[1] .غيرة مستترة.

6K 87 1
                                    

الفصل الأول "غيرة مستترة"
---------------------------------

احكيلو يا موج مطروح، على القلب اللي بات مجروح، من فرقة حبيب الروح، روح قولو دا قلبي معاك..

شدو عذب حمله الهواء لتلك الجالسة بشرود على شاطيء البحر تغني بإحساس مفعم بالحب، ولما لا وقلبها غارق حد الثمالة في عشق نبت بأعماقها، فهي تأكدت منذ أبصرت عيناه أنها ولدت لتكون حبيبته هو فقط، تنهدت أمل لتنتفض بغته وتسرع بالمغادرة بعد تذكرها أن الوقت مر سريعا بها وأن عليها العودة للمنزل، وما أن ولجت إلى داخل غرفتها حتى أسرعت نحو خزانتها وأخرجت مذكراتها التي تعتبرها مخزن أسرارها فهي تبوح لها بخواطرها وترسم بين سطورها كل إحساس تشعر به فوجدت نفسها تفصح بمكنون قلبها بيت صفحاتها تقول:-

-أعشق تفاصيل ملامحه، بل صرت أعشق حتى لحظات غضبه، نعم يا مذكرتي العزيزة فهو خالد حبيبي ولما أخجل وأنا أعترف بحبي للبحر والسماء ويبارك أبواي ثريا ومحمد هذا الحب لنا، كم أنا محظوظة لانهما أبواي فقد نشأت وأنا أرى العشق بينهم هو لغة الحوار، فربياني أنا وأختي ضُحى على الحب والإحترام.

-حبيبي خالد صاحب العين العسلية الخاطفة لنبضات قلبي وأنفاسي، حبيبي الذي أطاح بعقلي بجسده الرياضي الذي يدير روؤس الجميع إليه بطول قامته الذي يكاد يصل حد المترين ووسامته وجاذبية محياه، حبيبي الذي يتغني كل يوم بأنه يوم ولدت كان هو من حملني بين ذراعيه وهو الذي أختار لي إسمي، ودائما ما يتحدث بغرور بأنه طلب الزواج مني يوم مولدي وحصل على موافقة أبي وأمي، ليصبح خالد هو محور حياتي، فعلمني أبجدية الحب ودعمني وأنا أخطو أولى خطواتي بجانبه، حبيبي لا أنكر بأنه متسلط يابس الرأس منعني من الإختلاط بغيره وأوصد عليا كل الأبواب والنوافذ ولكنه ملاء أيام حياتي سعادة، والتي كانت ككل حياة يشوبها أحيانا بعض الخلافات بسبب غيرتنا المتبادلة، أحبه لا بل أنا أعشقه، ولا أتخيل أبداً أن يأتي يوماً لا يكون فيه معي، لن أنسي أبداً أنه كان يحثني دوما لأتفوق في دراستي وشجعني على الألتحاق بكليتي رغم أختياره هو لكليه التجارة، خالد أنا دوما أفتخر بك لإنك تحملت مسئولية نفسك منذ كنت مراهقا بعدما توفي والديك لتصبح اليوم ذلك الرجل الذي ملك حياتي وشارك شقيقتي في قلبي.

أبتسمت وهي تفكر في شقيقتها بحبور ومودة وكتبت:-

-ضُحى تبدو كشقيقة عادية تجدها بكل منزل ورغم أنها تكبرني بعامين إلا أنها دوما ما تعاملني بحنان يماثل حنان أمي، أكن لها الكثير من الحب والأحترام بداخلي، ولا أتخيل الحياة أبداً دونها، ما أجمل قامتها الرشيقة التي جعلت الجميع يلقبها بغزال مطروح بشعرها الأسود الذي بدا كليل غاب عنه القمر، وعيناها اللامعة بلونها البني المشرق بالذهب، ووجهها الذي دوماً يبدو كالقلب.

تنهدت أمل وهي تحك رأسها لتعود وتدون بمذكراتها:-

-أأخبرك سراً أنا أحسدها كثيراً كونها ألتحقت لتدرس برفقة خالد بكلية التجارة جامعة القاهرة، وكما أحببت أظنها أحبت إيهاب الصاوي الذي تقدم لخطبتها سريعاً قبيل إنتهاء عامها الدراسي الأول بالجامعة، وهو زميل وصديق مقرب لخالد لذا وافق والدي على طلبه الزواج من ضُحى ورحب به.

كان لي.. بقلمي منى أحمد حافظ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن