[16] .الوجه الآخر.

2.9K 87 6
                                    

الفصل السادس عشر.الوجه الآخر.
--------------------------------------

ألتقط محمد الهاتف بأصابع مرتعشة، فبداخله خوف يمنعه من المُضي بتلك الخطوة، ولكن عليه أن يحسم الأمر، وينهي تلك المهزلة، التي تسبب وحده بها، حسم أمره وهاتف خالد، وأنتظر حتى أتاه صوته يقول بلهفة:
-يااه دا أتصلت فوقتك يا إيهاب، أنت زي ما تكون حاسس بوجيعة صاحبك.

كاد ينفجر ضحكاً على تلك الكلمات، أحقاً لديه وجيعة؟ كيف وممن؟ زفر محمد وهو يكافح غضبه من الخروج من مكمنه، ولكنه لم يقوى على منع نفسه من التهكم على ذاك الوضع المزري فأجاب ساخراً:
-وياترى الوجيعة دي سببها إيه يا خالد؟.

صعقه سماعه لصوت محمد عبر الهاتف، فهو لم يضع أبداً في حسبانه أن يصل محمد لإيهاب، أغمض عيناه ولم يدري بما يجيب، فالسخرية التي ملأت صوت محمد، كفيله بأخباره بأن سره كُشف، أنتظر محمد إجابة خالد لدقيقة مرت عليه كالدهر، فقرر أن يسحب منه فرصة الحديث والرد وقال:
-طالما مردتش عليا، تبقى متعرفش سببها، عموماً أنا هقولك سبب وجيعتك لإني عارفه كويس، سببها ندالتك يا خالد، وخيانتك للأمانة اللي أمنتك عليها طول حياتي، سبب وجيعتك إنك مش قادر تتحمل ذنب بنتي، اللي كسرت قلبها وحسرتها على حياتها اللي كانت بتحلم تعيشها معاك، أقولك كمان يا بيه يا محترم ياللي فتحت لك بيتي، واستأمنتك على حُرمته، وأنت دخلت وهتكت ستره.

انسحب إيهاب حين بدا محمد على وشك الأنفجار غضباً، ولم يهتم محمد برحيله فموعده قادم لا محاله، ولكنه الأن لديه الأهم، تماسك محمد على قدر استطاعته وهو يخبره كيف يراه، ليأتيه رد خالد مضطرب بقوله:
-عمي أرجوك أديني بس فرصة أوضح لك كل حاجة، أنا والله.

لأ لن يترك له أي فرصة، ولن يستمع إلى تبرير لا تستحقه ابنته، فكفى بها إهانة، صاح يوقفه بعدما أشمئز من صوته الخنوع وقال:
-إياك تحلف باللهـ ولا تحاول إنك تبرر أي حاجة، أنا يا أستاذ مش متصل بيك، علشان تقولي عذرك لخيانتك لبيتي وبنتي، أمل أكبر من أي عذر أو كلام هتقوله، أمل متستحقش إنك تدوس عليها، بالشكل الحقير دا أنت والتانية، اللي فتحت لها بيتي واعتبرتها بنتي التالتة، لكن هقول إيه إنتم الاتنين شكل بعض، نفس الأنحطاط والخسة والدنائة، علشان كدا بقيتم سوا.

حاول خالد أن يقاطعه، ولكن كلمات محمد كانت تنهال عليه، من كل صوب فصاح بحدة، حينها أحس خالد بخوف يتزايد بداخله فقاطعه قائلاً:
-يا عمي أرجوك أسمعني، مش معقول حضرتك تفضل تتكلم، ومش سايب لي أي فرصة أتكلم، لو سمحت أهدا واسمع اللي عندي أنا.

لم يهتم محمد بصراخ خالد، ويعيره أي أهتمام فصاح بصوتٍ أعلى وصل مداه للجميع:
-شوف يا فندي يا محترم، أنا مش ملزم اسمعك لإني طلبت منك بدل المرة عشرة إنك تيجي وتتكلم معايا، فخلاص وقتك لحد كدا وخلص، والفرص دي معدتش من حقك أساساً، ودلوقتي أنت اللي مجبور تسمعني، ودا لمصلحتك أنت واللي معاك، أنت من مكان ما أنت قاعد، تيجي عندي النهاردة على الساعة عشرة، علشان تطلق بنتي، من غير أي أعتراض ولا كلام، تيجي وتقعد زي الكرسي اللي هتقعد عليه، وتطلق أمل وتاخد بعضك وتغور بعيد عننا، وإياك عقلك يوزك إنك تعاند ولا تفكر تلوي دراعي ولا دراع بنتي، يبقى أنت اللي جنيت على نفسك، وعلى الحلوة اللي أتجوزتها علشان تستر عليها بعد عملتكم السودا مع بعض، أسمع بقى اللي هقوله كويس، علشان بعد كدا متلومش إلا نفسك، الساعة عشرة بالظبط، لو مكنتش فالبيت عند نعمة، أقسم بالله على الساعة أتناشر بالليل، لتكون مطروح كلها عارفة باللي عملته مع أمل بنتي، وعارفين بتاريخك المشرف أنت والهانم اللي معاك، ودا أخر كلام عندي يا خالد.

كان لي.. بقلمي منى أحمد حافظ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن