[12] .مادي.

2.6K 78 3
                                    

الفصل الثاني عشر ..مادي.
---------------------------------

لم يستطع حازم منع نفسه اكثر عن رؤية أمل، قرر أن يواجهها ليضع نهاية لحيرته تلك، ترك فراشه وولج إلى مرحاضه أغتسل لينعش نفسه، وقف حازم يحدق بصورته بثيابه الكاجوال، وغادر متجهاً إلى منزل صديقه ليحسم أمره.
ارتفع رنين هاتف أحمد فالتقطه من جواره وحين رأى أسم صديقه تحرك بعيداً عن سمع أمل وأجابه:
-إيه يا باشا أخيراً أفتكرت إن ليك صاحب تسأل عليه، طمني قبل إي حاجة أنت عامل ايه وأخبار صداعك إيه.

بحث حازم سريعاً عن عذر يخفي تحاشيه لصديقه به فقال:
-اعذرني يا أبو حميد غصب عني أنشغلت بالملف اللي كنت براجعه، أصله ملف رخم شوية ومليان بنود كان لازم تتراجع صح، عموماً أنا هربت منه وقولت أجيلك أقعد معاك وأفك شوية، يمكن الصداع اللي ملازمني دا يروح، المهم أنت فاضي ولا ألف وأرجع تاني.

تطلع أحمد بنظره إلى أمل فوجدها تقرأ بروايتها، لم يدري أحمد لما عاد إلى مكان أمل مرة أخرى وتعمد أن يرفع صوته وهو يجيبه:
-أكيد فاضي يا كبير ولو مش فاضي هفضيلك نفسي، بقولك أنا هروح أجهز نفسي على ما تيجي، وخلينا نخرج نغير جو شوية أحسن الجو هنا قلب على جو المدارس، اه يا ابني زي ما بقولك تخيل عمك أمجد ماسك لي رواية من روايات أمل وقاعد يقراها فمكتبه، والقردة قاعدة ماسكة هي كمان رواية بتقرا فيها، وضاربة لي حتة بوز يا ابني يخليك عايز تطفش منها ومن الطاقة السلبية اللي بتشع منها.

حاول حازم كتم ضحكته عن صديقه الذي وقف خلفه يراقب نظراته إلى أمل ليجيبه بصوت متهكم:
-لا بس تخيل صعبت عليا المهم أنت ليه مروحتش تلبس زي ما قولت.

التفت أحمد وترك هاتفه وصاح ليهرب من نظرات أمل النارية:
-يا ابن اللذينا لما أنت وصلت مقولتش ليه بدل ما أنت بتشتغلني.

صمت أحمد وحدق بصديقه وأطلق صفيراً وعقب وهو يغمز له بعينه:
-بس إيه يا عم الشياكة دي كلها، بس تعرف اللي يشوفك يقول أن عندك ميعاد مهم.

قاومت أمل نفسها كيلا ترفع عيناها عن كتابها لتراه، وتشبثت به هرباً من فضولها لترى هيئته، فلم تنتبه لأقترابه منها إلا على صوته وهو يسألها:
- عاملة إيه يا أمل؟

رفعت أمل بصرها ببطء نحوه كالمسحورة، وليتها لم توليه النظر، فقد خطفتها وسامته فكادت تفلت كتابها من يدها وتكشف أمر، نبض قلبها وارتفع صوت تنفسها، واصلت تحديقها به لتنتبه لنظراتها إليه فاضطربت وجاءت اجابتها بحركة عشوائية من رأسها بلا معنى.

فكتم ابتسامته وقد ازدادت سعادته لاضطرابها وتأثيره عليها فعقب قائلاً:
-اكتبي يا ماما اكتبي دا أنا سمعت إنك بقيتي مبدعة فالكتابة ع الواتس، بصي هاتي موبايلك أكتبلك رقمي و.

مد يده بتلقائية وسحب هاتفها من أمامها، ففزعت أمل ووقفت سريعاً وأختطفت هاتفها منه بحدة، لم تدري لما شعرت بالخوف من أن يقع بصره على رسالة خالد لها، استاء حازم لردة فعلها فأبتعد عنها وقال متعمداً احراجها:
-اسف أنا جت عليا لحظة وأفتكرت أننا صحاب وعادي أني أمسك موبايلك وتمسكي موبايلي.

كان لي.. بقلمي منى أحمد حافظ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن