[10] .ارتباك.

3K 90 0
                                    

الفصل العاشر ..ارتباك.
-----------------------------

أتى الصباح بإشراقة هادئة، استيقظت أمل حين سقط على وجهها ضوء الشمس، أعتدلت بتكاسل ومررت يدها فوق وجهها، وحين أبعدت يدها تطلعت حولها بحيرة، ابتسمت ببلاهة بعدما ذكرت نفسها بأنها بمنزل خالها، حينها سمعت صوت طرقات رافقها صوت خالها يناديها بصوتٍ مرح ويقول:
-أمولتي أصحي يا كسلانة وإلا هدخل أصحيكي زي ما صحيت الشباب تحت، يلا أدامك دقيقة وهعد بعدها وهتلاقيني فوق راسك.

ابتسمت وغادرت فراشها، وأتجهت إلى باب غرفتها وفتحته وهي تبتسم لخالها، واشارت له بيدها رقم خمسة، ليدرك أمجد بأنها تطلب منه أن يمهلها خمس دقائق لتعد نفسها للنزول، فقال وهو يبتسم:
-الظاهر أن أنا لازم أتعلم لك لغة الاشارة، ولا اقولك الأسهل أني أشوفلك دكتور أحسن علشان يتابع موضوع الكلام دا، ما هو مش معقول القمر بتاعي دا يفضل حارمني من سماع صوته، ولا أنتِ صوتك وحش وخايفة علينا منه.

لاحظ أمجد تجهم وجهها فتصنع بأنه لم يرى عبوسها، فالتفت أمل لتخفي عنه عبوسها، وزفرت بحزن لتذكرها خالد وما حدث منه، فعجزت عن تمالك دموعها، ادارها أمجد لتواجهه فمد أنامله وكفكف دموها وقال:
-ممكن أعرف أنتِ دلوقتي بتعيطي ليه، هو مش إحنا أتفقنا أننا مش هنفكر فأي حاجة تزعلنا، عموماً أنا هعمل نفسي مشوفتش الدموع دي، وهسيبك تجهزي وتنزلي بسرعة علشان الشباب تحت ممكن يعمل عليا أنا وأنتِ ثورة، لإني منعتهم إنهم يفطروا وقولت لهم أني عازمهم على الفطار برا، فيلا كدا خلصي بسرعة وحصليني علشان نلحق ميعاد الفطار فالمطعم وإلا لو الساعة عدت عشرة، هيقفل ويضيع علينا الفطار، ووقتها مضمنش الوحوش اللي تحت دي ممكن تعمل ايه فيكي، خصوصا إن أحمد كبر دماغه من الشغل وأخد أجازة بالقوة، ودا ابني وعارف طبعه هيتغابى لما ميكلش وهيدفعك حق اليومين اللي هيتخصموا من مرتبه بسبب الأجازة.

عادت ابتسامتها إليها وهي تومأ له، فربت أمجد على وجنتها وقال:
-متتأخريش بقى يا قلب خالك وأنا هنزل أشغلهم فأي حاجة على ما تنزلي.

اسرعت أمل واخرجت ثيابها من حقيبتها، وولجت إلى المحاض واغسلت وتوضأت ثم أرتدت ثيابها وغادرته، وأفترشت سجادة صلاتها وأدت فرضها، غادرت أمل غرفتها وهي تبتسم فرائحة الهواء حملت رائحة الزهور البرية التي ملأت حديقة خالها، وما أن وطئت بقدميها أعلى السلم حتى توقفت لسماعها أسمها يتردد بالأسفل، ليتضح لها صوت حازم يقول:
-يا عم أطلع شوف بنت عمتك أتأخرت كدا ليه، لتكون مفكرة حالها لسه فمصر، ما تطلع يا أحمد بدل ما اليوم يضيع فنومة أهل الكهف اللي هي نيماها دي، أنا مش عارف أنت مالك خايف كدا منها، وعلى فكرة أنا بردوا مش مقتنع باللي قولته عنها، أصل أنت لو كنت شوفتها فالمطار مش هتقول عنها أبداً إنها غلبانة ومنطوية، دي يا ابني واخدة قلم فنفسها و.

قطع حديث حازم سعال أحمد الحاد، ولم ينتبه لوجود أمل خلفه، فأستدار حين قرأ عينيا أحمد ورآها تقف عابسة الوجه فرمقها بنظرات إستعلاء ولم يهتم لسماعها كلماته فقال موجهاً حديثه لها:
-إيه مش تعملي صوت وأنتِ نازلة علشان الواحد ياخد باله.

كان لي.. بقلمي منى أحمد حافظ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن