ch13"محل الزجاج"

12.5K 1.2K 50
                                    

تمت مراجعة الفصل من قبل nadakraim

قد تعيش حيثما ترغب ،ولا تحب حيثما تعيش
.
.
.
.
مقولة أيرلندية قديمة

الفصل الثالث عشر  'محل الزجاج '

"أنستي ..."
"نعم ميلينا "
كنا قد غادرنا المنزل ووصلنا مجددا أمام محل القطع الزجاجية
"لقد ظننت في البداية أنكِ نضجت فجأة ولكن الآن ...أنتِ تغيرتِ تماما ،كأنكِ لست الفتاة التي أعرفها منذ سنوات "
هي حدقت بي بنظرة حائرة ،هي بدت وكأنها تطالع شخص لا تعرفه ،في الواقع هي محقة فأنا في النهاية شخص أخر .
رفعتُ كتفي ورسمت إبتسامة مرحة لأغير الجو الذي ساد بيننا فجأة
"أنا عشت تجربة كادت تؤدي إلى موتي ميلينا وبعد إستيقاظي أنا راجعت حياتي ووجدت أنني لم أفعل أي شيء ذو أهمية ففكرت أن المرء قد يفارق الحياة في أي لحظة ،لذلك يجب عليه القيام بأشياء تبقى خالدة حتى بعد موته "
"أنا سعيدة حقا برؤيتكِ أصبحتِ هكذا "
كلانا دخلتا للمحل لتتوسع أعيني ،المكان كان في غاية الجمال ،تلك القطع الزجاجية المنحوتة بكل براعة كانت خلابة وفورا إنجهت ناحية القطع المعروضة على الطوابق .
"يا إلاهي أنظري ما أجمل هذه "
قالت ميلينا وهي تشير ناحية القطعة الزجاجية التي كانت على شكل عصفور
"أنتِ محقة إنها جميلة جدا "
لقد كنت مسحورة بشكل رسمي ورقبتي كادت تنكسر وأنا أطالع كل زاوية في المكان "
إن الباب فتح مجددا وشعرت بأحد يقف بجانبي وهو يتأمل القطع
"تبدين مسحورة تماما بها "
الصوت كان مألوفا ،أنا رفعت عيناي لأجد أنه نفس ذلك الشخص الغريب صاحب الأعين الزرقاء
"هل أنتَ تلاحقني " انا قلت بدون تفكير ،الموقف بدى لي غريب لذلك خرجت هذه الكلمات فجأة مما جعلني أضع يدي على فمي ،هذا كان وقحا نوعا ما ،هو إبتسم وحدق بي بإرتباك "لا أقسم أنني لا ألاحق ،هذا محلي المفضل "

"أعتقد أنه أصبح المفضل عندي أيضا "
أنا بسرعة أرجعت عيناي ناحية التحف
"من يظن أن شيء كالزجاج سيشكل شيء جميل كهذا "
هو تحدث لأردف انا أيضا "نعم ،الزجاج معروف كم هو هش وحساس ،أي خطئ صغير سيؤدي إلى تخريبه لكن عندما أتأمله الأن ،أتساءل كم الجهد والتعب الذي إستغرق العامل كي ينتج شيء بهذه المثالية "
"الصبر ،أيام طويلة من عدم النوم والموهبة"
صوت أخر إنضم لنا ،كان من طرف رجل عجوز خرج من الغرفة المجاورة لتوه
"أوسكار ،أرى أنك تأخرت في قدومك على غير العادة "
"لقد كان لدي عمل مهم ،لكنني أنهيته الأن"
"طلبكَ جاهز بالمناسبة أيها الشاب "
الرجل الكهل دخل لتلك الغرفة ثم خرج مجددا حاملا علبة خشبية ،عيناي تتبعته بفضول فهو تقدم ناحية الرجل وأخذ من عنده العلبة الخشبية ثم فتحها وأخرج منها المنحوتة التي كانت على شكل شجرة تبرعمت فيها زهورها ،فمي كاد يسقط أرضا عندما رأيتها ،كيف لإنسان طبيعيا أن يتمكن من إنجاز شيء كهذا
"هذا أجمل شيء رأيته في حياتي "
أنا إقتربت بشكل غير إرادي وأنا أتأمل الشجرة بإعجاب شديدة ،هي بدت لي غريبة لكنها نوعا ما مألوفة
"ماهذه الشجرة ؟"
كلاهما حدق بي بصدمة "هل أنتِ جادة يا آنسة ،إنها شجرة كورالين ،رمز الإمبراطورية"
أغمضت عيناي وأستوعبت للتوي الكارثة التي تفوهت بها ،ذلك الشاب المدعو أوسكار كان هو من أجابني
"نعم نعم ،لوهلة فقط لم أتعرف عليها "
"أتعرفين قصة هذه الشجرة أيتها الأنسة الشابة ؟"
حركت رأسي سلبا ليعدل نظاراته ويقول "تروي الأسطورة أنه في أبرد ليلة في السنة وحين كان الثلج يغطي المكان بطبقة سميكة جدا ، كانت هناك حرب قائمة بين السكان ، فتاة كادت أن تقتل لكن ضحى شاب بنفسه من أجل إنقاذ تلك الفتاة التي كان يحبها ،قيل أن دماءه سالت على ذلك الثلج الأبيض ،  معشوقته تلك ركضت إليه ،لكن الأمر تأخر فهو كان مجرد جثة هادمة ،هي بقيت تبكي على من أحبته ودموعها الغزيرة إنمزجت مع دمائه ،الفتاة لم تتحرك من ذلك المكان ،بل بقيت تبكي على ذلك الحال ،هي لم تتمكن من تخيل كيف ستتمكن من العيش بمفردها ،لذلك وبالسيف الذي قتل به معشوقها هي قتلت نفسها أيضا ، من تلك الدموع والدماء الممتزجة نمت شجرة أطلقوا عليها إسم كورالين تيمنا بإسم تلك الفتاة ، هذه الشجرة نادرة جدا وفي العالم بأكمله توجد هذه فقط ،هي تتواجد في حديقة الإمبراطورة وزهورها الزرقاء تتفتح فقط في أبرد ليلة في السنة حين يغطي الثلج المكان "
القصة كانت مأساوية جدا وجعلتني أتساءل هل هذه حقيقة أم مجرد خرافة تعلقت بالشجرة ،أنا حافضت على صمتي ،لا أنكر الحزن الذي شعرت به لوهلة بعد سماعي لهذه القصة ...أكره قصص الحب المأساوية ،ألم يكفي روميو وجولييت لكي يضيف العم لقائمتي كورالين وعشيقها ...
عند عودتي لعالمي سأحرص على كتابة رواية بهذا العنوان ...شكسبير ليس أحسن مني وسأجني أموالا طائلة من الأرباح .

Before the sunset |قبل غروب الشمسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن