{50]-♡أدريان و أوريل♡

18.9K 882 153
                                    

إستمتعوا بالفصل وعلقوا على الفقرات
Start

فلورنسا-إيطاليا
عينان بنية تطلق شرارات الغضب وجسد متشنج مع قبضة يد مشدودة هذه كانت حالة ستيلا التي تقف في مدخل الصالون بمنزلهم
كانت قد عادت من محل الورود الذي فتحته مؤخراً مرتاحة البال لأنها قضت يوما هادئا خالي من أي مشاكل ومشاجرات مع والدتها لكن المصيبة كانت تنتظرها في المنزل
ماإن دخلت للمنزل أتتها أصوات داخل الصالة بالبداية ظنتها أحد صديقات والدتها لكن ماإن حاولت الصعود لغرفتها حتى نادتها والدتها
زفرت بهدوء ترسم إبتسامة مجاملة ودلفت للداخل لكنها تصنمت في مكانها ماإن رأت تلك الهيئة المؤلوفة والذي كان يجلس كأنه صاحب المكان وينظر لها بأعين تشع خبثا ومكرا
شعرت بإنقباض معدتها ورغبة قوية تحثها للتقيئ لكنها تحاملت على نفسها توجه نظراتها لوالدها الذي كان جالس بهدوء ينظر لها بأعين معتذرة لتشعر برغبة قوية بالبكاء
لقد كرهت ضعف والدها أمام والدتها بهذا الشكل، صحيح بأنه يواسيها ويقف بجانبها لكنه أبدا لا يفرض كلمته بما أنه رجل البيت وعلى زوجته أن تطيعه لكن للأسف لقد إنقلبت الأدوار هنا
أبعدت نظراتها الخائبة عن والدها وحولتها لأخرى قوية وحادة تنظر للمسمى بأمها تسألها بصوت بارد قوي
"مالذي يفعله العم كلافيد هنا يا أمي"،وعمدا شددت على إسمه تنطق بالعم كي يفيق على نفسه لكن عبثاً
إمتعضت ملامح والدتها من قلة أدب إبنتها من وجهة نظرها هي لتصيح بها بغضب لم تكلف نفسها عناء إخفاءه
"ستيلا تأدبي يافتاة، أن تتحدثي عن زوجك المستقبلي بهذه الوقاحة أمر لن أتقبله مطلقا "
إرتفع حاجب ستيلا ونظرة ساخرة إرتسمت على ملامحها الجميلة ثم إنفجرت ضاحكة بقوة تحاول إخماد غضبها الذي بدأ بالتصاعد والذي سيحرق الأخضر و اليابس
إستمرت بالضحك بصوت عالي لكن سرعان ما هدأت قهقهاتها وبإبتسامة واسعة تحدثت بسخرية تشير للعجوز الشائب بإستخفاف
"عفوا!! لكن أقلتي بأن العم كلافيد سيكون زوجي المستقبلي يا أمي"،ومجددا شددت على آخر كلمة
"ستيلا إبنتي..."،تحدث والدها بهدوء لكنها قاطعته برفعها ليدها أمامه تتحدث بخيبة وحزن لم تستطع إخفاءهم
"كلا يا أبي لقد إلتزمتَ الصمت لوقت طويل لذلك لا تتعب نفسك بالتحدث الآن فاليوم حان وقتي أنا لأنهي هذه المهزلة ومن جذورها "،أنهت حديثها بحدة ترمق العجوز وبأعلى صوت لديها صرخت في وجهه بأعين تشع كرهاً وقرفاً
"إسمعني جيدا أيها العجوز النتن أبيض الشعر أنا لن أتزوج بك حتى في أحلامك فما بالك بالواقع، اللعنة أنا أشمئز من النظر لوجهك لدقيقة فكيف تفكر بأنني سأتحملك لمدى الحياة لذلك أحمل كرامتك المزعومة وإنقلع من بيتنا هيا"،شعرت بأن حبالها الصوتية ستتقطع من شدة صراخها
وماإن أنهت صراخها حتى تقدمت منها والدتها تنوي صفعها لكن يد سمراء رجولية أمسكت بها قي آخر لحظة وصوت رجولي زلزل المكان من شدة قوته
"إن تجرأتِ ولمستها سأبتر يدك من مكانها"
إصفر وجه والدتها من نظراته الحادة وقبضته القوية التي ستكسر يدها بأي لحظة
أما ستيلا قد تجمدت في مكانها والصوت المؤلوف يرن بأذنها لتلف وجهها بهدوء لتجده بالفعل يقف بجانبها ويده السمراء تمسك بكف والدتها بقوة أما عيناه الزمردية كانت مثبتة على العجوز الذي سيصاب بنوبة قلبية من حدة نظراته
"آدم"،خرج إسمه من شفتيها بنبرة ناعمة رقيقة وبعفوية تامة ليتصلب جسده لوهلة يثبت تلك الزمرديتين القاتلتين عليها ولسبب غريب بالنسبة لها لاحظت بأن نظراته لينة ناحيتها عكس نظراته للبقية
"أنا هنا لقد أتيت"،وكيف لأربع كلمات بسيطة تخرج من فاه شخص غريب عنها أن تشعرها بهذا الأمان وهذه السعادة
حقا إحتارت من نفسها وبهذه الأحاسيس المجهولة التي تهاجمها على غفلة منها حالما تلتقي بهذا الرجل ورغم أنها إلتقته مرتين فقط لكن كأنها تعرفه منذ الدهر
أفلت آدم يد والدة ستيلا بعنف لتتأوه الأخرى بألم تمسد يدها التي إحمرت من قبضته الحديدية
"من أنت أيها الشاب"،صوت والدها المتساءل
أخرجها من دوامة أفكارها المتعلقة بهذا الضخم الوسيم الذي يقف بفخامة بجانبها
رجعت النظرات الباردة تغلف عيناه الزمردية
ليجيب بمنتهى البرود
"إسمي آدم ياسيدي" ،همهم والدها بهدوء لتتدخل والدتها تسأله بصرامة زائفة فهي قد إرتعبت منه
"ومن أنت لتتدخل بمسائلنا العائلية ومن تكون بالنسبة لإبنتي"،أطلقت ستيلا ضحكة ساخرة على ماقالته والدتها متحدثة بسخرية لتستفيق للمرة الثانية من تجمدها الغبي أمام هذا الغريب ذو العينان الساحرة
"مسائل عائلية؟ وإبنتي؟ حقاً أنت تفاجئينني بقلقك الزائد عليّ "
"ستيلا"،ندها عليها والدها بلهجة صارمة لم تهز شعرة منها بل زادت غضبها لتنفجر في وجهه فاقدة أعصابها
"ماذا ستيلا ستيلا ستيلا ماللعنة الذي تريدونها مني ها، تبا لقد كنت إبنة مطيعة منذ صغري، لم ألعب خارجا مع الأطفال لأنه غباء لم أستمتع بمراهقتي لأنه غباء لم أدرس الإختصاص الذي أحبه لأنه غباء أيضا، والدتي عذبتني منذ صغري ولم تجعلني أستمتع بحياتي كالفتيات الأخريات، عاملتني كأنني دمية وحاولت تزويجي غصبا العديد من المرات ويالسخرية القدر فأنت لم تمنعها أبداً صحيح بأنك واسيتني لكنك أبدا لم تدافع عني بل تركتني تحت رحمتها لسنوات عديدة والآن عندما أدافع عن حقي تنهرني بصرامة "
صاحت في وجهه بغضب شديد متجاهلتا نظراته المصدومة منها لتمسح دموعها بعنف بعدما نزلت بدون إذن منها
حاول التقدم منها لكنها رجعت خطوة للخلف ليتحدث بهدوء
"أنا والدك ستيلا إيّاك نسيان ذلك"،أومأت له بأعين محمرة من كبتها للدموع التي تحاول النزول لترد عليه قائلة
" إذن أين كانت أبوتك عندما كنت أضرب و أعنف من طرفها، أين كانت أبوتك عندما كنت أبكي وحيدة بين جدران غرفتي معاقبة من طرفها أيضا ها، أين كانت أبوتك عندما حاولت تزويجي بهذا العجوز المتحرش، أين كنت يا أبي ؟"،كلماتها خرجت ببرود و أعين خاوية من أي مشاعر فقد قتلوها من الداخل بقسوتهم وعدم مبالاتهم بها
عم الصمت في الصالون بعد إلقاءها لجملتها تلك ولم يرد عليها أي منهما
العجوز كان يتابع ما يحدث كأنه يشاهد أحد المسلسلات الدرامية لكن تلك النظرة القاتلة التي رمقه بها آدم جعلته يسرع بالنهوض مغادرا المنزل بسرعة
والدة ستيلا كانت قد رجعت للجلوس على الأريكة تتأمل أظافرها بملل أما والدها كان يتابع حالة إبنته بنظرات نادمة على ما عانته إبنته ولم يحرك ساكنا بإيقاف زوجته عند حدها
أما هي كانت بحاجة لشخص يتمسك بها الآن ويحتويها داخل أحضانه كي ترمي آلامها وتعبها فوق صدره وبالتحديد هي تريد آدم أن يكون ذلك الشخص
وكأنه إستمع لنداءها لتتسلل كفه الضخمة تعانق كفها الصغيرة يشد عليها برفق متحدثا بصوته الرجولي القوي
"ستيلا تكون حبيبتي وقد أتيت لأخذها إلى حيث تنتمي"،نظر له والدها سريعا يرمقه بتفاجئ من كلامه لتعقد والدتها حاجبيها تهتف بإعتراض
"ستيلا لا يحق لها أن ترتبط بأي شخص دون موافقتي لذلك غادر منزلنا الآن"،أنهت جملتها ترمق آدم بحدة جعلته يرفع حاجبه في وجهها
في تلك اللحظة رفعت ستيلا رأسها ترمق والدتها ببرود قائلة بجفاء لم يأتي هباءاً
" ليس لديك الحق في التدخل بحياتي بعد الآن ومثلما قال آدم أنا سأغادر معه ولن أعود لهذا المنزل المشؤوم بعد الآن لذلك إبحثي عن دمية أخرى لتتحكمي بحياتها"
أنهت حديثها ثم رفعت وجهها تنظر لآدم لوهلة ثم تحركت تمشي ومازالت تمسك بكفه تحثه على المشي معها، إنصاع لها آدم وتحرك معها للأعلى حيث غرفتها كي تحزم أغراضها لتغادر هذا البيت بأسرع وقت ممكن.
.
.
.
روما

{عشق من نار - Amore Per il Fuoco} حيث تعيش القصص. اكتشف الآن