[27] ردة فعل.

2.3K 77 5
                                    

#كان_لي
الفصل السابع والعشرون. ردة فعل.
------------------------------------------

لم تستطع أمل تمالك نفسها، فأنخرطت في موجة بكاءٍ عارمة، فهي تُدرك أنها بطريقها لخسارته، وبعد مرور بعض الوقت تنبهت أمل لصوت أمجد يحدثها بصوتٍ مكلوم ويقول:
- بتعيطي ليه دلوقتي يا أمل، هو مش أنتِ عملتي اللي عيزاه، ولا حد غصبك تتصرفي بالشكل دا.

رفعت وجهها وحدقت بملامح خالها الحزينة، وكفكفت أثار الدمع عن عينيها، وزفرت بقوة، ليكتسي وجهها بجمود غريب، وهي تُردف بقولها:

- لأ لسه، أنا معملتش أي حاجة من اللي أنا عيزاها، ولعلمك دا مش هيتحقق إلا لما أرجع مصر.

حاول أمجد أن يتماسك بقدر أمكانه حتى لا يثور عليها ويعنفها فحدثها برفق:

- يا بنتي أعقلي، على فكرة اللي أنتِ بتعمليه فنفسك دا حرام، دا اسمه أنتحار، أنا مش فاهم، أنتِ إيه اللي جرالك، علشان تبقي بتدوري على الموت بالشكل دا.

زمت أمل شفتيها وأشاحت بوجهها عنه، وأجابته بفتور:
- مافيش أي حاجة حصلت، وعلى فكرة أنا لو مكتوب لي أموت، هموت حتى لو عملت العملية، وبعدين أنا مش عايزة أعملها، وعايزة أرجع مصر، لو سمحت يا خالو، سيبني أرجع وريحني.

زفر بأحباط لإصرارها وتشبثها على العودة فحاول أن يُماطلها قائلًا:
- عمومًا لسه في أجراءات كتير، وترتيبات علشان ترجعي، هحاول أخلصها أديني يومين تلاتة كدا.

أدكت كذبه عليها فابتسمت بغموض وأجابته:
- وماله يا خالو استني يومين تلاتة زي ما حضرتك عايز.

لم ينل استحسانه أجابتها تلك، فقد أثارت ريبته نحوها فسألها بحيرة:
- نفسي أعرف أنتِ بتفكري فأيه؟!

هزت رأسها بالنفي وأردفت:
- مش بفكر فأي حاجة، هفكر فأيه يعني بحالتي دي.

تمعن بالنظر إليها، واقترب منها و مال نحوها يقول:
- مبقتش مرتاح لأسلوبك فالكلام يا أمل، عمومًا دا مش وقت أي كلام، ولا حتى حساب، المهم مش ناوية تسمحي لأختك تدخل تطمن عليكِ، ولا خلاص هتسبيها قلقانة كدا، وكل ما تدخلك تبقي نايمة.

زفرت بقوة وأخبرته بصوتٍ هادئ:
- مكنش فأيدي حاجة أعملها يا خالو، الدكتور هو اللي كان بيديني منوم، عمومًا أنا صاحية أهو خليها تدخل.

بعد لحظات، ولجت ضحى مُسرعة الخطى نحو شقيقتها، وما أن رأتها حتى جذبتها بين ذراعيها، وأحتضنتها بقوة وهي تبكي، فربتت أمل ظهرها، وبعد ثوان رفعت ضحى وجهها وأردفت مُعتذرة:
- وحياتي يا أمل متزعليش بسبب الكلام اللي إيهاب قاله، حقك عليا، بصي حازم كلمه وجاب لك حقك منه، بهدله و.
تجهم وجه أمل وأوقفت حديث شقيقتها بسؤالها:
- هو حازم كلم إيهاب كمان، وعلى كدا إيهاب رد عليه بأيه.

مطت ضحى شفتيها وأردفت لاحقًا:
- بصراحة مش عارفة الكلام اللي دار بينهم، هو خالو اللي قالي أنه سمع حازم بيزعق جامد لإيهاب.

كان لي.. بقلمي منى أحمد حافظ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن