[2] .خيانة.

3.8K 80 1
                                    

الفصل الثاني " خيانة "
------------------------------

بعد عودتهما للمنزل جلست إيمان تزفر بضيق وتهز قدمها بعصبية وهي عابسة الوجه بل وتتعمد تجاهلها لأمل، فنظرت أمل إليها بدهشة متعجبة من تصرف إيمان فأقتربت منها وسألتها:-

-مالك يا إيمان حصل حاجة ضيقتك فالخروجة ولا حد قالك حاجة زعلتك.

رمقتها إيمان بنظرات هامشية ولزمت الصمت فأعادت أمل سؤالها بطيبة قلب لتشيح إيمان بوجهها عنها وهي تزفر بصوت مرتفع وتقول:-

-مضايقة وخلاص يا ست أمل، ولا حرام اضايق كمان.

لم تدري أمل لما تحدثها إيمان بهذا الأسلوب الفج ولكنها تغاضت الطرف عنه وقالت:-

-مش حرام بس أنا مش عارفة إنتِ ليه زعلانة كدا و.

باغتتها إيمان وقالت:

-يعني كمان مش عارفة أنا ليه زعلانة ولا مضايقة وإنتِ السبب.

لم تقوى أمل على أحتمال عجرفة إيمان أكثر، فوجدت نفسها تجيبها هي الأخري بعصبية وتقول:-

-وهو مفروض مين فينا اللي يضايقك ويزعل يا إيمان، أنا ولا إنتِ، إيه إنتِ مش ملاحظة إنك بقيتي بتتعمدي تحرجيني دايما قصاد خالد.

حملت نظرت إيمان السخرية التامة من أمل، فرفعت حاجبها بسخط وعقدت ساعديها وقالت متهكمة بهجوم:-

-لازم أحرجك لما أشوفك بتتصرفي بسخافة، وبعدين هو إنتِ كمان اللي مضايقة وزعلانة، طبعا ما إنتِ نسيتي كلامك معايا الصبح اللي بين اللي جواكي ليا، إنتِ مكنتيش عوزاني أخرج معاكم، ما طبعا أنا الغريبة اللي وسطكم وماليش حد وبفرض نفسي عليكم، وليكي حق تعملي فيا أكتر من كدا كمان، عموماً يا أمل أعتبري الخروجة دي هي أخر مرة اخرج فيها معاكم تاني، وولا تضايقي نفسك خالص بعد كدا، وأطمني علشان خلاص مش هبقى العزول اللي بيحرمك من خطيبك، اللي بقت كل كلمة منك والتانية تحشري كلمة خطيبي خطيبي فكلامك علشان تضيقيني بيها.

وقع كلام إيمان علي أمل بصدمة، فهي لم تتخيل أن تقذفها إيمان بتلك الكلمات البغيضة، فازدادت عصبيتها ولكنها نفضتها سريعاً عنها وقالت بعتاب:-

-على مهلك يا إيمان معقول كل دا شيلاه فقلبك ليا، وعلى فكرة أنا عمري ما تعاملت معاكي زي ما إنتِ قولتي، ودايما بتكلم معاكي بطبيعتي زي ما بتكلم مع ضٌحى اختي، وبعدين إنتِ مش حتي صحبتي لأ دا أنا بشوفك نفسي، ولو على كلام الصبح، فأنا كنت بهزر معاكي ولو دا ضيقك فحقك عليا.

أحتبست أنفاس أمل فجأة، فشهقت لتتنفس بقوة حين نغزها قلبها بشدة، وأغمضت عيناها لشعورها بضيق أنفاسها، ولكنها لم تهتم بما شعرت به، وفتحت عيناها وأستكملت حديثها وهي تنهج بشدة وتقول:-

-أول مرة تظني فيا كدا يا إيمان، ويمكن دا اللي زعلني منك، عارفة ليه علشان إنتِ اتغيرتي معايا يا إيمان من السنة اللي فاتت، وبقينا عايشين مع بعض ونايمين فأوضة واحدة وكأننا أغراب، دا إنتِ حتى بطلتي تحكي لي زي الأول أو حتي تسمعيني.

كان لي.. بقلمي منى أحمد حافظ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن