[15] .أحببتها ولكن.

2.8K 92 5
                                    

الفصل الخامس عشر.
أحببتها ولكن.
----------------

تأكد أمجد من تناول أمل لدوائها وغادر غرفتها، وأتجه إلى صومعته، فهو يحتاج ليكون معها بكل تأكيد، جلس بأسترخاء وجه نظراته إليها، وأرسل قبلة عبر الهواء وابتسم هامساً:
-وحشتيني يا ليلي، أنا عارف إنك زعلانة مني علشان أنشغلت عنك بأمل، يعني من وقت ما وصلت وأنا معاها كل يوم، بس صدقيني أنا مقدرش أنساكي أبداً، لإنك حياتي.

أوقف كلماته وهو يحدق بها، هو يحتاج ليخبرها بكل شيء، ليرتب أفكاره معها، فهو تائه لأول مرة في حياته، ويخشى أن يتخذ خطوة يترتب عليها الألم للجميع، زفر أمجد وتطلع إلى ليلى وقال:
-مكنتش اتخيل إني ممكن اخبي حاجة عن محمد فيوم من الأيام، بس غصب عني قلقت من صوته، رغم أني عاذره، الراجل دماغه هيشت منه بعد كلام ضحى، ما هو صعب على أي أب بنته تقوله الكلام دا، دا يادوب هدأ ثريا وما صدق خرجت تعمل له فطار وأتصل بيا، صوته كان باين أنه بيحاول يمسك أعصابه، بس لما طلب مني يكلم أمل الحقيقة أنا خوفت، ولما سألته ليه، قالي أنه عايزها ترجع مصر ضروري، بيني و بينك يا ليلى لقيت نفسي بقوله أنها تعبت وكانت فالمستشفى، وإن الدكاترة حذروا من أنها تتحرك فمينفعش تسافر، لقيته سكت فسألته عايزها تنزل له مصر ليه، ساعتها حكى لي كل اللي جواه، فمرضتش أحكي له حاجة وقولت أأجل كلامي معاه، ويمكن دي غلطتي لإنه كل يوم بيتصل بيا وبيسألني، إن كنت سألت أمل وأنا أكذب وأقوله لسه.

تنفس أمجد بقوة وخفض رأسه وأسترسل:
-أنا عارف إن مكنش المفروض أخبي عليه، وكان لازم أصارحه بكل حاجة علشان يتصرف صح، علشان كدا أنا هكلمه وأقوله وربنا يستر عليه وعلى أمل.
وقف أمجد وتطلع إلى ليلى وأبتسم قائلاً:
-شوفتي بقى يا ليلى لما ببقى معاكي وأتكلم وأحكي بقدر أفكر، أدعي لي يا حبيبتي إني أقدر أساعد محمد من غير ما تحصل أي مشاكل.

أستدار وغادر صومعته بعدما أوصد بابها وعاد إلى فيلته وولج إلى مكتبه وسحب هاتفه من جيب بنطاله وضغط بحسم ليجري أتصاله.

---------------------------------------------------

تمدد محمد فوق فراش أمل وهو يعبث بهاتفه، وما كاد يتحرك حتى أعلن الهاتف عن أتصال أمجد، فسارع بالأجابة وقال:
-السلام عليكم ازيك يا أمجد، ها طمني أمل عاملة إيه النهاردة، أتحسنت.

أجابه أمجد وهو يقبض بقوة على هاتفه:
-وعليكم السلام يا محمد، أطمن يا صاحبي أمل بخير وبتتحسن، بس زي ما قولت لك الدكتور منعها تعمل أي مجهود، وطلب منها إنها توقف دارسة حالياً.

ازداد توجس محمد على حالة ابنته الصحية، وقبل أن يسأله وقف سريعاً وأغلق باب الغرفة وسألته بصوت خافت:
-طب يا أمجد أنت محاولتش تعرف منها أي حاجة.

زفر أمجد ووجد أن اللحظة الحاسمة حانت فأخبره:
-سألتها يا محمد وهي حكت لي كل حاجة، بس قبل ما أتكلم وأقولك حرف، أنا عايزك توعدني أنك تبقى هادي وتتعامل مع الموضوع بحكمة، والأهم أنك متتعصبش وتنسى حكاية إن أمل تنزل مصر.

كان لي.. بقلمي منى أحمد حافظ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن