الباب السادس

22.1K 507 36
                                    

<<شيطانُ البراكين>>❤
الباب السادس:-
##########
استدار عمر للناحية الاخرى من شدة الصفعة ،وظل ناظراً امامه ،نظر له سليم بغضب ، نظر له عمر بملامح جامدة..ثم اعتدل في وقفته ،لم يعتدل عمر في وقفته كي يردها اليه! بالطبع لا فمهما حدث مازال (سليم) هو شقيقه الاكبر، وليست من اخلاق عمر ان يردها اليه باليد...وحتى ان حدث بينهم معركة لن يردها اليه باليد ابداً.
سليم بعينين دة: فاكر نفسك مين؟ها ..عشان تهيني في الكلام!...
لم يرد عليه ايضاً (بالحديث) وظل ناظراً له بصمت وجمود ،ليكمل سليم بغضب: انت لسة عَيل ...وهتفضل طول عمرك عَيل!
نظر عمر لعينيه بجمود وهدوء تام!..لدرجة ان سليم شعر بالتعجب من داخله لماذا لاينفعل هو ايضاً! ولماذا لا يدور بينهما معركة! ولماذا لم يظهر انفعالاته من شدة غيظه من كلمات سليم المهينة!! ،كل تلك الاسئلة كانت تدور في رأس سليم والان قاطع عمر تفكيره بحديثه المميت!!
عمر بجمود: خلاص..خلص الكلام ،لما توصل للايد بيني وبينك يبقا خلص الكلام.
تركه عمر وكاد ان يرحل ،اتتركه يذهب هكذا ؟!هو يغيظك بكلماته! يريد فقط ان يقتل كلماتك ويضعها في الارض ويرحل كأنك لست شقيقه الكبير!! كيف تتركه ..يجب انت من تنهي الحديث ،انه يضعك في الخانة الثانية كأنك نكره وهو يبتعد عنها!! ...كانت كلمات شيطانه وهو يسيطر عليه في عقله وكل تلك الاسئلة يطرحها عليه ،ولكن كلماته وهدوئه اللعين جعل سليم يفور من الغيظ ،ومن شدة غيظه..جذب عمر من ذراعه ليعطيه لكمة قوية جعلت وجهه ينحني للناحية الاخرى وفمه نزف الدماء!! من شدة قوتها جعلت شفتيه مليئة بالدماء بلا رحمه!! ،نظر له سليم بغضب.
سليم بغضب: انا اللي انهي الكلام...فاكر نفسك حاجة! وعايز تدمر اللي انا عملته!!؟؟
اعتدل عمر في وقفته ونظر لشقيقه، ولن يردها بالايد مجدداً.
عمر بجدية: عملت ايه؟ غير انك بتبني مستقبلك على حساب خواتك!!...
مع الكلمتين الآخرتين جعلته سيفور من الغضب ولكن عمر كان يحدثه بصراحة تامة وبالمجاز التعبيري ،ثم اكمل بصوت مرتفع : حتى لو قالولك تبعني هتبعني بارخص سعر زي اختك..انت مش عايز غير مصلحتك مابتحبش غير نفسك...
ثم اكمل بجمود: بس لو مهما مديت ايدك انا عمري ماهمد ايدي عليك...
قاطعه سليم بلكمة اقوى منها بكثير!! جعلت جسده اصبح على الارض وهو جالسا على ركبتيه ووجهه مائل للناحية الاخرى وبجوار شفتيه الدماء!!
سليم بغضب وصوتٍ مرتفع: عشان جبان..
عمر مقاطعاً بجدية: لا عشان انت لسة اخويا الكبير وانا مااقدرش اعمل كدة مش من مبادئي ولا من اخلاقي اعمل كدة!
انحنى سليم ليمسك عمر من لياقة قميصه ويجعله ينهض بانفعال .
سليم بغضب عارم وصوت صارم :ماتمثلش عليا الشهامة والجدعنة وكل الصفات دي ماتثبتش انك راجل وانت مش كدة.
ومازال ممسكه من لياقته بعنف وهو ناظراً لعينيه ،وعمر ناظراً لعينيه بجمود.
عمر بجمود: عارف الفرق اللي بيني وبينك ايه؟!...
نظر له سليم بغضب وعينين مليئتين بالنيران ليكمل عمر بجدية: ان انت بتتحرك بانفعلاتك...انما انا! بتحرك بدماغي.
نظر له سليم بغضب والغيظ في عينيه ورفع يده وكاد ان يعطيه لكمة اخرى ،اوقفه صوت والده...!
عماد بغضب: سلييم! ايه اللي بيحصل هنا دة!
جاء اليهم عماد وهو ناظراً لهم بغضب ،ترك سليم لياقة قميص شقيقه الاصغر ،وابتعد عمر ونظم ملابسه.
عماد بغضب: دلوقتي ممكن افهم ايه اللي حصل وايه اللي خلاك ترفع ايدك على اخوك؟!
نظر عمر لوالده بضيق ،ثم تركهم واتجه لداخل القصر ،بينما نظر عماد لسليم ،ونظر سليم له بضيق.
########################
في الاسكندرية:
في الحارة العشوائية:
في منزل دُنيا:

شيطان البراكين بقلم: فاطمة رأفتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن