الفصل السابع والعشرون

682 13 6
                                    

الفصل السابع والعشرون

لم تصدق شيارا ان الدنيا تكاد تبتسم لها في وجه هذه السيدة الدافئة فندت من بين شفتيها ابتسامة مغرية وهمسة واحدة "شكراً "بادلتها انجيلا بابتسامة اكثر سحراًوربتت على كتفها "علمت وقتها ان حفيدي هو السبب في إغضابك وكنت انا جزء من العقاب " نظرت لفابيو الذي دلف وهو يسند ظهره بيده بعد ان وضع اخر حقيبة بارض البهو الفخم باعمدته الرخامية فاتسعت ابتسامة انجيلا واستطردت بضحكة مداعبة "هاأنت علمت الطريق لعقابه "وكأنها تقصدت حمله لحقائبهم الثلاثة التى اصر ان يخرج لجلبها بنفسه من السيارة .. قبل ان تعترض شيارا كان هو من يجيب "لن ادع احد يحمل حقائب زوجتي "وبذات اللحظة نامت كفه على خصرها جاذباً اياها يكاد يدخلها بين اضلاعه وامره واضح "دعيهم هنا للصباح ثم دعي العاملات يرتبن محتوياتهم في جناحنا جدتي " ابتسمت السيدة له وكأنها تشاهد حلماً ضاع من بين اصابعها داعيه ان يتمسك حفيدها به فاجابته مرحبة "أصعدا احبابي الآن وسوف تجتمعاغداً صباحاً مع الجميع " ادارها بخفة متوجها بها لوجهة يرضاها داخله اماني يرغب بتحقيقها رغم استحالتها الحالية همست للجدة "احلاماً سعيدة جدتي "امتعض وجه السيدة الجميلة التى لم ينل منها العمر إلا يسيراً معبراًعما يجيش بنفسها "احلام سعيدة كيف لها بها " تكاد تكون هذه هى كل امانيها ..

********************

ماذا تفعل سيفورزا هل جننت بهذه الليلة الغريبة " لم يجب بل ظل على حاله وهو يدفع السرير الزوجي المتين الثقيل المرهق بمجرد دفعه لدرجة جلبت احمراراً لوجهه وجعلت اوردته تبدو كشبكه عنكبوتية محكمة التشابك بدا امامها فوضوياً لدرجة خطيرة بوسامته المفرطة ..انتهى اخيراً من العمل فرمي بنفسه على الفراش وهو يلهج انفاسه الزافرة بشدة ..عقدت ذراعيها امام صدرها "يبدو انك نسيت اتفاقنا تذكره سيد فابيو " حثته كلماتها كأمر لعقله المنهك بها ان يستعيد كلماته ما ان انفض الجمع من الناس "سوف نعود معا كما اتفقنا سابقاً ولك كل الحرية ان تعيشي معي او ترفضي بعد انتهاء العمل واقامة دعائم قوية للشركات يكون لك الحق بالمغادرة لو اردت " اعتدل جالساً مادا ساقيه الطويلتان منفرجتان بفوضوية واصابعه المتشابكة ترتحان بين ركبتيه بينما شعره هو ما يظهر من تفاصيل هذا الرأس المطاطيء امامها لا تدرك انها محاولته لكي يواري غضبه ويحاول ان يملك زمام رغباته السافرة بملكيتها من جديد داخله محاولا ان يكون الثبات شيمة صوته "نعم اذكر وهل نقضت كلمتي او اجبرتك على اتخاذ قرار ما " حدقت به بدون تصديق وعلقت "فابيو لا تتلاعب مجرد دفعك للسرير ليكون بجوار الحائط بهذه الطريقة هو اجبار "وقف بلهفة متقدماً نحوها ثم رفع يديه لأعلى وحركها عاقداً إياها خلف ظهره ومازال على تقدمه بنفس الخطوات الوئيدةوصوته هو مداعبة بحد ذاته "لن امسك كما وعدتك أبداً ..لكن اعلمي انك انت الاسبب في أطلاقي هذا الوعد الذي يبتعد كل البعد عما اريده انا " نفذت نظراته المعربدة داخلها فابتسمت بحياء امامه "انك متلاعب فابيو خطير وانت تعلم "صرخ بتأوه "اوه كونك انت من تقولينها فهي تعد شهادة الأيزو بالنسبة لي "عندما وجدت ان ما يفصلهما مقدار قبضة يدها ارتجفت وتراجعت للخلف خطوة واحدة "فابيو ابتعد عني لا تنقض وعدك وإلا خرجت من قصركم هذا الآن "همس امام شفتيها المرتجفة "مما تخافين شيارا أحقا تخافين مني ام مما تتمنين حدوثه "مرت بشفتيها ارتجافة قبل ان تنفي "لا اريد فابيو ابتعد من طريقى " داعبها بصوته "وهل انا اسد طريقك ان هناك متسع لك من حولي ولكنك لا تريدين ان تسلكينها .. تتمنين المرور عبري .. طما صرت اعشق طريقتك في المرور فوقي كل ليلة " اراد ان يردف وما اقساها من طريقة ولكنه صمت مدركأ ان لازال بينهما هوة سحيقة للعودة كما الماضي ..لم يدرك ان عيناه ملئتها الرغبة التى تخشاها إلا عندما بدأ الدم ينسحب من بشرتها مخلفاً اثاراً يتمنى ان يمحوها من محياها عمرها كله فزفر انفاسه بطريقة مسموعة واجابها بهمسته " لقد اصبحت لا استطيع النوم إلا عندما تمرين من فوق جسدي ..اصبحت هوسي باحلامي "اغمض عينيه على الوجع الناشيء داخل روحه ثم فتحها بنظرة غامضة "يالك من قاسية شيارا "نفذ إليها اللوم المتراكم داخل صوته بينما اضاف "لم اكن اعلم انك بهذه القسوة .تودين سلبي حتى الحلم بك " لم تدرك ان عيونها تبتسم رغم الجمود الذي أصاب عقلها استطاع ان ينفذ داخله مداعباً احلامها القديمة ..تلمس شفتيها بشفتيه الحارة ضارما داخلها نيران مشتعله من مشاعر كانت ظنتها قتلت على يديه من اكثر من شهرين ..رفع رأسه بشعره الأسود ثم تردد في الأبتعاد امام تصلبها كتمثال بدا كأنه ينتظر اعتراضا منها او هكذا يمني نفسه وعندما لم تبدي اي لمحة يستشف منها موقفها تحرك بالغرفة بلا هدى وهو يتكلم بأول موضوع مر على عقله "يجب ان ننام فغداً سيكون يوم طويل بالعمل " مد لها يده بقميص ألتقطته من الخزينة الجدارية التى تشكل غرفة ملابس كبيرة "يمكنك إرتداءهذا "شهقت بانزعاج معترضة "ارتدي قميصك لا لن افعلها "ضربه ألم عندما تذكرها وهى ترفل داخل قميص ماريانو فاجابها والغيرة تدمرمابقي لديه من اعصاب "لن تكون المرة الأولى الذي ترتدين قميصاً رجاليا ..على الأقل انت لست بالخارج " مدت اصابعها باصرار وتناولته معلقه بتذكير له وتأنيب بتقريع خفيف وشموخ بدت

أنت جحيمي [مكتوبة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن