اصبحت الساعه الثالثه بعد منتصف الليل ولم تنم بعد، لم تستطع النوم حاولت وحاولت ولم تستطع
دماغها لا تتوقف عن التفكير ، متعجبه من مشاعرها موقفها الجديد من هارون ، كيف تركته يتحكم هكذا بمشاعرها ، لقد تصلبت امامه ظنا منها انه سيقبلها و رغم ذلك لم تتحرك، لم توقفه و في الاخير هو لم يفعل كان فقد يسخر منها، يجب ألا تدع له الفرصه مره اخري ، نعم هي ستفعل ......................................................
هبطت علي السلم الطويل تريد ان تصل لمطبخ القصر كي تعطيهم جدول وجبات الصغير ، فهي لا يعجبها ما يأكله من حلوي ووجبات سريعه التحضير التي لا تسمن ولا تغني ، بالطبع استعانت بصديقتها ناديه في جدول وجبات طفل في الثالثه من عمره.في طريقها للاعلي بعد ان اخبرت الخدم بما تريده سمعت صوت في الصالون الكبير للقاعه ، اقتربت ببطأ حتي تمكنت من رؤيه الموجودون ، رأت المدعوه لارين بفستان اسود ضيق من الاسفل الي الاعلي يصل الي منتصف فخذيها تضع الكثير من مستحضرات التجميل التي تقلل من جمالها الطبيعي
رأتها تضع يديها علي كتفي هارون وتحركهما في ألفه و كأنها معتاده علي ملامسته و هو ينظر لها مبتسما بوديه
و هنا فهمت ، لارين ليست مجرد صديقه للعائله فهي تأتي وتذهب كما يحلو لها و وضعها الحالي لا يفسر غير ذلك
سلسبيل لا تعلم لما شعرت بالانزعاج من هذا المنظر و لكن تغاضت عن هذا الشعور والتفتت ذاهبه لا تريد التجسس عليهم أكثر من ذلك و قبل ان تبتعد كثير و لأنها تحركت بسرعه كسرت الزهريه الورديه الغاليه التي بجانب الحائط
اغمضت عينيها تدعو ربها الا يكون هارون قد سمع شئاكملت سيرها تجري من المكان بسرعه
" توقفي"
تصنمت مكانها وابتلعت ريقها حاولت التماسك و رسم بسمه غير مباليه علي وجهها و التفتت" هل تتحدث إلي سيدي؟"
"وهل يوجد احد غيرك؟" اكمل قائلا " ماذا كنتي تفعلين ، ألا تعلمين ان التجسس شئ شائن؟"
كادت ان ترد حتي رأت لارين تقترب منهم وتقف بجانب هارون
ردت كاذبه
" و لما اتجسس عليك ، كنت في طريقي للاعلي و لمس كوعي الزهريه المعلقه في الحائط."
" انتي ايتها الخادمه ، كيف تتحدثي الي السلطان هكذا ، اعتذري فورا "
غضبت سلسبيل من تدخل عشيقه هذا الرجل ، نظرت إلي هارون تنتظر منه قول اي شيئ ، ان يدافع عنها و لكن لاشيئ فقط ينظر إليها بهدوء و كأنه يستفسر عن شيئ مهم في عيونها التي تكاد تدمع من كلام لارين" لست خادمه انا مربيه السيد الصغير ، ائذنوا لي بالانصراف "
لم تنتظر لتستمع للرد التفتت وجريت للاعلي تريد الوصول لغرفتها قبل ان تصل الدموع لخديها اولا
دخلت وارتمت علي السرير تبكي و تشهق بصوت مرتفع
لقد اهانتها لارين و رغم ذلك هو لم يتكلم، لم يعترض علي قول خادمه ، و كأنه كان ينتظر الاعتذار بالفعل كما امرتها لارين ، مسحت دموعها ووقفت امام المرآه تنظر لنفسها ، تقارن وجهها بوجه لارين لاتعلم لما تفكر فيمن أجمل فقد تريد ان تعرف من اجمل هي ام تلك المرأه ، التفتت بجسدها امام المرآه، هل عيونها الخضراء و شعرها العسلي و جسدها ذو الخصر النحيف يمكن ان يغلبا لارين في جمالها
ازداد تكشيرها حين وصلت للاجابه ، بالطبع لا، لارين اجمل واغني و يبدو انها تعجب هارون كثيرا ، فهي تتحدث و تلمس هارون كما لو كان خاصتها
أنت تقرأ
السلطان و هي
Romanceهل جربتم شعور الصدمه القاتله !! هكذا كان شعور سلسبيل حين قابلت سلطان البلاد بصفتها مربيه ابنه الجديده .. لم تشعر هكذا بسبب وسامته الطاغيه او سلطانه و ثراؤه الفاحش او حتي بسبب نظراته الساخره إليها و إنما ما سبب لها اهتزاز كيانها و سقوط فكها منصدمه...