ابتلعت سلسبيل ريقها ببطئ ، الغصه هذه المره شديده وتكاد تخنقها ، منذ ان اخبرها بحقيقه زواجه تعلم ان لا أمل بينهما ، و لكن يكفيها حزنا و ازعاجا ، هل عاد إلي زوجته ؟ ، هذا ما تتسائل عنه الآن.
حينما طولت في وقفتها ونظرتها البلهاء ، اخذ هارون الحركه الأولي و ترك شعر سلسبيل ثم التفت عائدا إلي الاريكه قائلا و هو يناظرها كأنه يدرس ردود افعالها إتجاه كلامه
" نرمين تريد التعرف بصهيب "
صمت قليلا و هو ينظر لها و هي كما كانت تستمع ساكنه لا يظهر عليها سوي اعين لامعه تبذل مجهودا حتي لا تنفجر
اكمل هارون بعد ان تأكد بانها لن تعطي اي رد
" هي ستعود للعيش في القصر مره اخري ، و لأن صهيب لن تطول مدته هنا في منزل الشاطئ فهي تريد ان تتعرف عليه جيدا قبل ان يقيم معها في القصر حتي يعتاد عليها الصبي "
اقتربت سلسبيل منه تقف امامه و يدها تطبق علي صدرها قائله باعين واسعه و وجه غاضب
" كيف يعود صهيب للقصر قريبا، أليس من المفترض ان تحميه من أعمامه، كيف يكون آمنا في القصر الكبير الممتلئ بالخدم والموظفون والامن و غيرهم "
رفع هارون وجهه ينظر لها و لوجهها الاحمر ثم قال بهدوء
" وهل تظنين ان شهرا كاملا مر عليّ و علي الشرطه دون ان نثبت جرائم إخوتي ، التحقيق في نهايته و الشرطه بالفعل محتفظه بجلال منذ يومين و سيتم الانتهاء من كل اعوانه قريبا جدا "
اعتدلت سلسبيل في وقفتها و فكت ذراعيها عن بعضهما ببطئ و هي تنظر له ثم استعابت كلامه و قالت بحماس ظاهر
" هل تعني ان صهيب الآن في امان ، يا إلهي لما لم تخبرني قبلا ، هذا اسعد شيئ سمعته منذ فتره طويله "
نظر لها هارون طويلا لا يتحدث ، ثم اخذ نفسا عميقا ووقف و اقترب منها وهو يقول
" كان وقتا صعبا عليّ كي اجد جلال و أاتي بالشهود من مختلف الاماكن فالمده التي مرت علي الجريمه ليست قصيره غير ان أبي تعب قليلا و انشغلت به هو الأخر "
ظهر الحزن علي ملامح سلسبيل و دون ان تشعر امتدت يدها تمسك بكف هارون وهي تقول له مواسيه
" بالطبع شيئ صعب عليه ان يكون قاتل زوجه ابنه و من يريد قتل حفيده هو ابنه ، هل هو بخير الآن "
نظر لها هارون ثم هبطت نظراته إلي ايديهما المتشابكه فأفاقت سلسبيل لنفسها و همت بسحب يديها بسرعه و لكن هارون لم يسمح لها فقد شد علي يدها فارتمي جسدها للامام حتي اصبحت امام وجهه مباشره ، ظلت ترمش بتوتر و محاولتها لفك يدها عنه مازالت فاشله
" اهدئي ، لم كل هذا التوتر "
ردت سلسبيل سريعا
" لست متوتره ، فقط متعبه اريد النوم والراحه "
أنت تقرأ
السلطان و هي
Romanceهل جربتم شعور الصدمه القاتله !! هكذا كان شعور سلسبيل حين قابلت سلطان البلاد بصفتها مربيه ابنه الجديده .. لم تشعر هكذا بسبب وسامته الطاغيه او سلطانه و ثراؤه الفاحش او حتي بسبب نظراته الساخره إليها و إنما ما سبب لها اهتزاز كيانها و سقوط فكها منصدمه...