{14}-أمي

30.2K 1.1K 87
                                    

إستمتعوا بالفصل وعلقوا على الفقرات
Start

تجلس أمام قبر والدتها بوجه خالي من المشاعر وأعين تفيض قسوة تتلمس تراب قبر والدتها ساهمة بأفكارها وكلام آيرين يعيد نفسه في عقلها
"رأيتها عندما كنت محبوسة أقسم بذلك أبي لقد عانقتني و قبلتني وأيضا أخبرتني بأن أقول لك بأنها هنا ولم ينجحوا بتفريقها عنا لقد كانت جميلة جداً أختي متطابقة مع الصورة التي أريتني إياها لكن هناك جروح في وجهها تؤلمها، أمي لم تمت أختي لقد كانت تحتضنني وتغني لي كي أنام"

تأملت القبر أمامها بنظرات خاوية لتبدأ بالحديث مع نفسها
"هل من الممكن ذلك؟ هل أنتِ على قيد الحياة ماما؟ هل أنتِ تتنفسين مثلنا الآن؟ أم مجرد حلم أو خيال رأته آيرين؟ "،أربع ساعات كاملة قضتها أمام القبر تتساءل وتحادث نفسها
هل من المعقول أن والدتها الحبيبة حية ترزق؟ إن كانت كذلك ستكون أسعد فتاة في العالم
ببطء وهدوء إستقامت من مكانها تنفض التراب من ملابسها
إرتدت نظاراتها الشمسية ثم إلتفتت تمشي بكل هدوء تريد الذهاب و التأكد بنفسها
وأول مكان عليها تفقده هو مكان الحدث منزل الجبل.
.
.
.
عبست آيرين بطفولية تنظر لوالدها بأعين الجرو خاصتها
"ألا تصدقني بابي"،نبست بصوتها الطفولي بحزن ليبتسم بذبول يضمها لحضنه لتدفن رأسها الصغير في حضنه الدافئ الحنون
"أصدقك ملاكي الصغير أصدقك "،أجابها بخفوت لتقهقه بسعادة تتشبث به بذراعيها القصيرتين
"لقد قالت لي مامي بأن أخبرك بأن ملكتك ليا بإنتظارك دائمًا وواثقة بأنك ستنقذها "،أكملت آيرين حديثها بإبتسامة واسعة ليتصلب جسده من كلامها
ملكتك ليا
"ليا"،إسم الدلع الخاص بزوجته جوليا وهو الوحيد الذي يناديها به
تسارعت نبضات قلبه وبدأ شعور الأمل بالتسلل لقلبه، هل من الممكن أن تكون زوجته على قيد الحياة بعد فراق خمس سنوات وعذاب وجحيم لا يطاق
نظر لطفلته الصغيرة وسألها بلهفة خرجت رغما عنه
"آيرين أميرتي أخبريني بالتفصيل ،كيف رأيت والدتك وكيف عرفتها وماذا قالت لك"،قوست الصغيرة شفتيها تناظره بلطافة محاولة فهم مايقوله والدها
"بابي هل نسيت بهذه السهولة؟! المهم عندما كنت في ذلك المكان المظلم دخل أحد الأشرار ووضع أمي بجانبي لقد عانقتني سريعا وبدأت بالبكاء وكيف عرفتها من الألبوم الذي تريه لي أختي دائما، كانت تغني لي كي أنام وتتحدث معي بلطف كي لا أخافُ لكن بابي لقد كانت تتألم يداها كانت مربوطتان وأيضا هناك جروح على وجهها، هل ستعود مامي لنا"،تساءلت بخوف في الأخير ليضمها لحضنه مكتفي بطبع قبلات لطيفة على رأسها محاولا طمئنتها وكلامها يعاد كالمسجل في رأسه يأبى الخروج.
.
.
.
{شركة آل سالفادور}
"وقبلت ببساطة أكاد لا أعرفك يا إبن العم ألم ترفض الزواج منها سابقاً ماذا تغير"،تساءل سيزار بعدم تصديق مضيق عيناه نحوه كالمحقق
إكتفى إيفان بتقليب عيناه بملل من أسئلة سيزار المتواصلة منذ أخبره بموافقته الزواج من سياتا روفيري
"إيفان أنا جاد في كلامي مالذي تغير؟ "،ألّح وأصر من جديد ليجيبه على مضض
"أنت تعلم جيدا ظروفي السابقة وطريقة زواجي من فانيسا لا تتغابى سيزار وكيف أقبل الزواج منها وأنا فوق كاهلي مسؤولية كبيرة
رمقه سيزار بنظرات هادئة ثم قال
"لم تجب على سؤالي المهم إيفان، لما قبلت الآن؟ "،زفر بضيق من إصرار إبن عمه وهو يعلم جيدا بأنه لن يتركه وشأنه حتى يجيبه على جميع أسئلته
"سياتا تكون نفس الفتاة التي إلتقيتُ بها قبل سنوات في بودروم"،أخرج مابجعبته ليصاب سيزار بصدمة عمره
توسعت عيناه بصدمة ونظر له بتفاجئ عكسته لهجته
"سياتا روفيري النمرة الشرسة هي نفس الفتاة التي سكنت قلبك وعقلك بل قلبت حياتك رأسا على عقب والتي إضطررت للتخلي عنها بسبب ماحدث لفانيسا أنذاك "،أومأ إيفان بصمت وتكورت يده على شكل قبضة يعتصرها بشدة متذكرا  محاولاته العديدة في إيجادها لكن ماحدث مع فانيسا وقتها جعله يعيد حساباته وللأسف يتخلى عن حبه لسياتا
سرعان ماخرج سيزار من صدمته وشقت إبتسامة واسعة وجهه يهتف بسعادة
"لكن أنظر بعد سنوات رجعت للقاءها وهذه المرة لايوجد أي عائق لتكونا معا بعد الآن"
لمعت عيناه ببريق غامض يرد عليه
"بل يوجد أكبر عائق تستطيع تخيله"،رفع سيزار حاجبه لما قاله ليهمس إيفان بداخله
"العائق هنا هي سياتا بنفسها ".
.
.
.
ترجلت سياتا من السيارة وخلفها سيارتين الحماية الخاصة بها
نزعت نظاراتها الشمسية تتأمل منزل الجبل بأعين جامدة ثم إلتفتت لرئيس الحماية قائلة بجمود
"لا أحد يلحق بي"،أومأ لها بجمود هو الآخر لتبدأ بالمشي ناحية المدخل بخطوات بطيئة
أدخلت المفتاح في مكانه وأدارته ليفتح الباب
كانت وجهتها محددة، القبو الذي وجدت به آيرين مغمى عليها به في تلك الليلة
يديها داخل جيوب معطفها وهي تنزل السلالم تمشي في الظلام الحالك بدون إهتمام
وأخيرا وصلت لباب القبو لتدفع الباب وتخطو للداخل
ضغطت على زر الإضاءة لتصبح الرؤية واضحة لها
أول مالفت نظرها تلك البقعة الداكنة من الدماء التي تعود لدماء شقيقتها
حاولت تجاهلها وبدأت بالبحث عن أي طرف خيط لتقطع الشك باليقين
ضيقت عيناها على شيئ ذهبي لامع على الأرضية لتسرع بخطواتها ناحيته
ركعت على ركبتها تحمل ذلك الشيئ والذي يكون عقد ذهبي وليس أي عقد

{عشق من نار - Amore Per il Fuoco} حيث تعيش القصص. اكتشف الآن