[30] اختبارات القدر

2.1K 58 3
                                    

#كان_لي
الفصل الثلاثون
أختبارات القدر.
-----------------------

قبل لحظات..
أجلس حازم أمل أمامه بالشرفة، يتأملها بينما حلقت عيناها بالسماء، وحين لاحظ تنهداتها، التقط يدها وسألها عما بها، فأجابته بصوتٍ حالم:
- وحشتني سما مطروح يا حازم، مش عارفة أنسا الليل هناك، حاجة تقع فعشقها على طول، ليل صافي سكناه النجوم، هدوء وبحر يخطفك، تعرف أنا لو هعيش عمري كله هناك مش هزهق، و..

أوقفت هيامها بمكانها المفضل، وتطلعت إليه بحيرة، وسألته تلك المرة:
- مالك بتبص لي كدا ليه، إيه أول مرة تشوفني.

ضغط على راحة يدها برفق، فاضطربت وعاتبته بعينيها، ليبتسم حازم ويقول:
- كل لحظة بتعدي بينا، بتخليني أحبك أكتر من اللحظة اللي قبلها، فلكِ أن تتخيلي أنا كدا بحبك قد أيه، أظنه مش حب، دا عشق وحاجات تانية.

خفضت عينيها بحرج وهتفت:
- على فكرة أنا مش حمل الحب دا كله، فياريت تخلي بالك عليا، و.

رفع كفها إلى ثغره وقبلها برفق، وهمس بصوت أجش:
- أمل أنا عايز أسمعها تاني منك ممكن؟!

رجف قلبها ونبض باسمه، زفرت بقوة تستجمع قواها التي سلبها إياها برقته معها، علقت عيناها بعيناه وهمست بها قائلة:
- بحبك يا حازم، بحبك.

تاها سويًا بين ضفاف الحب، ليقطع عليهما لحظتهما صوت رنين هاتفها، احمر وجهها وابتعدت عنه، وابتسمت ومازحته قائلة:
- شوفت أكيد أنت دماغك سرحت فحاجة، و..

تلاشت ابتسامتها، وأختفت الكلمات، تجهم وجهها لرؤيتها رقم غير مُدرج لديها، لا تدر لما أحست بالخوف، رفعت عينيها ونظرت إليه بوجه مضطرب، ابعد عينيه عنها وحدق بهاتفها، وأخبرها بضيق:
- ما تردي على اللي بيتصل بيكِ، ولا تحبي أسيبك لوحدك علشان تعرفي تاخدي راحتك فالكلام.

أرفق حازم كلماته بتحركه، فسارعت أمل وقبضت على يده، وهزت رأسها بالنفي وتوسلته بعيناها ليبقى، ومدت إليها هاتفها وقالت:
- رد عليه أنت، لإن مافيش أي فرق بيني وبينك، دا غير أن معنديش أي حاجة أخبيها عنك.

احرجته بكلماتها، ولكن غيرته تغلبت على كل شيء، فأجاب بعصبية واضحة:
- نعم عايز أيه.

كاد يعنف المتصل، ولكنه لزم الصمت وأرهف سمعه، لتتبدل ملامحه تمامًا، ووجه بصره نحو أمل وقال:
- مش عارف مين يا أمل، بس سامع صوت عياط.

أعاد إليها هاتفها، فوضعته بتوتر فوق اذنها وسألت قائلة:
- مين معايا.

أتتها الأجابة بصوت بكاء إيمان، وصرختها بقولها:
- ألحقيني يا أمل أنا بموت، أنا أنا سبت البيت لخالد، وطلبت منه الطلاق، ودلوقتي فالشارع وبنزف، وو.

طعنها الخوف رُغمًا عنها، وظهر بوضوح فوق وجهها، ليؤكده صوتها وهي تقول:
- طيب قوليلي، أنتِ فين يا إيمان علشان أجيلك.

كان لي.. بقلمي منى أحمد حافظ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن