[22] .افكار جامحة.

2.8K 80 4
                                    

الفصل الثاني والعشرون. افكار جامحة.
--------------------------------------------------

جاهدت إيمان لتخفي عن خالد تألمها، تكتم أوجاعها عنه، فهي لا تريد أن تُثير عصبيته عليها، خاصة بعدما ازداد أنعزاله عنها، ورفض طلبها أن تشاركه الغرفة، فأصبح يوصدها دوماً مانعاً إياها من وطأها، دفنت إيمان وجهها بوسادتها لتمنع صوت تألمها وأنينها من التسلل إليه، وبكت وهي تلوم نفسها، أنها لم تخبره بما تشعر به من ألم وثقل أسفل ظهرها، وأسفل بطنها.

لم تعد تتحمل ما بها من أوجاع، لتصرخ ليلاً فأوقظ صوتها خالد من نومه، فهرع إلى غرفتها، لتصدمه رؤيتها تفترش الأرض بجسدها، ووالدماء تلوث ثوبها، فأنحنى حاملاً إياها، وهرول إلى الخارج، يبتهل إلى الله أن يحفظ ابنته وإيمان سوياً.

وصل خالد بإيمان إلى المشفى بمعجزة، ليختطفها الأطباء من بين يداه، حين لاحظوا فقدانها للوعي، حينها تلفت خالد حوله لتصدمه وحدته، فانهار أرضاً يتمنى لو كان الجميع بجواره، وبعد برهة سحب خالد هاتفه من جيب بنطاله، وهاتف صديقه إيهاب رغم خجله منه، ليتوسله الحضور إليه بالمشفى بعدما أخبره بخطورة حالة إيمان، أسرع إيهاب ملبياً نداء صديقه، بينما هاتف والده محمد وأخبره بما حدث.

بعد مرور ساعة تفاجأ خالد وإيهاب باقتحام ثريا ومحمد للمشفى، وزلزل صوت صياح ثريا الغاضب المكان وهي تعنفه قائلة:
-بنتي فين يا خالد، عملت فيها إيه، إيه مكفكش اللي عملته فأمل ناوي تموت إيمان كمان، أنا أنا عايزة أفهم حاجة واحدة، لما أنت مش عارف تصونها، كنت بتسرقها من حضني ليه زي الحرامي، منك لله يا خالد منك لله.

كان هجوم ثريا مباغتا لخالد الذي تراجع عنها للخلف، وقد ارعبه دعائها عليه، فحول نظره إلى محمد لينتبه لما يقول فاعاد محمد حديثه وقال:
-الدكتور قالك إيه ممكن تفهمني، ولا أنت هتفضل واقف سرحان على نفسك كدا.

فى تلك اللحظة غادر الطبيب غرفة الجراحة قلقا يقول:
-فين جوزها.
أشار محمد إلى خالد وقال بضيق:
-الأستاذ يبقى جوزها خير يا دكتور هي مالها.

هز الطبيب رأسه بأسف وقال:
-المدام نزفت كتير وضغط الحمل عندها عالي، وللأسف المشمية انفصلت والجنين مش بيتحرك، فلازم نعمل قصيرية فوراً، خصوصا إنها فاواخر السادس وإحنا محتاجين دم حالاً، دلوقتي الممرضة هتطلع بعينة الفصيلة، ياريت توفروا لنا ضروري أربع اكياس دم بسرعة.

تركهم وعاد لغرفة العمليات مرة آخرى، وظهرت الممرضة بملامح أكثر قلقاً فسألتها ثريا بتخوف:
-طمنيني يا بنتي .

أجابتها الممرضة وهي تمد يدها بورقة الفصيلة:
-ادعيلها يا حجة حالتها خطر، دا حتى الدكتور طلب دكتورة اطفال، تقف معانا علشان البنت.

صمتت الممرضة وتطلعت نحو خالد وقالت:
-على فكرة المستشفى هنا للأسف مفيهاش الفصيلة، فمعلش حضرتك هتحاول تدور فأي مستشفى حوالينا، أو أتصل ببنك الدم وتابع معاهم، المهم تتصرف بسرعة بعد إذنك.

كان لي.. بقلمي منى أحمد حافظ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن