رقبته لانه كان نائم على بطنه..
لم يجد احد بالسرير خرج من الغرفه ليجد البيت نظيف وكل قطعه في محلها عدا الذي انكسر...
حاول أن يتذكر ما جرى البارحه أوقف سيل ذكرياته خروج هازان من المطبخ...
ياغيز بفزع : انت ماذا تفعلين هنا؟ ك.. كيف جئتي هكذا؟
استغربت هازان لحالته وهو يسأل.. جاوبته بعدم فهم : انا جئت ليلة البارحه هنا.. الا تتذكر؟
وضع يده على راسه وبدأ يئن : اااخ لا راسي يؤلمني كثيرا مدت يدها واحضرت كأس الليمون لتعطيه اياها : خذ هذا سيشفي الألم..
عقد حاجبيه وسألها : ألم تجيبيني؟ من أخبرك اني هنا؟ كيف جئتي؟ ماذا.. هل انا قلت شيء؟
توقعت حدوث هذا الحوار بيننا فبما انتي اعرف ياغيز حق المعرفه فبالتاكيد لن انصدم في النهايه اكبر مخاوفه ان يرى أحدهم ضعفه ولا انكساره لان برأيه اننا سنشفق عليه...رفعت عيني ونظرت له وهو يسأل بخوف : اوووه انت تسأل كثيرا على مهلك علي ألم ترى كل هذه الزجاجات شربت البارحه فوق العشرين زجاجه كنت متعب كثيرا و.. وناعسا أيضا غفيت دون النطق بكلمه..
لا أعلم ما الذي أصابني لماذا كذبت وقلت له مع انني كنت اود ان اقول له انني عرفت ماضيك واحزان وآلامك وشعرت بها وبك أيضا.. وانا هنا انا معك.. معك لاجعلك تتخطى كل هذا...
ما بك هازان نحن نتكلم عن ياغيز صاحب الكبرياء والعزة لن يحني رأسه لاحد انا محبطه ولست متأملة بشيء ولكنني.. رغم هذا لن اتركه.. ساحاول حتى إذا كان صعب...
عدنا إلى البيت وكان لا يزال ينظر إلي بنظرات غريبه ومليئة بالتساؤل..
وصلنا إلى غرفتنا بينما صعد حازم ليطمئن على ياغيز...
بينما انا كنت ارتدي ملابسي جاءت عيني على آثار الحروق القديمه التي في أسفل كتفي وبداية ظهري جاء ياغيز دون أن يطرق الباب ونظر قليلا إلى ظهري  نظر مستغربا لكن سرعان ما عاد إلى وعيه وسألني : لماذا كذبت؟
هازان : لم افهم؟
ياغيز : بشان البارحه انا تذكرت وقلت لك كل ءشي أليس كذلك؟
هازان بتلعثم :ن.. نعم شرحت لي كل شيء..
قبل أن تقول انت سأقول انا  انني شفقت عليك وسأشمت بك لاحقا لأنك يتيم الاب أليس كذلك؟
قالت ذلك وهي غاضبه فهو لا يفكر اتجاهها الا بسوء الظن..
صمت ياغيز ولم يقل شيء ضحكت هازان بسخريه وقالت : وفرت عليك قولها اليس كذلك؟
ثم قال ياغيز بالم ممزوج بالسخريه : قصتي أليست قصه مثيره للشفقه؟!
أنزلت هازان راسها ولم تجب فبالنهايه هي تأثرت كثيرا وشعرت بشعوره معنى أن تكون منبوذ وبدون احد صعبه.. ولكنها ليست شفقه.. انها تتألم لألمه وهذه ليست شفقه...
معنى أن تعيش بقلبك ما عاشه حبيبك أصعب من اي شفقه  وهذا ما تعيشه هازان وتشعر به يوخز قلبها وكانها تعيش نفس المعاناه أرادت ان تخفف عنه الام قلبه ولكنها تعلم انه سيصدها ولن يقبل فكرة ان تسانده...
أدار وجهه ومسح دمعته التي خانته على خده...
عاد وعقد حاجبيه وسأل : ما هذا الذي رايته؟
عادت هازان إلى الواقع واجابت : ماذا رأيت؟
ياغيز : ظهرك..
هازان : لا أعرف.. او لا أتذكر بالأحرى..
حسنا..انها حادثه قديمه ولكن انا لا أتذكر تفاصيلها امي.. قالت لي من الصدمه.. انصدمت بشده وقتها ربما اثرها وصل إلى ذاكرتي لا تهتم.. اساسا لا يسألني احد عنها...

ايش تتوقعوا ماضي هازان؟ 😕

حب وألمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن