{40}-معجزتي

21.6K 887 114
                                    

إستمتعوا بالفصل وعلقوا على الفقرات
Start

رمقته بعينان باردة خالية من لمعة العشق التي كانت تحتلها، كلامه معها في منزل الجبل وتهربه منها سبب لها جرحا عميقا صعب الإلتئام
"هذا ليس المكان المناسب لمناقشة حياتنا الشخصية يا إيفان"،تحدثت بهدوء تمسح على رأس داني الجالس بحضنها يريح رأسه فوق صدرها بأصابعه الصغيرة يلعب بعقدها بكل طفولية
تنهد إيفان بقوة يرد عليها ببرود
"أسبوعين رفضت رؤيتي سياتا هل حان دور تهربك مني الآن؟ "،كلامه أغضبها حد الجحيم لذلك وقفت تحمل داني بين ذراعيها ومشت ناحية مكتبها
أجلسته فوق مكتبها وأخرجت سماعات الأذن تلصقها في الهاتف وأشعلت أحد فيديوهات الأطفال
نظرت لوجهه الطفولي بإبتسامة خفيفة تحدثه بلطف
"صغيري شاهد هذه الفيديوهات الآن ولا تخلع السماعتين  وأعدك بأنني سآخذك لمدينة الملاهي بعد أن أتحدث مع والدك حسناً "
أومأ بطفولية يرد عليها بلطف
"حسنا ماما"،دنت لمستواه تطبع قبلة حانية فوق جبينه ثم وضعت السماعات بأذنه و إستدارت نحو إيفان ترمقه بغضب
إتجهت ناحيته وجلست فوق الأريكة حيث يجلس لتهمس بحدة
"أراك مغرورا ومتعجرفا بعد كل ماحدث أتتوقع مني إستقبالك بالأحضان بعد مافعلت وماقلت لي إيفان "،بقيت ملامحه هادئة ولم تهتز شعرة منه بل ببساطة قال
"أريدك أن ترجعي لمنزلنا سياتا إن لم يكن من أجلنا فمن أجل داني فهو دائم السؤال عنك حتى أصبح يبكي لغيابك"
الحقير يضربها في أضعف نقطة حساسة لديها
داني ذلك الصغير الذي نجح في كسب قلبها من أول لقاء
رفعت حاجبها بإبتسامة ساخرة
"ألا تلاحظ مدى أنانيتك، تستغل محبتي لداني كي ترجعني لك، لما لا تفصح عن مشاعرك ببساطة ها؟ متى أصبحت بهذا التكبر؟ "
سألته بعدم تصديق لا تكاد تصدق هذا التغير الهائل بشخصية زوجها كأنها تجلس بجانب شخص غريب عنها
"لست متكبرا سياتا وأنت تعلمين بأنني أحبك وأريدك أن ترجعي لمنزلنا ونكمل حياتنا معا"
بادلته النظرات بهدوء تشعر بالغليان بداخلها
"أولا أنت لا تدرك بأنك كسرتني وحطمتني بأفعالك ، ثانيا لم تعتذر مني بعد، ثالثا و الأهم لا يمكنك إستعمال داني كعذر كي أرجع معك
ورابعا حتى لو أدركت خطئك وإعتذرت مني وببساطة طلبت مني الرجوع لك فأنا لن أسامحك بهذه البساطة إيفان"
أغمض عيناه بقوة يعض على شفتيه يحاول ضبط نوبات غضبه الجنونية وأن لايتهور في وجود صغيره وبالطبع أمام مالكة قلبه كي لايؤذيها في غفلة غضبه
يعلم تماما بأن كل كلمة قالتها صحيحة مئة بالمئة لكنه عنيد ليتقبل ذلك
إبتسمت بخفة لمنظره هذا وداخلها يرقص بسعادة لإنتصارها وجعله يغضب بهذا الشكل
فليذق من نفس الكأس التي شربته منه هي
فتح عينيه الخضراء التي أغمق لونها من شدة غضبه ليجدها تناظره بأعين تلمع بإستمتاع ليضغط على أسنانه بغيض قائلا
"ماهي شروطك؟! "،وكأنها كانت بإنتظار سماع هته الكلمتين لتتوسع إبتسامتها تضع قدما فوق الأخرى تريح ظهرها على الأريكة تتنهد بقوة مبتسمة
"أممم شروط سهلة وبغاية البساطة إن قبلت بها سأعود معك فوراً "،تحدثت بإبتسامة بريئة ليرن جهاز الإنذار برأسه من حديثها الذي أيقظ حذره و شكوكه
"فورا؟! "،سألها بشك لتومأ له بموافقة
"أبهريني بشروطك السهلة والبسيطة يا زوجتي العزيزة"،تجاهلت نبرته الساخرة تلك وفتحت فمها لترمي قنابلا في وجهه
"سننتقل من القصر لمنزل خاص بنا، كلانا سيحظى بغرفة خاصة به ببساطة لن نكون كزوجين بل كغرباء ،لن تلمسني مجددا وليس لك الحق بالتدخل في قراراتي ،بالمختصر سيكون زواجنا زواجا مع وقف التنفيذ"
أنهت حديثها تراقب ملامحه التي تغيرت جذريا
وجهه إحمر غضبا وشفتيه أصبحت على شكل خط من شدة زمها
"أول شرط مقبول أما البقية أرفضها وبقوة"
هسهس بحدة لتزفر بضحكة ساخرة تجيبه بإستفزاز
"هذا مالدي يا زوجي العزيز إقبل أو أرفض هذا يعود لك في النهاية"
نهض من مكانه بعنف يصيح في وجهها بغضب ناسيا إبنه الجالس معهم في نفس المكان
" لا تفقديني صوابي سياتا ماهذه الشروط الغبية أتريدين منا العيش معا كغرباء بدل العيش كأي زوجين عاديين "ومن شدة حنقها منه نهضت هي الأخرى تبادله الصراخ بغضب متناسية كل ماحولها وبأنهم في مقر شركة
"لقد كنا زوجين عاديين إيفان لكنك حطمت ذلك، حطمت قلبي وحبي وإحترامي لك
منذ هروبك مني عند إكتشافك الحقيقة تغير شيئ بداخلي لكن رغم ذلك أتيت خلفك وحاولت إقناعك لكنك صديتني وأسمعتني كلاما جارحا، فضلت الخائنة فانيسا على زوجتك"،صمتت للحظة تتقدم ناحيته تنغز إصبعها داخل صدره بقوة
"مهما عاشت ومهما عانت ذلك لايغير حقيقة أنها إمرأة خائنة طعنت زوجها في ظهرها وبسبب زوجتك المحترمة هذه تصلني تهديدات بحياة أحباءي واليوم تعرضت لهجوم مباغث قصد قتلي هل لديك علم بذلك ياترى؟! "،توسعت عيناه بصدمة مما سمعه في الأخير ليقول بصدمة
"أي تهديدات وأي هجوم هذا سياتا؟ ماللعنة الذي تحدث؟ "،تنهدت بقوة تستدير مولية إياه ظهرها لتسقط عيناها على داني الذي ينظر لهما بخوف ودموع متجمعة داخل عيناه
لتلعن تحت أنفاسها فغضبها قد أعماها وتناست وجود داني معهم
جذبها إيفان برفق ناحيته يسألها بهدوء هذه المرة
"أخبريني مالذي يحدث ومن يقوم بتهديدك"
لانت نظراتها تزفر بخفة ثم أومأت له بهدوء.
.
.
.
"زفافنا إقترب حبيبي و أنت لا تساعدني بالتحضيرات أبدا"،تحدثت لوكريسيا بتذمر تعبس بظرافة في وجهه

{عشق من نار - Amore Per il Fuoco} حيث تعيش القصص. اكتشف الآن