{3}-آيرين

37.3K 1.3K 55
                                    

إستمتعوا بالفصل وعلقوا على الفقرات
Start
روما-إيطاليا
كان إيفان جالس بأريحية في المقعد الخلفي لسيارته وبجانبه إبنه داني
سيارتين حماية سوداء رباعية الدفع خلفه وواحدة أمامه
كان يمسك الابتوب ينهي آخر أعماله أما داني كان ممسك بهاتف والده يتسلى بأحد الألعاب المفضلة لديه لكن سرعان مارفع وجهه لوالده يسأله بفضول
"بابا إلى أين ذاهبون نحن"،تحدث بصوته الطفولي بفضول ليبتسم إيفان بخفة ينظر لإبنه الصغير
"لمكان سيسعدك أكثر من الحديقة"،عقد داني حاجبيه الصغيران بتشوش لكنه لم يستفسر فهو بطبعه طفل صبور.
.
.
.
كانت سيلفيا جالسة بأحد المقاهي تستمر بشرب قهوتها عندما أطل عليها بجسده الضخم وطوله الفارغ
قلبت عيناها بملل ونطقت بسخرية
"وأنا التي كنت أقول بأنك تأخرت بمقاطعة خلوتي كعادتك سيزار"،إبتسم سيزار بخبث يجلس في المقعد المقابل لها ناطقا بصوته الرجولي الرخيم
"وأنا الذي ظننتك تعودتي على مقاطعتي لك دائما"،ضغطت على أسنانها من الغضب لترمقه بحدة وشرارات طلقتها عليك من عينيها التي أوقعته صريع لهواها
"جديا سيزار!! ألن تتوقف عن حركات المراهقين هذه، هكذا لم أعد أعرفك، لطالما كنت شخصا رزينا وحكيما مالذي تغيّر"،قالتها بدهشة تناظره بعدم تصديق لما أصبح عليه
إختفت ملامح التسلية ليحل الغضب على وجهه ناطقا بحدة
"وتسألين أيضا؟ كل ماحل بي بسببك يالعنة حياتي، منذ اليوم الذي عدت منه من السفر إنقلبت حياتي رأسا على عقب، سحرتني وأوقعتني بحبك وأيضا لايكفي أصبحتِ تتهربين مني "،لم تتفاجئ من رده عليها فالذي يشعر به هي أيضا تحسه وربما أكثر منه لكن اللعنة عليها إن إعترفت أنها تبادله المشاعر بفهي شخصية عنيدة لكنها نست بأن سيزار ليس شخصا عاديا بل هو الذراع الأيمن لإيفان وأيضا زعيم مافيا متوحش ومتملك لدرجة لن تتصورها وإن أراد شيئا يحصل عليها مهما طال الزمن وهو وقع بحبها ولن يهنئ له بالاً إلا أن أصبحت إمرأته
"وأنت تعلم جيدا ماهي إجابتي سيزار ولن تتغير مهما حدث "،أجابته بعنادها ورأسها اليابس كالعادة ليبتسم بجانبية إبتسامة سرقت أنفاسها منها لكنها كعادتها أخفت كل أحاسيسها تحت قناع الهدوء و اللامبالاة
"وأنتِ تعلمين مسبقا إجابتي حبيبتي"،أنهى جملته ونهض من مكانه مقتربا منها ليقف بجوارها
لم ترفع رأسها بل أكملت شرب قهوتها لتتوسع إبتسامته أكثر
دنا منها طابعا قبلة على فروة رأسها مستنشقا رائحته الزكية مغمض العينان
"إعتني بنفسك حلوتي وكفاكي مشاغبة"،همسها في أذنها ثم مشى مبتعدا لتزفر بسخط مقضبة الحاجبين .
.
.
.
.
"مامي نحن أتينا"،صاح داني بصوته الطفولي وعيناه الزرقاء مثبتة على الضريح الخاص بوالدته في المقبرة
وضع الزهور البيضاء على قبرها مبتسما بخفة ويده الصغيرة تمر فوق إسمها المنقوش
كان اليوم ذكرى وفاة فانيسا لذلك أحضر إيفان إبنه لزيارتها كما فعل طوال الخمس السنوات السابقة حتى رغم أنه كان رضيعا
وقف إيفان خلفه يتأمل قبر زوجته بأعين خالية من الحياة باردة كالصقيع
نعم، لقد أقام لها جنازة تليق بزوجة زعيم مافيا النمر الأبيض وقبر أيضا
في تلك الليلة قبل أربع سنوات كلف سيزار باابحث عن جثتها التي وقعت في البحر وقام بدفنها، رغم أنها خانته وكسرت ثقته لكنها في الأخير تظل والدة إبنه والمرأة التي أحبها في يوم من الأيام
"مامي لقد إشتقت لك كثيرا"،أخرجه من أفكاره صوت داني الحزين لينظر له ويجده عابس وعينيه ممتلئة بالدموع
نزل لمستواه يكوب وجهه الصغير يمسح دموعه الغالية على قلبه
"لاتبكي يابطل والدتك لن تكون سعيدة بذلك"،تحدث بحنان ليومأ له بطاعة
تنهد إيفان بقوة ثم حمل جسد طفله الصغير ونظر للمرة الأخيرة لقبر زوجته
"لقد سامحتك فانيسا فلترقدي في سلام"،قالها بإبتسامة باهتة ثم مشى بعيدا.
.
.
.
برن-سويسرا
مساءا
كانت سياتا جالسة مع شقيقتها الشقية بغرفة المعيشة بمنزلهم يشاهدون الكارتون المفضل عند الصغيرة
كانت تجلسها بحضنها وتداعب خصلات شعرها برقة وآيرين مبتسمة بسعادة
"كيف كان يوم أميرتي"،سألتها بإهتمام لتلوي الصغيرة شفتها بتفكير ثم تلتفت لتواجه أختها ناطقة بحماس
"فعلنا الكثير من الأشياء مع ماغي وأيضا قد أخرجتني للحديقة التي بجوارنا، لعبنا كثيرا أختي لقد أحببت ماغي ولا أريدها ان تغادر كالأخريات"،قهقهت سياتا بخفة تقرص أنف آيرين الصغير
"وأخيرا رضيت عن واحدة منهم ثم تعالي هنا من كان يجعلهم يهربوا أيتها الشقية "،ضحكت الصغيرة بصخب تضع يدها الصغيرة فوق فمها
"حسنا صغيرتي طلباتك أوامر لن نجعل ماغي تغادر ستبقى معنا "،أومأت آيرين بحماس ثم عضت شفتها تقول بتردد
"أختي، إشتقت لأبي"،جملة بسيطة جعلتها تشعر بألم كبير وبكم أنها أنانية لأنها تبعد آيرين عن والدها
طوال الخمسة سنوات كان دائم المجيئ لسويسرا للإطمئنان عليهم و آخر زيارة كانت قبل ستة أشهر
تنهدت سياتا بخفة تدنوا لوجه آيرين تقبل جبينها بحنان
"أبي مشغول هذه الفترة صغيرتي"،رمشت الصغيرة بتتابع ثم هتفت بحماس
"لنذهب نحن هذه المرة أختي أرجوكي"،وهاهي تستعمل وجه الجرو خاصتها والنظرات البريئة التي لاتساعد على الرفض
"لكن حبيبتي.. "توقفت عن الكلام عندما لمعت عينان آيرين بالدموع وبرزت شفتها للأسفل بعبوس
"لكنني أريد أبي"،تكتفت بعناد شديد لتغمض سياتا عيناها بقوة تزفر تحت أنفاسها
"سأفكر بالأمر أميرتي هيا للنوم"،أوقفت جميع إحتجاجات الصغيرة بجملتها تلك لتنصاع آيرين لكلام أختها
قضت سياتا تلك الليلة بدون نوم تفكر بحديث صديقتها سيلفيا وطلب آيرين  مطولا
ربما قد أتى الوقت المناسب كي تعود للموطن.

{عشق من نار - Amore Per il Fuoco} حيث تعيش القصص. اكتشف الآن