من انت؟

6K 233 16
                                    

فتحت عيونها علي مصراعيها ووقفت في صدمه مما سمعت ، لقد تعرف عليها، هو يذكرها!
اخرجت نفسا عميقا حين اكتشفت انها طوال هذه اللحظه كاتمه علي انفاسها بسبب قربه الشديد هذا

" انت تعرفت علي، انت تذكرني هارون؟"
كادت ان تبكي من عمق مشاعرها المتضاربه ، هي لا تعلم ماذا تفعل، اتحتضنه و تبكي فرحه كما كانت تفعل قديما ام تسأله عن احواله برسميه بحته و تكتم فضولها بداخلها ام ماذا

ستجن، متي اصبح هذا الرجل هكذا و لما تركها و ذهب، ما يحزنها انها لا تثق بمن امامها الان، فمن امامها هو سلطان يهابه الجميع وهي اولهم

"بالطبع اعرفك يا صغيره ، ام اناديكي بالمربيه سلسبيل الان" قال هارون هازئا بعد ان ابعد وجهه عنها و استدار معطيها ظهره ثم التفت اليها نصف التفاته كأنه يريد قول شئ ثم تراجع

"لن اسألك كيف تشعرين الان حيث اري انكي بخير تماما ، لذا ان اردتي يمكنك بدأ عملك اليوم ، سيأتي جعفر كي يعرفك علي صهيب"

" صهيب" رددت سلسبيل كالبلهاء

" صهيب ، ابني، والان اذا استعدتي وعيك و صحتك يمكنكي بدأ العمل"

اللعنه ، ماذا يقول هذا ارجل اي عمل و اي ابن و اي صحه يتحدث عنها
الن يسألني عن حالي ، الن يوضح سبب ذهابه عني منذ سنوات ، الا يتفاجأ حتي برؤيتي
لقد تركني مراهقه صغيره في الخامسه عشر والان امامه كمربيه لابنه و انا في الاثنان والعشرون اعيش في بلده غير التي ترعرعت و تعرفت عليه بها
الن يقول لي حتي كيف كانت حياتك من بعدي؟

لم تستطع قدماها حملها أكثر من ذلك فاقتربت الي اقرب كرسي عريض مبطن بالفرو من الواضح انه مخصص لاي ضيوف في غرفته ربما الاناث منهم
ارتمت علي الكرسي غير شاعره بما يحدث لها قالت بصوت منخفض حزين ناظره للارض المغطاه بسجاد وثير

"هارون ماذا تفعل، ألست مسرور لرؤيتي ، ألن تسألني كيف نجوت بعدما تركتني ، او حتي كيف حالك"

نظر لها هارون من فوق رأسها، لاحظت انه ابتلع ريقه كأنه يعاني من غصه ثم نظر الي النافذه شاردا بها للحظات و عاد بنظره اليها مره اخره
انتظرته مترقبه ما يقوله تدعو ان يكون كل هذا مجرد مزحه ما
" هارون بك او جلاله السلطان ، غير ذلك لا يسمح لكي بأي لقب آخر لمحادثتي يا فتاه"

نظرت له طويلا ثم بدأت تفكر، انها تشفق علي كل من تعرض لها وهي صغيره، فهذا الوجه المخيف و هذه النظرات القاتله لم يأخذ نصيبه منها في السابق الا كل من ضايقها، كان يتحول للاسد الغاضب حين تأتي إليه باكيه او شاكيه من احدهم،

و الان و بعد ان دار الزمن ، تنال الان نصيبها من شر هذا الرجل و من حدته و سخريته، حقا تعترف انها اشتاقت لحنانه و دلاله
لا تستطيع ان تتقبل هارون هذا، اين هارون خاصتها؟، الان هي تريده و بشده كي ينقذها من هارون بك او نقول جلاله السلطان؟! فكرت بسخريه

السلطان و هي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن