[17] .واستسلم لضعفه.

3.1K 79 4
                                    

الحلقة السابعة عشر.واستسلم لضعفه.
-------------------------------------------

هوى قلبه بين قدميه، فأسرع يعدو إلى مكانهما، بالكاد لمح أحمد يبتعد، بينما كانت أمل تغوص لأسفل، تعافر بيداها ليصعد رأسها فوق سطح الماء، تعالى شهيقها بمحاولة منها للتنفس، فألتفت أحمد بنفس اللحظة التي قفز فيها حازم في الماء، ليغوص خلفها، وقبل أن يقفز أحمد هو الأخر، عاد حازم لأعلى وبين يداه أمل تتشبث به، وأنفاسها تتلاحق ما بين شهقات تؤلم صدرها وسُعال، سارع أحمد ومد يداه بخوف إليهم، ليصيح حازم به:
-إياك تفكر إنك تلمسها، ولمصلحتك أخفى من وشي الساعة دي.

تجمدت يدا أحمد وهو يحدق بهما مندهشا فما حدث، حدث في لمح البصر، ولم تمض ثوانٍ عليها في الماء، ازاحه حازم من امامهما وحملها واتجه بها الى الداخل، عاد إليها وعيها تدريجياً، وادركت أنها بين بذراعي حازم تحيطها، أحمر وجهها ولم يسعفها تنفسها لتهدأ، فأخذ قلبها ينبض بقوة، لتبادل ضربات قلب حازم نبضاتها سرعة، كادت تطالبه بانزالها، ولكنها كان قد ولج بها إلى الداخل، فلم يعد أمامها غير أغماض عيناها لتجنب نفسها الحرج، أسرع أمجد خلفه وأشار إليه ليريحها فوق الأريكة، وألتفت إلى أحمد الذي بدى على وجهه الأسف، وعاتبه بصمت فخفض أحمد وجهه واعتذر نادماً وقال:
-أنا حقيقي أسف، بس هي استفزتني وأنا حبيت أرد لها اللي عملته، و مكنتش عارف إنها مبتعرفش تعوم، يعني قولت دي عايشة عمرها كله وسط البحر، وأكيد بتعرف تعوم.

لم يستطع أمجد أن يتمادى بقول شيء، فهو إلى الأن يرى بعين ابنه عاتبه على كلماته السابقة، وأعتزاله طوال الوقت بغرفته، دليلاً كافياً كونه لم يغفر لحظات الغضب السابقة بينهما، فكاد يجيبه ولكن سُعال أمل جعله يلتفت إليها.

لم تتحمل أمل أن تتصنع فقدان الوعي أكثر، لتخفي خجلها لحمل حازم لها، ولكن صوت أحمد وحزنه الواضح، جعلها تشعر بالذنب تجاهه، فهي من دفعته ليتصرف بتهور معها، ما أن أعتدلت أمل وجلست، حتى فاجأها حازم وأولاها ظهره وهو يحمحم، وزاد حيرتها إشاحة أحمد لوجهه عنها، فأحمر وجهها حرجاً وحدقت بوجه خالها وهو يقترب منها، لتجفل لحركة يده وهو يجذب حجابها ليخفي شعرها الذي أنكشف، شهقت ورفعت يدها وجذبت حجابها بتعجل، فربت أمجد على وجنتها وطمأنها بنظراته، وأختلس نظرة إلى ظهر حازم المتجمد وقال متعمدًا:
-متقلقيش يا حبيبتي أنتِ هنا مع أخواتك و.

أوقف أسترساله صوت زفرات حازم الحادة وابتعاده عنهم، فأخفى أمجد ابتسامته ومد يده إلى أمل وقال:
-يلا يا أمولتي تعالى أطلعك أوضتك، أنتِ لسه أساساً تعبانة، ومكنش مفروض تنزلي من أوضتك، وتتنططي وتهزري مع أحمد.

تصلب ظهر حازم وازدادت زفراته، فسارعت أمل واومأت وتمسكت بيد خالها لتصعد برفقته إلى غرفتها، هرباً من ذلك الغاضب.

وما أن تأكد حازم لأبتعاد أمل، حتى أستدار ورمقه بنظرات غاضبة، فرفع أحمد حاجبه مستفزاً إياه وقال:
-إيه يا حازم مالك يا حبيبي، شكلك عامل كدا ليه، دا أنت زي ما تكون بتطلع دخان، إيه دا هو أنت بتولع ولا حاجة يا صاحبي.

كان لي.. بقلمي منى أحمد حافظ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن