[19] عتاب محبة.

3.1K 86 0
                                    

الفصل التاسع عشر. عتاب محبه.
-------------------------------------

لم تتحمل أمل أن تُخفي أمر عودة صوتها عن والديها، راقبت ملامح خالها الرافض لقرارها، وجلس إلى جواره وسألته بحيرة:
-طيب ممكن تقولي ليه مش عيزني أكلمهم.

زفر أمجد بتوتر وهو يُفكر بالأمر، هو يخشى عليها مواجهة والدها عبر الهاتف، فرغم تصنُع محمد القوة بمحادثاته معه، إلا أنه يدرك أنه ما أن يستمع إلى صوت ابنته، سينفجر مفرغاً ما بداخله، وهذا ما يخافه أمجد.

لمست أمل كتف خالها وعينيها تسأله عما يدور بداخله، ليومأ لها قائلاً:
-تمام يا أمل كلميهم، بس أقلمي نفسك إن يعني.

ابتسمت وهي تهز رأسها بتفهم وقالت:
-عارفة يا خالو أن أتصالي مش هيبقى مبهج، وإن أكيد بابا زعلان مني، علشان خبيت عليه، أنا فاهمة أنك خايف عليا، بس أنا واثقة إن بابا فالأخر هيسامحني.

أيد أمجد كلماتها وهو يمد يده بهاتفه إليها، ولكنه عاد وتشبث به قائلاً:
-طيب خليني أتصل أنا الأول ماشي.

تابعته وقد سيطر عليها الخوف، وتعالت ضربات قلبها، وكتمت أنفاسها بترقب، وعلى الجانب الأخر أنتاب محمد القلق لأتصال أمجد مرة أخرى، وهاجمته الظنون أن يكون ضراً قد مس ابنته، فأستجاب سريعاً للأجابة على أتصال أمجد، وقلبه يرجف بخوف، ليأتيه صوت أمجد يقول:
-السلام عليكم يا محمد عامل إيه يا حبيب قلبي.

أجابه محمد بصوت بتخوف وحيرة:
الحمد لله يا أمجد، خير هو في حاجة حصلت بعد ما كلمتني ولا إيه.

ابتسم أمجد وهو يغمز لأمل لتهدأ وقال:
-وهو لازم يكون في سبب يا محمد، علشان أتصل بيك، عموماً أنا حسيت إنك واحشني، فقولت أتصل أسمع صوتك.

زادت كلمات أمجد من عبوس محمد، وأثارت مخاوفه لا بل أكدتها فسأله بتردد قائلاً:
-بقولك إيه يا أمجد، سيبك من أسلوبك دا، وأدخل فالموضوع على طول وقولي، أمل مالها حصل لها إيه، تلاقيها تعبت لما عرفت إن خالد طلقها مش كدا، أمجد ما ترد عليا وتطمني على بنتي بدل ما أنت ساكت كدا.

بدا صوت محمد الذي وصل لسمع أمل مثقل بالهموم، زفراته وحزنه دليل على أنه لايزال يُحمل نفسه مسئولية ما حدث لها، لم تتحمل أمل أن تبقى ساكنة، فمدت يدها لخالها بعيون دامعة، ليسلمها أمجد الهاتف، فهمست أمل بصوت أستولت عليه دموعها:
-أنا بخير يا بابا طول ما حضرتك بخير.

أتسعت عينا محمد ما أن صافحه صوت أبنته، فهمس بتردد والدموع تترقرق بعينيه:
-أمل بنتــ ــــي أنتِ رجعــ ـــتي تتـــ ــكلمي، سمعيني صوتك كمان يا بنت قلبي، وطمنيني عليكي.

تجمدت ثريا التي استمعت لكلمات زوجها الأخيرة، وألتفتت نحو ابنتها ضحى، لتهب الأخيرة على قدميها، وهرعت صوب والدها، تتبعها والدتها بقلب يخفق بقوة، وبدا محمد بعيداً عنهم، ينصت بأهتمام لصوت ابنته، في حين أنهمرت دموع أمل وقالت:
-اطمن عليا يا بابا أنا بخير صدقني، وخالو هنا شايلني من على الأرض شيل، المهم طمني عليك يا بابا وعلى ماما وضحى وخالتو، أنتم عاملين إيه.

كان لي.. بقلمي منى أحمد حافظ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن