الباب الخامس

21.9K 462 20
                                    


<<شيطانُ البراكين>>❤
الباب الخامس:-
########
نظرت الى كلماته بصدمة كبيرة ،ثم نظرت أمامها وعينيها الممتلأة بالدموع بعدم رضاها على هذا الزواج ،ثم نظر لها بملامح جامدة خالية من المشاعر! ..غير عابيء باهانته لها ليلة أمس!! ..غير عابيء بتعديه عليها بالضرب!! وكأنها كقطعة حديد لا يوجد بها شعور! ..وغير عابيء انها أنثى!! ،نظرت له ببرود تام .
ليلى بجمود: وانا عايزة ارجع لأهلي.
حسام بجمود: انسي انك تشوفيهم..من هنا ورايح مش هتشوفي حد غيري.
صمتت ووجهها الذي تحول الى الجمود لا يوجد به مشاعر!!  لما تعرضت له حتى الآن ،لا تريد أن تكون مع من يقسو عليها..فلا وجود لأنثى مُحبة لهذه المعاملة الجافة! ،جاء إليها بخطوات ثابتة وجلس بجوارها.. وأخذ يفك الحبال من يديها المكبلة بالسرير ،مازالت هى ناظرة أمامها بعينيها المليئة بالدموع متمسكة ببكائها لكنها تعلم انها ستنهار الان!! ،نظرت له وعندما انتهى مما يفعله ازاحته سريعاً ! ونهضت على الرغم من آلام جسدها ..الا أنها قاومت ذلك ونهضت، واسرعت ناحية الباب الزجاج وهى تحاول فتحه!
ليلى مسرعة والدموع تنهمر وهى تقول بهيستيرية:انا لازم امشي من هنا....لازم اروح لاهلي...
لم تستطيع فتح ذلك الباب، ثم أخذت تنظر حولها لتجد باب الغرفة وتتجه إليه وتحاول فتحه لكنه أغلقه بالمفتاح ..اخذت تحاول فتحه وبدأت بالبكاء وهى تضرب الباب بيديها الصغيرة لعدم فتحه ...أكملت شهقاتها وهى تستسلم  ،وتقول ببكاء: انا مش هبقا معاك...خليني امشي.
نزلت على الأرض وضمت جسدها وهى جالسة على الأرض واكملت بشهقاتها: عايزة اروح لاهلي .
وظهرها للحائط وتبكي بتنهيدات ،وكل هذا وهو واقفاً في ثبات وناظراً لها بجمود وواضعاً يديه في جيوب بنطاله بثقة تامة ،ثم جاء إليها وأصبح أمامها مباشرة ًعندما علم انها استسلمت.
حسام بجمود:بكره كدة وهييجوا يجهزوكي.
وفتح الباب بالمفتاح وخرج واغلق الباب خلفه بالمفتاح مجدداً ،بينما هى أخذت تنهيداتها الباكية الحارة وشفتيها ووجنتيها وانفها الذين تحولوا إلى اللون الوردي من كثرة شهقاتها المؤلمة.
########################
في مشفى جاسر الدمنهوري:
في غرفة مكتب جاسر:

واقفة امام مكتبه بشعرها البني وبشرتها البيضاء ..بوجنتيها التي من لون الفراولة ..قصيرة القامة قليلاً.. وهو جالس على مقعد مكتبه بجمود.
جاسر بجمود: شاطرة انك بتسمعي الكلام.. انزلي لمروة وهى هتفهمك.
دُنيا بحزن: ومين قالك اني جاية عشان كدة!
جاسر بسخرية: امال جاية عشان ايه؟!
دُنيا مسرعة: عشان انهي المهذلة والإهانة دي.
رفع إحدى حاجبيه بسخرية من كلماتها .
جاسر بسخرية: هو بمزاجك...احنا كنا متفقين على كدة ما ترجعيش في كلامك على الاخر !!
نظرت له بعينيها البندقية الحزينة المليئة بالدموع..بعدما تمادى اسوار كبريائها وجعل الدموع في عينيها ممتلئة.
دُنيا بحزن: انا ماتعبتش كل دة عشان اوصل لهنا! ..انا تعبت في دراستي وفي حياتي عشان اخد المهنة اللي انا بحبها .. وطول عمري بحلم بيها وانت في الاخر تقولي هكسر حلمك بسهولة على خناقة!! ....
رفع رأسه بكبرياء وكأنه يتعالى عليها بنظرات الغرور بعينيه الزرقاء..وشعره الاسود وببشرة قمحاوي. بصدره العريض وطول قامته ..ارجع ظهره للخلف وكأنه يشاهد عرض مسرحي،وابتسم ابتسامته الشيطانية ،ثم اكملت بعينيها المليئة بالدموع: انا تعبت عشان اجيب مجموعي وادخل الكلية اللي نفسي فيها ..مع احترامي للشغل اللي انت عايزني اعمله انا مش بقل منه لكن انا كان عندي حلم وحققته ..ومش هترمي في المستشفى دي على مزاجك!!
ابتسم ابتسامة شيطانية وأخذ يصفق بصوت مرتفع وهو ناظراً لها بجمود.
جاسر بجمود: براڤو...ادائك حقيقي هايل...كدة هتبكي الجماهير!
نظرت له وصدرها يعلوا ويهبط من استفزازه وملامحه كالشيطان .
جاسر بنبرة الامر: هتعملي اللي امرتك بيه...وبعدين مافيش حد هنا بيشتغل ومابيتهنش!..
دِنيا مقاطعة بحزن:انا هنا دكتورة..مش خدامة اشيل الزبالة اللي انتَ عايزني اشيلها!!
ابتسم بسخرية..عقب حديثها ولا تعلم انه هو من يصدر الاوامر وانها طبيبة لديه ليس الا!
جاسر بثقة: اللي اقوله يتنفذ..وخلينا نبدأ من دلوقتي...
ازاح بيده كوب المياه وارتمى الكوب على الارض وتهشم الى قطع ،ثم اكمل بحزم:لميه ونضفي المكان.
نظرت الى الكوب بعينين مليئتين بالدموع ،لكنها أسرعت بتحدي.
دُنيا بضيق:ولو ماعملتش ..هتعمل ايه؟
جاسر بابتسامة ثقة:هرفدك وماشوفش وشك هنا تاني.
نظرت له وهى على وشك الانهيار فقد حطم اسوارها المنيعة!! اسوار الانثى وكبريائها ..ضغط عليها وبقوة!! ،ثم اكمل :وبعدها مش هتلاقي مستشفى تشتغلي فيها عشان للاسف لازم تضطري تعزِلي...دة انتِ حتى ماعندكيش اهل...
ثم اكمل باحتقار وابتسامة سخرية:ومين عالم..واحدة عايشة لوحدها في شقة ماعندهاش اهل...ياترى بتعمل ايه؟ ..ومع مين؟!
جائت اليه سريعاً بعد اهانته الوقحة لها!..وهى لا تتحمل إهانة أخرى!
دُنيا بغضب:احترم نفسك...انا مش رخيصة زيك!!
امسكت فنجان قهوته، والقت قهوته التي بالفنجان على وجهه!!! وضع يده على وجهه وأدار وجهه للناحية الأخرى سريعاً ،ووقف.
جاسر بصوتٍ مرتفع : ايه الهبل دة!! انت اتجننتي!؟؟؟
دُنيا مسرعة: لاني مش هسمحلك من النهاردة انك تتعدى حدودك معايا ... كفاية كدة...ماعندكش ضمير.
اخرج منديلا سريعاً ووضعه على وجهه وأخذ يمسحه ،ولكن  القهوة كانت باردة فلم تؤثر على ملامحه سوى الغضب،
وكادت أن ترحل امسك معصم يدها وجذبها إليه بغضب نظرت له بضيق.
جاسر بجمود: هتدفعي الهبل اللي عملتيه دة....وانت مالكيش اهل ماتلومنيش على اللي هعمله...وقاحة!!
دُنيا بضيق: انا اساسا همشي من هنا ومن المحافظة كلها عَين بقا واحدة غيري وهِنها زيي...بس انت هتندم في يوم على كل إهانة وجهتها ليا.
جذبت يدها وخرجت بغضب ،بينما هو ظل ناظراً لها بجمود.
#########################
في الحارة العشوائية:
في منزل ابراهيم:

شيطان البراكين بقلم: فاطمة رأفتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن