ظلت شهقاتها الخفيفه مستمره مده من الوقت و حين هدأت فتحت عينيها ثم وعت لنفسها ، هي بأحضانه ، رفعت رأسها سريعا و بنفس السرعه رفعت كفيها علي صدره مرتده للوراء تنظر له بأعين منتفخه واسعه و خجله ، قالت بعد ان رأته ينظر لها بابتسامه هادئه دون حديث
" لا تكرر فعلتك تلك مره اخري ، و إلا .. "
ثم صمتت دون ان تُكمل ، فضحك قائلا
" وإلا ماذا ايتها الفأره الخجوله "
جعدت سلسبيل جبينها لا يعجبها سخريته ثم تحولت ملامح وجهها بخبث قائله بصوت مائع انثوي دون ان تدرك
" وإلا سأشكيك إلي نرمين هانم هارون بك "
ضحك بصوت أعلي قليلا ثم قال و هو يحاول ان يكتم ضحكته التي سحرتها للغايه
" يا إلهي سلسبيل عقابك لذيذ مثلك ، اشكو لها إذن انا سأنتظر ، ربما سأفعل لاحقا ما يجعل الشكوي تستحق "
انهي جملته ناظرا لها بخبث و ابتسامته لم تفارق شفتيه ، ابتلعت ريقها بصعوبه ثم التفتت معطيه له ظهرها و ركضت خارجه من الغرفه للسلم ومنه لغرفتها ، اغلقت الباب و جلست علي السرير ، ابتسم في البدايه عند تذكرها احتضانه لها ، ثم كشرت حين وضحت لها الرؤيه من جديد
" ليس من حقه ، ليس من حقه حتي التفكير بي بأي صفه غير مربيه ابنه اخيه "
ذكرت سلسبيل نفسها بما قد نسته حين استنشقت رائحه هارون وانعمت بدفئه لثوان معدوده ، ثم اخذها النوم لعالم آخر .
.............................................................
لم تراه طوال اليوم منذ ان استيقظت ، ظنت انه سيكون في المنزل حتي و لو لوقت الغداء ، ولكنها وجدت نفسها تأكل مع صهيب وآمال فقط كالعاده
" أنستي ، جمال بك اتصل مؤخرا واخبرني ان هارون بك سيأتي في العاشره مساء و لا ضروره للانتظار او الاستقبال "
قالت آمال وهي تلتهم قطعه من الديك الرومي المحشو بالخضروات .
تعلم سلسبيل جيدا انه اذا تم الاعلام بميعاد مجيئ السلطان يجب ان يصطف كل من في المنزل لاستقباله ، و لكنه اخبر لجمال بك بعدم فعل ذلك ، تستعجب سلسبيل فهي حين كانت بالقصر يكون الجميع في الانتظار كما لو ان السلطان يأتي للمكان لأول مره و ليس يوميا
نفضت عن أفكارها و اكملت اطعام الصبي و هي تقبله مبتسمه .........................................
" قلت لكي اذا اخبرتك عن مكاني سأكون مضطره لقتلك "
قالت سلسبيل لصديقتها و هي تضحك عاليا ، وازدادت في ضحكها و هي تستمع لناديه و ما تقوله
" موافقه ، اقسم لكي انا موافقه علي قتلي ولكن لا استطيع السيطره علي فضولي اكثر من ذلك ، انتي في مكان غير معروف منذ اكثر من الشهر كيف تفعلين بي هذا "
أنت تقرأ
السلطان و هي
Romanceهل جربتم شعور الصدمه القاتله !! هكذا كان شعور سلسبيل حين قابلت سلطان البلاد بصفتها مربيه ابنه الجديده .. لم تشعر هكذا بسبب وسامته الطاغيه او سلطانه و ثراؤه الفاحش او حتي بسبب نظراته الساخره إليها و إنما ما سبب لها اهتزاز كيانها و سقوط فكها منصدمه...