استيقظت علي صوت عمال الارصف و تكسير الطرق المحيطه بالمنطقه فيبدو ان الطرق يتم تجديدها تجهيزا للمناسبه التي تعشقها وهي عيد الربيع ، كم تحب هذا اليوم فلا شك ان بلادها هي افضل من يحتفل بهكذا مناسبه ، دائما ما تُجدد الارصف و تُلون الحوائط و تعم الاراضي و الشوارع بألوان ازهار الربيع و يخرج جميع العازفون في الشوارع يلقوا اجمل وارقي النغمات طوال النهار والليل و اكثر ما يعجبها هي اوراق الزينه التي تُقص علي شكل ازهار و تُعلق في كل مكان ، و بالتأكيد يخرج السلطان وعائلته بعربه العائله و يلقوا التحيه علي سكان البلده و يتم توزيع التبرعات لمن يستحق فهذه عاده سنويه لسكان القصر .
تنهدت سلسبيل و هي تنظر من نافذه كوخها ثم التفتت تكمل تنظيف المنزل، فمنذ عودتها للمنزل لم تهتم بتنظيفه، ثلاثه اسابيع مروا منذ ان تركت القصر ، لا تريد تذكر هذا اليوم
لم تصدق انه تركها تذهب بهذه السهوله، هي ارادت ذلك و لكنها توقعت ان يعارضها، يمنعها و لو مجرد المحاوله و لكن لا ، فقد طلب من جعفر تجهيز العربه لذهابها و بعث لها بآمال لمساعدتها في تجهيز حقائبها ،الا الآن تتذكر اخر ما قاله لها
" اذا رأيتني و لو صدفه اديري ظهرك لي سلسبيل ، اخشي ان اتذكر وقاحتك و اصفعك الصفعه التي اريد فعلها الآن ، فقط اديري ظهرك و اركضي".............................................................
قهقهت ناديه لابنتها التي تحاول وضع احمر الشفاه لسلسبيل و فشلت
" اصمتي ناديه، ابنتك بدأت تتحسن "
ثم التفتت سلسبيل للفتاه قائله" انتي جيده لوجين و ستكونين افضل فنانه تجميل لعرائس البلده عندما تكبرين"
قالت الفتاه " اصمتي انتي ايضا سلسبيل ولا تحركي فمك، لا استطيع وضع احمر الشفاه وانتي تثرثرين هكذا"
ذمت سلسبيل شفتيها المكتنزه ثم نهضت مدعيه الغضب من الطفله والتفتت لناديه قائله
" ماذا فعلتي بالفتاه ناديه ، ابنتك كانت مهذبه حين تركتها انا "
قهقهت ناديه ثانيه و نهضت و اخذت حقيبتها متجهه ناحيه الباب ثم قالت لسلسبيل
" انا ذاهبه الان ، اعلم ان لوجين شقيه ولكن ارجوكي سلسبيل حاولي احتمالها ليومين فقط ، ادعي لي بأن انجح هذه المره"
ردت سلسبيل " بالتأكيد ستنجحين حبيبتي ، كتابك هذه المره رائع والسرد فوق الرائع لا تقلقي ناديه انا واثقه ان المسابقه هذه المره في صالحك"
...............................................
بعد ذهاب ناديه ، اقترحت سلسبيل علي الطفله بالخروج قليلا ومشاهده الشوارع و العمال القائمين علي التعديلات و الاستماع للعازفون
اشترت الشيكولاته للوجين ولها و جلسوا بالحديقه العامه وسط البلده، لعبت مع الفتاه لبعض الوقت ثم تركتها تلعب بعروستها و تاكل الشيكولاته و هي استندت بظهرها علي شجره عريضه و ضخمه و حولها العديد من الزهور و النجيله الخضراء
فاقت من روايتها علي اصوات تصفير و قهقه و حركات الناس السريعه ف الشوارع ، نهضت و التفتت لتري لما كل هذه الجلبه
رأت عربه عائله السلطان و الاحصنه الملكيه تجرها ، و في الامام رأته ، السلطان ، هارون، يقف بداخل العربه و يرفع يده سلاماً للمواطنين و يهدي بعض الاطفال الزهور و رجاله من حوله يوزعون التبرعات لبعض المحتاجين.وهي تراه هكذا علمت سلسلبيل شيئا ، لقد اشتاقت له ، لا تعلم لما فرحت عند رؤيته هكذا
التفتت للوجين رأتها ملتهيه في اللعب فتقدمت للامام متسلله حتي وصلت لتجمع الناس و رأته من قريب ، يا إلهي لقد اشتاقت له بالفعل ، ابتسامته للمواطنين ذكرتها و هو يبتسم لها ،
ثم تصلبت مره واحده عند تذكرها كلامه ، لقد حذرها من رؤيته لها ، سوف يصفعها ان رآها امامه، قامت بالتخفي بين الناس جيدا حتي لا يراها،
نزل هارون من العربه و قبل بعض العجائز الذين يدعون له و وزع بنفسه بعض التبرعات و حمل بعض الاطفال و قبلهم سريعا و حين التفت للصعود للعربه مره اخري رأت احدهم يحمل سلاحا ناريا و رفعه ليضرب به الرصاص، نظرت سلسبيل للرجل و للسلاح ثم نظرت لهارون ، يا إلهي هارون ،وبدون اضاعه للوقت او التفكير ركضت سلسبيل تخترق الناس حتي وصلت لهارون صرخت قائله وهي تدفعه بجانب العربه و تحتضنه بشده تريد تلقي الطلقه مكانه
" هارون لا "
اغمضت عيناها بشده و كل ما سمعته هو إطلاق الرصاصه لكن لا تشعر بأي ألم، ماذا حدث ! كل ما شعرت به أشياء كثير تُلقي عليها و تستقر علي شعرها و ملابسهارفعت رأسها ببطئ فتلاقت عيناها بعيون هارون السوداء و رائحه العود الصادره منه تلفح انفها
رأته ينظر لها بهدوء مكشر جبينه ، ارتدت قليلا عنه ونظرت حولها وجدت الناس جميعهم هادئين ينظرون اليها مستفهمين ، ثم نظرت حولها رأت الزهور تملأ الارض ، رفعت يديها الي شعرها وجدت بعض الزهور الصغيره عالقه بشعرها و بقبعه هارون و ملابسهم
لا يا إلهي لا، لايمكن ان يكون ما اراه صحيحا و لكي تأكد شكوكها رفعت رأسها لفوق ووجدت ما ألجم لسانها ، البالون الكبير المعلق تم فرقعته و انفجرت الزهور بكل مكان ، لقد ... لقد كانت طلقه الاحتفال لا اكثر !
أنت تقرأ
السلطان و هي
Romanceهل جربتم شعور الصدمه القاتله !! هكذا كان شعور سلسبيل حين قابلت سلطان البلاد بصفتها مربيه ابنه الجديده .. لم تشعر هكذا بسبب وسامته الطاغيه او سلطانه و ثراؤه الفاحش او حتي بسبب نظراته الساخره إليها و إنما ما سبب لها اهتزاز كيانها و سقوط فكها منصدمه...