ch24" آسف"

11.9K 1.2K 170
                                    


لكي ترى العالم في ذرة رمل
والجنة في زهرة جامحة
امسك اللانهاية في راحة يدك
والأبدية في ساعة

ويليام بلايك
.
.
.
.

الفصل الرابع والعشرون 'آسف '

قلب الإنسان ينبض لما يصل إلى ثمانون نبضة في الدقيقة الواحدة ،لكن أحيانا وفي بعض المواقف يمكننا ضرب ذلك المعدل في مئة ، هذا بالضبط ما يحدث لي الأن .

وجهه النائم وملامحه المرتخية ،تلك الخصلات السوداء التي تساقطت بتمرد على جبينه و صدره الذي كان يرتفع وينزل تزامنا مع أنفاسه المنتضمة .

كيف للمرء أن يكون مسالما وملائكيا لهذه الدرجة أثناء نومه لكنه يتحول لشخص مختلف تماما عند إستيقاضه .

كنت أجلس على ركبتاي أتأمله بهدوء ،أقسم أنني قادرة على البقاء هكذا للأبد ،لكن لأسف لا يمكنني ،على العودة لسريري ،فالوقت بالفعل كان قد تأخر كثيرا .

نهضت من مكاني لأخرج لكنني توقفت لوهلة وأنا أحدق به ،على الأقل هو لم يحضى بالأرق هذه الليلة ...

لكزت فيليكس الذي كان يجلس في طاولة الفطور بجانبي  لأقول وأنا أهمس
"أين هما ؟"
"لقد جعلتهما يستيقضان مع شروق الشمس ، سيفتعلان فضيحة لو إكتشف أمي أو أبي وجودهما هنا "

"من الجيد أنك لم تثمل معهم "

"في العادة أنا ولوكاس من يثملان وألكساندر هو من يرمينا في منزله ،لكن الان بما أن الأخر مكتئب فأنا أمسكت نفسي لأنني أعرف أن الأخر لن يتوقف عن الشرب حتى يثمل "

"م..مكتئب ،لما ما خطبه ؟"
لما أشعر بالقلق حتى ؟

"ليس من شأنكِ يا اختاه ،هل أسألك عن ما يدور بينكِ وبين صديقاتك ؟"

"هفف ...مالعلاقة ،أنا أسأل الان عن خطيبي "

"،خطيبكِ ؟ نفسه الذي عقدت صفقة معه وكل هذا مزيف ؟"

إنعقد لساني ولم أتمكن حتى من إبتلاع ما يوجد بحلقي ،لما يتصرف هذا الوغد معي هكذا

"أبلهان ..كلاكما أبلهان " قال هامسا وهو يحشر الطعام في فمه
"هاي ...هل تقصدني ؟"

حدق بي بحاجب مرتفع "نعم أفعل "

"فل يتوقف كلاكما عن الهمس هكذا ،إن كنتما تودان الحديث فشاركانا "
قال أبي الذي حدق بنا بإنزعاج ،هو محق على أية حال ليس من الأدب الهمس ونحن وسط مجموعة من الناس .

"إذا جيزال كيف أبليت في الإختبار "
سألتني لأمي لأبتسم بإتساع
"لقد كان سهلا جدا "

"النتائج ستظهر اليوم أليس كذلك ؟" قال أبي لأحرك رأسي إيجابا "أتحرق شوقا لمعرفة النتيجة " كانت أمي من قالت وهي ترسم إبتسامة متحمسة .

Before the sunset |قبل غروب الشمسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن