[9] .مشاكسة.

3K 81 7
                                    

الفصل التاسع.. مشاكسة .
-------------------------------

لم تصدق أمل كل هذا الأهتمام الذي قوبلت به في ساحة المطار، لقد عاملها الجميع كأنها شخصية مهمة حرصوا على ارضائها، بعد أن أنهت المضيفة كافة الأجراءات، طالعها وجه خالها المبتسم يقترب منها يحتضنها وحملها ودار بها لتضحك أمل بسعادة، فهتف أمجد:
- وحشتيني قوي يا أمولة حمد لله على السلامة، بس معقول إنتِ أمل ماشاء الله إنتِ بقيتي واحدة تانية خالص، غير أمل اللي كان طولها شبر ونص وكانت بتجري تمسك فرجليا علشان أشيلها وأخرجها معايا فكل مكان.

أحتضنت خالها بقوة فأهتمامه بها وبكل ما يخصها فاق تخيلها، وأشعرها بالأمتنان به، استندت إليه بسعادة ليقبل أمجد جبينها ويبعدها قليلاً عنه ويقول:
- تعرفي إن أنا قلقت عليكي لما بلغوني أنك تعبتي فالطيارة، علشان كدا إدارة المطار بعتت لك الدكتور يطمن عليكي، والحمد لله هو طمني إنك بخير، عموما أنا عارف إن الرحلة كانت مرهقة ليكي، بس معلش إحنا مضطرين نستنى شوية كمان لحد ما يظهر الأستاذ أحمد، أصله راح يقابل صاحبه، فاكرة أحمد يا أمولة تعرفي إنك دلوقتي لو شفتيه مش هتعرفيه، أصله أتغير كتير عن الصور اللي كنت ببعتهالكم، وأنتِ كمان أتغيرتي وأحلويتي كتير عن كل الصور، أقولك تعالي ارتاحي فالعربية لحد ما الاساتذة يظهروا.

ابتسمت أمل وهي تسير بجانب خالها، بداخلها ينمو أحساس بأنها ولأول مرة في حياتها، تأخذ الخطوة الصحيحة للمضي بحياتها، أجلسها أمجد في سيارة فارهة نالت أعجابها بشدة فأشارت له دليل اعجابها بها فقال:
- دى عربية أحمد ، أنا عربيتي مبغيرهاش أنتِ عارفة هي هي نفس عربية المرحومة ليلي.

ربتت أمل علي يد خالها وأقتربت من وجهه وقبلته، تعبيرا عن شكرها ومواساة له، فقال أمجد:
- عارفة أنا محضر لك برنامج سياحي تحفة، هيخليكي تنسي ثريا ذات نفسها، هي مش أختي بس خلاص أنا ناويت أسرقك من مصر بحالها ومش هرجعك تاني.

عبست أمل لتذكرها دموع والدتها وهي تودعها وصوتها الباكي يرن في أذنيها:
-متنسيش يا أمل.

لتقتحم فجأة عينيه وبقوة عقلها، وهي مليئة بالدموع ويتوارى حتى لا يراه غيرها، لتهز رأسها بقوة فهي لا تريد تذكر أي شيء به، لاحظ أمجد عبوسها الذي أحتل وجهها فقال ليبعد عنها التفكير فيما أتعبها:
-على فكرة هنا مافيش زعل ولا تكشير ولا أي كلام من دا، هنا في ضحك وفرفشة وفسح وتحقيق كل اللي تأمري بيه أنا والواد أحمد.

أسندت أمل رأسها للخلف واغمضت عينيها بانتظار وصول أحمد، لتفتح عينيها بقوة حين سمعت صوت يقول:
-يا محاسن الصدف دا إحنا على ميعاد بقى ولا أنتِ بتطارديني .

التفت أمل للصوت فشاهدت حازم يقف وبجانبه أحمد ابن خالها، فنظرت إلى خالها الذي سارع بتقديمهم لبعضهما وقال:
-اعرفك يا حازم دي أمل بنت أختي، ودا حازم صاحب أحمد وزميله فالشغل اللي كنا منتظرينه يا أمل.

كان لي.. بقلمي منى أحمد حافظ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن