[24] اختطاف

3K 87 8
                                    

الفصل الرابع والعشرون. اختطاف.
-------------------------------------------

جلس أحمد بجوار والده ليستأذنه الذهاب إلى غرفته فاصطحبه أمجد، وأشار أمجد إلى أمل لتذهب إلى ضحى تطمئن عليها، ولجت أمل للمطبخ وهي على يقين بأن شقيقتها تبكي، ولمحتها تكفكف دموعها، فأقتربت منها وربتت فوق ظهرها برفق وهمست بصوت متألم:
- وبعدين يا ضحى هو أنتِ لما تخبي عني أنا اختك اللي جواكي، هتتكلمي وتفضفضي مع مين، يا ضحى صدقيني الحاجة لما بتتقسم على اتنين بيخف وجعها كتير، ولا أنتِ عاجبك تبقي دبلانة بالشكل دا.

ضمتها أمل إليها لتنخرط ضحى بموجة بكاء عنيفة ارتجفت لها، وأثارت مخاوف أمل عليها فشددت من أحتضانها لها، لزمت أمل الصمت أحتراماً لمشاعر شقيقتها حتى هدأ نحيبها وسمعتها تقول:
- أنا مش عارفة أنا عايزة إيه يا أمل، مش عارفة مالي، نفسي أهدا وأفهم وأتكلم، لكن هتكلم أقول إيه، أقول إن أحمد رماني فنص البحر ووقف يتفرج عليا، ويشوف إن كنت هختار أروح له هو ولا هروح لإيهاب، وأنا بغرق فالنص ما بينهم.

انفطر قلب أمل على حال شقيقتها، فهي تعلم علم اليقين معنى الغرق بين اثنين، ولكن على ضحى أن تحسم أمرها وتقرر ما تريده هي، زفرت أمل وأبعدت شقيقتها عنها وكفكفت دموعها وقالت:
- أنا عارفة يا ضحى إحساسك دلوقتي عامل إزاي، لإنه ميختلفش كتير عن الحالة اللي كنت فيها، وصدقيني اللي خلاني أحسم الأمر هو حازم نفسه، باللي عمله معايا لما اديته الفرصة، حازم حطني على اول الطريق، وخلاني أواجه نفسي، صحيح منكرش إني متلغبطة، بس أنا سبت كل مشاعري تتحرك زي ما طلب مني، و لقيت نفسي مش عارفة أبعد عنه، وتعرفي كمان إنه لما طلب يتقدم لي، حسيت إني خايفة ارفض لأخسره وشكلي هوافق.

اتسعت عينا ضحى بدهشة وسألتها بحيرة:
- طيب إزاي عايزة توافقي عليه وأنتِ بتقولي إنك متلغبطة من جواكي لسه.

ابتسمت أمل وبدأت تقص على شقيقتها اتفاقها مع حازم، فشهقت ضحى فهي لا تصدق أن يصل الأمر بأحد لهذا الحد وقالت:
- بقى معقول في حد كده زيه دا، واضح إنه مش بس بيحبك لأ دا بيعشقك، وفعلاً اللي زي حازم مينفعش إنك تضيعيه منك أبداً يا أمل.

تنهدت أمل وهي تفكر بحازم ومعاملته لها وصبره عليها وتذكرت ما أخبرها به عن حالة أحمد فلاحقت ملامح شقيقتها وقالت:
- شوفتي إنتِ قولتي إيه يا ضحى، قولتي مضيعش حازم مني، وعلى ما أظن إن دا هو نفسه اللي أنتِ مفروض تعمليه، على الأقل أدي لنفسك الفرصة وشوفي أنتِ محتاجة لمين فحياتك فعلاً، هل عايزة إيهاب وهتعرفي تحبيه وتتقبلي حياتك معاه، ولا جواكي مشاعر دفناها وخايفة تخرجيها لتنجرحي تاني، ضحى أنتِ لازم تكوني صادقة مع نفسك وإياك تختاري حد في سبيل العناد، علشان في الاخر محدش هيتظلم إلا أنتِ وقلبك.
-------------------------------------------------

تمدد أحمد فوق فراشه وجلس أمجد بجانبه يدرك بأن ابنه يريد قول شيء يعلم أنه سيؤلمه، ليأتيه صوت أحمد يقول:
- بابا أنا عايز أسافر فترة كده وأقعد شوية مع نفسي، أنا عارف إن حضرتك هترفض، بس حقيقي أنا مش قادر أستنى هنا، صدقني أنا محتاج أبعد، يعني ممكن تعتبرني طالع رحلة هغير فيها جو.

كان لي.. بقلمي منى أحمد حافظ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن