عشره دقائق علي الاقل مرت علي خروج هارون من الغرفه وهي واقفه تحدق في الفراغ و شفتيها منفرجتين كما هما
هارون قبلها !!
رفعت اصابع يدها تتحسس شفتيها ثم هبطت علي المقعد وراؤها لا تستطيع الوقوف اكثر من ذلك
هارون و لطافته ثم كلمات الغزل الذي تلمحها في كلامه بعض الاوقات و لم تهتم ، والان قبلته!!جرت جسدها حتي وصلت للسرير ارتمت عليه و كورت جسدها حولها كالجنين ثم اغمضت عينيها و نامت في سلام فقد وعدت نفسها وعد واحداً فقط قبل ان تدخل في عالم الاحلام ، هي حتما و ابدا لن تفكر في هذه القُبله مطلقا ، وكأنها لم تحدث ، و كأنه لم يسرق قلبها للتو !!
................................................
قررت إعداد الإفطار للصبي بنفسها هذه المره ، فهي منذ أن استيقظت لا تستطيع التركيز جيدا فقررت أشغال نفسها بأي شئ ، لعب صهيب أثناء تناول الإفطار و ظلت تضحك معه و تمزح معه طوال الوقت
" سلسبيل ، أين أُمكِ" سأل الصبي بطريقته المتلعثمه فهو حتي الآن يخطأ في بعض الأحرف
صمتت سلسبيل للحظات فضول الطفل عن والدتها فاجأها
" والدتي صعدت الي السماء منذ زمن يا صغيري ، كانت تعتني بي جيدا وانا في عمرك"
قال الطفل " و هل امي في السماء أيضاً ، فأنا لا أراها الآن "
صمتت سلسبيل مره اخري ، لا تدري بماذا تجيب فهي بالفعل لا تعلم أين والدته و كيف ذهبت؟
" ستعود قريبا يا صهيب ، و الآن اكمل كوب العصير و إلا سآكلك انا أيها الشقي "
" ليتني صهيب " التفتت سلسبيل علي الصوت فرأت اكرم يقترب منهم و دخل غرفه الصبي قبله و داعبه قليلا ثم التفت لها قائلا
" مرحبا ايتها الجميله ، ثوبك رائع هذا النهار"
احمر خديها و نظرت لثوبها فهي ترتدي فستان ابيض من الشيفون منفوش من الخصر حتي الركبتين و به ورود صغيره ذات لون وردي حول الخصر
" شكرا لك اكرم بك ، و انا تعجبني بذلتك ايضا ، هل انت ذاهب في مناسبه ما"
ابتسم أكرم ابتسامته الشقيه المعهوده ثم نظر لساعته الذهبيه وقال
" نعم و جأت لاخذك معي بالفعل "
تفاجأت سلسبيل ووقفت من جانب الصبي ثم قالت
" الي اين ، انا لست جاهزه لأي مناسبه اكرم بك "
تنهد اكرم وقال " اهدئي انها رحله نهاريه علي مركب سيبحر من الميناء الشماليه الي عرض البحر ثم سنرسي في جزيره بالجوار نتناول الغداء و سيكون هناك حفله شبابيه علي ساحل الجزيره ستعجبك"
"سلسبيل لا يناسبها حفلات كهذه اكرم "
التفتت سلسبيل لهارون الذي ظهر من وراء اكرم، مجرد ان رأته صعد اللون الاحمر الي وجهها و عينيها الخضراوتان اصبحتا تلمعان من الخجل فذكري البارحه لم تبارحها قط
أنت تقرأ
السلطان و هي
Romanceهل جربتم شعور الصدمه القاتله !! هكذا كان شعور سلسبيل حين قابلت سلطان البلاد بصفتها مربيه ابنه الجديده .. لم تشعر هكذا بسبب وسامته الطاغيه او سلطانه و ثراؤه الفاحش او حتي بسبب نظراته الساخره إليها و إنما ما سبب لها اهتزاز كيانها و سقوط فكها منصدمه...