التفتت سريعاً ، ظلت تنظر له بعيونها الخضراء و اثار البكاء مازال ظاهر عليهما ، تنفست الصعداء قليلا ثم قالت له بصوت مكتوم ناسيه ان جسدها لا يغطيه سوا المنشفه
" لقد تأخرت ، الطفل نائم الآن فاذا سمحت اطلب فقط عربه تصلني الي البيت"
ظل هارون واقف امام الباب و ملامح من التعجب جليه عليه، تأملت عيونه السوداء و فمه الحاد المزموم قليلا ، كيف خدعني هكذا كيف؟
فاقت علي صوته القريب" ما بكـ، هل ضايقك احدهم هنا "
توقف عن الكلام ثم قال بعدها سريعا" هل تعرضت لكي لارين ، لا تهتمي بها هي دائما غاضبه و حاده"
اقتربت سلسبيل منه غاضبه و رفعت له رأسها ففرق الطول بينهما واضح ثم قالت بصوت هادئ ولكن مخيف
"فلتحترق لارين خاصتك في الجحيم ، هذه ستكون اول واخر زياره لي في القصر ، و لا تتردد علي منزلي مره اخري هارون بك "
صمتت قليلا ثم نظرت له من الاسفل للأعلي ثم اكملت
" و بدلا من اضاعه وقتك معي ، اجلب زوجتك للقصر واهتم بأسرتك قليلا فأنت زوج قبل ان تكون أب"
فك هارون ذراعيه عن بعضهما ثم ركز نظراته عليها، ابتعد قليلا و ادار لها ظهره، رأته يرجع شعره للوراء ثم ضرب بيديه علي الحائط عده مرات جعلت سلسبيل تنتفض لا اراديا ، إلتفت إليها ثانيه و اقترب قليلا ثم قال بهدوء يعكس ما بداخله من غضب
" لارين الثرثاره ، انتي لا تعلمين شيئا عني سلسبيل، حدث الكثير خلال سبع سنوات لا تعرفي عنهم شيئا"
اغمض عينيه و هو يفركهما ثم لمس كتفها وقال
" اجلسي قليلا، يمكننا التحدث"
وجدها تجفل ثم نظر ليديه التي تلمس كتفها العاري ، كأنه انتبه لما ترتدي الان ، فرك عنقه ثم قال
" سأنتظرك بالاسفل "
بعدما خرج ، جلست علي السرير سارحه، ما الذي لا تعرفه ، يكفي ما عرفته ، لم ينكر ان له زوجه حتي الآن ، فاقت علي دخول آمال للغرفه وبيدها الفستان اخذته منها ثم قالت لها
" آمال اطلبي من السائق تجهيز العربه "
حركت آمال رأسها و خرجت ، ارتدت الفستان سريعا و لم تصفف شعرها ، اخذت حقيبتها و ارتدت حذائها ثم خرجت ، تعمدت الخروج من الجانب الخلفي للقصر حتي لا يسمع هارون خطواتها في طرقات القصر بالاسفل ، وجدت السائق ينتظرها بالعربه ركبت سريعا و هي تملي السائق العنوان .
تماسكت سلسبيل لا تريد البكاء الآن ، لا تريد ان تسمعه ، ليس لديه ما يقوله لها...........................................................
" خمسه جنيهات سيدي"
اخذت سلسبيل المال من الرجل وهي سعيده ، لقد حصلت علي عمل في محل الزهور هذا بعد بحث اسبوع كاملا ، فقد بدأ مخزون طعامها ينتهي و كذلك المال ،
العمل كبائعه ورد مكسبه ليس بكثير و لكن بالنسبه لها افضل من رؤيه هارون كل يوم كمربيه لإبنه.
أنت تقرأ
السلطان و هي
Romanceهل جربتم شعور الصدمه القاتله !! هكذا كان شعور سلسبيل حين قابلت سلطان البلاد بصفتها مربيه ابنه الجديده .. لم تشعر هكذا بسبب وسامته الطاغيه او سلطانه و ثراؤه الفاحش او حتي بسبب نظراته الساخره إليها و إنما ما سبب لها اهتزاز كيانها و سقوط فكها منصدمه...