لقاء

4.2K 180 21
                                    

التفتت سريعاً ، ظلت تنظر له بعيونها الخضراء  و اثار البكاء مازال ظاهر عليهما ، تنفست الصعداء قليلا ثم قالت له بصوت مكتوم ناسيه ان جسدها لا يغطيه سوا المنشفه

" لقد تأخرت ، الطفل نائم الآن  فاذا سمحت اطلب فقط عربه تصلني الي البيت"

ظل هارون واقف امام الباب و ملامح من التعجب جليه عليه،  تأملت عيونه السوداء و فمه الحاد المزموم قليلا ، كيف خدعني هكذا كيف؟
فاقت علي صوته القريب

" ما بكـ،  هل ضايقك احدهم هنا "
توقف عن الكلام ثم قال بعدها سريعا

" هل تعرضت لكي لارين ، لا تهتمي بها هي دائما غاضبه و حاده"

اقتربت سلسبيل منه غاضبه و رفعت له رأسها ففرق الطول بينهما واضح ثم قالت بصوت هادئ ولكن مخيف

"فلتحترق لارين خاصتك في الجحيم ، هذه ستكون اول واخر زياره لي في القصر ، و لا تتردد علي منزلي مره اخري هارون بك "

صمتت قليلا ثم نظرت له من الاسفل للأعلي ثم اكملت

" و بدلا من اضاعه وقتك معي ، اجلب زوجتك للقصر واهتم بأسرتك قليلا فأنت زوج قبل ان تكون أب"

فك هارون ذراعيه عن بعضهما ثم ركز نظراته عليها، ابتعد قليلا و ادار لها ظهره، رأته يرجع شعره للوراء ثم ضرب بيديه علي الحائط عده مرات جعلت سلسبيل تنتفض لا اراديا ، إلتفت إليها ثانيه و اقترب قليلا ثم قال بهدوء يعكس ما بداخله من غضب

" لارين الثرثاره ، انتي لا تعلمين شيئا عني سلسبيل، حدث الكثير خلال سبع سنوات لا تعرفي عنهم شيئا"

اغمض عينيه و هو يفركهما ثم لمس كتفها وقال

" اجلسي قليلا، يمكننا التحدث"

وجدها تجفل ثم نظر ليديه التي تلمس كتفها العاري ،  كأنه انتبه لما ترتدي الان ، فرك عنقه ثم قال

" سأنتظرك بالاسفل "

بعدما خرج ، جلست علي السرير سارحه، ما الذي لا تعرفه ، يكفي ما عرفته ، لم ينكر ان له زوجه حتي الآن ، فاقت علي دخول آمال للغرفه وبيدها الفستان اخذته منها ثم قالت لها

" آمال اطلبي من السائق تجهيز العربه "

حركت آمال رأسها و خرجت ، ارتدت الفستان سريعا و لم تصفف شعرها ، اخذت حقيبتها و ارتدت حذائها ثم خرجت ، تعمدت الخروج من الجانب الخلفي للقصر حتي لا يسمع هارون خطواتها في طرقات القصر بالاسفل ، وجدت السائق ينتظرها بالعربه  ركبت سريعا و هي تملي السائق العنوان .
تماسكت سلسبيل لا تريد البكاء الآن ، لا تريد ان تسمعه ، ليس لديه ما يقوله لها.

..........................................................

" خمسه جنيهات سيدي"

اخذت سلسبيل المال من الرجل وهي سعيده ، لقد حصلت علي عمل في محل الزهور هذا بعد بحث اسبوع كاملا ، فقد بدأ مخزون طعامها ينتهي و كذلك المال ،
العمل كبائعه ورد مكسبه ليس بكثير و لكن بالنسبه لها افضل من رؤيه هارون كل يوم كمربيه لإبنه.

السلطان و هي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن