(الفصل السابع والعشرون)

35 8 3
                                    



  كانت زوجان من الأعين تراقب كل ما يحدث انهم ساندي وسيدرا التي هاجمها شعور موحش بقلبها
لم تستطيع السيطره على دمعه فرت من عينيها
وهي تحضر ذلك المشهد
لم تشعر إلا بيد صديقتها ساندي تشد عليها
لتفيق مما يحدث وكأنها بحلم
لا تتخيل نهايه علاقتها بآسر لم وتتخيل أبدا ان يتخلي عنها بيوم من الايام بل لم تخطر الفكره ببالها
لا تعرف اهو استحواذ ام تملك
ولكن كانت دائما تتعامل مع آسر بأنه ملكيه خاصه لها ومن حقها هي وحدها لم تترجم شعورها ناحيته سوي مؤخرا وللأسف مؤخرا جدا
اخذت نفسا قويا ثم نظرت لساندي ببتسامه باهته وتقدموا للداخل
ذهبت لوالدها ووالدتها وعندما نظرت لها والدتها بتلك النظره الاي تحوي كميه كبيره من الشفقه لم تستطيع سوي ان ترتمي بحضنها وتأخذ انفاس قويه تحاول التغلب على شعور البكاء المسيطر عليها لانها لو تركت الامر لنفسها لن تتوقف
ربت والدها على كتفيها فأحتضنته هو الاخر
ثم تمالكت نفسها وابتسمت بهدوء وهي تعرفهم
على ساندي صديقتها وبعدما رحبوا ببعضهم استأذنتهم سيدرا للمباركه لآسر لم توافق إلهام بالبدايه ولكن كنان دعمها كالمعتاد فأضطرت للموافقه ذهبت معها ساندي ووصلوا لمكان آسر الذي كان جالس بجانب خطيبته ميسون يتلقوا التهاني من جميع المدعوين
وعندما رأها امامه لم ينزل عيونه من عليها
وهي تتقدم منه بتلك الابتسامه الهادئه تبارك له قائله :ألف مبروك يا بشمهندس عقبال الفرح
ان شاءالله ولم تنتظر رده وهي توجه نظرها لميسون تبارك لها هي الاخري
ثم انسحبت من أمامهم فقد كانت تضغط على نفسها لأقصي درجه
رغبت كثيرا بالصراخ بوجهه لسؤاله لماذا أوصلتنا لهذا الحد ولكن خرج السهم من القوس وانتهي
باركت لهم ساندي هي الاخري بسرعه
وهي ترمق آسر بغضب وانسحبت خلف صديقتها
مسح آسر على وجهه بإرهاق فكل ما يحدث يضّيق صدره اكثر فأكثر أمسكت ميسون يده تسأله بقلق :مالك يا حبيبي انت كويس
سحب يده وهو يعتدل في جلسته مومئا لها بهدوء وظل صامت...

كان يتطلع عليها من بعيد
كانت تعطيه ظهرها تقف مع عائلتها وبجوارها صديقتها
كان يراها من بعيد تذهب وتأتي بالمكان كالفراشه مع سيدرا التي لا تفارقها
يريد ان يمدح جمالها ويتحدث معها بعض الوقت فلقد خطفت أنظاره منذ دخولها بطلتها كالفراشه الناعمه وسط الحضور
استجمع نفسه عندما وجدها اخيرا ابتعدت عن صديقتها لتأتي بمشروب قائلًا وهو يقف خلفها :الجميل مش معبرنا مش ناوي يحن بنظره إلتفتت ساندي للخلف بخضه
لتجد علي وعلى وجهه ابتسامه لعوبه لم تستطيع سوي الضحك على كلماته التي قالها
فقطب جبينه بستغراب قائلا :هو كان أدائي فاشل للدرجادي
ضحكت ساندي بقوه عليه قائله من وسط ضحكاتها :سرسجي جدا يا دكتور
حك علي ذقنه بخجل قائلا بتبرير :اهو كنت بحاول اعمل اي حاجه اعبر عن إعجابي بالجمال دا
قالها وهو ينظر لها بإعجاب
ابتسمت ساندي بخجل قائله :شكرا يا علي
تأفأف في زهق قائلا :شكرا يا علي أنا بقولك كل دا عشان شكرا يا علي لا كتر خيرك بجد
وكادا يرحل حينما استوقفته تقول له :في اي مالك قال بقله صبر من تصرفاتها الامباليه له :مليش
