وداعاً

4.3K 183 33
                                    

نظرت للغرفه الخاليه من اشيائها و التي احبتها كثيرا طوال فتره مكوثها في هذا البيت ، تنهدت بحزن وهي تضغط علي الحقيبه الممتلئه محاوله اغلاقها 
ليس البيت او الغرفه ما ستشتاق لهم ، و إنما الصغير هو الذي يشغل بالها كثيرا ، صهيب اصبح جزء منها  ، تشعر نحوه الآن كما تشعر الام التي يفصلوها عن ابنها  ، ولكن لكل طريق نهايه  ، و لكل وظيفه ورقه استقاله ايضا
ابتسمت ساخره وهي مازالت تجادل نفسها ، وظيفه !  ، اي وظيفه هذه التي تجعل من الفتاه عاشقه لشخصان لا الكبير لها ولا الصغير لها ، هما الاثنان ملك ل ....  ، اعترفت بصوت مسموع مقهور مليئ بالدموع  " ملك ل نرمين هانم سيده القصر "

.....................................................

" الرجال لا تبكِ ايها القوي  ، اين هي قوتك ، ألا اطعمك اللبن يوميا "

قالتها سلسبيل تحاول المزاح ولكن هيهات  ، صهيب لم يقرر الانتهاء من البكاء و التمسك بملابسها التي تجعدت تحت يده

" لا  ، سأذهب معكي ، سأذهب معكي "

تنهدت ثم امسكت بكف يده الصغيره تقبلها و عيناها تصارع الدموع

" ساشتاق لك كثيرا ايها الصبي الجميل  ، ولكن لا تقلق  ، لقد عينت آمال كمراقبه لك ، سوف تخبرني بكل ما تفعله ولا تفعله ، لذا اذا رميت الطعام بالحديقه وافسدت وجبتك كما تفعل معي  ، صدقني سأعرف و سأبكي كثيرا وحدي علي فعلتك "

فشلت في مصارعه الدموع وهبطت علي خديها وهي تحتضن جسد صهيب الصغير ثم اكملت

" لذا كل طعامك جيدا عزيزي ، حتي لا ابكي بسببك ، فلقد اخذت من الدموع نصيبي و اكثر بكثير  "
قبلته علي رأسه طويلا قبل ان تري امامها حذاء بني لامع وهي تنظر للاسفل  ، رغم ضباب الرؤيه بسبب دموعها ألا انها استطاعت ان تعرف من يقف امامها الان دون الحاجه لرفع رأسها والنظر إلي وجهه
لم تراه طوال اليوم منذ ما حدث بينهم البارحه  ، و طوال للليل لم تستطع النوم و عند بزوغ الفجر اول ما فعلته هو جمع ملابسها واشيائها ختي تكون جاهزه للذهاب اليوم  ، لن تنتظر للغد حتي ترحل  ، ليس عليها ان تذهب ساعه ذهابهم للقصر تماما  ، سترحل اليوم  ، و ليقضوا ليلتهم معا كأسره رائعه الليله وحدهم  ، فهذه المره ، لم تذهب من بيته بنفسها  ، هو من حثها علي الذهاب

" افضل هذا ايضا " جمله من ثلاث كلمات قالها أمس استطاعت من خلالهم ان تعلم مكانتها في حياه هذا السلطان الرائع  .

" اظافرك اخترقت لحم يدك صدقيني "

انتفضت و عادت لوعيها علي صوته ، اخذت بعض اللحظات وهي تنظر له حتي تفهم ما يقوله ثم نظرت لكفيها المنقبضه  ، افكارها جعلتها تخدش كف يديها بأظافرها تكاد تدميها .
ارخت اعصابها و عادت تنظر له ثم انزلت صهيب من رجليها ووقفت بشموخ ، تقدمت منه حتي اصبحت امامه تنظر له بكل ثبات ، لوجهه الحاد و نظراته التي تشملها ، تعلم انه الآن يحاول ان يتسائل عن شعورها وهي ذاهبه للأبد  ، يتسائل بنظراته المتردده التي بدأت بالظهور عليه مؤخرا  ، منذ ان ظهر لها في بيت الشاطئ هذا و هي تراه متوترا حين ينظر إليها  ، ربما لأنه بدأ يراها مصدر تهديد لحياته الهادئه التي علي وشك ان يبتديها مع زوجته  ، حسنا  ، له هذا ،
ستثبت له ان سلسبيل لم ولن تكون في حياه احدهم دون الحاجه إليها .

السلطان و هي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن