وهكذا وجد جاريد نفسه في المكتبة العامة قبل المدرسة، القهوة في إحدى يديه و 'الحارس في حقل الشوفان' في اليد الأخرى. لم تكُن هذه حيلة لمقابلة ويلّا أو ما شابه. حقاً. لم تكُن.
كان شُبه مُتوقِع أن يكون آيزك هنا، حتى أنه تخيّل المحادثة التي سيخوضانِها (آيزك سيكون متحمساً كالجرو إذا علِم أنه قرأ الكتاب; جاريد سيتظاهر بعدم -إكتراثه و يتصرف بروعة، ثم يقول شيء اثناء المحادثة ليُبيّن أنه قام بالفعل بقراءة الكتاب, آيزك سوف يَشع كأنه فاز في اليانصيب) لكنّه لم يكُن هناك. حاول جاريد أن يدفع الشعور الضئيل جداً بخيبة الامل الذي أحس به.
لماذا بحق الجحيم ترغب من فتى-الجنية اللعين أن يكون هنا؟ أيها الاحمق, إجمع شُتات نفسك يا جاريد.ويلّا دخلت المكتبة بعد عشر دقائق من دخول جاريد، جلست على كرسي ذو وسائد زرقاء في نهاية المَمر. بدأت دقات قلبه بالتسارع. سحقاً، يبدو إنه مُعجب بها حقاً. فقط لأنها رفضَته؟ حقاً يا صاح؟ أنت مُبتذل جداً، في بعض الأحيان لدرجة تجرح كبريائي.
تَرنّحت عيونه بين التركيز على الكلمات و ويلّا، ليرى إن كانت قد إنتبهت له أم لا. لكنها لم تفعل. شَعَر جاريد أنه في سِن الثامنة مجدداً، يُحاول أن يستجمع شجاعته ليسئل الفتاة التي تُعجبه لتُصبح حبيبته. إن هذا سخيف جداً. أنا جاريد سبينسر بحق الإله! فقط آري أفضل مِنه في التحدث للفتيات، وهذه الفتاة لم تكن الأفضل أو الأجمل- ليس عند مُقارنتها مع سابِقاتها. لكن، ها هو هنا الآن في المكتبة يحاول أن يُثير إعجابها.
بعد عدة دقائق طاحِنة, نَهضت من مكانِها و إتجهت الى رَف بالقُرب منه. عندما تعرّفَت عليه، إبتسامة شَكّ إرتسمت على وجهها.
"جاريد، صحيح؟" رفَع جاريد حاجِبه و وضع الكتاب جانباً، نظرة نُفور على ملامِحه كأنه لم يتعرف عليها. أحسنت يا جاريد! هنّأ نفسّه. ها هو جاريد المسيطر, الهادئ و الرائع الذي نعرفُه.
"لم أكن لأحزرك كمحب للقراءة," قالت ويلّا مع إبتسامة. يا إلهي، إنها تمتلك أكثر إبتسامة مُبهَمة في العالم. هل كانت تسخر منه؟ هل إستطاعت أن ترى خلال تزييفِه؟
هو فقط رفع كتِفَيه,
"إذن، مِن الأفضل أن لا تَحكُمِ على الشخص من مَظهره" . بحق الجحيم لا! إن هذا كلام لاذع. سحقاً سحقاً سحقاً سحقاً. الآن سوف تظن أنك يائس. هي فقط ضحِكت، ثم إستمالت بجانب كتِفِه لترى غلاف الكتاب. تفوح من شَعرِها رائحة الفراولة.
"يُعجبُني ذوقُك في الكتب، جاريد سبينسر" قالت لهُ ثم جلست على الكرسي الموجود بجانِبه. دقّات قلبه تسارعت أكثر و أكثر لأن تباً، الآن سوف تُريد التحدث معه بشأن الكتاب و هو لم يُصنَع لخوض دردشات عن الأدب. آيزك كان ليعرِف كيف يبدو ذكياً ولكن آيزك ليس هنا. لقد قُضيَ عليه.
لكن عندما بَدأتْ بالكلام- عندما رسَمت أفكارها على الهواء بيديها، و سئلَته أسئلة، و إنتظرَت بصبر لإجاباتِه بعينيها الزرقاء الغامقة و المُهتمّة - وجَد أنه في الحقيقة يَستطيع التحدث عن 'الحارس في حقل الشوفان'. يستطيع التحدث عنه بشكل جيد جداً.
(إنه جاريد سبينسر اللعين بعد كُل شيء).
_______
A/N: أتعذر على التأخير. سأعود لأحدث يومياً! شكراً لصبركم.
س: لونكم المفضل؟
أنت تقرأ
Invincible - مَنيع
Romansa"لم أكن أعرف أنك تمتلك صديقـًا مثل آيزك" قالت ويلّا بينما ألقتْ التحية. "لا أفعل" تمتمَ جاريد. آيزك قَـلَب عينيه "نعم، لا تفعل. أنتَ تملك صديقـًا //واحدًا // مثل آيزك" صوته تحوّل الى هـَمس سخرية غبي. ثم إنحنى نحوَ جاريد "للعِلم، إنه أنا" ------ الرو...