ثم سحب يدها وهو يستمع لإحدي الاغاني الجميله :متيجي نرقص بحب الاغنيه دي تركت
نفسها بين يديه للرقص في حين ذهب كل ثنائي للرقص بشريكته
وكانت ميسون تنظر لآسر تنتظر منه ان يطلب منها الرقص او يقوم بأي شئ
ولكن وجدته جالس كمن قتل له قتيل
لم تتحمل وطلبت منه هي الرقص
فقام على مضض كأنه تأذيه واجب
يرقص معها وعينيه لا تنزل عن سيدرا
كانت واقفه بجانب والديها تستند برأسها على كتف ابيها عندما سمعت ترحيب والدتها بأحد
فنظرت لتجده شاب تعرفه ولكن لا تتذكره
فقالت والدتها بسعاده وهي تعرفهم عليه :تعالي يا حبيبي دا يبقي الدكتور سيف ابن صديقتي الي كلمنا قبل كده يا كنان وبلغنا عن وضع سيدرا لما تعبت قالتها بضيق فرمقها كنان بنظره لتصمت
وقال بهدوء وهو يمد يده ليصافحه :تشرفنا يا ابني
فرد سيف بإحترام :الشرف ليا يا عمي ونظر لإلهام والدة سيدرا قائلا :أنا كمان في نفس جامعه الدكتوره قالها وهو ينظر لسيدرا
بس اكبر منها دفعتين وممثل الفرقه بتعتي
قالها بفخر وتباهي
فقلبت سيدرا عينيها بملل وهي تومأ برأسها في صمت في حين احست إلهام بحثها الأمومي انه العريس المناسب لأبنتها :ماشاءالله يبني ماشاءالله ماما مقلتليش قبل كده انك مع سيدرا في الجامعه فرد سيف عليها قائلا :يمكن مجتش فرصه مش اكتر
وتابع قائلا :على العموم أنا أتشرفت بيكم جدا ونظر لسيدرا قائلا وهو يمد يده لها :تسمحيلي بالرقصه دي يا دكتوره لم تكد سيدرا تنطق كلمه
حتي وافقت والدتها قائله :مفيش مشكله يا حبيبي اتفضل وقالت وهي تنظر لإبنتها روحي معاه يا حبيبتي يلا نظرت لها سيدرا ببعض الغضب ولكن لم تشأ ان تحرجها لذلك ذهبت معه مرغمه
زجرها كنان قائلا :انتي بتدخلي في حاجه زي دي ليه مفيش فايده يا إلهام ترقص تقعد قلتلك ميت مره متضغطش عليها
قالت إلهام بزهق من انحيازه دائماً لإبنته :طبعا ومين يشهد للعروسه خليها جنبك كده نايمه على كتفك زي المطلقه وانت مبسوط بيها كده
سألها كنان بنبره لعوبه وهو يخبط كتفه بكتفها :دا شكل في حد هنا بيغير شامه الريحه يا لومه
أزاحت نظرها للناحيه الاخري بإصتتاع الزعل قائلا :محصلش محدش يقدر أصلا يخليني اغير
خبط كتفه بكتفها ثانيا قائلا :ياواد يا واثق انت قالت له بأنف مرفوع وهي تربع يدبيها على صدرها :طبعا عندك شك ضحك كنان من قلبه على زوجته الغيوره التي مهما كبرت تظل بعيونه تلك الفتاه التي احبها واختطفت قلبه من النظره الاولي
واحاط كتفيها بزراعه ينظر لإبنته وهي ترقص مع سيف
لم تكن سيدرا أبدا لتوافق لولا ان وضعتها والدتها بذلك الموقف فلقد تذكرت آخر مره رقص معها
كانت علي وشك الجنون من لمسته لها
وانقذها على آخر لحظه آسر
وعند تفكيرها به نظرت له ووجدت عيونه تكاد تخرج النار من وضعها بين يدي سيف كان ينظر لها بقوه وغضب وكأنه سيفتعل جريمه حالا
حاولت عدم النظر له وهي تضغط على نفسها لتحمل الرقص مع سيف ولكن لم يكن جسدها مرتاح وظهر ذلك واضحا عليها بشده لكل من يراها رفعت عينيها لمكان آسر مره اخره فوجدته فارغ
تلفتت حولها ولكن لم تجده ثم اظلمت القاعه
واُضيء نور خافت يبعث الرومانسيه في القاعه ولم تشعر بنفسها سوي وهي بين يدي تحتضن خصرها وتقربها منه كادت تبعده بقوه عندما عرفت من هو من رائحته نظرت له بتدقيق في محاوله لتبين ملامحه ولكنها لم تستطيع لشده خفوت الضوء احتضنها بيديه وقربها منه بشده واضعا رأسه على كتفها ويديها حول رقبته كانوا بوضعيه رومنسيه جدا ظل يستنشق عبيرها بقوه فقالت بتردد :آسر
ششششش قاطعها بهمسه بجوار أذنها سببت لها قشعريره على طول جسدها واحس هو بها بين يديه فقال بنفس الهمس بجوار أذنها بعدما ابعد خصلت شعرها بأنفه :متتكلميش كلمه زياده دلوقتي تجنني اكتر من الي شفته ازاي تسمحي للكائن دا يلمسك
او يقرب منك ازاي يا سيدرا قالها بغضب وهو يمرمغ وجهه بشعرها يستنشق عبيرها بقوه
حاولت انزال يديها من حوله والابتعاد
عندما قاطعها قائلًا بنبره قويه :اياك تنزلي ايدك متختبريش صبري يا سيدرا اكتر من كده
لوالله العظيم اخدك قدمهم كلهم واطلع ومهيهمني حد وسعت عينيها بصدمه لما يقوله ولم تعرف ماذا تفعل في حين كانت حرفيا بحضنه يراقصها على تلك الأنغام في ذلك الضوء الخافت
اول مالرقصه تخلص مش عاوز ألمحك في القاعه كلها روحيّ أنا أصلا معزمتكيش عشان تيجي
ليه تيجي من نفسك كان يتكلم ولا يشعر بما يخرج من فمه من شدة غضبه من تحركها كالفراشه وسط الناس ومحاورتها مع ذلك الشاب اللذج بل والرقص معه
وعند ذكره لذلك اسودت السحابه الورديه بعينيها ودفعته بقوه لم تعلم من اين أتتها وغادرت من امامه بضع لحظات اخري وعادت الاضاءه لما كانت ولكن مع اختفاء سيدرا من الوسط
ذهب آسر سريعا خلفها ليوضح لها مقصده
وانه لم يريدها ان تأتي كي لا تتألم اكثر فهو لن يتحمل حالتها ولا يتحمل وجودها بعيدا عنه بعد كل تلك المشاعر التي تكونت لها بقلبه
فأصبح قربها نعيمه فكم نفعته تلك اللحظات بين ذراعيها يستنشق عطرها كم أعادته لسلامه النفسي ورشده الذي كان قد فقده في احداثه الاخيره
ظل يبحث عنها الي ان وجدها بنهايه الطرقه تقف بجوار نافذه تستنشق هوائها بقوه اقترب منها بهدوء فلمح ترقرق العبرات بعينيها فقال بألم وهو يمد يده يحاول مسحهم لها :سيد..قاطعته سيدرا ضاربنا يده بعيدا عنها قائله بقوه وغضب :ابعد ايدك دي عني
انت فاكر نفسك ايه وازاي أصلا تسمح لنفسك تقرب مني كده جوه وجنب عروستك كمان بتحضني في الضلمه وتابعت صارخهً :أنا اخري يبقي في الضلمه دفعته بقوه في صدره وهي تقول بجنون مما تحسه بأنها بخانه العشيقه السريه :دا اخري هو دا مقامي عندك وامسكت رأسها وهي تدور حول نفسها وتقول :لا وكمان بيقولي ايه الي جابك أنا معزمتكيش
وصرخت بقوه وهي تنظر له :معزمتنيش يا بجح
حاول آسر امتصاص غضبها ومحاوله افهمها وهو يقول :سيدرا اسمعيني أنا اكيد مكنش قصدي كده انتي فهمتيني غلط أنا بس .. مش عوزه اسمع صوتك امشي من هنا مش عوزه أشوفك تاني في حياتي انت انسان اناني وقح متستهلش اي تفكير كويس فكرته فيه نحيتك قاطعته صارخه به بجنون
يعلم آسر عزه نفسها وان كرامتها ومقامها امام نفسها وقبل الاخرون اهم من كل شئ وانه جرح كبريائها بغبائه ولكنه لا يستطيع الكلام معها وسط صراخها العارم ذلك فكلما فتح فمه تصرخ به بجنون
اتت ساندي من حيث لا يعلمون وهي تنظر لهم وتنظر خلفها قائله بقلق ومحاوله منها لخفض اصواتهم :اهدو يا جماعه في ايه ووطوا صوتكوا شويه مش كده الناس هتيجي على صوتكوا
مشيه من قدامي مش عوزه اشوفه قالتها سيدرا بجنون فقالت ساندي وهي تحتضن سيدرا : اتفضل يا بشمهندس ارجع لعروستك وفرحك مينفعش الي انت بتعمله دا
تجاهل آسر ما قالته وقال لسيدرا بأمر :تطلعي من هنا على البيت ملمحكيش في الفرح ودا احسنلك يا سيدرا أنا لسه بتكلم براحه بلاش تعاندي معايا أنا جايب اخري من كل حاجه ثم نظر لساندي قائلا :عقليها وروحيها احسنلها عشان قسما بالله لا هيهمني فرح ولا عروسه وتركهم وغادر
ظلت الصدمه مرتسمه على ملامح ساندي لما تسمعه من آسر فلقد خرج عن طور رجل الأعمال المتحضر وكان وكأنه قاطع طرق سينقض عليهم
نظرت لسيدرا التي تبكي بين يديها
تحاول فهم ما حدث
فلقد كانت ترقص مع علي عندما خفتت الأضواء وعندما وانتهت الرقصه لم تجد سيدرا بالقاعه
ظلت تبحث عنها فلم تجدها
خمنت انها تعبت من المشهد وخرجت لتستنشق الهواء وعندما كانت تقترب من مكانها كانت تسمع صراخ واتضح انه صراخهم وان من معها هو آسر العريس صاحب الحفله
حاولت ساندي ان تفهم ما حدث عندما قالت سيدرا من وسط بكائها :شفتيه بيهددني ازاي شفتيه بعينك
قالت ساندي بخوف لجهلها مما يحدث فلم يسبق لها ان رأت آسر بهذه الحاله :أنا مش فاهمه حاجه اعتدلت سيدرا قائله وهي تحاول تعديل مظهرها :مش مهم هفهمك بعدين يلا ندخل وكادت تخطو القاعه عندما استوقفتها ساندي قائله بقلق من تهديد آسر :رايحه فين بصي استهدي بالله كده وتعالى نشرب حاجه بره واحكيلي ايه الي حصل وسيبك من الفرح دا خالص عشان شكله بيطلع عفاريتكوا
قالتها وهي تقصد الحاله التي رأتهم بها وهم يصرخون امام بعضهم
كادت ان تصمم سيدرا وتدخل في حين ترجتها ساندي قائله :يبنتي متبقاش دماغك ناشفه بقي أنا هبطت وزهقت تعالي نقعد بره شويه على مأهلك يسلموا ويخرجوا
وعند ذكرها لأهلها هدأت سيدرا نوعا ما واستجابت لها تأخذها ليجلسوا بكافيه بالخارج محاوله تهدئتها وابعادها عن تهديد آسر وحتي تفهم منها ماذا حدث ليوصلهم لما رأته..
عاد آسر للداخل وهو لا يري امامه من شده الغضب فلو لم يكن يعرف نوايا تلك المجنونه التي خُطب لها لكان هدم القاعه كلها ظل واقف بمكانه نظراته على ذلك اللذج الذي لثاني مره بتجرأ ويرقص مع سيدرا يري وقوفه مع والديها وابتسامه والدتها المتسعة ومعها يسمع دقات قلبه لما يجول بتفكيره يتمني ان يكون ما يفكر به خطأ ودرب من الجنون فمستحيل ان يكون معني وقوف ذلك الشاب مع والديها وابتسامتها له ارتباط بينهم أبدا
قاطع تفكيره مجئ ميسون ووقوفها بجواره سائله اياه :فينك يا آسر اختفيت مره واحده كده مش معقول تبقي دي خطوبتنا ومش عارفين نقف مع بعض خمس دقايق
اغمض آسر عينيه ومسح على وجهه بغضب يحاول ان يهدأ من نفسه ولكنه لم يستطيع فنظر لها وكاد ان ينفجر بها
عندما جاء علي وسحب ميسون بهدوء قائلا بمزاح :متيجي ترقصي معايا الرقصه دي مش عارف أخطفك من اول مبدأنا
كادت ترد عليه ولكنه سحبها سريعا ليتجه الرقص بعيدا عن آسر الذي خمن ما كاد ان يحدث من تعابير وجهه
فقد وصل للحاقه وان لم ينقذ الموقف فسيهدم آسر المعبد على من به...

العشق صدفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن