نظرت للغرفه الخاليه من اشيائها و التي احبتها كثيرا طوال فتره مكوثها في هذا البيت ، تنهدت بحزن وهي تضغط علي الحقيبه الممتلئه محاوله اغلاقها
ليس البيت او الغرفه ما ستشتاق لهم ، و إنما الصغير هو الذي يشغل بالها كثيرا ، صهيب اصبح جزء منها ، تشعر نحوه الآن كما تشعر الام التي يفصلوها عن ابنها ، ولكن لكل طريق نهايه ، و لكل وظيفه ورقه استقاله ايضا
ابتسمت ساخره وهي مازالت تجادل نفسها ، وظيفه ! ، اي وظيفه هذه التي تجعل من الفتاه عاشقه لشخصان لا الكبير لها ولا الصغير لها ، هما الاثنان ملك ل .... ، اعترفت بصوت مسموع مقهور مليئ بالدموع " ملك ل نرمين هانم سيده القصر ".....................................................
" الرجال لا تبكِ ايها القوي ، اين هي قوتك ، ألا اطعمك اللبن يوميا "
قالتها سلسبيل تحاول المزاح ولكن هيهات ، صهيب لم يقرر الانتهاء من البكاء و التمسك بملابسها التي تجعدت تحت يده
" لا ، سأذهب معكي ، سأذهب معكي "
تنهدت ثم امسكت بكف يده الصغيره تقبلها و عيناها تصارع الدموع
" ساشتاق لك كثيرا ايها الصبي الجميل ، ولكن لا تقلق ، لقد عينت آمال كمراقبه لك ، سوف تخبرني بكل ما تفعله ولا تفعله ، لذا اذا رميت الطعام بالحديقه وافسدت وجبتك كما تفعل معي ، صدقني سأعرف و سأبكي كثيرا وحدي علي فعلتك "
فشلت في مصارعه الدموع وهبطت علي خديها وهي تحتضن جسد صهيب الصغير ثم اكملت
" لذا كل طعامك جيدا عزيزي ، حتي لا ابكي بسببك ، فلقد اخذت من الدموع نصيبي و اكثر بكثير "
قبلته علي رأسه طويلا قبل ان تري امامها حذاء بني لامع وهي تنظر للاسفل ، رغم ضباب الرؤيه بسبب دموعها ألا انها استطاعت ان تعرف من يقف امامها الان دون الحاجه لرفع رأسها والنظر إلي وجهه
لم تراه طوال اليوم منذ ما حدث بينهم البارحه ، و طوال للليل لم تستطع النوم و عند بزوغ الفجر اول ما فعلته هو جمع ملابسها واشيائها ختي تكون جاهزه للذهاب اليوم ، لن تنتظر للغد حتي ترحل ، ليس عليها ان تذهب ساعه ذهابهم للقصر تماما ، سترحل اليوم ، و ليقضوا ليلتهم معا كأسره رائعه الليله وحدهم ، فهذه المره ، لم تذهب من بيته بنفسها ، هو من حثها علي الذهاب" افضل هذا ايضا " جمله من ثلاث كلمات قالها أمس استطاعت من خلالهم ان تعلم مكانتها في حياه هذا السلطان الرائع .
" اظافرك اخترقت لحم يدك صدقيني "
انتفضت و عادت لوعيها علي صوته ، اخذت بعض اللحظات وهي تنظر له حتي تفهم ما يقوله ثم نظرت لكفيها المنقبضه ، افكارها جعلتها تخدش كف يديها بأظافرها تكاد تدميها .
ارخت اعصابها و عادت تنظر له ثم انزلت صهيب من رجليها ووقفت بشموخ ، تقدمت منه حتي اصبحت امامه تنظر له بكل ثبات ، لوجهه الحاد و نظراته التي تشملها ، تعلم انه الآن يحاول ان يتسائل عن شعورها وهي ذاهبه للأبد ، يتسائل بنظراته المتردده التي بدأت بالظهور عليه مؤخرا ، منذ ان ظهر لها في بيت الشاطئ هذا و هي تراه متوترا حين ينظر إليها ، ربما لأنه بدأ يراها مصدر تهديد لحياته الهادئه التي علي وشك ان يبتديها مع زوجته ، حسنا ، له هذا ،
ستثبت له ان سلسبيل لم ولن تكون في حياه احدهم دون الحاجه إليها .
أنت تقرأ
السلطان و هي
Romanceهل جربتم شعور الصدمه القاتله !! هكذا كان شعور سلسبيل حين قابلت سلطان البلاد بصفتها مربيه ابنه الجديده .. لم تشعر هكذا بسبب وسامته الطاغيه او سلطانه و ثراؤه الفاحش او حتي بسبب نظراته الساخره إليها و إنما ما سبب لها اهتزاز كيانها و سقوط فكها منصدمه...