[25] قسوة وضعف.

2.7K 80 3
                                    

الفصل الخامس والعشرون .قسوة وضعف.
------------------------------------------------

منذ انتهت المحادثة بينه وبين أمل، وأقتحام ذلك الرجل الحوار وهو يشتعل غضبًا، يتسائل كيف أمكنها أن تنساه بتلك السهولة وبفترة وجيزة؟
فصاح بصوتٍ متهالك محدثًا نفسه:
- إزاي قدرت تعملها، إزاي يا أمل قدرتي تحبي واحد غيري، إزاي تنسي إن خالد هو الأصل، معقول تكون مكنتش بتحبني، وأول ما الفرصة جت لها ما صدقت وسلمت قلبها كدة،  طب إزاي وأنا مكنتش سايب لها أي فرصة أنها تتنفس من غيري، وهو قدر إزاي يخليها تحبه، أنا هتجنن بقى معقول أمل القطة المغمضة اللي كانت بتخاف من ضلها، مبقاش يهمها، طيب وبعدين يا خالد أنت هتعمل إيه، إيه هتسلم كدا وتبعد.

انتفض بمكانه وصاح بغضبٍ هادر:
- دا من عاشر المستحيلات اني أبعد ولا أسيبها، تمام يا أمل أنا بقى هوريكي مين هو خالد.

---------------------------------

وبالمشفى جلس محمد يتحدث مع الطبيب المُشرف على حالة إيمان، فأخبره بأن باستطاعتها المغادرة بعد تحسن حالتها، ولكن يلزمها الراحة التامة وعناية خاصة، طمأنه محمد بأنها ستجد العناية اللازمة، وقبل أن يغادر عاد يسأله عن حالة ابنتها، فهز الطبيب رأسه بحزن وقال:
- للاسف البنت هتفضل تحت الرعاية الطبية فالحضانة، لحد ما يكتمل نمو باقي أجهزتها الحيوية، وبصراحة أنا مش هقدر أحدد فترة معينة، لإن دي حاجة فعلم ربنا.

غادره محمد فاستقبلته ثريا بوجه قلق، فابتسم يخفي توتره وقال:
- اطمني يا ثريا، إيمان هتخرج النهاردة.

تنهدت ثريا بأرتياح، ولكنها عبست فجأة وسألته:
- طيب وهي هتخرج تروح على فين يا محمد، تفتكر خالد اللي له يومين مظهرش، هيقدر يراعيها وياخد باله منها.

رغم صعوبة الأمر عليه، إلا أنه أدرك أن عليه أكمال واجبه نحو إيمان للنهاية، فأجابها بهدوء:
- مافيش أدامنا حل غير أننا ناخدها معانا يا ثريا، يعني لو أختك هترضى تتنازل عن موقفها من ناحية إيمان، وتوافق أنها تيجي تقعد فالشقة اللي كان خالد قاعد فيها، الفترة اللي هنراعيها فيها، يبقى هتوفر علينا مشقة كبيرة، لإن أكيد إيمان هتحتاج تشوف بنتها من وقت للتاني، وأكيد حد فينا هيجي معاها، ماهو مش هنقدر نسيبها لوحدها فالوقت الصعب دا، على الأقل لحد ما البنت تتحسن وتخرج من الحضانة، ولا أنتِ إيه رأيك؟

سألته بصوتٍ حزين وعيون تترقرق بداخلها الدموع:
- طيب وأمل يا محمد، لو عرفت إننا أخدنا إيمان هتقول إيه.

أطرق برأسه وهو يشعر بصعوبة المعضلة وزفر بضيق وقال:
- هنضطر نخبي ومنقولش أي حاجة لا لأمل ولا لضحى، ونوصي أختك أنها متجبش سيرة للبنات.

-----------------------------

بضع أيامٍ مرت منذ ذلك اليوم، الذي أقتاد أحمد ضحى نحو فخه، تتحاشاه ضحى وصدت جميع محاولاته للحديث معها، ولزمت الصمت بعدما حرصت على عدم التواجد بمفردها أمامه، وها هي تحاول للمرة المليون التفكير بعقلانيه فيما حدث، ولكنها لازالت تشعر بالغضب تجاه أحمد لما فعله معها، فصاحت بحدة تقول:
- أحمد مستحيل يجبرني على حاجة، هو أصلاً تلاقيه قال كلامه ليا على سبيل التهديد مش أكتر، أصل مش معقول يعني يلزمني بحاجة هبلة زي دي، دا لعب وتهريج سخيف كان بيني وبينه.

كان لي.. بقلمي منى أحمد حافظ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن