[14] .جلد ذات.

2.7K 88 7
                                    

الفصل الرابع عشر..جلد ذات.
------------------------------------

عاد حازم يجر أذيال الخيبة والحسرة، وأرتمى فوق فراشه بيأس، لم يستطع حازم النوم بعدما جافاه، فترك فراشه وأخذ يسير بلا هوادة، وهو يلعن تلك اللعوب التي اطاحت بمبادرته قبل أن تبدأ مع أمل، غادر إلى شرفته لتصدمه برودة الجو ولكنه لزم مكانه ولام نفسه، لمغادرته منزل صديقه دون أن يبرئ ساحته، نعت نفسه بالجُبن، كونه لم يوضح لأمجد حقيقة مشاعره بالكامل، والأهم أن لم يكلف نفسه ويعتذر لتخطيه حدوده، زجر حازم نفسه لأختياره الصمت والهرب بدلا من المواجهة، حتى بعد يقينه بأنه لم يغادر، إلا لخوفه بأن يثير وجوده غضب أمجد أكثر، والأهم أن يزيد الأمر سوء فتطال الظنون بأمل، حين توقفت أفكاره عند أمل تذكر تلك المذكرات التي سرق صفحاتها، فسارع بفتح هاتفه وبدأ بقراءة ما دونته، بعد مرور بعض الوقت، كاد يحطم هاتفه حين قرأ وصفها لقبلتها الأولى مع خالد، أشعلت بركان غضبه، اراد أن يسرع إليها ليعاقبها على فعلتها تلك، بمحوه أثر تلك القبلة بأخرى منه، فلا يتبقى بداخلها غير ذكرى لمساته هو، تراجع حازم وهو يحدق بالهاتف بسخط مذكراً نفسه بما حدث، وعاد يقرأ باقي الصفحات بوجه متيبس وقلب مكلوم.

أتى عليه الصباح وقد بلغ ارهاقه مبلغه، وحين رن هاتفه إلتقطه بأهمال، وما أن قرأ اسم مادي فوق شاشته، حتى ضغط مغلقاً هاتفه، والتفت محدقاً بساعة الحائط، فغادر فراشه متجهاً إلى مرحاضه، وبعد دقائق غادر وارتدي ثيابه، ووقف يصلي فرضه وحين أنتهى، غادر متجهاً إلى عمله لينفذ قراره الأخير.

لم يتخيل حازم بأن تواصل مادي ملاحقتها له حتى عمله، فما أن صف سيارته تفاجيء بها تطرف فوق زجاج سيارته وهي تبتسم، غادر ووقف يتطلع إليها بحيرة، يلقي باللوم على نفسه لأعطائها أملاً واهياً، لينتبه لصوتها تقول له بدلال:
-شو حبيبي معقول ما شِفت اتصالي، عموما ولا يهمك أنا هلأ جيت، من شان أخدك ونروح نفطر في شى مكان يطير العقل.

حدق حازم بها وحاول أن يتمالك أعصابه معتذراً بصوت هادىء:
-مادي أنا بجد بعتذر منك، بس حقيقي مش هقدر أروح معاكي لأي مكان، يعني أنا ورايا شغل كتير متعطل، دا غير أني جيت متأخر أساساً فأعذريني، عموماً ليكي عليا لما يبقى عندي وقت فاضي أبقى أتصل بيكي.

أستمعت إلى أعتذاره منها بلامبالاه وكأنها كانت على علم بما سيخبرها به، أقتربت منه ورفعت يدها نحوه، فمنعها حازم عن لمسه، وأردف وهو يضع مسافة بينهما:
-مادي لو سمحتى، مش معنى إني مرضتش أحرجك فالمرتين اللي قبل كدا، إن أنا موافق على تجاوزاتك وقابل بيها، بصي يا مادي علشان أكون صريح معاكي، إحنا كل اللي جمعنا إننا كنا زمايل مش أكتر، والزمالة اللي كانت متدكيش الحق إنك تتخطي حدودك معايا، وكفايا إن التجاوز اللي حصل منك اتسبب فأذى لانسانة بريئة، انسانة أنا بحبها.

أجادت مادي تصنع اللامبالاة، وأخفت خلف ابتسامتها، بغضها لتلك الحبيبة التي أخطتفته منها وقالت:
- هلأ عشقت، ونسيت حكيك، عن الحب والعشاق، وبلشت تحب.

كان لي.. بقلمي منى أحمد حافظ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن