المقدمة

8.4K 102 9
                                    

مقدمة ..

احكيلو يا موج مطروح، على القلب اللي بات مجروج، من فرقة حبيب الروح، روح قولو دا قلبي معاك، رايداك والنبي رايداك، رايداك والنبي، والنبي رايداك.

شدو عذب حمله الهواء لتلك الشاردة على شاطيء البحر تغني بحب ولما لا وقلبها غارق حد الثمالة في الحب، فهي تأكدت منذ أبصرت عيناه أنها ولدت لتكون حبيبته هو فقط.

تنهدت لتنتفض بغته وتسرع بالمغادرة بعد تذكرها أن الوقت مر سريعا بها وأن عليها العودة للمنزل.

جلست داخل أسوار غرفتها تحتضن مذكرتها التي تعتبرها مخزن أسرارها فهي تبوح لها بخواطرها وترسم بين سطورها كل إحساس تشعر به فوجدت نفسها تفصح بمكنون قلبها بقلمها.

نعم يا مذكرتي العزيزة هو حبيبي ولما أخجل وأنا أعترف للبحر والسماء ويبارك والدايا ثريا ومحمد هذا الحب لنا، كم أنا محظوظة لانهما والدايا فقد نشأت وأنا أرى العشق بينهم هو لغة الحوار، فربياني أنا وأختي ضُحى على الحب والإحترام.

حبيبي خالد وأه منه ومن عيناه العسلية الخاطفة لنبضات قلبي وأنفاسي حبيبي الذي أطاح بعقلي بجسده الرياضي الذي يدير روؤس الجميع إليه بطول قامته الذي يكاد يصل حد المترين ووسامته وجاذبية محياه، حبيبي الذي يتغني كل يوم بأنه يوم ولدت كان هو من حملني بين ذراعيه وهو الذي أختار لي إسمي، ودائما ما يتحدث بغرور بأنه طلب الزواج مني وحصل على موافقة أبي وأمي، ليسيطر على حياتي، فعلمني أبجدية الحب ودعمني وأنا أخطو أولى خطواتي بجانبه، حبيبي متسلط يابس الرأس منعني من الإختلاط بغيره، فملاء أيام حياتي سعادة، والتي كانت ككل حياة يشوبها أحيانا بعض الخلافات بسبب غيرتنا المتبادلة، أحبه لا بل أنا أعشقه، ولا أتخيل أبداً أن يأتي يوماً لا يكون فيه معي، لن أنسي أبداً أنه كان يحثني دوما لأتفوق في دراستي وشجعني على الألتحاق بكليتي رغم أختياره لكليه التجارة، خالد أنا دوما أفتخر بك لإنك تحملت مسئولية نفسك منذ كنت مراهقا بعدما توفي والديك لتصبح اليوم ذلك الرجل الذي ملك قلبي وحياتي.

أما تلك فهي شقيقتي ضُحى تكبرني بعامين، تدرس في كلية التجارة جامعة القاهرة، أظن أن الحب جمع بينها وبين زميلها إيهاب الصاوي، فتمت خطوبتهما قبل إنتهاء عامهما الدراسي الأول بالجامعة، أما خطيبها إيهاب فهو يكبرها بعام ويدرس معها بنفس كليتها.

أحبها كثيراً فأنا لم أحظى بأخوه غيرها، فعوضتني بحنانها وكانت لي كأمي الثانية، ما أجمل قامتها الرشيقة التي جعلت الجميع يلقبها بغزال مطروح بشعرها الأسود الذي بدا كليل غاب عنه القمر، وعيناها اللامعة بلونها البني المشرق بالذهب، ووجهها الذي دوماً يبدو كالقلب.

توأمتي إيمان، البائسة، المجنونة، صاحبة التصرفات الطائشة، والضحكة العالية الرنانة التي تجذب إلينا العيون أينما تواجدنا، رفضت وبشدة أن تدخل معي كلية الهندسة، لتشاركهم تجارة القاهرة، فكانت تلك هي المرة الأولي التي نفترق فيها، فنحن معا في كل شيء حتى في نومنا، فمنذ وفاة والدها وهي طفلة في العاشرة وزواج والدتها فور إنتهاء عدتها من رجل جاف ذو قلب قاس متحجر، رفض أن تعيش إيمان مع والدتها، لتطلب والدتها من أمي التي تربطهما الصداقة، أن تعيش معانا، وهكذا أصبحت إيمان ظلاً لي في حياتي، ولكنها بدت لي وكأنها أخرى، لا أعلم لما تغيرت هكذا وأصبحت تدفعني بعيداً عنها.

