25

1.9K 126 7
                                    




صادفت ويلّا آيزك يوم الجمعة قبل المدرسة، كانت تبحث عن بعض كتب التاريخ لبحث ما عندما رأته، كان نائماً على طاولة في زاوية المكتبة و رأسه في كتابه.

"آيزك؟" قالت له، غير متأكدة تماماً أنه هو. الفتى لم يتحرك. جلست على كرسي بجانبه و ضغطت على كتفه، راقبته ويلّا بينما يحترك و رفع نظره نحوها، متسفيقاً بشكل لطيف و حبر من الكتاب مطبوع على وجهه بالعكس.

"مم," تمتم آيزك بحيرة، يفرك عينيه بيديه النحيلتين. إحتدت تعابيره عندما وقع نظره على كتاب تاريخ روسيا الذي أنهى نصفه و وقع نائما عليه. "آه, سحقاً."

نظر آيزك إلى ساعته و نظرت ويلّا الى الساعه فوقهما- كانت تشير إلى السابعة والنصف و المدرسة تبدأ 8:30.

"سوف تأخذ استراحة." قالت ويلّا بحسم.
"لكن-"
"لقد فقدت وعيك على كتبك، آيزك. سوف أشتري لك قهوة و سوف تشربها حتى لو أُضطررت الى جرّك للمقهى من شعرك."

رمَشَ آيزك بعينيه و إبتسمت له ويلّا ثم أشارت الى الحبر على وجهه. كان هناك هالات سوداء تحت عينيه و شعره المبعثر على وجهه يبدو ناعماً و أجعداً، أرادت ويلّا أن تحضنه.

"هيا بنا," قالت بعجلة بعد أن مسح الحبر من وجهه. تنهد آيزك بدرامية، قلب عينيه و تأفأف بينما تبعها نحو مقهى المكتبة.

━━━━ ◦ ☾ ◦ ━━━━

"لم اكمل أي شيء ليلة البارحة," شرح لها بعد فترة، أصابعه النحيلة حول كوب القهوة الحلوة بشكل مريع. رفعت ويلّا حاجبها، و رفع آيزك واحداً بالمقابل ثم إبتسم فجأة, إبتسامة كشعاع مفاجئ من الشمس.

"سمعتُ أنكِ على تواصل مع جاريد؟"

حدقت ويلّا نحوه.
"نعم، لا بأس به."

ضحك آيزك و رمى برأسه للخلف مثل طفل صغير.

"أنا أعلم," قال اخيراً، و إبتسم لنفسه كأنَّ مخيلته مكان طريف ليكون فيه. نظرت ويلّا إلى قهوتها السوداء ثم الى الاعلى مجدداً مع ابتسامة صغيرة ساخطة.

"أجل, حسناً آيزك. لكن بجدية- لقد خرجتُ لتوي من علاقه سيئة قبل شهر تقريباً و لست مُتلهفة ل-" توقفت.

"هل كان شخصاً من مدرستنا؟" سئل آيزك. نظرته دافئة و لطيفة.

"لا، هذا الفتى من المدرسة في شارع مارك." قلبت عينيها. "أستطيع إخبارك بالقصة كاملة لكن على الأغلب أحد الحمقى في مدرستك سيخبرك قريباً جداً."

"حسناً," قال آيزك، بقناعَه لكن منفتح، لاحظت ويلّا كيف أن شعره لازال مجنوناً من نومه عليه. أعطته إبتسامة لطيفه-مُحبطة و قالت بصراحة,
"بإختصار هو أراد أن نمارس الحب لكنني لم أكن مستعدة، لذلك خانني مع صديقتي المفضلة منذ الحضانة."

رَمَش آيزك ثم جعّد أنفه.
"كلاسيكي." قال آيزك, ثم أكمل, تقريباً لنفسه, "ياله من حقير."

كانت هذه المرة الأولى التي تراه ويلّا يشتم حقاً. لم تستطع أن تُمسك نفسها من الإبتسام.

Invincible - مَنيعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن