توالي المآسي

الجزء 22

هز شال أمل لي كان حداها وشدو بقوة،طلب منها تسمح ليه يشوفها،وشيرات ليه بيديها بلي سير،حيت هي عارفة شحال كتعزو بنتها وتقدرو.
تقدم بتؤدة وإجلال شديدين للغرفة فين كترقد أمل،باش يشوفها لآخر مرة،قبل ماتوارى التراب،زول الغطا على وجهها ودغيا رجعو،خدا الشال وحطو على راسها بلامايشوف،عارف مزيان بلي ماشي من حقو يشوفها بلاحجابها،حتى ولوبعد مماتها.
تأمل وجهها الملائكي،باقا نفس الإبتسامة الوردية على شفتها،والدعة والسكون في عينيها،كما لو أنها غفات وصفي،هي سعيدة،حتما سعيدة.
چلس حداها،ودب فقط أطلق العنان لآهاتو لي كتخرس الجدران،بلل ليزار بدموعو،عارف أنو كيخلف وعدو ليها،وكيخل بوصيتها،لكن ترجاها أنو تكون آخر مرة،كيبكي فيها عندها وبين يديها،يقدر يكون عارف رأيها،لكن ماكيباليش،طفى حنينو وشجونو عندها،وناض،وطبع قبلة على جبينها،عمرو تجرئ يقيسها،لكنو دب كيلثم جبينها،طلب منها السماح شحال،ترجاها تعتابرها قبلة إحترام ووداع،تفكر قولها ليه
(ولاعليك،مادامت آخر مرة فماكاين باس)
تمنى بصاح أنو تصفح عن زلتو وتغفر تجاوزو،كيما كدير ديما،أسدل الغطا على وجهها وخرج من عندها،محمل بالآمال،مخلي كل أحزانو عندها،خاصو دب ينفذ وصيتها،غايتولى أمور الچنازة والدفن،خاصو يرد الجميل،بدل البكا والعويل،مشى كيواسي الخالة،هيا فخورة ببنتها برغم كلشي،ربت على كتفها وهتف بيها:
[ماتقلقيش أخالتي،إلى مشات بنتك لمولاها،راه ولدك موجود وماغايخليكش>
شافت فيه بحنان،والدموع كتحجر فعينيها.وزاد:
[-واخا تعتابريني ولدك..أ مي]>
ضماتو ليها بقوة ورخات العنان لدموعها وآهاتها.
صعيب الفقدان،حيت هو مرادف للحرمان،الموت قاسي على الكل:-أم أب،إبن،أهل،رفاق،وأحباب.
لكن حتما خصهم يتجاوزوه، ويحفظو ذكرى موتاهم،ويتذكروهم بالخير هو لي كيعينهم فالعالم الآخر.وقف عادل وقفة الأبطال ما نهازمش للألم وما ستسلمش لليأس والحزن،كرمى لأمل وإحياء لذكراها،قام بواجبات الدفن والعزاء.
فجنازة أمل حضر كل من أثرات بيهوم فحياتها من رفاق وأطباء ومرضى،وحتى كل من سمع بقصتها،ماكانش ليها أهل فالعالم غير مها،لكن صنعات رفاق،عمرو الفراغ،وعملو على حفظ ذكراها،تمت تسمية جناح الأورام باسم"الأمل"عرفانا بدورها الكبير،ووفاء منهم ليها.
أما عادل فرجع لمنزل الأهل بعد غياب رفقة الخالة "عفاف"مو الجديدة،لي لقات فيه ولد يعوضها فقد فلذة كبدها،وتعوضو كذلك حرمان الأهل،وونسو بعضهم بعد ما  ظلو وحيدين بلا أهل.