فاقت و وجدت نفسها فوق اريكه عريضه و مريحه ، هارون يجلس بالكرسي الكبير أمامها ينظر إليها فقط
تسائلت " ماذا حدث"
هارون بهدوء ومازال ينظر لها بعمق" اغشي عليكي"
انتفضت جالسه فجأه ، لقد تذكرت ، والديها ؟!ادمعت عينيها بحرقه و رفعت نظرها لهارون تسأله في صمت، هو بالتأكيد يفهم ما تقوله عينيها
وهارون كما هو هادئ ينظر لها بتركيز لا يتحدث ، ثم وجدته يأخذ نفسا عميقا و يفرك وجهه بيده و يقف قائلا
" هل انتي بخير!"
قالت بهدوء مثله " هل قُتل والداي؟" ثم رفعت نظرها له و قالت " اجبني ، هل قُتلا؟"
لم يجيب، لاحظت عليه التوتر فقط، لاول مره يتوتر هكذا ، بالتأكيد والديها لم يتوفيا غرقاً كما قيل لها.
لم تدرك انها تبكي و ان صوت بكائها ارتفع ليسمع القصر ومن فيه
ارتمت من الاريكه إلي الارض تمسك بقدم هارون تتوسله" اتوسل إليك هارون ، انا لم أسألك سابقا لانك اخبرتني طوال حياتي انهما غرقا في رحله الصيد الاخيره لهما ، اجبني ارجوك "
لم تهتم سلسبيل بمظهرها و سقوطها تحت اقدام هارون تتوسله ان يؤكد لها إن قُتل والديها كما تتخيل الان ام انهما غُرقا كما تعلم كل البلده .
نظر هارون لسلسبيل القابعه في الارض منهاره لا تقوي علي الوقوف ، للمره الاولي يراها هكذا ، رأت في عينيه نظرات الشفقه و الحزن عليها،
ولكنها تريد اكثر من ذلك ، تريد اعتراف ، ان يريحها احدهم ، أليس اقل حقوقها معرفه كيف مات والديها!.فاقت علي ذراع هارون تحملها و هي مازالت تجهش بالبكاء ، صعد بها الي غرفتها و اغلق الباب بقدمه ثم وضعها علي السرير ببطئ ونظر لها مطولا وهي تبادله نظرات مجهده
" ارتاحي قليلا سلسبيل ، انتي بالكاد تقوين علي الكلام ، و لنا حديث بعد استيقاظك ، نامي الان صغيرتي"
لم تستطيع استماع بقيه هدهدته الخافته لها فهي ف اقل من ثلاث دقائق كانت تغوص في سبات عميق تحلم بإبتسامه ابيها الهادئه و صوت امها العذب التي كانت تدندن لها به حتي تنام.
...............................................
في الصباح استيقظت علي ضربات الباب ، اعتدلت علي السرير و سمحت للطارق بالدخول، وجدتها الخادمه آمال وهي خادمه في عمر سلسبيل ودوده جدا و معها الافطار، شكرتها و قبل ان تخرج اخبرتها ان السلطان يريدها في جناحه الخاص عند العاشره.
.............................................
تمشت في طرقات الدور العلوي حتي وصلت للمدخل الخاص بجناح السلطان و الذي دخلته مره واحده فقط في اليوم الاول لها،
أنت تقرأ
السلطان و هي
Romanceهل جربتم شعور الصدمه القاتله !! هكذا كان شعور سلسبيل حين قابلت سلطان البلاد بصفتها مربيه ابنه الجديده .. لم تشعر هكذا بسبب وسامته الطاغيه او سلطانه و ثراؤه الفاحش او حتي بسبب نظراته الساخره إليها و إنما ما سبب لها اهتزاز كيانها و سقوط فكها منصدمه...