الفصل الثامن..الهروب.
-------------------------مرت فترة عصيبة على الجميع.
كانت أمل حبيسة قوقعة بنتها حول نفسها، حتى بعدما صرحت بالكتابة عن بعض من الحقيقة لهالة، إلا أنها عادت لتنكمش حول نفسها مرة أخرى، لتطلب من حمزة أن يسمح لها بمغادرة المشفى، وقع حمزة بين شقي الرحى مغادرة أمل دون أستكمال علاجها قد يعرضها لأزمة جديدة، خاصة بتقوقعها وإنغلاقها ورفضها أي مساعدة، والشق الثاني أن يستمر في حجزها لعلها تستجيب لهالة، ولكن هالة أشارت عليه أن يدعها تخوض التجربة مرة أخرى، ليسمح لها بقضاء فترة نقاهة بعيداً كل البعد عن أي توتر أو ضغوط نفسية أو تساؤلات من شأنها التأثير سلباً على نفسيتها، ليأخذها والديها إلي مطروح، مرحبين بعودتها معهم للعناية بها علي أكمل وجه في جو صحي يوفرانه لها، وقد ذهب والدها وقدم أوراق طلب تأجيل العام الدراسي لابنته من الكلية، تاركين ضُحى تتصارع مع الأيام لتعوض ما فاتها من دراستها، كذلك خوفها على شقيقتها وموقفها الرافض لخالتها نعمة، التي ألتزمت بالصمت بعدما هددتها ثريا بأن تقاطعها، إن عادت لمثل تلك الظنون البغيضة ضد إيمان، وأحساسها بأن خالد لم يخبرها الحقيقة كاملة عن تلك الليلة.
أما عند خالد فقد نفذ وعده لإيمان، بعدما جلس مع ضُحى متحدثاً معها بالقصة المزعومة، عن سبب وجود أمل وإيمان لديه لتهدأ من ناحيتهم، وسافر خالد كذلك إلي مطروح وطلب مقابلة والدة إيمان في سرية تامة، لينسج لها قصة عن تقدم أحد أصدقائه يطلب الزواج بابنتها إيمان، ليحثها على الموافقة موضحاً أنه يعمل بالخارج وقد رأها سابقا وأعجب بها، وقد أوكل لوالده أمر عقد قرانهم في حال موافقتهم عليه، و حثها على الموافقة دون تفكير حين حدثها عن وضعه المالي المريح ورغبته بتحمل كافة الأمور المادية عنهم، لييسر أمر سفر وإقامة إيمان معه فور عقد القران واستكمال دراستها بالخارج، لعدم استطاعته الحضور في الوقت الراهن، وطلب منها أن يكون هو وكيلاً عن إيمان بما أنها ستنشغل بإختبارات الكلية، ونظراً لظروف مرض أمل، لم يشأ خالد بإخبار أحداً من أسرة أمل شيئا عن الأمر، حتي لا يتقولوا عليها بإنها لم تقدر مرض صديقتها، وبإن تلك الفرصة لن تعوض بالنسبة لابنتها إيمان في حال رفضت زواج ابنتها، ولإنه يعلم جيداً علم اليقين طبيعة تفكير والدة إيمان العاشقة لنفسها فقط ولحياتها المستقلة مع زوجها، ويدرك تمام الادراك أنها لا تهتم بأمر إيمان مثقال ذرة، وأن كل اهتمامها منصب على زوجها فقط وحياتها الخاصة معه حصل على موافقتها سريعاً، ليُأكد عليها عدم إبلاغ أحد بشأن حضوره أو بزواج ابنتها وسفرها، ليعود إلى القاهرة سريعاً وهو على يقين بأنه قد أغلق صفحة إيمان من ناحية والدتها، فهي لن تخاطر بحياتها الزوجية لتسئل عن ابنتها يوما.وازدادت حالة انعزال أمل داخل غرفتها رافضة كل محاولات والديها إخراجها من عزلتها، وهو الأمر الذي تسبب في زيادة حالة الحزن لديهما، وتعجبهم من رفضها القاطع السماح لهما بالتحدث معها في أي شيء، ورفضها الغامض لمقابلته خالد أو التحدث عنه، لتزرع الشك في نفس والدها لمعرفة سر هذا التغير، كانت أمل تعيش في حالة من الصراع النفسي القوي، والذي أثقل كاهلها فهي فقدت قدرتها على تمييز الزمن لتشعر بهوة الأيام تبلعها، وازدادت رغبتها بالهروب من تلك الحياة التى صنعها خالد، وقولبها فيها والتي كان متحكماً بها بشكل كامل، لتتعجب كيف لها أن تكون بمثل هذه السذاجة لتنخدع فيه هو وإيمان، التي أصبحت ذكرياتها معهما تجلدها وتعذبها، لتطلق عنان دموعها ليل نهار، فكلما نظرت حولها رأتهم، لتتخذ قرارها الذي عقدت العزم عليه مهما كلفها الأمر، بالهرب من كل شىء تاركة تلك الحياة خلفها تماماً، لتتذكر خالها أمجد المهاجر منذ سنوات طويلة لألمانيا.
ليتفاجىء والديها ذات صباح بمغادرتها غرفتها تجلس معهم، لترى مدي السعادة التي رسمت على ملامحهما لمشاركتهم اليوم، وحين رأت والديها كيف كانا يجلسان يحمل كل منهما الهم في قلبه ويظهر بوضوح عليهم، شعرت بالألم والأسف لعدم تقدير مدى قلقهما عليها، فتنهدت وهي تفكر كيف تبلغهم برغبتها السفر إلى خالها فكتبت لهم توضح ما تريد، ليأخذ والدها الورقة منها ورفع عيناه ونظره إليها وحدق بها بصدمة بعد أن قرأها، فنظرت ثريا إليه بحيرة لتسمعه يقول:
-إنتي عاوزة تسافري لخالك أمجد، بس يا بنتي هتسافري إزاي وظروفك دي، إنتي عاوزة تتغربي بعيد عننا، ليه يا أمل عوزة تسبينا إحنا قصرنا معاكي يا بنتي.
أنت تقرأ
كان لي.. بقلمي منى أحمد حافظ.
Romantikكان لها الاخ و الحبيب نسجت معه ذكريات الحب .. و كانت هي توأم الروح متممة حياتها التي همست لها بأحلامهما و عاشت تشاطرها الحياة هكذا ظنت .. ل تصحو علي طعنة غادرة منهما لتكتشف ان حبها خدعة و احلامها اوهام تبددت بعلاقتهما سويا لتنهر الحب و تزهده ... و ع...