[33] الأخير. أحلام تحققت.

3.5K 93 23
                                    

#كان_لي.
الفصل الثالث والثلاثون.
والأخير.
. أحلام تحققت .
-------------------

ومع مرور الزمن يطيب الألم، تهدأ الأوجاع رويدًا، وتندمل بعض الجراح، والبعض الأخر يبقى مستترًا بداخل الأنفس، كدرس وعظة وعبرة لنتعلم منه، وهكذا كان الزمن الذي مر مع الأيام، ساعات تليها أخرى، تزيد من وجد وشوق البعض، وتأجج حنين، وكحال أمل وضحى، كان حازم وأحمد، يتابعان العمل على قدمٍ وساق، غرقا تمامًا ليحققا أنجازًا، وفي المساء يجتمع الصديقان يتسامران ويحدثان، واليوم يزداد الأشتياق لخل القلب، فمال أحمد صوب صديقه وقال:
- عجبك كدا نبقى أحنا فبلد وهما فبلد تاني، أنا مش عارف ليه عمي محمد صمم أن الفرح يكون هناك، ما كان سابنا عملنا الفرح هنا أحسن.

أومأ حازم وهو ينهي عمله وقال:
- عمومًا هانت أحنا قربنا نخلص كل حاجة، وتقريبًا اللي فاضل شغل يوم أو يومين كمان، وزي ما اتفقنا هنعمل، هنقدم الأستقالة ونمسك شغل أمجد ونقسمه ما بينا، وإن شاء الله ربنا يوفقنا فيه، المهم كلمت أبو الأمجاد أننا عيزين نحجز، بصراحة أنا مش فاهم هو ليه صمم إن هو اللي يحجز لنا الرجوع لمصر.

مط أحمد شفتيه، فهو لا يعلم ما يدور بالقاهرة أو مطروح، فوالده غامض معه تلك الأيام ويحدثه بقدرٍ قليل، وكلما سأله عن أمر ما، شتت انتباهه وانهى الحديث.
بينما في مطروح كان التجهيز لحفل الزفاف في أوجه، خاصة بعدما عادوا جميعًا لهناك، وبعد أن أنتقت الفتيات فساتين زفافهن، أعد أمجد قاعة زفاف ملكية، نفذها بمفرده بعدما أخبرهم أنه رأها بأحد أحلامه، وبعدما اطمئن قلبه لكل شيء، سحب هاتفه من جيب بنطاله واجرى اتصالاً بأحمد، ليجيبه أحمد فورًا ولكنه كعادته مؤخرًا، تجاوز عن سلامه وقال:
- أحمد اسمعني كويس أنا عيزك أنت وحازم ترجعوا على مصر فورًا، لازم تكونوا فمطروح فأقرب وقت، يعني يادوب أقفل معاك الأقيك فالمطار أنت وحازم، ولما تيجي هبقى أحكي لك اللي حصل.

وكما حدثه انهى الأتصال وابتسم وهو يلتفت نحو محمد الذي هز رأسه بتعجب لتصرفات أمجد الخرقاء.

وبغرفتها بالفندق قطبت أمل جبهتها وتذمرت مما تضعه تلك الفتاة فوق وجهها، فاستأذنتها وأبتعدت عنها، ووقفت تتطلع إلى هيئتها وازداد عبوسها، حينها أحست ضحى أن شقيقتها ستعلن تمردها، فتركت مقعدها واتجهت صوبها وقالت:
- مالك يا أمل مبوزة كدا ليه بس.

زفرت بضيق وأشارت إلى وجهها وقالت:
- مش حابة اللي محطوط دا كله يا ضحى، لو سمحتي خليها تمسحه أنا مش عيزاه، أنا عايزة يادوب لمسة خفيفة، بألوان فاتحة وخلاص، ممكن ولا أروح أغسل وشي، واللي يحصل يحصل.

رفعت ضحى حاجبها بسخط، والتفتت إلى الفتاة، التي وقفت تكاد تبكي لضياع مجهودها، وأعتذرت منها وقالت:
- أنا حقيقي أسفة، بس أمل أحتمال كبير فعلًا تغسل وشها، وتبوظ كل حاجة، فحاولي تعملي لها اللي هي عيزاه لو سمحتي.

كان لي.. بقلمي منى أحمد حافظ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن