20

2.2K 142 9
                                    

عندما توقَفت سيارة آيزك أمام منزل جاريد يوم السبت، هو كان واقفاً بالفعل في الشُرفة، ينتظر. لم يُرد من آيزك أن يَلتقي بأمِه.

لاحَظه آيزك فلوّح له، وأعطاه شُبه إبتسامة. رنّ هاتف آيزك حال دخول جاريد السيارة. بعض نوتات كئيبة للبيانو إنجرفت من مُكبّرات الصوت.

"هل تمانع إذا-؟" أشار آيزك إلى هاتِفه وهو يَرن، رَفع جاريد كتفَيه.

"تفضّل."

الرجل من الإسطوانة بدأ يغني فور أن قال آيزك أهلا. الموسيقى كانت عالية جداً. فكّر جاريد في أن يَخفِض الصوت ليَسمع آيزك الإتصال أفضل، لكنه لم يَفعل لأنه جاريد و هو ليس مُراعي.

"أجل أنا بخير،" آيزك كان يتحدث. لكنه لم يبدو بخير. بدا مُتعباً، هالات سوداء تحت عَينيه و غمّازاته لا يمكن أن تُرى. "أجل... أنا أعلم أنها إسطوانة الأزرق الغامق. يالَ شِدة مُلاحظتك. و لا،  لن أصاب بإنهيار عاطفي... أجل، أعلم. هي فقط- هي تستمر في إخباري أنه يجب عَليّ التحدث مع القَس و تعلمين- أجل. بالطبع لا. لا. أنا أعلم." قام بدَعِك حافّة أنفِه، جاريد شَعر أنه لا يُجدَر به أن يستمع للمحادثه لكنه لم يتوقف. بعد كل شيء، آيزك يَعلم بوجودِه هنا. كيف يُفترض به ألّا يستمع؟ 
"أنا بخير روزي، حقاً. في الواقع أنا في طريقي لحفلة." إبتسامة صغيرة. "حسناً، حسناً. أنتِ أيضاً. أحبك، وداعاً."

إستدار جاريد مباشرةً بعد أن أنهى آيزك الإتصال.

"إنها أختي." جاء صوت آيزك، صوته بَدا متعباً، أهدئ من ذي قَبل عندما كان يتحدث على الهاتف، أكثر رِقّـة.

"آه صحيح. أنت- أمم" هذا هو السبب في كون جاريد يتجنب عواطف الاخرين كالوباء. إنه سيء جداً في هذا. "هل أنت بخير؟" تمَكّن أن يقول أخيراً، آيزك إبتسم له.

"نعم. جِدال مع والدتي."

جاريد لم يعتقد أن أحدا لازال يُنادي أمه والدتي بعد الآن.

"آه، أجل." قال مجدداً، يحُس بنفسَه كأنه غبي. آيزك أعطاه إبتسامة أخرى، أهدئ و أرَق من إبتسامته المُشـعّة المُعتادة. عندما بدأ بالقيادة نَطَق,

"هذه من أغنياتي المُفضّلة," مدّ يدَه ليَرفع الصَوت حتى كان التحدُث مُستحيلاً. بلَمسة أخرى أنزل النافذة الأمامية بينما كانوا يقودون، بسرعة، بعيداً عن المدينة و نحو القرية الصغيرة التي ستُقام بها الحفلة. الجو في الليل كان بارداً و مُظلماً، هواء مُنعش على وجه جاريد بينما يَقودان.

أحسّ بأمان غريب في السيارة، موسيقى و ظلام حولَهُما- كغِطاء واقي حيثُ جزء المحادثة أو الإدّعاء لم يكن ضرورياً. وجدَ جاريد نفسَه يتنفس بسهولة، أفضل من ما كان لأسابيع.

Invincible - مَنيعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن