[31] الغلبة للحب.

2.5K 73 3
                                    

#كان_لي.
الفصل الحادي والثلاثون.
. الغلبة للحب .
-------------------

كاد قلبها يتوقف، فهي تهرول لتتماشى مع خطواته الواسعة السريعة، نزولا لأربع طوابق حتى حديقة المشفى، ما أن وطأها بقدمه، حتى دفعها بعنف باتجاه إحدى الشجيرات، لترتطم بقوة بها، فصرخت أمل من قوة الدفعة التي ألمت بظهرها، ليأتي صراخ حازم يرافق ألمها بقوله:
- قبل ما أيدي تلف حوالين رقبتك، عايزك تفسري لي اللي حصل فوق دا أيه، انطقي يا أمل وأحمدي ربنا أني عملت بأصلي وواقف أسمعك.

انتفضت بسبب صوته الغاضب، ونظراته المشتعلة التي هددتها بالكثير، فأجابته بصوتٍ متلعثم قائلة:
- صــ ــدقــ ـني أنــ ـــا مــ ــش..

قاطعها بانفعال غاضب، وصاح بوجهها قائلًا:
- بطلي تهتهة واتكلمي عدل، وانجزي علشان أنا أبليس بيقولي، أخلص عليكِ الأول وبعدين أبقى أشوف الحقيقة أيه.

أخبرته أمل بكل شيء، ودموعها تتدافع، فما حدث من خالد بحقها، كان صادمًا، وردة فعل حازم، هي الأهون من عذابها لنفسها، أنهت أمل قولها إليه وهي تحاول تمالك دموعها قائلة:
- صدقني دا اللي حصل، بص أنا عارفة أني غلطت، بس أنا أتصلت بيك وأنت رفضت ترد عليا و...

أوقفها حازم عن مواصلة حديثها، وزجرها بصوتٍ حاد
- ولو يا أمل عارفة ليه، علشان اللي أنا فكرت فيه، وكنت خايف منه حصل، هو مرجعش علشان خايف على مراته، لأ البيه كان رجع علشانك، وأول ما الفرصة جات له، استغلها بكل ندالة وخسة، ممكن أعرف لو أنا مكنتش جيت فالوقت المناسب، كان أيه اللي هيحصل بينكم، وأنتِ مكنتيش هتعرفي تصديه بحالة تعبك دي، بصي يا أمل هي كلمة واحدة هقولها، مافيش قعاد هنا تاني، وهترجعي البيت، وياريت لو تحطي فحسابك، أني لحد دلوقتي مراعي حالتك الصحية، ومش عايز أشد عليكِ لإني لو شديت هزعلك بجد، لإنك السبب اللي أدى الأستاذ الفرصة اللي استغلها لمصلحته، الأستاذ اللي عايز يسرقك مني، بس أنا بردوا مش هنوله اللي فدماغه ومش هتخانق معاكِ، وعمومًا كل دا لما تعملي العملية، وتقفي على رجلك من تاني هتتحاسبي عليه، ووقتها نبقى نشوف أعتراضك هيبقى أزاي.

تركت مكانها واقتربت منه وأردفت:
- أنا موافقة تعمل فيا اللي أنت عايزه، صدقني أنا قابلة وراضية، بس أرجوك بلاش تبعد عني يا حازم، أنا خلاص مقدرش أبعد عنك، والأكتر أني ممكن أموت فيها، لإن كل لحظة بتمر عليا بتأكد لي، أني متخلقتش علشان أكون نصيب خالد، لأ أنا أتخلقت مقسومة ليك، أنت وبس يا حازم، ودلوقتي قولي أنك سامحتني، ويا عم لو عملت أي حاجة تضايقك جامد ابقى موتني.

احتضنها حازم بقوة غضبه، كلماتها رست بداخله أسعدته وأخافته عليها، وأحست أمل بالألم وهي تقبع بين ذراعيه، ولكنها أثرت الصمت كي لا تثير مخاوفه عليها، ليميل حازن نحو جبينها وقبله وهمس يخبرها:
- أنا بحمد ربنا، أنه خلاني أتحكم فمشاعري، وأمسك أعصابي عليه، لما شوفتك بين ايديه، أرجوكِ يا أمل بلاش تحطيني مرة تانية فمواقف زي دي، خصوصًا أنك مصرة تختبريني من وقت ما هربتي من ألمانيا وجيتي على هنا، غلطاتك ورا بعض مش بتريحي منها، بتغلطي ومطلوب مني أسامح وانسى، طيب بذمتك في راجل بيحبك وبيقدرك وبيعشقك قدي، يقدر يتحمل كل اللي عملتيه، تعرفي أنا لو سبت غيرتي عليكِ، هعيشك جنون لا يطاق، لإني بغير عليكِ بحنون، وجوايا بركان من الضغوط لو انفجر، معرفش نتيجته هتبقى إيه علينا سوا.

كان لي.. بقلمي منى أحمد حافظ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن