مرحبًا!

1.1K 60 40
                                    


مرحبًا مرحبًا أيتها المذكّرة الجميلة!

معكِ من اليوم فصاعدا فتاة لن تجدي مثل ثرثرتها أحد!

لذا أرجو أنكِ صبورة وواسعة الصدر بما يكفي لتحمّل ذلك..

وآسِفة لذلك مقدّما!

لنبدأ أوّلًا إذًا بتعريف نفسي.. أُدعى طَيف
على مشارف بلوغ السابعة عشر من عمري

وعلى عكس ما قلتُه للتو في الافتتاحية.. أنا في حياتي الواقعية هادئة جدا وقليلة الكلام حيث لا يكفّ الناس من حولي بوَصفي بِالفتاة الهادئة التي لا يشعرون بوجودها بسبب صمتي وقلة حديثي

وحتى أن أمي كانت توبخني كثيرا بعد كل اجتماع مع ضيوف ما، على عجزي عن الحديث بطبيعية وتفاعل مع الآخرين

وحتى أثناء التوبيخ كانت تُطالبني بالرد وقول شيء ما، رغم أنها بالطبع ستغضب إن قلت أي كلمة لا تعجبها!

في الحقيقة لطالما اعتقدت وآمنت بأنه من شأني لوحدي أن أختار الصمت أو الحديث فهي حرّيتي الشخصية ولا أُبالي لما يقوله الناس

لكن مع ذلك.. إن قلت لك الحقيقة، فلقد كنت أعاني حقا بجدّية من مشكلة حقيقية مع هذا الموضوع! وكأنه رهاب اجتماعي

إذ كان لدي عجز كبير في التعبير والكلام ومواجهة الآخرين بالفعل..

سواء باللغة العربية أو بلغتي الأمّ التي تسمّى الأوزبكية
فأصلي أوزبكيّ لكني ولدتُ وترعرعتُ في المملكة العربية السعودية وتحديدا في المدينة المنورة

بالنسبة للغة العربية فليست لدي أية مشكلة فيها من ناحية الاتقان والممارسة والفهم، لكن بالنسبة للغتي الأوزبكية فبالتأكيد سبب عجزي عن الحديث بها هو قلة ممارستي لها مما أدّى لنسْياني لها.. لهذا غالب العجز يكون عندما يتعلق الأمر بالتواصل مع الأوزبكيين

إذ أن العائق ليس اللغة فقط، بل حتى أفكار وعادات وطبيعة تعامل هؤلاء الناس! إذ يختلف كثيرا عن العرب.. لهذا لطالما لم أرتح في الاجتماعات الأوزبكية وأناسها وشعبها لصعوبة التعامل معهم، ولم تكن لي أية صديقة مقربة منهم، ومعظم قصصي بائسة وَسيئة ومأساوية جدا معهم

عكس المجتمع العربي الذي انغمستُ فيه كثيرا بين مدارس ودُوَر تحفيظ قرآن وما إلى ذلك، فصديقاتي المقربات منهم

ومع ذلك كان لدي صعوبة التعبير والتواصل حتى معهم! أقصد مع العرب وليس صديقاتي المقربات.. فأنا عند صديقاتي المقربات شخص آخر تماما

ضوضاء فتاة هادئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن