[20] يحيا قلبي بحُبك.

3K 88 5
                                    

الفصل العشرون .يحيا قلبي بحُبك.
----------------------------------------

مرت الأيام على أمل بشكل محموم، تلاحق محاضراتها، بعدما استطاع خالها وحازم أعادة أوراقها لكلية الهندسة، لتتوه كلياً بين دراستها، وبين تفكيرها الشارد والمشغول بتغير حازم معها، هي لا تُنكر أنه حثها بقوة على ملاحقة حلمها، ولكن ما يُحيرها أسلوبه الجديد الذي بدأ يُعاملها به.

كان قرار حازم حاسماً، بأن يقاوم مشاعره ويكبحها، حتى تتخذ أمل خطوتها الأولى نحوه، فكف عن تلميحاته السابقة لها، مطلقاً يدها كلياً بأمر قرارها، ودون ضغط منه، لتأخذ فرصتها الكاملة لتراجع كافة أوراق ماضيها، وتحسم حاضرها، أما نهجه الجديد في تعامله معها، فقد أدخل على نفسه السعادة، بمعاملته لها كطفلة صغيرة، فأصبح يغدق عليها بالدُمى والحلوى، ويقف بعيداً يراقبها كابحاً ضحكاته، أمام ردة فعلها الغاضبة، بعد كل مرة يسلمها لُعبة جديدة، أحب تذمرها وهي تأخذ منه الدميه وحقيبة الحلوى، وتذمرها وهي تلاحقه بنظراتها المشتعلة غضبا منه.
—------------------------------

بينما شعرت ضحى بالخواء والانطفاء، فباتت أيامها تمضي موحشة، وازداد أحساسها بالوحدة لأفتقداها لشقيقتها. 

في حين أستطاع إيهاب، أقناع محمد أن يدعه، يحاول مرة أخرى، ليُعيد ضحى إليه، فستأذنه وطلب منه أن يخفي أمر مجيئه عنها، حتى لا تتعلل بأي عُذرٍ واه وتغادر لتتجنب لقاءه. 

وفي موعده المحدد، وقف أمام منزل نعمة وطرق عدة مرات، تذمرت ضحى وتركت كتابها على مضض، تُلبي نداء خالتها بعد أن تعالى صوتها:
- يا ضُحى معلش أفتحي الباب أحسن إيدينا مش فاضية.

أتجهت بوجه متجهم لتفتحه، فازداد وجهها جموداً، حين رأت إيهاب يقف أمامها ويبادلها النظرات، رفعت حاجبها بسخط وصاحت بغلظة تُخبره: 
-حضرتك جاي ليه يا أستاذ إيهاب، على فكرة بابا مش موجود، فمش هينفع ادخلك عن اذنك. 

كادت تغلق الباب، فمنعها إيهاب ودفعه وهو يقول بضيق:
-لعلمك أنا عارف إن عمي محمد مش هنا، وعلشان أطمنك، أنا مبلغه إني جاي علشان أتكلم معاكي، فلو سمحتي خلينا نقعد شوية مع بعض، نتكلم ولا أنتِ خلاص حتى الكلام رفضاه معايا.

زفرت ضُحى لشعورها بالخيبة منه، بسبب عناده معها، فتراجعت لتُفسح له الطريق للداخل، وأشارت له ليجلس بأقرب المقاعد للباب وقالت:
-اتفضل يا أستاذ إيهاب أقعد هنا، علشان نتكلم زي ما أنت عايز. 

حاصرها إيهاب بنظراته، فهو أفتقدها كثيراً الفترة الماضية، فلم يستطع أن يكبح مشاعره نحوها، فألتقط يدها محتضناً إياها بين كفيه وقال:
-وحشتيني يا ضُحى فوق ما تتخيلي، معقول هونت عليكي تحرميني منك بالشكل دا، تصدقيني لو قولت لك إني كنت ميت من غيرك، طول الأيام اللي فاتت. 

سحبت يدها بأرتباك، ورمقته بنظرات حادة، لتُخبره عينيها بألا يتجاوز حدوده معها وقالت: 
-أنا شايفة أن أنا وأمل اللي هونا عليك يا إيهاب، بعدما ما طلعت على علم بعلاقة خالد بإيمان، لأ وكمان سيادتك كنت بتداري عليهم.

كان لي.. بقلمي منى أحمد حافظ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن