تأكدت من تناول الصبي للعشاء وذهابه للفراش ، ثم اخذت نفسا عميقا قبل ان تهبط للدرج و يديها تجعد فستانها الابيض كما تفعل كلما توترت .
جاءت لها امال بعد ساعه من مقابلتها لنرمين تقول لها ان العشاء سيجهز بعد ساعه ونصف و السلطان يريدها علي الطاوله .
خفها بسيط لا يصدر صوتا و هي تهبط الدرج و لكن الاصوات المسموعه كانت في غرفه الاستقبال المقابله لغرفه الطعام ، لم تهتم سلسلبيل ووصلت للطاوله وجلست وحدها لا تريد التصنت ، ولكن اللعنه صوت نرمين عالي جدا ، تراجعت برأسها للوراء فاستطاعت رؤيه هارون جالس علي الكرسي الواسع يضع قدم فوق الاخري و نرمين تقف امامه منفعله تهذي بكلام لا تستطيع سلسبيل فهمه ، كل ما التقطته اذنيها هو بعض الكلمات مثل الاوراق اللعينه ، لن تستطيع ، و سأثير الفضيحه .
ماذا يحدث ، هل نرمين تهدد هارون بشيء ، رفعت نظرها لهم ثانيه فوجدت نرمين تضع بعض الاوراق داخل حقيبتها ، فقررت ان تكتفي بهذا الحد من التجسس
و قبل ان تعود برأسها ثانيه لمحت هارون ينظر لها فالتفتت للطاوله بسرعه و ظبطت مكان المقعد جيدا ، تعلم انه رأاها تتجسس عليهم ، اللعنه .
بعد ثوانٍ قليله اتوا و جلس هارون في مكانه يترأس الطاوله و قبل ان تجلس نرمين قالت
" ماذا تفعلين هنا ، هل ستأكلين معنا "
قبل ان ترد جاوب هارون بعصبيه
" بالطبع ستأكل معنا و آمال ايضا ، هذا مكانهم و بيتهم منذ مده ، نحن المتطفلون الآن "
لم تهتم سلسبيل كثيرا للأمر فإذا تم ازعاجها فمرحبا بترك المنزل ، في الحقيقه تشعر انها تريد اي عذر لترك هارون وحياته و كل ما يخصه الان ، يا إلهي اهي يائسه لهذه الدرجه !
تنهدت سلسبيل ثم فاقت علي نكز امال لها اسفل الطاوله فنظرت لها باستغراب ، اشارت لها آمال بعينها الي الطعام ، نظرت سلسبيل لطعامها ثم شهقت
" انا .. انا اسفه لقد شردت قليلا " قالت وهي تخفي وجهها عن انظار هارون المبتسم و نرمين التي تقززت و تركت ملعقتها
قال هارون و هو يكمل تناول الطعام
" لا عليكي وانا صغير كنت احب تناول عصير البرتقال مغمس بالخبز المالح ، ولكن بالمكرونه سلسبيل ؟ لا اعلم ، هل الطعم جيد ؟ "
قهقه هارون وامال و حتي نرمين لم تستطع الصمت فقالت ضاحكه
" يا الهي ، كيف ترعين طفل صغير ، انتي بحاجه لمن يرعاكِ يا فتاه "
احمر وجهها غيظا منهم جميعا ، ثم تركت الطعام و قالت
" عن اذنكما " و ركضت للاعلي سريعا...............................................
غبيه ، غبيه غبيه
ظلت سلسبيل تردد وهي ترطم رأسها بالوساده ، سببت لنفسها السخريه والجوع
أنت تقرأ
السلطان و هي
Romanceهل جربتم شعور الصدمه القاتله !! هكذا كان شعور سلسبيل حين قابلت سلطان البلاد بصفتها مربيه ابنه الجديده .. لم تشعر هكذا بسبب وسامته الطاغيه او سلطانه و ثراؤه الفاحش او حتي بسبب نظراته الساخره إليها و إنما ما سبب لها اهتزاز كيانها و سقوط فكها منصدمه...