مذكرتي العزيزة هل أخبرتك أنني سأنتقل لأعيش بصحبة شقيقتي ضُحى وإيمان وحبيبى خالد بالقاهرة، ، لأبدأ عامي الدراسي الأول بالجامعة، حقا أنا سعيدة فقد رتبت أمتعتي وكتبي تمهيداً لإنتقالي إلى منزل خالتي نعمة. كم أنا سعيدة لإن منزا خالتي سيجمعني بحبيبي و.

أجفلها صوت ضُحى المرتفع، لتتوقف عن الكتابة، ليعلو صياحها المنادي لها: "أمل، يا أمل يلا خالد وصل، هنتأخر يا كسلانة هانم"

أسرعت أمل ووضعت مذكراتها في حقيبة يدها، وغادرت غرفتها مسرعة وهي تجيب صياح ضُحى بصياح مماثل وتقول: "استنونى أنا جيت أنا" أعترض خالد طريقها فجأة وأحتواها بين ذراعيه، وجال بعيناه فوق وجهها الذي لونه الحرج بحمرة سلبته عقله، لتشعر أمل بإن أنفاسها التي كانت تتسارع منذ ثوان، توقفت فجأة بداخلها وعيناها تحدق بعيناه، سمعت أمل صوت خالد كالشدو في أذنيها يهمس بصوت أجش ويقول معاتبا إياها: " هو مش أنا منبه عليكي كذا مرة إنك تمشي على مهلك ومتجريش علشان متتعبيش"

ازدردت لعابها وأبتعدت عنه بإرتباك وقالت بصوت متلعثم: "أنا أنا.." لم تستطع إيجاد كلمات تجيب بها عتابه الرقيق الذي حرك مشاعرها، وجعلها تتمنى لو تبقى طويلاً بين ذراعيه لتنعم بالدفء، إنتبهت لإنحراف أفكارها فخفضت رأسها وقالت بصوت مضطرب: " أنا أسفة مكنش قصدي أجري كدا بس يمكن من الحماسة والخوف لتمشوا وتسيبوني"

إبتسم خالد لبرائتها فقال وهو يلمس حدود وجهها بأصبعه: "ودا معقول، يعني بتفكيرك وعقلك هل ينفع إني أسيبك، يا أمل دا لو العالم كله مشي هتلاقيني أنا واقف مستنيكي وعمري ما هسيبك"

زاد إرتباكها أمامه فهمست وعيناها تغوض بعمق عيناه: " خالد أنا بحبك أوي"

توقف إصبع خالد فوق شفتيها فضغط عليهما وهمس بصوت مضطرب: "وأنا بحبك وبعشقك فوق ما تتخيلي يا أمل"

أبتعد فجأة حين لاحظ إجراف مشاعره وأغمض عيناه ليجلي عقله من أفكاره وأضاف: "أمل يلا بينا علشان نلحق نوصل القاهرة بدري"

تبعتهوهي تحتضن يده بحب، وقلبها يرجف بداخلها بسبب إقترابه منها للمرة الأولي، أحمر وجهها بشدة حين ضغط خالد على يدها فنظرت له وأحست أن عيناها لم تعد ترى أحداً غيره في الحياة.

غفل العاشقان عن تلك الأعين الحزينة التي تابعت لقائهما منذ البدء لتفر دموعها وتتبعهما بصمت حزين، لتجلس إيمان بجانب ضُحى في مقعد السيارة الخلفي، بينما أحتلت أمل المقعد الأمامي، ليتغضن جبينها فجأة حين لاحظت تصلب جسد خالد وتغير ملامح وجهه، ليبدو شارد الذهن بعيداً عنها كثيراً.

كان لي.. بقلمي منى أحمد حافظ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن