[26] رافضة أعيش.

2.8K 82 18
                                    

#كان_لي
الفصل السادس والعشرون. رافضة أعيش.
------------------------------------------------

بعد مرور يومين غابت خلالهما أمل عن الوعي، وباتت في عالم يفصلها عن الجميع، أعادها عقلها الذي بدأ يستعيد وعيه، إلى واقعها لترفض بغضب ما بدأ يجول بداخلها، فتردد صوت إيهاب بكلماته، جعلها تنتفض بصراخ مدوي، جعل طاقم التمريض يجفل، ويسرع باتجاهها، وعلى أثرهم أندفع طبيبها بعد أن ابلغته إحدى الممرضات عن حالة الهياج الغريبة التي أصابتها، ليلج بنفس توقيت نزعها لكافة أسلاك الأجهزة المتصلة بها، فحاولت إحدة الممرضات منعها، فازداد هياج أمل وتعالى صراخها يصم الأذان، ومدت يدها ونزعت أنابيب المحاليل المتصلة بوريدها، غير مهتمة بنزيفها، حاول طبيبها محادثتها ولكنها رفعت يداها بوهن وسدت أذنيها وهزت رأسها بالرفض، وأخبرته بصوتٍ مرتجف ضعيف:
- لا تقترب مني، فأنا أرفض البقاء هنا لدقيقةٍ أخرى.

تهدج صوتها وأحست بنيران تلتهم صدرها وتعتصر بلهيبها قلبها، وتابعها الطبيب بحذر وأشار للممرضة بالأبتعاد عنها، حتى يكتسب ثقتها وأخبرها قائلًا:
- أهدي أنستي وحاولي تفهم الأمر، صدقيني يجب عليكِ البقاء فحالتك لا تسمح لكِ بالمغادرة و..

أشارت إليه بالرفض وأردفت:
- حالتي هي شأني وحدي، وأنا أريد مغادرة المشفى والعودة إلى منزلي، لا أريد استكمال أي شيء، وأرفض العلاج كليًا.

حاول الطبيب تدارك الأمر، فأومأ لها وابتسم برفق وقال:
- حسنًا أنا سأنظر في أمر عودتك، ولكن عليكِ أولًا، أن تدعينا نُداوي نزف يدك، ونطمئن على حالة قلبك، وحينها سأبلغ أسرتك بالخارج بشأن عودتــ.

هزت أمل رأسها بالنفي وأخبرته بصوت مهتز:
- لا، ليس منزل خالي أرجوك، فأنا أعني منزلي في مصر، أرجوك دعني أرحل من هنا دون  أن تخبرهم و.

زم الطبيب شفتيه، وأخبرها بمدى خطورة حالتها الصحية، وأنه تم أدراج أسمها في قائمة انتظار قلب بديل، فزفرت أمل وأردفت:
- ولكني لم أوافق على أجراء أي جراحة، أرجوك اتركني أرحل.

بدت أمامه بحالة انهزام تام، فأشار إلى الممرضة بعيناه، بأن تستدعي أحد أفراد أسرتها، ليحاول أقناعها معه، فأسرعت ولبت طلبه وغادرت سريعًا، لينتبه إليها الجميع، وقفت الممرضة تحدق بهم بحرج، وأخبرتهم بحالة هياج أمل، فعقد حازم حاجبيه، وألتفت إلى أمجد يرجوه أن يدع له الفرصة ليتحدث معها، فأومأ بتخوف، ورافق حازم الممرضة إلى داخل غرفة العناية، بعد أن تم تعقيمه جيدًا، ليصدمه شحوبها، وحالتها المضطربة، فمست روحه بحزن، وتمنى لو كان بإمكانه أن يستبدل معها مكانها، ناشدها حازم لتستمع إلى صوت الطبيب، ولكنها أصرت على رفضها لتصيح بغضب:
- أنا مش عايزة أشوف أي حد، قولت سيبوني أمشي، سيبوني أرجع مصر حرام عليكم بقى، أبعدو عني وسيبوني فحالي، مش عايزة حد معايا.

كان لي.. بقلمي منى أحمد حافظ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن